الجزيرة:
2025-02-06@15:07:54 GMT

توحش الذكاء الاصطناعي في 2023.. هل يستمر في 2024؟

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

توحش الذكاء الاصطناعي في 2023.. هل يستمر في 2024؟

بعد أسابيع فقط من إطلاق روبوت الدردشة التوليدي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022، كان من المتوقع أن تحقق شركة أوبن إيه آي غير الربحية التي تقف وراء شات جي بي تي، إيرادات تصل إلى مليار دولار في عام 2024، حسبما قالت مصادر لرويترز في ذلك الوقت.

فقدرة ما يسمى بنموذج اللغة الكبير على تحويل الأوامر والطلبات الخاصة بالمستخدمين إلى شِعر وأغان ومقالات؛ سحرت 100 مليون مستخدم في غضون شهرين، محققة ما استغرقه فيسبوك في أربع سنوات ونصف، وما استغرقه تويتر في خمس سنوات، ليصبح أسرع تطبيق استهلاكي نموا على الإطلاق.

وفي بعض الأحيان كانت الإجابات خاطئة، على الرغم من أنها تقدم بشكل مقنع. وقد حدث هذا في كثير من الأحيان لدرجة أن كلمة "هلوسة"، التي تعني قيام الذكاء الاصطناعي باستحداث معلومات خاطئة، اختيرت "كلمة العام" على موقع ديكشنري دوت كوم، مما أظهر الانطباعات العميقة التي خلفتها التكنولوجيا على المجتمع.

ولكن مثل هذه الأخطاء لم تستنزف الحماس أو توقف الرعب الذي ألهمته هذه التكنولوجيا الجديدة، فقد ضخ المستثمرون -بقيادة مايكروسوفت- مليارات الدولارات على  أوبن إيه آي والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في عام 2023، وبلغت هذه الاستثمارات 27 مليارا وفقا لشركة بتش بوك.

وفجأة أصبحت المعركة من أجل تفوق الذكاء الاصطناعي التي كانت تدور في الخلفية بين شركات التكنولوجيا الكبرى لسنوات، في بؤرة التركيز مع إعلان كل من ألفابت وميتا وأمازون دوت كوم عن منتجات جديدة.

وبحلول شهر مارس/آذار 2023، وقّع الآلاف من العلماء وخبراء الذكاء الاصطناعي -بما في ذلك إيلون ماسك- على رسالة مفتوحة تطالب بالتوقف مؤقتا عن تدريب أنظمة أكثر قوة لدراسة تأثيرها على البشرية والخطر المحتمل عليها.

وقال أحد "عرابي الذكاء الاصطناعي" وهو جيفري هينتون الذي استقال من شركة ألفابت في مايو/أيار: "هذا خطر وجودي، إنه قريب بما فيه الكفاية بحيث يجب علينا أن نعمل بجد الآن، وأن نخصص الكثير من الموارد لمعرفة ما يمكننا القيام به حيال ذلك".

تقديرات التأثير الاقتصادي المرتبط بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يصل إلى 15.7 تريليون دولار  بحلول عام 2030 (الفرنسية) ثورة الذكاء الاصطناعي.. ما المهم؟

وقدرت شركة برايس ووترهاوس كوبرز الاستشارية أن التأثير الاقتصادي المرتبط بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يصل إلى 15.7 تريليون دولار على مستوى العالم بحلول عام 2030، أي ما يقرب من الناتج المحلي الإجمالي للصين.

ومما يعزز هذا التفاؤل بالنمو حقيقة أن كل الصناعات تقريبا -بدءا من التمويل والقانون إلى التصنيع والترفيه- تبنت الذكاء الاصطناعي جزءا من إستراتيجيتها المتوقعة.

إن الفائزين والخاسرين في عصر الذكاء الاصطناعي بدؤوا للتو في الظهور. وكما هو الحال في العصور الأخرى، من المرجح أن يتم اختيار المستفيدين على أسس اجتماعية واقتصادية.

وأثار المدافعون عن الحقوق المدنية مخاوف بشأن التحيز المحتمل في الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التوظيف، بينما حذرت النقابات العمالية من اضطرابات عميقة في التوظيف حيث يهدد الذكاء الاصطناعي بتقليص أو إلغاء بعض الوظائف، بما في ذلك كتابة رموز الحاسوب وصياغة المحتوى الترفيهي.

وبرزت شركة تصنيع الرقائق "إنفيديا" التي تعد معالجاتها الرسومية هي السلعة الأكثر سخونة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، كفائز كبير مع ارتفاع قيمتها السوقية إلى نادي التريليون دولار إلى جانب شركتي آبل وألفابت.

وفي الأشهر الأخيرة من العام، ظهر فائز آخر بشكل غير متوقع وسط الاضطرابات. ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قام مجلس إدارة شركة أوبن إيه آي بطرد الرئيس التنفيذي سام ألتمان لأنه "لم يكن صريحا معهم باستمرار"، وفقا لبيان مقتضب. وفي غياب التفسير، تحول المشهد إلى استفتاء على التبشير بالذكاء الاصطناعي الذي تمثل من ناحية في سعي ألتمان لتسويق الذكاء الاصطناعي، في مقابل المتشككين والمتشائمين الذين سعوا إلى اتباع نهج أبطأ وأكثر حذرا.

لقد فاز المتفائلون وألتمان، حيث عاد الرئيس التنفيذي المخلوع بعد أيام قليلة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى موظفي أوبن إيه آي الذين هددوا بالنزوح الجماعي لو غاب عن قيادة الشركة.

وفي شرحه للسبب الذي دفع الشركة إلى حافة الهاوية، قال ألتمان إن الناس كانوا قلقين بشأن المخاطر الكبيرة لتطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يتجاوز الذكاء البشري. وقال في إحدى الفعاليات التي أقيمت بنيويورك في ديسمبر/كانون الأول الماضي: "أعتقد أن كل شيء انفجر".

سام ألتمان: الناس كانوا قلقين بشأن المخاطر الكبيرة لتطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يتجاوز ذكاء البشر (الفرنسية) عام 2024.. ماذا يعني؟

أحد الأسئلة التي أثارتها ملحمة  أوبن إيه آي هو: هل ستستمر مناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره الاجتماعي خلف أبواب مغلقة من قبل قلة محظوظة في وادي السليكون؟

إن الهيئات التنظيمية بقيادة الاتحاد الأوروبي عازمة على لعب دور قيادي في عام 2024 من خلال خطة شاملة لإنشاء حواجز حماية للتكنولوجيا في شكل قانون الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي، ومن المقرر الكشف عن تفاصيل المسودة في الأسابيع المقبلة.

وتأتي هذه القواعد وغيرها من القواعد التي تتم صياغتها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى أكبر عام انتخابي في التاريخ، مما يثير القلق بشأن المعلومات الخاطئة التي ينتهجها الذكاء الاصطناعي والتي تستهدف الناخبين.

ففي عام 2023 وحده قامت شركة  نيوز غارد (وهي الشركة التي أنشأت نظام تصنيف للمواقع الإخبارية والمعلوماتية) بتتبع 614 موقعا "غير موثوق به" أُنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي بـ15 لغة من الإنجليزية إلى العربية والصينية.

وسواء أكان جيدا أم سيئا، من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي -الذي يُجند بالفعل لإجراء مكالمات انتخابية في الولايات المتحدة- دورا كبيرا في العديد من الأنظمة الإلكترونية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی بالذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی یمکن أن فی عام فی ذلک

إقرأ أيضاً:

جي 42 تطلق إطار عمل السلامة في الذكاء الاصطناعي الحدودي

أعلنت مجموعة "جي 42"، مجموعة التكنولوجيا القابضة، عن إطلاق إطار عملها للسلامة في مجال الذكاء الاصطناعي الحدودي (Frontier AI)، الذي يضع آليات واضحة لتقييم المخاطر، وتعزيز الحوكمة، وتوفير الإشراف الخارجي، بما يضمن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدّمة بطريقة آمنة ومسؤولة.
ويقدّم إطار عمل السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي الحدودي نهجاً متعدد الطبقات لإدارة مخاطره، مما يضمن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدّمة واختبارها ونشرها بشكل مسؤول، حيث أنشأت في هذا الإطار مجلس إدارة لحوكمة الذكاء الاصطناعي الحدودي للإشراف على الامتثال وتقييم المخاطر وضمانات نماذج الذكاء الاصطناعي ويضم مجلس الإدارة كلاً من: الدكتور أندرو جاكسون، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي، وألكسندر ترافتون، رئيس مخاطر التكنولوجيا، ومارتن إيدلمان، المستشار العام، وأديل أوهيرليهي، رئيس الذكاء الاصطناعي المسؤول.
ويشمل الإطار عمليات التدقيق المستقلة وتدابير الشفافية، حيث ستجري "جي 42" عمليات تدقيق داخلية منتظمة للحوكمة، إضافةً إلى المشاركة في مراجعات خارجية سنوية لضمان الامتثال لأفضل معايير السلامة، كما ستصدر الشركة تقرير شفافية يسلّط الضوء على رؤى السلامة الرئيسية وتقييمات المخاطر.
كما يشمل تحديد عتبات المخاطر واستراتيجيات التخفيف، والتي تتيح تقييم المخاطر المرتبطة بالتهديدات البيولوجية، وثغرات الأمن السيبراني، ومخاطر اتخاذ القرار الذاتي.
وحظي تطوير إطار عمل السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي الحدودي بدعم نخبة من خبراء مخاطر الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك METR وSaferAI، حيث ساهمت رؤاهم في صياغة استراتيجيات الحوكمة والتخفيف من المخاطر الواردة في الإطار، مما يعزز التزام "جي 42" بتطوير ذكاء اصطناعي آمن ومسؤول.
ولتطبيق إطار عمل السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي الحدودي، أطلقت "جي 42" منصة التقييم "X-Risks "Leaderboard، المختصة بقياس مخاطر نماذج الذكاء الاصطناعي في مجالات الأمن السيبراني والكيمياء والأحياء، وقد تم تطويرها من مجموعة تقييم السلامة الخاصة بشركة "إنسيبشن"، لتوفير تقييم عملي لنقاط الضعف المحتملة في الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزام "جي 42" بتعزيز سلامة الذكاء الاصطناعي، من خلال مناقشة السياسات، ووضع ضمانات شفافة وقابلة للقياس.
وتعد "جي 42" من أولى الشركات في الشرق الأوسط التي قدّمت إطار عمل شاملا لسلامة الذكاء الاصطناعي، وتواصل الشركة التعاون مع الجهات التنظيمية وصناع السياسات وشركاء القطاع لتعزيز ممارسات السلامة، والمساهمة بفاعلية في مناقشات الحوكمة العالمية لضمان تطوير واستخدام مسؤول لهذه التكنولوجيا.

أخبار ذات صلة لأول مرة في الشرق الأوسط.. تقنية جديدة لاستبدال الورك بالروبوت في دبي «الإمارات الصحية» تنظم منتدى الذكاء الاصطناعي المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • جي 42 تطلق إطار عمل السلامة في الذكاء الاصطناعي الحدودي
  • أستراليا تحظر برنامج الذكاء الاصطناعي ديب سيك
  • هواوي تدمج نموذج الذكاء الاصطناعي Deepseek في خدمتها
  • سر جديد عن المريخ يكشفه الذكاء الاصطناعي
  • كيف هز ديب سيك الصيني عروش الذكاء الاصطناعي بـ5.6 ملايين دولار فقط؟
  • ريد هات العالمية: الإمارات تواصل ريادتها في عالم الذكاء الاصطناعي
  • «لا تستخدموه».. طلب غريب من شركة أنثروبيك المتخصصة في الذكاء الاصطناعي
  • أبوظبي تستضيف قمة «عالم الذكاء الاصطناعي» 2026
  • انطلاق قمة عالم الذكاء الاصطناعي في أبوظبي
  • الإمارات تحافظ على مكانتها مركزاً للاستثمار في الذكاء الاصطناعي