يشهد الشرق الأوسط صراعات إقليمية واسعة تتورط فيها أطراف واسعة، وتتزايد المخاوف من التصعيد الإقليمي مع عجز الدبلوماسية بشأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين الذي يُهدد بالانتشار في المنطقة.

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكنبلينكن يجول الشرق الأوسط

وفي هذا الإطار، يقوم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بجولة جديدة في الشرق الأوسط، تهدف إلى تهدئة التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر، وتشمل جولة بلينكن الأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية، بالإضافة إلى مصر حيث سيوصل رسالة مفادها أن واشنطن لا تريد تصعيدًا إقليميًا للصراع في قطاع غزة.

ويتطلع أيضًا إلى إحراز تقدم في المحادثات بشأن كيفية حكم غزة بعد انتهاء الحرب.

وقال بلينكن إنه على دول الشرق الأوسط استخدام نفوذها على أطراف في المنطقة لضمان احتواء الصراع في غزة ووقف "دائرة العنف التي لا نهاية لها"، جاء ذلك بعد أن اجتمع بلينكن مع الرئيس التركي ورئيس وزراء اليونان في بداية جولته التي تستغرق أسبوعًا، وقال بلينكن للصحفيين إن من مصلحة جميع دول الشرق الأوسط تقريبا احتواء القتال.

بشائر الخير تهل مع العام الجديد..ماذا حدث لمعدلات التضخم بعد انخفاض أسعار 7 سلع؟ غير مشروعة.. لماذا ألغى الرئيس الصومالي الاتفاقية بين إثيوبيا وإقليم المنطقة المنفصلة؟ مبادرة مصرية لوقف النار ومباحثات أمريكية لإدارة القطاع.. ما السيناريوهات المتوقعة في غزة؟

وأضاف قبل أن يتوجه جوًا إلى الأردن "نريد أن نتأكد من أن الدول التي تشعر بأن ذلك (من مصلحتها) تستخدم أيضًا روابطها ونفوذها وعلاقاتها مع بعض الجهات الفاعلة التي قد تكون منخرطة (في الصراع) للدفع باتجاه السيطرة على الأمور. ونريد أن نتأكد من أننا لن نشهد انتشارًا للصراع". مضيفًا أنه من المهم جدا أن يكون شمال إسرائيل آمنًا.

وتأتي زيارة بلينكن للمرة الخامسة إلى المنطقة مع مواصلة إسرائيل حربها في قطاع غزة، وكذلك ارتفاع وتيرة الاعتداءات والهجمات التي تشنها ميليشيات وفصائل مسلحة سواء في العراق أو سوريا على قواعد عسكرية للتحالف الدولي تضم قوات أمريكية.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن بلينكن ناقش مع نظيره التركي هاكان فيدان قبل اجتماعه مع أردوغان الحرب في غزة وتصديق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية برفقة بلينكن، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن تركيا ترتبط بعلاقات مع العديد من أطراف الصراع، في إشارة إلى علاقاتها مع إيران وحركة حماس. وعلى النقيض من الولايات المتحدة، فإن تركيا لا تصنف حماس جماعة إرهابية وتستضيف بعض أعضائها.

ومن جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير الدكتور محمد حجازي، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الرابعة خلال ثلاثة أشهر إلى المنطقة، هي طوق النجاة الأخير لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ لمنع اندلاع صراع إقليمي بالشرق الأوسط وخفض التوتر وطرح رؤية لما بعد حرب غزة.

وأضاف السفير حجازي، في تصريحات له، أنه آن الأوان لكي تضع جولة وزير خارجية أمريكا الحالية، إلى كل من تركيا واليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية ومصر، حدًا لفشل الحكومة الإسرائيلية في إدارة الأزمة، وتدفع بالتحرك طبقًا لأسس باتجاه مشهد سياسي يفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإدارة القطاع وفقًا لرؤية فلسطينية موحدة مع الضفة الغربية وإعادة الإعمار بغزة والسير باتجاه آلية سياسية تقود لحل الدولتين، وهي الرؤية التي طرحتها مصر على الأطراف ومتداولة حاليًا.

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكنلم تهدف زيارة بلينكن؟

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن زيارة بلينكن للمنطقة، بآفاقها السياسية وأفكارها ومقترحاتها المأمولة، تحمل في طياتها الأمل الوحيد لانتشال إسرائيل بل والمشهد برمته من هذا المسار المدمر وغير الأخلاقي، والذي يثقل الرأي العام العالمي المتيقظ، ويعيد الرشد تدريجيًا للحكومات الغربية المتواطئة.

واعتبر أن تلك الزيارة قد تكون مدخلًا يسهم في إنجاح حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئاسية، الذي عليه أن يدرك أنه إذا ساهم في حل الأزمة الراهنة، كما فعل الرئيس السابق جيمي كارتر في التوصل لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، سيكون هذا هو الرصيد الوحيد الباقي له سواء داخليًا أو خارجياً لنيل الثقة الدولية، وسيساعد حملته الانتخابية لتحقيق أهدافها، أما بقاؤه (بايدن) في هذه المساحة المهينة والمدمرة لدور ومكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم، والتي قاد فيها مشهد الحرب لكل هذا الدمار والقتل والتواطؤ مع إسرائيل، سيؤدي إلى نزول شعبيته لأدنى حد مع بداية عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمقرر لها نوفمبر القادم.

الحكومة تتدخل لضبط الأسعار.. إجراءات جديدة لمنع تكرار أزمة الدواجن تخزين دون جدوى.. لماذا فرغت إثيوبيا مليار متر مكعب من سد النهضة؟

وأوضح أن واشنطن أعطت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل ما يحتاجه من وقت، ودعم لوجستي وعسكري، ومساهمة في إدارة المعركة، وحماية بالأساطيل البحرية، وإسناد دبلوماسي غير مسبوق في الأمم المتحدة، وتجييش دول أوروبية وراء الموقف الإسرائيلي، إلا أن نتنياهو لم ينجح في تحقيق الأهداف التي كان مقدرا فشلها منذ البداية سواء فيما يتعلق بالإفراج العسكري عن الرهائن أو القضاء على حركة المقاومة بقطاع غزة.

ورأى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم أن مصالحها الاستراتيجية باتت مهددة بالمنطقة، وأن جولة بلينكن الشرق أوسطية تستهدف طرح رؤية تقود إلى التهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المتبقين وتهيئة الأجواء لحكومة ما بعد المعارك، وبحث مستقبل القطاع والقضية الفلسطينية، والأهم إفشال مخطط التهجير القسري أو الطوعي.

واعتبر أنه آن الأوان لدفع الحكومة الإسرائيلية لمشهد أكثر عقلانية لا سيما، أن الوضع الإقليمي بات مهيئاً للانفجار بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت، ما يؤهل الشرق الأوسط لمزيد من التوتر، بالإضافة لحالة المواجهة المكشوفة ضد حزب الله، وعمليات التفجير في إيران التي ستكون لها توابع غير محمودة على المنطقة.

وشدد على أن مصر تسعى من خلال مجموعة الأفكار التي طرحت على الجانبين إلى وقف إطلاق النار في هدنة مستدامة تقود لتبادل الرهائن والأسرى وتنتقل من خلال الحوار بين الفصائل الفلسطينية إلى إدارة فلسطينية مشتركة للضفة والقطاع، تحت إشراف السلطة الوطنية الفلسطينية، بتراضٍ مع باقي الفصائل، للتفرغ أولًا لمواجهة الكارثة الإنسانية المستمرة وتبادل الأسرى، وبدء جهود إعادة الإعمار، وتضميد الجروح العديدة ورعاية أبناء القطاع، على أن يترك موقف سلاح المقاومة لحين التوصل للحل النهائي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بلينكن انتوني بلينكن الشرق الاوسط إسرائيل فلسطين وزیر الخارجیة الأمریکی الولایات المتحدة أنتونی بلینکن الشرق الأوسط فی غزة

إقرأ أيضاً:

إرث بريطانيا في الشرق الأوسط: التحالف مع المستبدين المؤيدين للغرب

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للصحفي ديفيد ويرنج قال فيه إنه إذا كنت تريد تكوين فكرة واضحة عن شخصية حزب المحافظين الحديث، وفهم المدى الكامل للضرر الذي أحدثه خلال فترة ولايته الأخيرة، فليس هناك مكانا أفضل للبدء به من اليمن. فبحلول أواخر العقد الثاني من الألفية الثانية، كان اليمن مسرحا لأسوأ كارثة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.

ولم تكن هذه كارثة طبيعية. لقد كانت من صنع الإنسان، وقد تسبب بها حلفاء الحكومة البريطانية بشكل كبير، بمساعدة الحكومة البريطانية. ونادرا ما ظهرت الحرب ودور بريطانيا فيها في الصفحات الأولى. ولكن من حيث التكلفة البشرية الهائلة، فقد كان ذلك أسوأ حلقة في العلاقات الخارجية للمملكة المتحدة منذ غزو العراق عام 2003. ومن ناحية حقوقية، كان ينبغي أن تكون فضيحة وطنية.

في عام 2015، شن تحالف من الدول بقيادة السعودية والإمارات حربا ضد جماعة متمردة يمنية، تعرف باسم الحوثيين، والتي أطاحت بالحكومة المعترف بها دوليا في العام السابق. ووعد وزير الخارجية البريطاني آنذاك، فيليب هاموند، بأن بريطانيا "ستدعم السعوديين بكل الطرق العملية باستثناء الانخراط في القتال". وهذا يعني توفيرا مستمرا للذخيرة والمكونات والدعم اللوجستي والصيانة لأساطيل الطائرات العسكرية البريطانية الصنع والتي تشكل جزءا رئيسيا من القوات الجوية الملكية السعودية. هذا الإسناد الذي لا غنى عنه أبقى تلك الطائرات قادرة على العمل في سماء اليمن لعدة سنوات. وكانت العواقب مدمرة.


منذ بداية الحرب، قامت جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة بجمع أدلة دامغة على "الاستخدام المنهجي والواسع النطاق للغارات الجوية العشوائية" من قبل التحالف الخليجي، بما في ذلك قصف المدارس والمرافق الطبية وحفلات الزفاف والجنازات والأسواق ومساكن المدنيين، والبنية التحتية الأساسية. وتم فرض حصار جوي وبحري عقابي، مما أدى إلى إفقار عامة السكان فيما كان من الواضح أنه حملة عقاب جماعي بالجملة.

في عام 2018، قدرت منظمة إنقاذ الطفولة أن ما يصل إلى 85 ألف طفل دون سن الخامسة ربما لقوا حتفهم بسبب الجوع الشديد في السنوات الثلاث والنصف الأولى من الحرب، مع الإشارة إلى تكتيكات الحرب التي يتبعها التحالف كسبب رئيسي. في عام 2021، قدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ما مجموعه 377 ألف حالة وفاة مرتبطة بالصراع بحلول نهاية ذلك العام، مع مقتل 154 ألف شخص بشكل مباشر في أعمال العنف، والباقي بسبب الكارثة الإنسانية التي هي من صنع الإنسان. ووصف أليكس دي وال، وهو خبير بارز في شؤون المجاعة، اليمن بأنه "جريمة المجاعة المميزة لهذا الجيل، وربما هذا القرن"، وأن المسؤولية "تتجاوز الرياض وأبو ظبي إلى لندن وواشنطن".

وكان دور حكومة المحافظين في حرب اليمن مكملا لسياستها الأوسع في الشرق الأوسط، والتي تزامنت مع موجة الانتفاضات المؤيدة للديمقراطية التي اجتاحت العالم ذي الأغلبية العربية منذ شتاء 2010-2011. وفي حين لا يمكن اعتبار الحوثيين جزءا من تلك الحركة، إلا أنهم يمثلون تهديدا للنظام الإقليمي المحافظ بالقدر نفسه. وعلى الرغم من الدعم الانتهازي الذي قدمه ديفيد كاميرون للثورات في ليبيا وسوريا، فإن السياسة الأساسية التي انتهجتها بريطانيا في جميع المجالات كانت تتمثل في مضاعفة دعمها التقليدي للوضع الراهن الاستبدادي.

وفي البحرين، تم سحق الحركة السلمية المؤيدة للديمقراطية بعنف من قبل النظام الملكي، بدعم بريطاني في شكل إمدادات الأسلحة والتبرير الدبلوماسي. كما قدمت لندن الأسلحة والدعم الدبلوماسي للديكتاتور المصري عبد الفتاح السيسي بعد أن قضى على الديمقراطية الوليدة في البلاد في انقلاب عسكري قُتل فيه المئات في الشوارع. وفي جميع أنحاء المنطقة، أعطى المحافظون تصويتا استراتيجيا كبيرا بالثقة لمجموعة كاملة من المستبدين المؤيدين للغرب ومنتهكي حقوق الإنسان، بما في ذلك "إسرائيل". وتضاعفت مبيعات الأسلحة إلى تلك الأنظمة تقريبا في السنوات الخمس التي تلت عام 2011، وتعمق التعاون العسكري بشكل كبير، وازدهرت الصفقات الاقتصادية.

في قلب نظام الدولة الإقليمي هذا تكمن ممالك الخليج الغنية بالوقود الأحفوري. بالنسبة لرؤساء الوزراء البريطانيين المتعاقبين، كانت جائزة الحفاظ على الوضع الراهن في الشرق الأوسط هي التدفق المتواصل لـ "دولارات النفط" الخليجية إلى صناعة الأسلحة البريطانية، وصناعة الخدمات المالية، والاقتصاد البريطاني ككل. بالنسبة للأنظمة الملكية، يعد هذا ثمنا بسيطا يجب دفعه للاحتفاظ بالعلاقات مع راعيها الإمبراطوري السابق، والحليف الغربي الذي يواصل دعم أمنها، وحتى بقائها. لكن تدفقات البترودولار لا يمكن اعتبارها رهانا آمنا أو مستداما لبريطانيا مع ظهور حالة الطوارئ المناخية العالمية.

إن تفضيل حكومة المحافظين المستمر للمصالح الاستراتيجية للدولة البريطانية ورأس المال البريطاني على حقوق وحياة شعوب الشرق الأوسط ساهم بشكل كبير في معاناة لا حصر لها وخسائر في الأرواح، وترك المنطقة في حالة من عدم الاستقرار العميق. ونظرا للأدلة المتاحة، ليس هناك سبب يذكر لتوقع تغيير جوهري من حكومة حزب العمال المقبلة.


كما كان متوقعا، تم تخفيف التعهد الذي قطعه كير ستارمر عند ترشحه لقيادة الحزب في عام 2020 بـ "وقف بيع الأسلحة إلى السعودية" إلى مجرد "مراجعة الوضع". عندما يقول وزير خارجية الظل، ديفيد لامي: "عليك أن تكون مستعدا للعمل مع شركاء مثل السعودية والإمارات، على الرغم من أن قيمك قد لا تكون متوافقة تماما"، فهو يكرر حرفيا جملة حزب المحافظين المألوفة في السنوات الـ 14 الماضية، وفي الواقع حكومة حزب العمال التي سبقتها؛ الحكومة التي باعت للسعوديين في الأصل أسطول طائرات تايفون التي استخدمت فيما بعد لسحق اليمن.

إن حقيقة أن حزب العمال يرفض أيضا استبعاد استمرار مبيعات الأسلحة إلى "إسرائيل"، على الرغم من الأدلة الواضحة والمتزايدة على ارتكاب الأخيرة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في غزة، تقدم إشارة قاتمة ولكن واضحة لما يمكن توقعه في السنوات المقبلة: العمل كالمعتاد، بغض النظر عن التكلفة البشرية.

مقالات مشابهة

  • الساعدي القذافي يدعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية منعا لانقسام ليبيا ويحذر من حرب واسعة في الشرق الأوسط
  • «الوزراء»: 13 شركة مصرية ضمن الأفضل في الشرق الأوسط
  • إرث بريطانيا في الشرق الأوسط: التحالف مع المستبدين المؤيدين للغرب
  • صحيفة: توترات الشرق الأوسط تطغى على اجتماعات الناتو المقبلة في واشنطن
  • فاينانشيال تايمز: توترات الشرق الأوسط تطغى على اجتماعات الناتو المقبلة بواشنطن
  • بابا الفاتيكان حول الوضع فى الشرق الأوسط: كفاكم.. أوقفوا إطلاق النار
  • خبير إسرائيلي: سيتعين على واشنطن الاعتراف بروسيا كأفضل مفاوض في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية الأمريكي يؤكد أهمية جيبوتي لإرساء السلام في القرن الأفريقي
  • تقرير لـThe Atlantic : إسرائيل تريد الحرب... ماذا عنحزب الله؟
  • مصر وتركيا تحذران من امتداد الحرب في غزة إلى المنطقة