التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر يلقي بتبعات خطيرة على الصيادين اليمنيين ونشاطهم
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
تقرير: يحيى جارالله
بعد تسع سنوات من العدوان والاستهداف الممنهج للصيادين اليمنيين وقتل وإصابة المئات منهم، عادت التحركات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر لتلقي بتبعات خطيرة على الصيادين الذين يعانون أصلا من تراجع أنشطتهم وتضرر قواربهم ومعداتهم والبنية التحتية للقطاع بشكل عام بفعل العدوان على اليمن.
تعرض القطاع السمكي لكثير من الخسائر والاستنزاف والتدهور الخطير طيلة السنوات الماضية نتيجة الأعمال العدوانية التي مارستها ولا تزال دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ضد هذا القطاع الاقتصادي الحيوي والعاملين فيه.
فمنذ العام 2015م تحولت المياه والثروات البحرية اليمنية إلى ساحة لعبث ونهب السفن التجارية والعسكرية المشاركة في العدوان على اليمن، والتي منعت عشرات الآلاف من الصيادين من مزاولة أعمالهم، بعد أن دمرت قواربهم وهجرت آلاف الأسر التي تقطن المناطق الساحلية من قراها.
كما تحولت قوارب الصيادين إلى أهداف لطائرات وبوارج تحالف العدوان متسببة في توقف غالبية الصيادين عن الصيد مما أدى إلى تراجع الإنتاج السمكي منذ العام 2015م إلى 60 ألف طن في السنة، بعدما بلغ أكثر من 235 ألفا و500 طن في العام 2013م، وبالتالي تسارع انهيار الأوضاع المعيشية لشريحة كبيرة من اليمنيين.
لم تكتف دول العدوان بتنفيذ الهجمات على قوارب الصيادين في المياه والسواحل اليمنية، وارتكاب أبشع المجازر بحقهم، واحتجاز واختطاف وتعذيبهم الكثير منهم بأساليب وحشية، ومخالفة للمعاهدات والمواثيق الدولية والإنسانية، بل عمدت إلى تدمير وتلويث السواحل والجزر اليمنية وشعابها المرجانية والبيئة البحرية، وتوفير الحماية لعشرات السفن العملاقة لجرف الأسماك والأحياء البحرية بطرق خطيرة وغير قانونية تسببت في اختفاء بعض الأنواع السمكية النادرة وباتت تشكل تهديدا حقيقيا للمخزونات السمكية والبيئة البحرية.
فإلى جانب ما قامت به من استهداف مباشر للصيادين في عرض البحر ومنعهم من التوغل في المياه اليمنية التي تتوفر فيها الأسماك بكميات وفيرة، تقوم دول العدوان بجرف ونهب المخزون السمكي والذي ما يزال مستمرا في المياه المحاذية للمحافظات الجنوبية والشرقية كالمهرة وحضرموت وسقطرى.
وتشير الاحصائيات إلى أن أكثر من 30 ألف صياد ومثلهم من العاملين في القطاع السمكي، فقدوا مصادر دخلهم أو تضرروا جراء العدوان على اليمن، الذي تسبب في تدمير المئات من قوارب الصيادين في سواحل الحديدة وحجة وغيرها من المناطق في البحر الأحمر، يضاف إلى ذلك الخسائر الباهظة الناتجة عن توقف المشاريع السمكية، والاصطياد الجائر وغير القانوني الذي تمارسه بواخر وسفن الصيد الكبيرة التابعة لدول إقليمية ودولية منخرطة أو داعمة للعدوان على اليمن.
وقدرت إحصائيات لوزارة الثروة السمكية في السنوات الأخيرة خسائر القطاع السمكي جراء العدوان والحصار بأكثر من سبعة مليارات و500 مليون دولار، من ضمنها 13 مليون دولار خسائر في البنى التحتية للمنشآت السمكية و5.2 مليون دولار خسائر القوارب والمعدات المدمرة، فيما يحرم البلد مليارا و192 مليون دولار سنويا جراء توقف الإنتاج والصادرات السمكية، فضلا عن خسائر توقف المشاريع والمقدرة بـ 9.7 مليون دولار.
وفيما لم يكد الصيادون اليمنيون في البحر الأحمر يتنفسون الصعداء جراء ما تعرضوا له من معاناة طيلة سنوات العدوان، تأتي التحركات العسكرية الأخيرة لما بات يعرف بالتحالف الأمريكي لحماية السفن الإسرائيلية، ليعيد التوتر إلى مناطق الاصطياد السمكي لصيادي المحافظات اليمنية الغربية مثل الحديدة وحجة ومناطق المخاء وذباب وباب المندب.
ونتيجة لذلك بات الصيادون يواجهون صعوبات بالغة في الوصول إلى مناطق الاصطياد بسبب خطورة الأوضاع مؤخراً في ظل انتشار البوارج والقطع الحربية في مياه البحر الأحمر، خصوصا بعد إقدامها مؤخرا على استهداف زوارق القوات البحرية اليمنية أثناء قيامها بواجبها في المياه الإقليمية.
وفي هذا السياق اعتبر مراقبون الاعتداء على الزوارق البحرية اليمنية من قبل الطائرات الأمريكية امتدادا لجرائم سابقة ارتكبت بنفس الشكل في السنوات الماضية من قبل تحالف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة وأدت إلى استشهاد عشرات الصيادين اليمنيين في البحر الأحمر.
وإزاء هذه التطورات أصدرت وزارة الثروة السمكية في صنعاء الاثنين الماضي بيانا أدانت فيه التحركات الأمريكية العدوانية التي تهدد الأمن البحري ونشاط الصيادين اليمنيين في المياه الإقليمية للجمهورية اليمنية، مؤكدة أن التحالف الأمريكي لحماية السفن الإسرائيلية في المياه الإقليمية اليمنية، يستخدم القوة والتهديد عبر سفنه الحربية لمنع الصيادين اليمنيين من ممارسة حقهم المشروع في الصيد مما يشكل تهديداً على حياتهم ومصدر رزقهم.
وتطرقت إلى الظروف الصعبة والأوضاع المأساوية التي يعيشها نحو ثلاثون ألف صياد يمني يعتمدون على الصيد كمصدر دخل أساسي لهم، جراء الانتهاكات والتجاوزات المستمرة التي يتعرضون لها من قبل قوات وسفن العدوان على اليمن.. مؤكدة أن هذه الممارسات العدائية في المياه الإقليمية اليمنية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان ولها آثار كارثية على واقع الصيادين وأمن وسلامة الحياة البحرية والبيئة.
وأعادت الوزارة التذكير بتورط القوات الأجنبية في استنزاف ونهب المخزون السمكي، وارتكاب العديد من الانتهاكات والاعتقالات بحق الصيادين في المياه الإقليمية، ما أدى إلى انخفاض المخزون وأجور الصيادين خلال سنوات العدوان.
وطالب البيان بالوقف الفوري لهذه الممارسات وحماية حقوق الصيادين، داعيا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى إدانة الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون واتخاذ الإجراءات لوقفها، بما يضمن سلامة وأمن الصيادين وتمكينهم من الصيد واستعادة سبل معيشتهم المهددة من قبل السفن الأجنبية.
عمدت دول العدوان في السنوات الماضية إلى تكثيف عملياتها العدائية في مناطق الصيد الاستراتيجية، وقامت بتحويل عدد من مراكز الإنزال السمكي إلى مخازن ومواقع عسكرية، في الوقت الذي كانت تقوم فيه برمي الملوثات المختلفة في السواحل والمياه اليمنية والتي ضاعفت خسائر القطاع لما تسببه من نفوق كميات هائلة من الأسماك والأحياء البحرية، وتهجيرها من السواحل ومناطق الاصطياد في المياه اليمنية.
وبحسب التقديرات الرسمية فإن الخسائر الناجمة عن الملوثات البحرية بلغت 420 مليون دولار، في حين بلغت الأضرار البيئية لسفن الصيد الأجنبية 1.68 مليار دولار، فضلا عن حرمان اليمن الكثير من العوائد والرسوم، وتوقف الاستثمار والمشاريع الخدمية والتطويرية والصناعية في هذا القطاع الاقتصادي.
ويعد القطاع السمكي من أكثر القطاعات تضررا جراء العدوان والحصار على اليمن، إلا أن التصعيد الأمريكي الأخير في البحر الأحمر قد يزيد الطين بله، وينذر بفصل جديد من المعاناة لشريحة كبيرة من اليمنيين في المناطق الساحلية، والتي تعتمد على صيد الأسماك كمصدر أساسي للغذاء والدخل.
ويمتلك اليمن سواحل طويلة تزيد عن 2500 كيلو متر، وتزخر مياهه بموارد سمكية وفيرة ومتنوعة تؤهله لأن يكون من أبرز البلدان المنتجة للأسماك في حال تم استغلال هذه الثروة بالطرق المثلى.
المصدر:” وكالة سبأ”المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي فی المیاه الإقلیمیة الصیادین الیمنیین العدوان على الیمن فی البحر الأحمر القطاع السمکی ملیون دولار من قبل
إقرأ أيضاً:
هكذا أصبحت عمليات اليمن ترند مِنصات الإعلام
يمانيون../
نجاح عمليات القوات اليمنية المساندة لغزة في اختراق عمق الكيان ومعركة البحر مع قوات أمريكا والغرب، وفشل الاخيرات في العدوان على اليمن، باتت ترند مِنصات الإعلام الصهيو – غربي والعالمي.
برأي صحيفة “ذا ناشيونال”، تدور في البحر الأحمر معركة دون هوادة بين قوات صنعاء وجيوش أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” الأكثر تطوراً في العالم.
وفق سردية “ذا ناشيونال”، بدأت الهجمات اليمنية بهجوم افتتاحي مُذهل قبل أن يقع 297 هجوماً حتى 18 نوفمبر الماضي.
وتؤكد وفقاً لـ”المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية”، تطور الأسلحة اليمنية ودقة تكتيكات عملياتها القتالية بشكل أكثر مُنذ بدء استهداف السفن التجارية والحربية المعادية.
وتقول صحيفة أخبار الهند “ونديا نيوز” في تقرير حديث، بعنوان “مسيرات اليمن تتجاوز “القبة الحديدية”: “على الرغم من إمتلاك “إسرائيل” أنظمة دفاع متطورة، تمكنت الصواريخ والمسيرات اليمنية من ضرب أهدافها بدقة في يافا “تل أبيب”، مخلفة أضراراً جسيمة”.
تحديات كلاهما مر
في نظر الصحيفة الهندية، هذا النجاح اليمني يضع دفاع الكيان أمام تحديات صعبة كلاهما مُر في مواجهة التهديد الجديد القادم من اليمن.
بحسب وسائل إعلام غربية، أثار التطور الملفت في ترسانة الأسلحة اليمنية مخاوف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بايدن وشكل قلقاً كبيراً لوزارة دفاعه (البنتاجون)؛ لامتلاك أسلحة صنعاء قدرات متطورة تغيّر موازين القوة في المنطقة.
فاسيليوس جريباريس، وهو أميرال في البحرية اليونانية، يجرم بالقول”: “اليمنيون أثبتوا قدرتهم على تكييف التكنولوجيا العسكرية وتوجيه الصواريخ نحو أهدافها”.
وضع درامي
برأي جوشوا هاتشينسون، يعمل مدير إداري للاستخبارات والمخاطر في شركة أمبري، الوضع في البحر الأحمر درامي، قائلاً:” إنه انفجارات، إنه صواريخ، واليمنيون يتبعون تكنولوجيا تسمح بالاشتباك في الميل الأخير مع الهدف، بشكل يصعب على السفن المستهدفة اتخاذ إجراءات المراوغة أو التخفي”.
ويضيف: “اليمنيون واضحون للغاية ويستهدفون سفن أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل” والتابعة لها، ويسمحون لسفن غير تلك الدول بالمرور عبر البحر الأحمر”.
وفق هاتشينسون، فإن إيقاف تشغيل نظام التعريف للسفن لا يعني عدم إستهدافها أو تعرضها للإصابة.
يؤكد ستافروس كارامبيريديس (يشغل منصب رئيس مجموعة أبحاث النقل البحري بكلية بليموث للأعمال)، أن الضربات الأمريكية والبريطانية و”الإسرائيلية” لم تؤثر على قدرات اليمنيين، فلا تزال سفن دول العدوان تبحر من رأس الرجاء الصالح.
سردية الإعلام العبري
وتقر صحيفة “معاريف” العبرية، بمواجهة الكيان صعوبات في التعامل مع التهديد القادم من اليمن، على المستوى الدفاعي والهجومي.
وقالت: “لا بُد من الإعتراف بفشل قدرات “إسرائيل”، وعدم قدرتها على التعامل ومواجهة اليمنيين الذين حظروا ملاحة سفنها في البحر الأحمر، وهاجموها في العمق وأضروا اقتصادها مُنذ أكثر من عام”.
ناطق جيش الاحتلال بالعربي، إفيخاي أذرعي، يؤكد سردية “معاريف” باعترافه على منصة “X” ، بوجود صعوبات لوجستية في مواجهة اليمنيين، وإن بعد المسافة تعد أبرز العوائق.
برأي قناة “كان”،”اليمنيون يتصرفون بحرية ويزيدون هجماتهم ضد “إسرائيل”، ولا أحد يتوقع ما سيفعلونه مستقبلاً”.
وتؤكد القناة “السابعة” نقلاً عن خبير في شؤون الاستخبارات أن الهجمات “الإسرائيلية” على اليمن لم تؤثر بشكل حقيقي.
وتشير القناة الـ”12″، إلى أن هناك صعوبة حقيقية في معالجة المنظومات الخاصة باليمن، والمنتشرة في مناطق واسعة جداً في البلاد.
وقالت: “من الصعب الوصول إلى المنظومات اليمنية وجمع معلومات استخبارية، ترصد بنك أهداف”.
ليس عدواً عادياً
تصف “معاريف”، المشكلة مع اليمن بـ”المعقّدة للغاية.. إنّه ليس عدواً عادياً”.
ووفقا لها، يقول مصدر أمني “إسرائيلي”: “بصراحة يمثل اليمنيون تحدياً لم نواجهه من قبل ولم نكن نعرف كيفية التعامل معه”.
ويشكل اليمنيون في نظر رئيس حكومة الكيان المجرم نتنياهو، تهديدا للنظام العالمي بأكمله، وليس فقط على الملاحة البحرية الدولية.
وقال في لقائه بمستوطنين صهاينة أمس :” أستوصيكم بالصبر والثبات والالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية وسنفعل ما يلزم ضد اليمنيين”.
حصيلة خسائر
بالمناسبة، ارتفعت أسعار الشحن البحري أكثر من الضعف في 2024، بسبب العمليات اليمنية في البحر الأحمر، بحسب بيانات بنك “أوف أميركا”.
وتستمر هجمات قوات اليمنية بالصواريخ والمسيّرات، ضرب عُمق “إسرائيل”؛ إسنادا للمقاومة الفلسطينية، ونصرة لغزة، مكبدة دول العدوان “الإسرائيلي” – الأمريكي – البريطاني – الأوروبي على غزة واليمن فاتورة خسائر بلغت 220 قِطعة بحرية مُنذ نوفمبر 2023.
السياسية – صادق سريع