ليس ذلك الرجل الذي يريد المنصب، فلم يسع إليه مطلقًا، ولكن ترشيح الرئيس مبارك والتصميم عليه.. ليس ذلك الرجل الذي يحرص على جمع المال، فقد تنازل عن راتبه من أول يوم تبوأ عمله إماما للمسلمين.. لم يكن ذلك الرجل المهادن أو المتلون أو مغتنم المكاسب إبان تولى الإخوان المسلمين قيادة البلاد، حتى يحظى برضاهم، أو يكون في صفهم، فلا تصل أقلامهم أو رياح التغيير إلى مكانته.
لم يكن ذلك الرجل الذي يتملق أو يحب الشهرة أو يتنازل عن قيمه ومبادئه التي تربى عليها عندما طلب نائب الرئيس الأمريكى (مايك بينس) لقاءه فرفض، لأنه على دين أسلافه دين الحق، دين الإمام الأكبر الشيخ/ جاد الحق علي جاد الحق -شيخ الأزهر الشريف- عندما قرر الكونجرس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس منتصف تسعينات القرن الماضي، حيث أصدر الإمام الراحل بيانا صريحا وواضحا أدان فيه العدوان الصهيوني المستمر على القدس وأدان فيه القرار الأمريكي، وقال: «إن أمريكا تزعم أنها صديقة كل العرب، وهي أصدق في صداقتها بإسرائيل، تؤيدها وتدفعها لمزيد من العدوان على العرب وحقوقهم، وتساعدها في وضع العراقيل نحو إتمام عملية السلام التي تتظاهر بدعمها، لكنه دعم غير عادل، فهو دعم للمعتدين الظالمين واستهانة وهدم لقرارات منظمة الأمم المتحدة.. إن الأزهر الشريف يرفض هذا القرار الظالم من أمريكا التي تسعي في إتمام عملية السلام، ولكن هذا القرار أكد أن دعاة السلام صاروا دعاة للغدر والاغتيال للأرض والعرض والمقدسات، لا يرعون حقا للغير، ولا يدعون إلى خير، وإنما يسعون في الأرض فسادًا، لا سلام مع المغتصبين اليهود، ولا سلام إلا بتحرير الأرض العربية».
بالأمس احتفل الخيرون في العالم بمولد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور فضيلته، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بنداءات فضيلته الإنسانية للعالم، للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي يدعي الحرية والمساواة وحقوق الإنسان بضرورة المساواة بين شعوب الأرض، وتحريم القتل بسبب اللون والجنس والعقيدة.
مولد الرجل الذي كان وما زالت كلماته تقض مضاجع المستعمرين ومساكن الشيطان في ربوع الأرض قاطبة، عندما أدان وبقوة الجريمة البربرية للكيان الصهيوني اللقيط ضد فلسطين، فضيلة الإمام الأكبر لقد منحتنا شرفًا وعزا نرجوا أن نستحقه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب الإمام الطيب الرجل الذی ذلک الرجل
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: لابد أن يسود الأدب والاحترام بين أتباع المذاهب الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شدد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على ضرورة أن يسود الأدب والاحترام بين المذاهب وأصحاب الرأي والرأي الآخر، قائلا «حين ضاع منا أدب الاختلاف ضاع الطريق من تحت أيدينا»، مؤكدا أن هذا المحور هو ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي.
وأوضح شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بالحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أن أول شيء هو وقف التنابز، مؤكدا أن هذا التنابز جعل من الشعب الواحد أعداء، وأن إحياء الفتنة بين الشيعة والسنة فتيل سريع الانفجار وقوي التأثير، وهذا ما يريده العدو ويحرص عليه حرصا شديدا، حيث أنه يعتمد على مبدأ «فرق تسد»، موضحا أن الاختلاف المذهبي إذا خرج عن إطاره الشرعي وهو الاختلاف في الفكر فقد يكون له مآلات خطيرة.
وأضاف شيخ الأزهر أن الأمة الإسلامية تمتلك الكثير من مقومات الوحدة، أولها المقومات الجغرافية، فالأمة العربية تقع تجمعها لغة واحدة، كما أننا كمسلمين بتعدادنا الذي يتخطى المليار ونصف مسلم، عقيدتنا واحدة، ونعبد إلها واحدا ونتجه إلى قبلة واحدة، ولدينا قرآن واحد ما اختلفنا فيه.
وتابع شيخ الأزهر، أن أكبر مقوم لوحدة المسلمين هو التوجيهات الدينية والإلهية، والتي منها حديث قوله صلى الله عليه وسلم «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله، فلا تخفروا الله في ذمته»، مؤكدا أن أعداء المسلمين ليس من مصلحتهم أن يتوحد المسلمون، لأنهم أنهم يؤمنون بأن المسلمين لو توحدوا سيمثلون مصدر قوة، فهم يحاولون قدر إمكانهم وقدر مكرهم أن يبقى المسلم كالغريق، عندما يغطس يرفعونه قليلا كي يتنفس ثم يعودونه مرة أخرى، وهكذا، موضحا أنه لا يخرجنا من ذلك إلا الوحدة، بمعنى أن يكون لنا في مشاكلنا الكبرى رأي واحد.
وعن دور الأزهر الشريف في الحوار الإسلامي الإسلامي، أوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن الأزهر كان له دور كبير في هذا الحوار منذ فترة مبكرة مع علماء الشيعة، وأن فكرة «دار التقريب» نبتت في الأزهر مع الشيخ شلتوت ومع المرجع الديني الكبير محمد تقي القمي منذ عام ١٩٤٩م، واستمرت هذه الدار حتى ١٩٥٧، وأصدرت تسعة مجلدات تضم أكثر من ٤٠٠٠ صفحة، مبينا أنه ستتم محاولة إعادة الوضع من جديد، لكن على مصارحة وأخوة.