مراكز الأموال المظلمة التي تربط بين سوناك وميلي وترامب
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية مقالا يفيد بأن هناك رابطا بين رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهو وقوف ما سماها المقال شبكة مراكز الأموال المظلمة الغامضة وراء سياسات الثلاثة.
وأوضح المقال -الذي كتبه كاتب العمود في صحيفة "غارديان" البريطانية جورج مونبيوت- أن هذه المراكز تقف وراء السياسات النيوليبرالية في جميع أنحاء العالم.
استهل الكاتب مقاله بتناول سياسات خافيير ميلي، قائلا إنها تتضمن عناصر الفاشية وعناصر مستعارة من الدولة الصينية وعناصر تعكس تاريخ الأرجنتين الدكتاتورية، لكن معظم برنامج الحكومة الذي أعلنه ميلي يبدو مألوفا بشكل مخيف، هنا في نصف الكرة الشمالي.
وأضاف أنه برنامج مكثف من التخفيضات الهائلة التي تؤدي إلى هدم الخدمات العامة، خصخصة الأصول العامة، ومركزية السلطة السياسية، وإقالة موظفي الخدمة المدنية، وإزالة القيود المفروضة على الشركات واللوبيات المالية وتدمير اللوائح التي تحمي العمال والضعفاء، ودعم الملاك ضد المستأجرين، وتجريم الاحتجاج السلمي، وتقييد الحق في الإضراب.
أوجه تشابه مذهلة بين برامجهموقال الكاتب إن ميلي يحاول بمرسوم "طارئ" واسع و"مشروع قانون إصلاح" وحشي يحمل أوجه تشابه مذهلة مع ميزانية "ميني" التي وضعتها رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس، والتي حطمت آمال العديد من الفقراء والطبقة المتوسطة وفاقمت الاضطرابات التي تهيمن الآن على الحياة العامة.
وأكد أن ذلك ليس مصادفة، موضحا أن برنامج تراس تأثر بشكل كبير بالفكر النيوليبرالي الأرجنتيني الذي ينتمي إلى ما تسمى شبكة أطلس، وهي هيئة تنسيق عالمية تعزز على نطاق واسع الحزمة السياسية والاقتصادية نفسها في كل مكان تعمل فيه.
وأوضح الكاتب أن شبكة أطلس تأسست عام 1981 من قبل مواطن بريطاني يدعى أنتوني فيشر، وهو مؤسس معهد الشؤون الاقتصادية وأحد أوائل أعضاء شبكة أطلس، وقد وضع هذا المعهد إلى حد كبير برنامج ليز تراس السياسي.
السياسيون مجرد وجوه يرتديها البرنامجوقال مونبيوت إن مجموعات الضغط التي تمثل الشركات في بريطانيا لا تزال تشكل سياسات سوناك، وهي أيضا عضوة في شبكة أطلس، مضيفا أنه من الممكن وصف سياسات معينة بأنها سياسات ميلي أو بولسونارو أو سياسات تراس أو جونسون أو سوناك، لكنها كلها اختلافات في الموضوعات نفسه أنشئت من قبل مراكز الأموال المظلمة التي تنتمي إلى الشبكة نفسها، وهؤلاء الرؤساء ورؤساء الوزراء هم مجرد الوجوه التي يرتديها البرنامج.
وأضاف الكاتب أن كثيرا من أعضاء هذه الشبكة يرفضون الكشف عمن يمولهم، ولكن مع تدفق المعلومات تم اكتشاف أن شبكة أطلس نفسها والعديد من أعضائها قد أخذوا الأموال من شبكات التمويل التي أنشأها الأخوان كوخ (عائلة أميركية تمتلك ثاني أكبر مجموعة شركات في الولايات المتحدة) وغيرهما من أصحاب المليارات اليمينيين، ومن النفط، وشركات الفحم والتبغ وغيرها من المصالح التي تتحدى الحياة.
الديمقراطيات الاسمية تصبح أرستقراطيات جديدةوأوضح مونبيوت أن مراكز الأموال المظلمة وشبكة أطلس تُعتبر وسيلة فعالة للغاية لإخفاء السلطة والنفوذ وتجميعهما، إنها القناة التي من خلالها يؤثر المليارديرات والشركات على السياسة دون إظهار أيديهم، وتعلمهم السياسات والتكتيكات الأكثر فعالية للتغلب على مقاومة أجندتهم، ثم نشر هذه السياسات والتكتيكات في جميع أنحاء العالم.
وانتهى الكاتب إلى القول إن هذه هي الطريقة التي تصبح بها الديمقراطيات الاسمية أرستقراطيات جديدة.
وعن سياسات ترامب، قال الكاتب إنها الأسوأ، إذ لم يطور الرئيس الأميركي السابق أبدا منصة متماسكة خاصة به، فقد كُتبت سياساته من قبل أحد مراكز الأموال المظلمة في تفويض من 900 صفحة للقيادة أنتجته مجموعة من المفكرين بقيادة مؤسسة التراث العضوة في شبكة أطلس، وإن العديد من المقترحات الواردة في هذه السياسات مرعبة ولا علاقة لها بالمطالب العامة، وكل شيء فيها يتعلق بمطالب رأس المال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الكاتب البريطاني سومرست موم .. لماذا أصبح جاسوسا؟
في مثل هذا اليوم، 16 ديسمبر 1965، رحل الكاتب البريطاني الشهير سومرست موم، الذي جمع بين الشهرة الأدبية وحياة مثيرة مليئة بالصراعات والتساؤلات.
برغم إنتاجه الأدبي الغزير وشهرته كواحد من أعظم الكُتاب البريطانيين في القرن العشرين، يبقى السؤال حول كونه جاسوسًا للحكومة البريطانية أحد أبرز الألغاز في سيرته.
طفولة مأساويةوُلد سومرست موم في باريس عام 1874 لعائلة دبلوماسية؛ حيث كان والده يعمل في السفارة البريطانية.
عاش طفولة هادئة ومدللة، لكن فقدانه لوالديه في سن مبكرة – والدته وهو في السادسة، ووالده بعد عامين – شكّل منعطفًا حاسمًا في حياته، إذ انتقل للعيش مع راعي كنيسة، هذه التجارب المبكرة انعكست في أعماله الأدبية لاحقًا.
البداية الأدبيةبدأ موم دراسته في الطب، لكنه لم يكملها، حيث انجذب إلى الكتابة الأدبية. قدّم أول رواياته وهو في الثالثة والعشرين من عمره، لكنه برز ككاتب مسرحي بعد نجاح مسرحيته “الليدي فريديريك” عام 1907.
هذا النجاح فتح له أبواب الطبقات الراقية في المجتمع البريطاني وساعده على تحقيق شهرة كبيرة.
قمة النجاح والتدهور الشخصيفي ثلاثينيات القرن الماضي، أصبح موم من بين أكثر الروائيين البريطانيين ثراءً، مما مكّنه من عيشغ حياة مرفهة والتقرّب من شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء ونستون تشرشل، لكن على الصعيد الشخصي، عانى من أزمات عاطفية وزوجية، خاصة مع زوجته سيري ويلكام، التي وصفها كتاب سيرته بأنها كانت شديدة الطموح والتطلب، مما دفعه إلى الهروب المتكرر عبر السفر والكتابة.
حياة الجاسوسيةخلال الحرب العالمية الأولى، انضم موم إلى هيئة الصليب الأحمر وتعاون مع الحكومة البريطانية كجاسوس، يروي كتاب “الحياة السرية لسومرست موم” تفاصيل هذه المرحلة المثيرة من حياته، التي تتشابك فيها الأدب مع السياسة.
السنوات الأخيرةأمضى موم سنواته الأخيرة في جنوب فرنسا، حيث عاش حياة الرفاهية بعيدًا عن صخب لندن.
خلال تلك الفترة، كان يومه يتوزع بين الكتابة، القراءة، السباحة، ولعب الجولف. ومع ذلك، ظل حضوره الأدبي قويًا عبر أعماله التي ألهمت أجيالًا من الكتّاب والقراء.