الجزيرة:
2024-07-04@09:20:08 GMT

يوم الشهيد الفلسطيني.. قصص الموت الجماعي لا تتوقف

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

يوم الشهيد الفلسطيني.. قصص الموت الجماعي لا تتوقف

نابلس- لم يتسع زقاق مخيم الفارعة لجثماني الشقيقين الشهيدين حكمت ومحمد ملحم معا، وهو الذي كان رحبا بهما، يلعبان ويلهوان ويكبران، إلى أن قتلهما الاحتلال معا، ثم جيء بهما لوالديهما ولعائلتهما فوق أكتاف الرفاق كلا لوحده، فضيق المكان وحشود المشيعين تتطلب ذلك.

وفي "يوم الشهيد" الذي يصادف 7 يناير/كانون الثاني من كل عام، يستذكر الفلسطينيون شهداءهم الذين تجاوزوا بأعدادهم كل أيام السنة وساعاتها أيضا، بعد أن ارتقى خلال 2023 فقط 22 ألفا و349 في الضفة الغربية وقطاع غزة.

فيما سُجّل الآلاف مفقودين تحت أنقاض البيوت والمجمعات السكنية المقصوفة بأنحاء القطاع.

لكل شهيد قصة تعدت برمزيتها ذكرى استشهاد أحمد موسى سلامة، منفذ عملية "نفق عيليبون"، كأول شهيد في الثورة الفلسطينية المعاصرة، والذي حُدد "يوم الشهيد" بتاريخ استشهاده عام 1965.

وفي مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، استشهد الشقيقان حكمت (21 عاما) ومحمد (22 عاما) معا في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد أن قنصهما أحد جنود الاحتلال المقتحمين للمخيم، لتعيش عائلتهما فصلا جديدا من "الموت المزدوج" أو حتى "الموت الجماعي" الذي باتت فلسطين، ولا سيما قطاع غزة، تعيشه يوميا.

حتى آخر لحظة

وسط مخيم الفارعة، حيث الجماهير المحتشدة وصرخات المشيعين غضبا للثأر والانتقام، التف سمير ملحم (أبو إياد) وزوجته وأبناؤه يودعون الشهيدين حكمت ومحمد، ولا يفرغون من أحدهم، حتى يحتضنوا الآخر، لا يريدون إفلاتهم في موقف أفجع الحضور.

وبينما ظلت أم إياد تستقبل المعزين بأولادها في البيت، تتابعت خطى والد الشهيدين، وهو يستند على أقاربه، إلى ملعب المخيم الكبير للصلاة عليهما، ومن ثم إلى المقبرة، ليسجيا في قبرين متجاورين.

يقول أبو إياد (53 عاما) للجزيرة نت "أصيب حكمت برأسه فسقط أرضا، وعندما رآه شقيقه محمد فزع محاولا إنقاذه، لكن الجندي لم يمهله فأرداه برصاصة مماثلة، وفي المكان نفسه، فوقع بجانب أخيه ورحلا معا، وكذلك نقلا إلى المشفى وشيعا ودفنا سوية".

ويضيف الأب المكلوم أن ابنيه الشهيدين "قتلا بدم بارد" ولم يكونا مطلوبين أو مطاردين من قوات الاحتلال، وأن رحيلهما معا كان مفاجئا ومفجعا. لكن مشهد "الموت المزدوج" الذي عاشه مرة، كما يقول، يعيشه الفلسطينيون وخاصة أهالي غزة مرات كثيرة ويوميا، حيث عائلات بأكملها تُمحى من السجل المدني.

وبذل أبو إياد حياته ليمنع عن أولاده ما يؤذيهم، إلا رصاص الاحتلال لم يستطع صده، وهم أيضا كانوا سنده وعكازه في الحياة والعمل دون غيرهم من أبنائه. وقال "كنت أتخذهم أصدقاء، وليس أبناء فقط، ورسمت لهم مستقبلا بدآه بالتعاون مع بعضهما لبناء منازلهما وللزواج لاحقا".

وهو كأمهما، فلم يعودا يستطيبان شيئا بعد الفقد، ولم يدخلا إلى غرفة الشهيدين حكمت ومحمد. ويرفض أبو إياد أن يضع صورة للشهيدين داخل البيت، مكتفيا بما تعج به ذاكرته من صور وحكايات جميلة لهما، ويصبرهما حال واحد يعيشه مخيم الفارعة الذي ارتقى فيه 13 شهيدا فقط خلال أقل من أسبوعين.

تشييع أحد شهداء مخيم الفارعة القريب من طوباس بالضفة الغربية (الجزيرة) قلب الأم لا يتسع

وخلال العامين الماضيين، عاش مخيم جنين شمالا "الموت المزدوج" في أكثر من حالة، وهناك ما لا يقل عن 10 عائلات فقدت اثنين على الأقل من أبنائها شهداء.

ولم تكد شمس "يوم الشهيد" تشرق حتى أفاقت مدينة الشهداء (جنين) الأحد، وفي قرية "مثلث الشهداء" جنوب المدينة على حدث أفجع قلب أم علاء درويش بأبنائها الأربعة (علاء وهزاع ورامي وأحمد) بقصف إسرائيلي استهدف 7 شبان بينهم أبناؤها.

وراحت أم علاء تجوب أروقة مشفى جنين الحكومي، وهي تبحث عن أبنائها الذين حولهم القصف إلى أشلاء، وتقول وكأنه ذهب بعض عقلها "مظلش (لم يبق) حدا عندي"، ثم تضيف "لسنا أفضل من أهل غزة، ومن يريد وطنا عليه أن يتحمل".

الفقد عزيز.. لكن المقاومة أعز

وعاش جمال الزبيدي (أبو أنطون) في مخيم جنين ذات المأساة، إذ فقد الرجل نجليه الشهيدين المقاومين نعيم (33 عاما) ومحمد (27 عاما) خلال أقل من عام، و7 آخرين من أقاربه، واعتُقل عدة مرات في سجون الاحتلال، كما اعتقل جميع أبنائه وأصيب معظمهم برصاص الاحتلال.

ويقول أبو أنطون للجزيرة نت، إن الفقد صعب جدا لشهيد واحد فكيف باثنين و3 و4، أو كل العائلة كما في غزة، لكنه أشد إيلاما لعائلة تفقد ولديها الوحيدين شهيدين كحال أيسر وأيهم العامر، ويضيف "تبقى لي ولدان و3 بنات، ولكن غيري فقد كل شيء".

الشعور بالحزن عميق ولا يوصف، يقول أبو أنطون، لكنه يشعر بالفخر بأن أولاده غدوا شهداء من أجل قضية عادلة، وأن ادخارهم وغيرهم للمقاومة "ليس عبثا، بل لرسم طريق الحياة لشعبهم والأجيال من بعدهم".

وللمفارقة، فقد أنجب الشهيد نعيم طفلته الأولى وهو بالمعتقل، بينما رزق بالثانية بعد استشهاده، أما محمد فرفض الزواج، وطوع نفسه للمقاومة. وقال والدهما "بيوت فلسطينية كثيرة تتشابه بالفقد والأسر والجرح، أو تجمع بينها كلها، لأن هذه حياة الفلسطيني ومصيره، والاستشهاد متوقع بأي لحظة".

ويزيد الاحتلال مأساة عائلة الزبيدي باستمرار احتجاز جثمان نجله الشهيد، بينما يرقد نعيم في مقبرة المخيم بجانب رفاقه الشهداء، ولعل هذا ما يصبر العائلة التي تقصد القبر لزيارته بين الحين والآخر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مخیم الفارعة یوم الشهید أبو إیاد

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يقر بمقتل جندي وإصابة اخر في مخيم نور شمس

جيش الاحتلال يقر بمقتل جندي وإصابة اخر بجراح خطيرة في مخيم نور شمس

أقر جيش الاحتلال بمقتل جندي وإصابة آخر بجروح وصفها بالخطرة جراء تفجير بمخيم نور شمس داخل مدينة طولكرم في الضفة الغربية.

وأعلن جيش الاحتلال مقتل الرائد (احتياط) يهودا جاتو، 22 عامًا، من برديس حنا-كركور، سائق مدرعة النمر، قتل أثناء نشاط عملياتي في منطقة "لواء مناشيه".

ونشرت هيئة البث العبرية أنه خلال 5 أيام قتل قائد فرقة قناصة وجندي وأصيب 17 بانفجار عبوات ناسفة في طولكرم وجنين.

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يهدم منزل الشهيد زواهرة في بيت لحم
  • لليوم الـ271.. تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال في قطاع غزة
  • جنين - اغتيال نضال العامر برصاص الجيش الإسرائيلي
  • قوات خاصة إسرائيلية تغتال مقاومًا في جنين
  • معارك شرسة مع الاحتلال بحي الشجاعية.. واشتعال ناقلة جند (شاهد)
  • وزارة الصحة: مقتل 4 فلسطينيين في ضربة إسرائيلية على مخيم بالضفة
  • طيران الاحتلال الإسرائيلي يقصف مخيم نور شمس بطولكرم
  • تجار الموت.. صادرات الاحتلال من الأسلحة تغذي الصراعات الدموية في العالم
  • جيش الاحتلال يقر بمقتل جندي وإصابة اخر في مخيم نور شمس
  • قيادة المنطقة العسكرية المركزية بالحديدة تنظم حفل تخرج دفعة الشهيد العميد”محمد المراني”