كشف مؤشر الثقة الصادر في ديسمبر الماضي عن معهد المديرين البريطاني، اتساع الفجوة بين المتفائلين والمتشائمين تجاه الاقتصاد الأمريكي إلى 28 من 21 في نوفمبر الماضي، ويشير ذلك الرقم إلى أن مديري الشركات بدأوا استعادة موقفهم المتشائم تجاه الاقتصاد، في ظل ترددهم في اتخاذ القرارات الاستثمارية. وقال روجر باركر، مدير السياسات في معهد المديرين أنه على الرغم من تحسن جوانب بيئة الأعمال على مدار الشهرين الماضيين، خاصة فيما يتعلق بالتضخم، إلا أن هذا لم يترتب عليه حتى الآن تأثيراً ملموساً على عملية صنع القرار في مجال الأعمال"، مؤكداً على ضرورة تحقيق نمو اقتصادي كبير، وأن "الأعمال في حاجة ماسة إلى الدعم في العام 2024.

تقرير فرص العمل في السوق الأمريكي

وأشار تقرير لبنك الكويت الوطني، إلى ظهور المزيد من المؤشرات الدالة على تباطؤ مرونة سوق العمل الأمريكي بشكل مطرد، حيث انخفضت فرص العمل خلال شهر نوفمبر إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ مارس 2021. وكانت هناك 8.79 مليون فرصة عمل في نوفمبر، مقابل 8.85 مليون فرصة عمل في أكتوبر، وهو الرقم الذي تم تعديله بالزيادة، وبما يتسق إلى حد كبير مع التوقعات البالغة 8.77 مليون فرص عمل. وانخفض عدد الوظائف الشاغرة بمقدار 62 ألف وظيفة، على الرغم من أن معدل الوظائف الشاغرة كمقياس للتوظيف لم يتغير وظل مستقراً عند مستوى 5.3%. وبدأ النشاط الاقتصادي يبدي علامات تدل على التباطؤ في ظل بقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 22 عاماً. وانخفضت نسبة فرص العمل إلى العمال المتاحين بين 1.4 إلى 1، وعلى الرغم من انها ما زالت مرتفعة إلا أنها انخفضت بشكل حاد من مستوى 2 إلى 1 الذي شهدناه طوال العام 2022.

وكشفت أحدث التقارير، عن استمرار انكماش قطاع التصنيع الأمريكي. إذ بلغت قراءة مؤشر مديري المشتريات للقطاع الصناعي الصادر عن معهد إدارة التوريدات لشهر ديسمبر 47.4 (أي قراءة أقل من 50 تشير إلى الانكماش)، بنمو قدره 0.7 نقطة مقارنة بقراءة نوفمبر وأقوى قليلاً من التقديرات البالغة 47.2. وفي ذات الوقت، ارتفع معدل التوظيف إلى 48.1، بزيادة شهرية قوية قدرها 2.3 نقطة.

محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة

أشار أحدث تصريح صادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أننا ربما قد شهدنا بالفعل نهاية دورة رفع أسعار الفائدة ودخلنا مرحلة توقع خفضها خلال الفترة القادمة. وأكد مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي أنه تم إحراز تقدم كبير في معركة خفض معدلات التضخم. وجاء في محضر الاجتماع: "عند مناقشة توقعات السياسة، رأى المشاركون أن سعر الفائدة من المحتمل أن يكون عند أو بالقرب من ذروته لدورة التشديد الحالية، على الرغم من أنهم أشاروا إلى أن مسار السياسة الفعلي سيعتمد على كيفية تطور الاقتصاد". وشدد الاحتياطي الفيدرالي الذي يتبع سياسة شديدة الحذر على "أهمية الحفاظ على نهج دقيق يعتمد على البيانات لاتخاذ قرارات السياسة النقدية.

تغير في توظيف العمالة غير الزراعية

وشهد شهر ديسمبر الماضي تعيين عدد أكبر من الموظفين عما كان متوقعاً في السابق، إذ كشف أحدث تغيير في وظائف القطاع غير الزراعي عن تعيين عدد كبير بلغ 216 ألف موظف مقابل الرقم المتوقع البالغ 168 ألف. وكان الجزء الأكبر من الوظائف المضافة خلال الأشهر الأخيرة إلى حد كبير في عدد محدود من القطاعات، خاصة قطاع الترفيه والضيافة. كما يشير التقرير الأخير إلى توجه توقعات الأسواق بأن خطوة قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في مارس قد تكون سابقة لأوانها إلى حد ما. وعلى أساس سنوي، تمت إضافة 2.7 مليون وظيفة في العام 2023، مقابل 4.8 مليون وظيفة تمت إضافتها في العام 2022، مما يؤكد أن قوة سوق العمل بدأت تهدأ في واقع الأمر بعد دورة رفع أسعار الفائدة الشديدة التي طبقها مجلس الاحتياطي الفيدرالي. بالإضافة إلى ذلك، لم يتغير معدل البطالة وظل مستقراً عند مستوى 3.7%. ومثلما شهدنا الشهر السابق، ارتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 0.4% في ديسمبر. وأنهى مؤشر الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع عند 102.412.

التضخم في منطقة اليورو

إلى ذلك، انسجمت القراءة الأخيرة لمؤشر أسعار المستهلكين الصادرة من منطقة اليورو مع توقعات البنك المركزي الأوروبي، إذ بلغت 2.9%. ويدعم هذا التوجه حجة البنك المركزي الأوروبي لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، على الرغم من توقعات الأسواق بخفضها بوتيرة سريعة. ويرى البنك المركزي الأوروبي أن التضخم قد وصل إلى نقطة منخفضة تبلغ 2.4% في نوفمبر وسوف يتحرك الآن في نطاق يتراوح بين 2.5% -3% قبل أن ينخفض إلى مستوى 2% المستهدف في العام 2025. وتلعب التوترات السياسية العالمية دوراً جوهرياً في التأثير على الأسعار وهو الأمر الذي قد يكون لها عواقب طويلة المدى على الاقتصاد الأوروبي. إلا أن الأسواق ما زالت تتوقع قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة ست مرات هذا العام، في حين يجادل صناع السياسات هذه الفرضية مؤكداً ان الأمر لن يكون كذلك.

مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الصين

في الصين، ارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي من Caixin بصورة غير متوقعة إلى 50.8 وفقاً لأحدث تقرير صادر في ديسمبر، متجاوزاً التوقعات التي أشارت إلى إمكانية انخفاضه إلى 50.4. وكشفت البيانات عن نمو الإنتاج بأسرع وتيرة في 7 أشهر، فضلا عن زيادة الطلبيات الجديدة التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير. وفي ذات الوقت، انخفضت طلبات التصدير الجديدة بأضعف وتيرة في سبعة أشهر، هذا إلى جانب ركود أنشطة الشراء.

اقرأ أيضاًتتضمن 8 توجهات للنمو الاقتصادي وطرح الحوارات الوطنية.. «معلومات الوزراء» يعد مشروعا بحثيا

منخفضًا عن التوقعات.. الاقتصاد الأمريكي ينمو بنسبة 2.1% خلال الربع الثاني من 2023

بايدن يتهم الجمهوريين بأخذ الاقتصاد الأمريكي «رهينة»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتياطي الفيدرالي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الاقتصاد الأمريكي الاقتصاد الأوروبي الوظائف الحكومية اجتماع الاحتياطي الفيدرالي أزمة الاقتصاد الأمريكي اقتصاد الصين الاقتصاد الأمریکی أسعار الفائدة على الرغم من فی العام

إقرأ أيضاً:

محافظ المركزي التركي: نتخذ إجراءات ضد مخاطر خفض أسعار الفائدة

الاقتصاد نيوز - متابعة

أكد محافظ البنك المركزي التركي فاتح كاراهان، الأحد، أن البنك "على استعداد لاتخاذ إجراءات" لمواجهة المخاطر الناجمة عن دورة خفض أسعار الفائدة الحالية.

وأضاف كاراهان، خلال مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة المنعقد حالياً بالسعودية، أن البنك خفض أسعار الفائدة تدريجياً منذ ديسمبر/ كانون الأول، مما أدى إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي بواقع 250 نقطة أساس في كل من ديسمبر /كانون الأول ويناير/ كانون الثاني.

إلى ذلك، قال كاراهان هذا الشهر إن البنك المركزي "ليس على وضع التشغيل الآلي" بعد خفضين متتاليين لأسعار الفائدة، وإنه يمكنه إيقاف أو تغيير حجم تحريك أسعار الفائدة استناداً إلى ما يظهر من بيانات.

ومؤخراً رفع البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم لنهاية العام من 21% إلى 24%، في حين لفت  إلى أن التخفيضات المتتالية الأخيرة في أسعار الفائدة لن تستمر بالضرورة.

وأشار إلى أن حالة الضبابية التي تكتنف السياسات النقدية لاقتصادات متقدمة، مثل الولايات المتحدة على وجه الخصوص، تسبب مخاطر لاقتصادات الأسواق الناشئة، ومنها تركيا.

وأضاف "هذا يعني أنه يتعين على البنوك المركزية توخي الحذر الشديد لأن المخاطر قائمة لأسباب عديدة... ونحن على استعداد لاتخاذ (ما يلزم من) إجراءات".

ويبلغ سعر الفائدة الآن 45%. وأبقى البنك المركزي التركي السعر عند 50% على مدى الأشهر الثمانية السابقة لديسمبر/ كانون الأول. ووفقاً لاستطلاع أجرته رويترز الشهر الماضي، من المتوقع خفض سعر الفائدة إلى 30% بحلول نهاية العام.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • محافظ المركزي التركي: نتخذ إجراءات ضد مخاطر خفض أسعار الفائدة
  • "اتش سي" تتوقع تثبيت "المركزي" لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل
  • التضخم في المملكة يصل إلى 2.0% خلال شهر يناير
  • ضمن أقل المعدلات بين دول الـ20.. 2 % نسبة التضخم السنوي بالمملكة خلال يناير 2025
  • الخميس المُقبل.. اجتماع لـ "المركزي" لبحث مصير أسعار الفائدة
  • نتائج إيجابية للسندات الأمريكية مع عودة رهانات خفض الفائدة
  • معهد OEC الأمريكي : التبادل التجاري إنتعش بين إسرائيل والجزائر ما بين 2017 و 2023
  • التضخم في إسرائيل يقفز لأعلى مستوى بسبب حرب غزة
  • معهد المشروع الأمريكي: الأمم المتحدة ومسؤولية التخلي عن موظفيها في مواجهة ابتزاز الحوثيين
  • تقرير لـ «غرف دبي» حول دور مؤشر مناخ الأعمال في استشراف المستقبل