توترات غير مسبوقة.. إعلام إسرائيلي يتناول خلافات الحكومة وتراشق أعضائها
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
تناولت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي الخلافات والتوترات الحادة غير المسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة، التي سيطرت على جلسة الحكومة عقب قرار رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي تشكيل فريق أمني للبدء في إجراء تحقيق عن إخفاقات أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويضم الفريق الذي شكله هاليفي مسؤولين أمنيين سابقين، من بينهم وزير الأمن ورئيس أركان الجيش السابق شاؤول موفاز (رئيسا للفريق)، إضافة إلى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية زئيفي فركش، والقائد السابق لقيادة الجيش الجنوبية سامي ترجمان.
ونقلت القناة الـ13 تسجيلات صوتية لجانب من هذا الخلاف والتراشق الذي بدأ عندما طلبت الوزيرة ميري ريغف توضيحات بشأن فريق التحقيق الداخلي الذي عينه رئيس الأركان من أجل فحص إخفاقات الجيش في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي يصفه الإعلام الإسرائيلي بـ"السبت الأسود".
ورأت ريغف أن من حق المستوى السياسي أن يحقق بدوره إذا قرر الجيش أن يحقق، وسألت هاليفي هل تم تعيين لجنة تحقيق في الجيش حول إخفاقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فأجاب: "نحن مشغولون الآن في القتال"، لترد عليه الوزيرة: "لم تجب عن سؤالي".
واحتد النقاش بعد تدخل وزراء آخرين، بعضهم انحاز لطرف الوزيرة ريغف في مهاجمة رئيس الأركان، ومنهم الوزراء بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ودودي أمسالم، في حين دافع آخرون عنه وانتقدوا مهاجمته، ومنهم الوزيرة يفعات شاشا بيطون والوزير حيلي طروبر.
الأكثر توترا منذ بدء الحربوانعكس هذا الخلاف على تعاطي الحدث من قبل الخبراء والمحللين في الإعلام، إذ انتقد بعضهم مهاجمة الوزراء لرئيس أركان الجيش، وساقوا تبريرات مختلفة لقرار تشكيله فريق التحقيق، بينما دعم آخرون الهجوم عليه.
ونقل سليمان مسودي، مراسل الشؤون السياسية في تلفزيون "كان 11″، عن وزراء شاركوا في الجلسة تأكيدهم أنها كانت الأكثر توترا منذ بدء الحرب، وأن بعضهم يرى أن المجلس الوزاري المصغر لا يمكنه اتخاذ قرارات في ما يتعلق بالحرب.
في حين قال أحد الوزراء لمسودي إنه مما لا شك فيه أن كل شيء كان مخططا له مسبقا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزراء الذين هاجموا هاليفي، إذ لم يتدخل نتنياهو خلال هجومهم.
بدوره، رأى روعي شارون، المحلل للشؤون السياسية والأمنية في تلفزيون "كان 11″، أن بدء الجيش التحقيق وعدم انتظار انتهاء الحرب يشكل ضغطا على نتنياهو لأنه سيكون أحد الأشخاص المسؤولين أو المذنبين بكل ذلك، ولذا فإن مهاجمة هاليفي تصب في صالحه.
وقالت القناة الـ13 إن نتنياهو الذي شعر بالارتياح عندما انحرفت المحادثة عن الموضوع الأساسي المحتقن سياسيا وهو "غزة ما بعد الحرب"، انتهى به الأمر إلى أن يقول "يجب التوقف، ونستأنف في مرة قادمة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تراجع نفوذ الجيش بالبرلمان الصيني.. حملة تطهير غير مسبوقة
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تقريرًا، يسلّط الضوء على تراجع تمثيل الوفد العسكري في البرلمان الصيني، وذلك نتيجة لحملة تطهير واسعة يقودها الرئيس، شي جين بينغ.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "حجم الوفد العسكري في البرلمان الصيني المصغّر يتقلص نتيجة عمليات التطهير التي يقوم بها الزعيم شي جين بينغ قبل أكبر حدث سياسي سنوي في بكين".
وأوضحت: "سيبلغ عدد أعضاء الوفد العسكري في الجلسة العامة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، التي ستُفتتح يوم الأربعاء، 267 عضوًا، بعد أن كان عددهم 281 عضوًا في عام 2023؛ حيث تم استبعاد أربعة عشر منهم بسبب تحقيقات الفساد".
وتابعت: "عانى الوفد العسكري، بما في ذلك ممثّلو جيش التحرير الشعبي الصيني والشرطة المسلحة الشعبية، من انخفاض عدد ممثليهم أكثر من أي وفد إقليمي أو حكومي أو قطاع صناعي آخر في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني".
وفي السياق نفسه، تؤكد البيانات على أن حملة شي على ما يصفه الحزب الشيوعي الصيني بـ"انتهاكات الانضباط" تؤثّر بشكل أكبر على القوات المسلحة مقارنة بأجزاء أخرى من المجتمع.
وأضافت الصحيفة أنّ: "عمليات التطهير ضد الفساد تأتي في الوقت الذي من المتوقع أن يعطي قادة الحزب الشيوعي الأولوية للاقتصاد هذا العام فيما يُعرف بـ"الدورتين"؛ أي الاجتماعات السنوية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والمؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني".
وأردفت: "تشعر بكين بالقلق من أن يؤدي ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية إلى الإضرار بصادرات الصين المزدهرة، والتي عوضت الركود العميق في الاقتصاد المحلي خلال السنتين الماضيتين"، مشيرة: "من المتوقع أن يعلن القادة الصينيون عن هدف طموح يتمثل في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5 في المئة، هذه السنة مدعومًا بتدابير تحفيزية أكبر".
وأكدت الصحيفة أنّ: "إبعاد العسكريين من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بسبب تحقيقات مكافحة الفساد هو تذكير بتركيز شي على تحسين الجيش الصيني في الوقت الذي تتنافس فيه البلاد مع الولايات المتحدة، على الهيمنة حول تايوان وبحر الصين الجنوبي".
وبحسب الأستاذ في جامعة تامكانغ التايوانية والباحث في شؤون الجيش الصيني، لين ينغ يو، فإنّ: "خفض أعداد أفراد الوفد العسكري لن يكون له تأثير على المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنه يسلط الضوء على استمرار شي في تأكيد سيطرته على القوات المسلحة".
وأضاف: "على الرغم من تعطيل المستويات القيادية لجيش التحرير الشعبي بأكمله، فإن الحملة لم يكن لها تأثير ملحوظ على قدرات الجيش ووتيرة العمليات؛ حيث يواصل الجيش زيادة الضغط على تايوان وينشر قواته في مواقع أبعد من الصين".
وأفادت الصحيفة أنّ: "بكين عزلت 10 مندوبين عسكريين من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني قبل دورتي السنة الماضية، بعد أن بدأ شي في اتخاذ إجراءات صارمة ضد قوة الصواريخ، وهي الدراع العسكرية لجيش التحرير الشعبي المسؤولة عن الصواريخ بما في ذلك الصواريخ النووية، وبيروقراطية شراء الأسلحة".
ومنذ آذار/ مارس الماضي، فقد أربعة من كبار المسؤولين العسكريين الآخرين مناصبهم كمندوبين في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، بعد تورطهم في التحقيقات الآخذة في الاتساع؛ حيث تم استدعاء وزير الدفاع السابق لي شانغفو ونائب قائد جيش التحرير الشعبي الصيني السابق دينغ تشيبينغ في أيلول/ سبتمبر.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، تم عزل سلف دينغ، يو هايتاو، والقائد السابق للبحرية في المنطقة العسكرية الجنوبية لجيش التحرير الشعبي الصيني، ولي بينغتشينغ، من مناصبهما أيضًا.
ومن المرجح أن يكون حضور جيش التحرير الشعبي الصيني في الجلسة العامة السنة المقبلة أقل من ذلك؛ فقد تم عزل مياو هوا، كبير المفوضين السياسيين في الجيش الصيني، عن مهامه كعضو في اللجنة العسكرية المركزية في نوفمبر/ تشرين الثاني، ورغم أن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لم يعلن عن إقالته من منصبه كمندوب، إلا أنه من غير المتوقع أن يحضر الجلسة العامة.
وختمت الصحيفة التقرير بالقول إنّ: "المراقبين رصدوا اختفاء ثلاثة مندوبين عسكريين آخرين عن الأنظار مؤخرًا؛ فقد غاب كل من لي تشياو مينغ ووانغ تشونينغ، قائدا جيش التحرير الشعبي الصيني والشرطة المسلحة الشعبية".
واستطردت: "بالإضافة إلى يوان هواتشي، المفوض السياسي للبحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، في اجتماعات رئيسية في كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير، وفقًا لما أظهرته لقطات وسائل الإعلام الحكومية الصينية".