سواليف:
2025-01-16@10:59:57 GMT

بلا مجاملة

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

#بلا_مجاملة د. #هاشم_غرايبه

سأل معاوية عمر بن العاص يوما: بِمَ سُميتَ (داهية العرب)، قال: مادخلت مدخلا قط إلا خرجت منه، رد عليه معاوية: إذن فأنا أدهى منك، فما دخلت مدخلا لا يمكنني الخروج منه.
لعل الملاحظ أنه منذ الألفية الجديدة من تاريخ أمتنا، انتقلت السلطة في معظم أقطار الأمة من الجيل الأول من مؤسسي أنظمة سايكس بيكو الى الجيل الثاني، الذين تعلموا في معاهد الغرب وتربوا على قيمه، وتدربوا على استكمال ما بدأه آباؤهم الملتزمين بمنهج منع توحد الأمة من جديد تحت يافطة إسلامية، وللتمويه على هذا الهدف النقيض لتطلعات الأمة والمعاكس لمنهجها، سمي ذلك مرحلة المد القومي، واجتهد الغرب في انتقاء قيادات وتدريب طبقة حاكمة لهذه المرحلة لا ترى خيرا في الإسلام، وشجعت تأسيس أحزاب تنتهج مناهج علمانية نقيضة له، تلهث وراء سراب التقدم عن طريق اتباع منهج الغرب.


وهذه الاحزاب انبنت على التعالي على منهج الأمة، بل وتعتبر اتباعه رجعية وتخلفا، فاحتكرت لنفسها مسمى التقدمية، بالمقابل اعتبرت الإسلاميين عملاء للغرب المستعمر، وظلت تردد العبارات الحماسية التي تتوعد الغرب وأعوانهم بالويل والثبور، الى أن جاءت ساعة الحقيقة، عندما ثارت الشعوب العربية المقهورة عام 2011 على أنظمتها العميلة للغرب، فانكشف زيف ادعائها سريعا، إذ أيدت استقواء هذه الأنظمة بالغرب المستعمر ذاته على شعوبها، وصفقت لقمع تلك الثورة بقسوة، عندما تبين أن البديل لها سيكون من الاسلاميين.
ومع أنه وخلال قرن (المد القومي) المنصرم، تحقق برنامج الراعي الغربي بالكامل في (النكبة والنكسة والحل السلمي)، بهدف تركيع الأمة، إلا أن هذا البرنامج استكمل بشكل أعمق في الجيل الثاني من القيادات العربية، وتمثل ذلك بتقسيم المقسم من أجل شرذمة الأمة أكثر، ثم أشغلوها بحروب مع الذات (الحرب على الإرهاب) للقضاء على الروح الجهادية، التي بنيت عليها كل معالم المقاومة للغزاة طوال تاريخنا، ثم التدمير الذاتي وتقطيع أوصال المجتمع في الأقطار العربية الأقوى، فبدأوا بالجزائر ثم العراق فمصر فالسودان فسوريا فليبيا فاليمن، وبعد أن أنجز ذلك، كانت الحلقة الأخيرة وهي تدمير اقتصادات الأقطار التي نجت من كل تلك الحرائق وهي الدول الخليجية، فغلبة الطيش أذهبت الحكمة والتبصر، فوقعت الأنظمة مرة أخرى في مطب الاحتواء المزدوج، فكانت (عاصفة الحزم) على اليمن استنساخا للحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات بلا هدف ولا نتيجة سوى الإستنزاف.
لا شك أن الجيل الثاني أبلوا بلاء يفوق إنجازات آبائهم في إبعاد ذلك المحذور الذي يخشاه الغرب (وحدة الأمة)، ولا بد أيضا أن الراعي الغربي راضٍ عنهم بدرجة أكبر من رضاه عن آبائهم، فقد حققوا له من مصالح في عقدين من الزمن أكثر مما حققه له جيل الآباء في ثمانية عقود.
بناء على ذلك نفهم لماذا كانت تتفاقم المشكلات البسيطة وتتعقد، فالسمة العامة لهؤلاء أبعد ما تكون عن الحكمة والتعقل في التعامل مع الأزمات الخارجية، وبدرجة أعمق مع الداخلية، فعلى صعيد المعارضين، يغلب الطيش والنزق الصبياني في القيام بعمليات التصفية الجسدية بدل الحوار والتفاهم، مما أوقعهم في مآزق تجعلهم هدفا سهلا لابتزاز الغرب، فتستنزف الثروات الطائلة وتضيع سدى.
والأمثلة كثيرة نلمسها في كل الأقطار العربية، فهي إما أنهكها الفساد وسوء إدارة النظام السياسي، أو أهلكها التدمير الذاتي الذي قامت به الأنظمة في العراق والجزائر وتونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن ودول الخليج والسودان، وكانت جميعها تحت عنوان واحد: الخوف من الإسلام.
صحيح أنها برغم كل هذا الإهلاك للحرث والنسل، لم تفلح في قطع أمل الشعوب بتحقق حلمها في الوحدة الإسلامية، إلا أنها حققت تماما ما تدّعي أنها تمانعه وهو البرنامج الاستعماري، من تدمير للنسيج المجتمعي والاقتصاد الوطني، وبشكل تفوق خسارته كل ما يمكن أن يحققه غزو خارجي.
فهل سنبقى أسرى للوهم الذي طالما وعدنا به الممانعون (التقدميون)، وهو أنهم تسعى للتصدي للبرنامج الاستعماري، بعد أن رأيناهم يحققونه بحذافيره!؟.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

غارديان: محور ترامب وماسك تهديد جديد للديمقراطيات وتحالفات الغرب

انتقد الكاتب جوناثان فريدلاند في مقال رأي نشرته صحيفة غارديان تأثيرات علاقة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك على حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، خاصة بريطانيا.

وقال فريدلاند إن هذا التحالف يسعى إلى تقويض الديمقراطيات من خلال نشر المعلومات المضللة، وتعزيز الانقسامات العرقية، والتلاعب بالانتخابات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: رصد مسيّرات فوق قواعد جوية ألمانية يثير مخاوف من روسياlist 2 of 2واشنطن بوست: تفاصيل عن حالة المحتجزين المتبقين في غزةend of list زعزعة الاستقرار

وأكد الكاتب أن ماسك صاحب منصة "إكس" شن "حربا رقمية" ضد حكومة المملكة المتحدة، ودعا إلى "تحرير الشعب البريطاني من حكومته المستبدة"، كما روج لادعاءات لا أساس لها للتحريض ضد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مستندا بذلك إلى مزاعم يمينية "متطرفة" تدعي أن زعيم حزب العمال ووزراءه يتسترون على إساءة رجال مسلمين بريطانيين معاملة الأطفال.

وأشار الكاتب إلى قول صحيفة فايننشال تايمز إن "ماسك ناقش مع حلفائه سرا مدى إمكانية إقالة ستارمر من منصبه قبل الانتخابات العامة المقبلة".  

وعدّ الكاتب هذه الخطوة -التي تتجاوز "المزاح أو العبث"- دليلا على جدية ماسك في التلاعب بالسياسة البريطانية وزعزعة استقرار حليف "قديم ومخلص" للولايات المتحدة، دون أي اعتراض يذكر من ترامب.

من جهته، مضى ترامب في زعزعة استقرار حليف آخر، إذ أعلن -"وكأنه زعيم مافيا يدير عملية ابتزاز"- عن ضرورة استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند وأهميتها للأمن الأميركي، مما أشعر الدانمارك بالتهديد.

إعلان

وشدد فريدلاند على أن هذه الخطوات تعكس عداء مباشرا لحلفاء الولايات المتحدة القدماء، وأن تحالف ترامب وماسك (الملياردير ذو التأثير الإعلامي الكبير) يقوي سيطرة الثنائي على وسائل الإعلام، ويوسع نفوذه بشكل يهدد القيم الديمقراطية، ويعزز أحلام التوسع الإقليمي.

وقال الكاتب إن تصريحات الرئيس المنتخب مدروسة، وإنه يطبق نصيحة ستيف بانون كبير المخططين الإستراتيجيين لترامب بإتباع الفعل الشنيع بفعل أشنع، وترك وسائل الإعلام تلهث وراء الأخبار المتلاحقة لتنسى التي سبقتها.

إستراتيجيات روسية

وربط الكاتب بين أسلوب "حلف" ترامب وماسك وإستراتيجيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى تشابه الوسائل المستخدمة، مثل نشر الأكاذيب وإضعاف المؤسسات الديمقراطية، واعتبر ترامب "قيصر أميركا"، وماسك قائدا رئيسيا في هذا النظام الذي يهدف إلى تقويض الاستقرار الدولي لصالح أجندات "قومية شعبوية".

وقارن الكاتب بين تدخل عملاء بوتين في الانتخابات الديمقراطية في كل مكان -بما في ذلك الولايات المتحدة- وهجوم ماسك على حكومة حزب العمال البريطاني وحماسه لليمين الألماني "المتطرف"، والذي تجلى مرة أخرى يوم الخميس الماضي عندما استضاف في لقاء صوتي على "إكس" زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني.

وقال المقال إنه على الغرب غير الأميركي التوصل إلى فهم واضح لإستراتيجيات ترامب ومواجهته ونهجه "الاستبدادي" بصرامة، ووضح حد لماسك، أو "الأب الروحي لليمين المتطرف العالمي"، وفق تعبير الكاتب.

واختتم فريدلاند مقاله بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي هو الكيان الديمقراطي الوحيد القادر حاليا على مواجهة نفوذ ماسك وترامب.

وفي هذا الصدد، حذر من أن تحقيق ماسك أهدافه بتنصيب "قادة شعبويين" في أوروبا -وتحديدا ألمانيا وفرنسا- سيُضعف هذا التوازن، مما سيفرض تحديا أكبر على القيم الديمقراطية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مهيرة عبدالعزيز: بعتبر نفسي جامعة الدول العربية.. فيديو
  • ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
  • #الحضارة_الزائفة
  • الأرصاد الجوية: أمطار متوسطة على الغرب يومي الخميس والجمعة
  • الاتحادات العمالية العربية تؤكد دعم الأمة لمواجهة التحديات الراهنة
  • محمد سالم: تمبكتي‬⁩ فقد مركزه في ⁧‫الهلال‬⁩ بسبب مجاملة ⁧‫جيسوس‬⁩ لـ البليهي‬⁩ .. فيديو
  • غارديان: محور ترامب وماسك تهديد جديد للديمقراطيات وتحالفات الغرب
  • الداخلية ترد على ادعاء سيدة بتعدي فرد شرطة عليها مجاملة لطليقها بدمياط
  • مرصد الختم الفلكي يرصد مذنب لامع في وضح النهار
  • النيابة الإدارية تحقق في تسريب امتحان اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي