في متاهات الساحة السياسية، يبرز الحزب اليساري كعنصر أساسي يحمل في طياته فلسفة تركز على المساواة والعدالة الاجتماعية، ويشكل اليسار نهجًا يتسم بالتأكيد على دور الدولة في تحقيق التوازن وتوفير فرص متساوية للجميع.

وتقدم بوابة الفجر الإلكترونية لمتابعيها في هذا الموضوع خصائص ومبادئ الحزب اليساري، مستكشفين تأثيره على صياغة السياسات وتوجيه القرارات.

تعريف الحزب اليساري

الحزب اليساري يمثل توجهًا سياسيًا يؤكد على الاهتمام بالمساواة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية، ويسعى الحزب اليساري إلى تقديم دور نشط للحكومة في توجيه السياسات الاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق التوازن وتقديم الدعم للطبقات الاقتصادية الضعيفة، ويشمل توجهه الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان والتحول الاجتماعي، ويؤمن بأهمية توفير الفرص للجميع، ويمكن أن يختلف تجسيد الحزب اليساري من بلد إلى آخر، ولكن في العموم، يسعى إلى تحقيق توازن بين الفرد والمجتمع من خلال التدخل الحكومي وتوجيه السياسات نحو العدالة والمساواة.

نشأة الحزب اليساري

تعكس نشأة الحزب اليساري تاريخًا طويلًا من التطورات الاجتماعية والاقتصادية، وفي فترة ما بين القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أسهمت الثورات الصناعية والتحولات الاقتصادية في ظهور الطبقة العاملة وتفاقم التفاوتات الاجتماعية.

وظهرت الأفكار اليسارية كتفاعل مع هذه التحولات، حيث أعربت عن قلق بشأن الظروف العمل وطالبت بحقوق العمال، كما ساهمت الثورات الفلسفية والفكرية في إثراء الفهم اليساري حول المساواة والعدالة.

ومن ثم، تطور الحزب اليساري ككيان سياسي كان له ذروته خلال الحركات الاشتراكية والعمالية في أوروبا وغيرها من البلدان في أواخر القرن التاسع عشر، وشهد القرن العشرين نموًا للحزب اليساري مع تأثيره في صياغة السياسات الاجتماعية والاقتصادية في العديد من الدول. يشمل ذلك تأثير الحزب اليساري في تحقيق الإصلاحات الاجتماعية، مثل تأسيس نظم الرعاية الصحية وتوفير التعليم العام.

تعرف على.. أبرز أدوات السياسة المالية تعرف على.. أهم خصائص السياسة العامة

وهذه النشأة كانت نتاجًا لمجموعة متنوعة من الظروف التاريخية والاقتصادية، وكانت تجسيدًا للنضال من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.

أيديولوجية الحزب اليساري

أيديولوجية الحزب اليساري تتمحور حول عدة مفاهيم أساسية تركز على تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية. بينما قد تختلف التوجهات داخل الحزب اليساري، إلا أن بعض الأيديولوجيات الرئيسية تشمل:

1. المساواة الاقتصادية: يسعى الحزب اليساري إلى تحقيق توازن في التوزيع الاقتصادي من خلال فرض سياسات تقليل التفاوتات الاقتصادية وتوفير فرص متساوية للجميع.

2. دور الحكومة والتدخل الاقتصادي: يؤمن اليسار بأن الحكومة يجب أن تلعب دورًا فعّالًا في توجيه الاقتصاد وتقديم الحماية الاجتماعية للطبقات الضعيفة، وذلك من خلال تقديم الخدمات العامة وتنظيم السوق.

3. حقوق العمال والعمل: يشدد الحزب اليساري على حماية حقوق العمال وتحسين ظروف العمل، بما في ذلك زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل والمشاركة في صنع القرار.

4. تشجيع التنوع ومكافحة التمييز: يسعى الحزب اليساري إلى تعزيز التنوع ومكافحة التمييز على أساس الجنس والعرق والدين، مع التركيز على حقوق الأقليات.

5. الرعاية الاجتماعية والصحية: يروج اليسار لتوفير نظم قوية للرعاية الاجتماعية والصحية، بهدف تقديم الخدمات للجميع وضمان حماية الفئات الضعيفة.

وتشكل هذه القيم أساس الأيديولوجية اليسارية، وتعكس التفاني في خلق مجتمع يقوم على المبادئ العادلة والتضامن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحزب الحزب اليساري

إقرأ أيضاً:

لماذا جعل الله نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث؟.. الإفتاء تحسم الجدل

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الميراث في الشريعة الإسلامية ليس قائمًا على مبدأ المساواة بين الذكر والأنثى، بل على مبدأ العدالة التي تأخذ في اعتبارها المسئوليات والواجبات الشرعية، جاء ذلك في رده على تساؤل حول الفروقات في الميراث بين الولد والبنت، وهل يكون ذلك ظلمًا للبنت.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث تتحقق فقط في أربع مسائل شرعية فقط، وهي حالات معينة تتعلق بالأبناء والبنات، والأنساب من الأجداد والجدات، أما في باقي الحالات، فقد تكون الأنثى قد ترث مثل الرجل أو أكثر من الرجل، أو لا ترث أحيانًا حسب الحالة.

نيفين مختار: أحكام الميراث في الشريعة لتنظيم العلاقات المالية.. والتلاعب بالأحكام الإلهية خطيرما جزاء من يمنع الميراث عن إخوته؟.. أمين الفتوى: يمنع الله عنه ميراثه فى الجنةالجامع الأزهر يرفض فتوى سعد الدين الهلالي بالمساواة في الميراث.. اعرف التفاصيلبعد فتواه عن الميراث.. سعد الدين الهلالي يدعو لتغيير اسم علم الشريعة

وقال: "الشرع الشريف عندما قسم الميراث، راعى مسئوليات الذكر والأنثى، فعلى سبيل المثال، الرجل عليه مسئوليات مالية أكبر، مثل نفقته على الزوجة والأبناء، بينما لا تُطالَب الأنثى بهذه المسئوليات، ولهذا كانت حصته في الميراث أكبر في بعض الحالات".

واستشهد بمثال توضيحي: "إذا كان لديَّ ولد وبنت، وأعطيت البنت 50 جنيهًا لتصرف على نفسها، بينما أعطيت الولد 100 جنيه لأنه مسئول عن أخته وينبغي أن ينفق عليها، فإن ذلك لا يعد ظلمًا، بل هو عدالة، لأن الشرع أوجب على الولد مسئوليات مالية أكبر".

وأكد الدكتور علي فخر أن العدالة الشرعية تقتضي أن يحصل الذكر على نصيب أكبر من الميراث في بعض الحالات، بسبب تكاليف الحياة التي يتوجب عليه تحملها، بينما تظل الأنثى غير مكلفة بهذه الأعباء، وهذا هو الفرق بين المساواة والعدالة في النظر إلى الميراث في الإسلام.

جدل بسبب المطالبة بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة

يذكر أن الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أثار جدلاً فقهياً بفتواه التي رأى فيها أنه لا يوجد نص قرآني يمنع المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.

وقال سعد الدين الهلالي، خلال حوار تلفزيوني، إن وظيفته هي البيان والتوضيح، مُستشهدًا بقول الله تعالى: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»، موضحًا أن الآية القرآنية التي تأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتبين للناس ما نزل إليهم.

واعتبر سعد الدين الهلالي، أن القرار في نهاية المطاف هو قرار شعبي وليس قراره أو قرار أي فرد آخر، مشيرًا إلى أن المطالبة بالمساواة في الميراث ليست ممنوعة بنص صريح في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة، خاصة بين المتساوين في درجة القرابة كالأخ والأخت.

وتابع: إن هذه المساواة قد تحققت بالفعل في تركيا منذ عام 1937، كما أنها موجودة جزئيًا في مصر في توريث المعاش بموجب القانون 148 لسنة 2019، حيث يتم توريثه للذكور والإناث على حد سواء، مشيرًا إلى الممارسات الواقعية في بعض الأسر المتراحمة التي تتقاسم التركة بالتساوي بالتراضي.

وفي تفسيره للآية القرآنية «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ»، طرح الدكتور سعد الدين الهلالي، معنيين مُحتملين: الأول هو وصية الله بتمييز الذكر، والثاني هو وصية الله بعدم حرمان الأنثى من نصيبها ولو كان سهمًا واحدًا من سهمين.

وطالب الدكتور سعد الدين الهلالي، بفهم النص القرآني على أنه قد يوصي بالضعيف (المرأة) لضمان عدم حرمانها من الميراث.

وأفاد الدكتور سعد الدين الهلالي، بأن ظاهر الآية لم يتم العمل به بشكل كامل حتى نهايتها، مُستشهدًا بسياق الآية حول نصيب النساء فوق اثنتين ونصيب الأم في حالة عدم وجود ولد للمتوفى، وكيف أن الفقهاء اختلفوا في تفسيرها وتطبيقها، بما في ذلك اختلاف الصحابة في عصر عمر بن الخطاب حول نصيب الأم.

طباعة شارك الميراث المساواة بين الذكر والأنثى المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث لماذا جعل الله نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث أمين الفتوى الدكتور علي فخر دار الإفتاء الإفتاء

مقالات مشابهة

  • منتدى الأمن العالمي بالدوحة يبحث مستقبل سوريا والعدالة الانتقالية
  • «فينسنت وو»: تحقيق رؤية مصر للطاقة المتجددة 2035 بنسبة 42%
  • عباس شومان: المساواة في الميراث ظلم للمرأة وليس إنصافا لها.. فيديو
  • لماذا جعل الله نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • "الحياة لمن يعيشها بعقل".. رؤية فلسفية عميقة ونصائح أُسرية وعملية للجميع
  • وزيرة التضامن تقدم رؤية مصر لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو المجتمعي في سنغافورة
  • أمل عمار: تعليم المرأة يعد حجر الأساس في تحقيق أهداف التنمية
  • وزير البترول: مشروع قانون تعديل الثروة المعدنية يساهم فى تحقيق رؤية مصر 2030
  • المحافظ يناقش مع رئيس “الرقابة الإدارية” رؤية المركزي للخروج من الأزمة الاقتصادية
  • غزة الفاضحة للجميع