لبنان ٢٤:
2024-06-29@23:35:07 GMT

عن أمن نصرالله.. ماذا كشف إغتيال العاروري؟

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

عن أمن نصرالله.. ماذا كشف إغتيال العاروري؟

بمعزلٍ عن حجم الرَّد الذي بدأه "حزب الله"، أمس السبت، إنتقاماً لإغتيال القياديّ في حركة "حماس" صالح العاروري، يبقى البحثُ متمحوراً حول كيفية عدم تكرار سيناريو الإغتيال مع قيادات أخرى، سواء من الحركة أو من "حزب الله" بشكلٍ خاص.        الرّدود التي ينفذها الحزب ميدانياً مُؤلمة للإسرائيليين، فهي نتيجة حتمية لأيّ إغتيال قد تُقدم عليه تل أبيب وآخرها كان أمس من خلال قصف قاعدة ميرون الجوية العسكرية.

. ولكن، الأسئلة الأكثر بروزاً وسط كل ذلك هي التالية: ماذا بعد الإغتيال والرّد؟ كيف ستكون الحماية؟ ما الذي قد تُقدم عليه "حماس" بالتعاون مع "حزب الله" لإفشال سيناريوهات الإغتيالات؟     تقول المعلومات إنَّ "حماس" تتكتّم تماماً عن أيّ خطوة مُقبلة قد تُقدم عليها، سواء على صعيدها السياسي أو العسكريّ في لبنان. حتى الآن، ما زال البحث مُستمراً بشأن خليفة العاروري، وهنا يبرز إسمان أساسيان لتولي مسؤولية "نائب رئيس المكتب السياسي للحركة" وهما زاهر جبارين وأسامة حمدان. 
وبينما لم يتم حسم التوجه الخاص بالمسؤول الجديد، يمكن أن يبرزَ إسمٌ ثالث على الخط، لكنه رغم ذلك فإنَّ المسألة لا تقف هنا، فتعيين أي شخصٍ قيادي في الحركة بمنصب العاروري ليس أمراً صعباً، فالعبرة تكونُ في النهج والقدرة على التخطيط.    فعلياً، ما يدور حالياً في أروقة "حماس" هو الدفعُ باتجاه إجراء قراءة ذاتية وفعلية لإكتشاف الخرق الذي أطاح بالعاروري، علماً أن الحركة تتكتم تماماً عن الحديث بهذا الأمر، فالمسؤولون فيها يتجنبون الإفصاح عن أي معلومة. حتى بشأن كتائب "القسام" في لبنان، فهناكَ تحفّظٌ كبير عن دورها المُستقبلي خصوصاً أن إسرائيل باتت تلاحقها، ليس فقط في غزة، بل في لبنان أيضاً.    كل هذه الأمور تُعدّ مهمة في مرحلة ما بعد إغتيال العاروري والرد على إستهدافه. قد يكون ما حصل بمثابة قاعدة أساسية لإعادة النظر بإجراءات الحماية الأمنية لمختلف قادة "حماس" في لبنان. الإنعطافة الأكبر لن تكون هنا بل ترتبطُ بما قد يتم كشفهُ داخل أروقة الحركة من خروقات أمنية يجب التعامل معها لسدّ الثغرات، لاسيما أن إسرائيل تستغلّ كل هذه الأمور للوصول إلى قادة "حماس" وغيرهم بأسهل طريقة ممكنة.  
وسط كلّ ذلك، يبرز حديثٌ عن دور "حزب الله" في مساعدة "حماس" في سد الثغرات الأمنية.. ولكن، هل الأمر قائم؟ وهل يمكن أن يفعله الحزب؟ أوساطُ مطلعة على أجواء الأخير تقول لـ"لبنان24" إنَّ معظم مسؤولي "حماس" يقطنون في مناطق تابعة للحزب وخاضعة لسيطرته، لكن هذا الأمر لا يعني أن هؤلاء يأخذون أوامر تحركاتهم من الحزب.     بالنسبة للمصادر، فإنَّ التنسيق الأمني قائمٌ بين "حماس" و "حزب الله"، كما أن هناك مكاتب مخصصة لتبادل المعلومات ومقاطعتها، ويُقال إنَّ الحزب حذر العاروري مراراً من أن تحركاته قيد الرصد والمراقبة. وفقاً للمصادر، فإنّ ما يقوم به الحزب يقفُ عند هذا الحد، أما أن يؤمّن حماية للعاروري، فهذا الأمرُ لم يكن قائماً ولن يكون وارداً مع الشخصية التي ستخلفه.    مصادر الحزب تعتبرُ أيضاً أنَّ الحديث عن حصول خرقٍ له بسبب مقتل العاروري ليس أمراً منطقياً بالدرجة الكافية، وتُضيف: "الحزب لم يكن يوماً مسؤولاً عن الحيثيات الأمنية للعاروري.. يمكن أن يكون مساهماً في تقديم الأماكن له أو لغيره، لكن أن يتم توفير عناصر أمنية للحماية فهذا الأمر غير وارد ولم يحصل أصلاً".  
وفق المصادر، فإنّ الدليل الأكبر على أن الحزب لم يوفر حماية أمنية للعاروري هو أن القصف الذي استهدف الأخير في الضاحية الجنوبية لبيروت لم يُسفر عن إستشهاد أي عنصرٍ من "حزب الله".     المصادر عينها تقولُ أيضاً إنَّ الحزب قد لم يقُم أصلاً بإتخاذ تلك الخطوة، أي فرزِ حماية أمنية خاصة من "حزب الله" لأي مسؤول فلسطيني من "حماس"، باعتبار أنَّ هذا الأمر لن يكون جيداً بحق الحركة وكوادرها، وتضيف: "التنظيم الفلسطيني له مكوناته العسكرية وله عناصره الأمنية وتشكيلاته الداخلية، وحزب الله لا يتدخل بها وحدوده معروفة.. إذاً لا يمكن تحميل الحزب ما لا طاقة له به".  
وفي ظل المشهدية هذه، يأتي السؤال الأهم: ما الذي قد تُقدم عليه "حماس" مع "حزب الله" لإحباط سيناريوهات الإستهدافات؟ الأمرُ هذا قد لا ينجحُ 100%، فـ"الخروقات" كبيرة، وطالما أنّ الحركة لم تعمل على حل الثغرات الأمنية داخلها، فإن أمر إستهداف القيادات الأخرى واردٌ أيضاً.  
أبسطُ خطوة يمكن اتخاذها للحماية حالياً هي أن يتم تغيير أماكن الإجتماعات وتخفيف التنقلات والتموضع في مناطق يصعبُ الوصول إليها بعكس ما حصل مع العاروري الذي كان يتواجد في شقةٍ مكشوفة تماماً على الشارع العام وسط الضاحية الجنوبية، وبالتالي يمكن لأي طائرة مُسيرة أو أي صاروخ أرضي أن يطالها بسهولة.    المسألةُ التي حصلت تطرحُ الكثير من علامات الإستفهام، والسؤال الأكثر بروزاً هنا هو التالي: من الذي اختار هذه الشقة ليجتمع بها العاروري؟ من الذي حدّد لحظة الإجتماع؟ لماذا هناك؟ بكل بساطة، كل من كان على علمٍ بتحركات العاروري يجب أن يخضع للتحقيق، فالأمرُ ليس سهلاً خصوصاً أن الأخير كان يجتمع مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وبالتالي فإن تحركاته باتجاه الأخير قد تكون تعرّضت للخرق ولو بنسبة بسيطة، ما يعني مواجهة أمين عام الحزب للخطر.  
قد يُقال هنا إنّ الأمن الذي يحظى به نصرالله كبير ودقيق، ولكن، ما الذي يمنع حدوث ثغرات بسبب "خروقات" غير معروفة؟ أن يكون العاروري مرصوداً بهذه الدقة، عندها فإنّ الخطر كان يلازمه بكل تحركاته حتى لحظة اجتماعه مع نصرالله. لهذا السبب وغيره، يجدر البحث في الثغرات ومعالجتها، وإلا فإن سُبحة الإستهدافات ستطول، وهذا ما تسعى إسرائيل لتحقيقه في لبنان قبل غزة. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الأمر حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

حملة إسرائيلية – أمريكية للضغط على حزب الله… ما الهدف منها؟

الجديد برس:

أكد رئيس تحرير مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، مايكل يونغ، الجمعة، أنه وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية سمع وفداً إسرائيلياً نقل عن مسؤولين أمريكيين أنه في حالة نشوب صراع مع حزب الله، فإن الأمريكيين سيدعمون “إسرائيل” بالكامل.

وقد دفعت هذه التصريحات أحد المعلقين إلى إخبار صحيفة لبنانية أن “الضوء الأحمر الذي أصدرته الإدارة ضد عملية إسرائيلية في لبنان تحول إلى اللون البرتقالي، وقد يتحول قريباً إلى اللون الأخضر”.

وقال يونغ إن تصريحات إدارة بايدن جزءٌ من حملة إسرائيلية أمريكية منسّقة لزيادة الضغط على حزب الله ليكون أكثر مرونةً تجاه حل تفاوضي عند المنطقة الحدودية، ولا سيما أن المسؤولين الأمريكيين صرحوا أكثر من مرة أن أي حرب ستكون كارثية على “إسرائيل” ولبنان.

كما أشار إلى أن مستوى الترهيب والتهديد الإسرائيلي بشن حرب على لبنان وصل إلى مستويات سريالية، في حين أن جيش الاحتلال عاجز عن تفكيك قدرات حركة حماس بعد 8 أشهر من حرب ضد قطاع غزة.

“إسرائيل” في عجزٍ عميق

في الحقيقة إن “إسرائيل” لا تملك أي خياراتٍ عسكرية يمكن أن تؤدي إلى نتيجة أفضل من تسوية تفاوضية، فهناك نهجان واسعان يمكن للإسرائيليين اتباعهما لطمأنة مستوطني الشمال وتشجيعهم على العودة إلى ديارهم، النهج الأول هو تطهير المنطقة الحدودية من حزب الله الذي يفرض المعادلات على “إسرائيل”، والخيار الثاني هو اجتياح الأراضي اللبنانية ومحاولة فرض توازن جديد للقوى على طول الحدود.

كل هذا يأتي وسط تقارير في الصحافة الإسرائيلية تُفيد بأن “إسرائيل” غير قادرة على شن حرب على جبهاتٍ عديدة، نتيجة العجز العميق في ميزانية رأس المال البشري، وهذا الأمر يتطلب من “إسرائيل” إعادة التفكير في عدد الحروب التي يمكنها التعامل معها.

ولهذا السبب ربما تكون النتيجة الأكثر موثوقية بالنسبة للإسرائيليين هي تلك التي يرفضونها بشدة: استئناف الوضع الراهن الذي كان قائماً قبل 7 أكتوبر 2023، والذي حافظ على الاستقرار في الجنوب لمدة ثمانية عشر عاماً. لكن قبول حكومة نتنياهو بذلك لن يكون فقط اعترافاً بفشل أهدافها المُعلنة في الحرب، بل لن يطمئن سكان الشمال أيضاً، مما يدفع الكثيرين إلى الابتعاد عن المنطقة بشكلٍ دائم.

وشدّد يونغ على أن مشكلة “إسرائيل” هي أنها تعتقد أن بإمكانها حل جميع الصعوبات التي تواجهها من خلال اللجوء إلى العنف. ولكن هذا المنطق جلب عائدات متناقصة في العقود الثلاثة الماضية.

والخميس، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن سعي إدارة بايدن للحد من الاشتباكات الحدودية المتفاقمة بين “إسرائيل” وحزب الله في جنوبي لبنان، يواجه “رياحاً معاكسة كبيرة” بسبب الصعوبة التي تواجهها واشنطن في ترتيب وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الروابط بين الجبهتين تسلط الضوء على المعضلة الدبلوماسية التي تواجه البيت الأبيض في سعيه لمنع نشوب حرب واسعة النطاق يمكن أن تجر إيران، وتوسع نطاق القتال إلى ما هو أبعد من غزة.

مقالات مشابهة

  • علاقة حزب الله والمسيحيين.. الضرورة والحاجة!
  • رسالة لنصرالله من طهران: إنجازات الشهداء وضعتنا على طريق الانتصار الكبير
  • حملة إسرائيلية – أمريكية للضغط على حزب الله… ما الهدف منها؟
  • السيد حسن نصرالله يستقبل أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان
  • بعد أول مناظرة.. ماذا لو انسحب بايدن من أو تم استبداله ؟
  • هاجم نتنياهو.. وزير إسرائيليّ سابق عن نصرالله: لا يُريد الحرب
  • نصر الله يستقبل الأمين العام لـالجماعة الإسلامية.. هذا ما بحثاه
  • نصرالله استقبل الامين العام للجماعة الإسلامية ‏في لبنان
  • عن الحرب في غزة والدولة الفلسطينية.. ماذا قال ترامب وبايدن في مناظرتهما التاريخية؟
  • توصية إسرائيلية باستهداف الأسد للضغط باتجاه إحباط أي هجوم لحزب الله