توحش الذكاء الاصطناعي في 2023.. هل يستمر في 2024؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
بعد أسابيع فقط من إطلاق روبوت الدردشة التوليدي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022، كان من المتوقع أن تحقق شركة أوبن إيه آي غير الربحية التي تقف وراء شات جي بي تي، إيرادات تصل إلى مليار دولار في عام 2024، حسبما قالت مصادر لرويترز في ذلك الوقت.
فقدرة ما يسمى بنموذج اللغة الكبير على تحويل الأوامر والطلبات الخاصة بالمستخدمين إلى شِعر وأغان ومقالات؛ سحرت 100 مليون مستخدم في غضون شهرين، محققة ما استغرقه فيسبوك في أربع سنوات ونصف، وما استغرقه تويتر في خمس سنوات، ليصبح أسرع تطبيق استهلاكي نموا على الإطلاق.
وفي بعض الأحيان كانت الإجابات خاطئة، على الرغم من أنها تقدم بشكل مقنع. وقد حدث هذا في كثير من الأحيان لدرجة أن كلمة "هلوسة"، التي تعني قيام الذكاء الاصطناعي باستحداث معلومات خاطئة، اختيرت "كلمة العام" على موقع ديكشنري دوت كوم، مما أظهر الانطباعات العميقة التي خلفتها التكنولوجيا على المجتمع.
ولكن مثل هذه الأخطاء لم تستنزف الحماس أو توقف الرعب الذي ألهمته هذه التكنولوجيا الجديدة، فقد ضخ المستثمرون -بقيادة مايكروسوفت- مليارات الدولارات على أوبن إيه آي والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في عام 2023، وبلغت هذه الاستثمارات 27 مليارا وفقا لشركة بتش بوك.
وفجأة أصبحت المعركة من أجل تفوق الذكاء الاصطناعي التي كانت تدور في الخلفية بين شركات التكنولوجيا الكبرى لسنوات، في بؤرة التركيز مع إعلان كل من ألفابت وميتا وأمازون دوت كوم عن منتجات جديدة.
وبحلول شهر مارس/آذار 2023، وقّع الآلاف من العلماء وخبراء الذكاء الاصطناعي -بما في ذلك إيلون ماسك- على رسالة مفتوحة تطالب بالتوقف مؤقتا عن تدريب أنظمة أكثر قوة لدراسة تأثيرها على البشرية والخطر المحتمل عليها.
وقال أحد "عرابي الذكاء الاصطناعي" وهو جيفري هينتون الذي استقال من شركة ألفابت في مايو/أيار: "هذا خطر وجودي، إنه قريب بما فيه الكفاية بحيث يجب علينا أن نعمل بجد الآن، وأن نخصص الكثير من الموارد لمعرفة ما يمكننا القيام به حيال ذلك".
وقدرت شركة برايس ووترهاوس كوبرز الاستشارية أن التأثير الاقتصادي المرتبط بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يصل إلى 15.7 تريليون دولار على مستوى العالم بحلول عام 2030، أي ما يقرب من الناتج المحلي الإجمالي للصين.
ومما يعزز هذا التفاؤل بالنمو حقيقة أن كل الصناعات تقريبا -بدءا من التمويل والقانون إلى التصنيع والترفيه- تبنت الذكاء الاصطناعي جزءا من إستراتيجيتها المتوقعة.
إن الفائزين والخاسرين في عصر الذكاء الاصطناعي بدؤوا للتو في الظهور. وكما هو الحال في العصور الأخرى، من المرجح أن يتم اختيار المستفيدين على أسس اجتماعية واقتصادية.
وأثار المدافعون عن الحقوق المدنية مخاوف بشأن التحيز المحتمل في الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التوظيف، بينما حذرت النقابات العمالية من اضطرابات عميقة في التوظيف حيث يهدد الذكاء الاصطناعي بتقليص أو إلغاء بعض الوظائف، بما في ذلك كتابة رموز الحاسوب وصياغة المحتوى الترفيهي.
وبرزت شركة تصنيع الرقائق "إنفيديا" التي تعد معالجاتها الرسومية هي السلعة الأكثر سخونة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، كفائز كبير مع ارتفاع قيمتها السوقية إلى نادي التريليون دولار إلى جانب شركتي آبل وألفابت.
وفي الأشهر الأخيرة من العام، ظهر فائز آخر بشكل غير متوقع وسط الاضطرابات. ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قام مجلس إدارة شركة أوبن إيه آي بطرد الرئيس التنفيذي سام ألتمان لأنه "لم يكن صريحا معهم باستمرار"، وفقا لبيان مقتضب. وفي غياب التفسير، تحول المشهد إلى استفتاء على التبشير بالذكاء الاصطناعي الذي تمثل من ناحية في سعي ألتمان لتسويق الذكاء الاصطناعي، في مقابل المتشككين والمتشائمين الذين سعوا إلى اتباع نهج أبطأ وأكثر حذرا.
لقد فاز المتفائلون وألتمان، حيث عاد الرئيس التنفيذي المخلوع بعد أيام قليلة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى موظفي أوبن إيه آي الذين هددوا بالنزوح الجماعي لو غاب عن قيادة الشركة.
وفي شرحه للسبب الذي دفع الشركة إلى حافة الهاوية، قال ألتمان إن الناس كانوا قلقين بشأن المخاطر الكبيرة لتطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يتجاوز الذكاء البشري. وقال في إحدى الفعاليات التي أقيمت بنيويورك في ديسمبر/كانون الأول الماضي: "أعتقد أن كل شيء انفجر".
أحد الأسئلة التي أثارتها ملحمة أوبن إيه آي هو: هل ستستمر مناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره الاجتماعي خلف أبواب مغلقة من قبل قلة محظوظة في وادي السليكون؟
إن الهيئات التنظيمية بقيادة الاتحاد الأوروبي عازمة على لعب دور قيادي في عام 2024 من خلال خطة شاملة لإنشاء حواجز حماية للتكنولوجيا في شكل قانون الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي، ومن المقرر الكشف عن تفاصيل المسودة في الأسابيع المقبلة.
وتأتي هذه القواعد وغيرها من القواعد التي تتم صياغتها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى أكبر عام انتخابي في التاريخ، مما يثير القلق بشأن المعلومات الخاطئة التي ينتهجها الذكاء الاصطناعي والتي تستهدف الناخبين.
ففي عام 2023 وحده قامت شركة نيوز غارد (وهي الشركة التي أنشأت نظام تصنيف للمواقع الإخبارية والمعلوماتية) بتتبع 614 موقعا "غير موثوق به" أُنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي بـ15 لغة من الإنجليزية إلى العربية والصينية.
وسواء أكان جيدا أم سيئا، من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي -الذي يُجند بالفعل لإجراء مكالمات انتخابية في الولايات المتحدة- دورا كبيرا في العديد من الأنظمة الإلكترونية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی بالذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی یمکن أن فی عام فی ذلک
إقرأ أيضاً:
من الابتدائية إلى الثانوية.. بكين تدمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية
تعتزم المدارس الابتدائية والثانوية في بكين تقديم حصصاً تعليمية مخصصة للذكاء الاصطناعي، ابتداءً من العام الدراسي المقبل.
وحظيت صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين باهتمام دولي هذا العام بعد أن أطلقت شركة "ديب سيك" DeepSeek نسخة جديدة من روبوت المحادثة العامل بالذكاء الاصطناعي في يناير (كانون الثاني)، ما أحدث موجة صدمة عبر الأسواق العالمية.
وذكرت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء أن المدارس في العاصمة ستخصص ما لا يقل عن ثماني ساعات من دروس الذكاء الاصطناعي لكل عام دراسي بدءاً من الفصل الدراسي الذي يبدأ في أوائل سبتمبر (أيلول)
ويمكن للمدارس أن تدير هذه المواد كحصص مستقلة أو أن تدمجها في مواد دراسية قائمة أساساً مثل تكنولوجيا المعلومات أو العلوم.
وأفادت لجنة التعليم التابعة لبلدية بكين في بيان أنه "سيتم تقديم أساليب تدريس مبتكرة، باستخدام أجهزة مرافقة وأدوات مساعدة بحثية بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من برامج المساعدة الذكية لتسهيل التعلم من خلال الحوار بين الإنسان والآلة".
وأشارت إلى أن بكين تخطط أيضا لاستكشاف المزيد من الفرص للتعاون بين الجامعات والمدارس الثانوية، لتنمية المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويتضمن ذلك تطوير سلسلة من "دورات التعليم المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تركز على التطوير المبكر للمواهب المبتكرة الاستثنائية".
وفي الشهر الماضي، أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ محادثات مع كبار رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا الصيني، في حدث نادر أثار التفاؤل بشأن زيادة الدعم للقطاع.
وعزز شي دور الشركات المملوكة للدولة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما تصدى للتوسع "غير المنظم" في العديد من القطاعات.
وحظيت "ديب سيك" بإشادة السلطات، كما حضر مؤسسها الاجتماع مع الرئيس الصيني.
وتتجه الأنظار حالياً إلى برامج الذكاء الاصطناعي الجديدة في الصين، الساعية لمنافسة "ديب سيك"، وكشفت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "علي بابا" الأسبوع الماضي عن نموذج ذكاء اصطناعي يسمى QwQ-32B، تقول إنه يتمتع "بأداء مماثل" لـ "ديب سيك" بينما يتطلب بيانات أقل بكثير للعمل.
إلى ذلك، فإن "مانوس" Manus، وهو مساعد جديد وقوي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يُحدث ضجة في البلاد، مع قدرات تُعتبر بشكل عام أكثر تقدماً من تلك الموجودة في روبوتات المحادثة.