صحيفة سعودية تكشف عن بنود اتفاق جديد في اليمن
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
شمسان بوست/ متابعات:
قبل 28 شهراً، تحدث رجل سويدي أمام مجلس الأمن قائلاً: ليست لديّ أوهام حول صعوبة المهمة، ولن تكون هناك مكاسب سريعة.
الشاب نفسه الذي عمل سنيناً قبل أن يتولى منصبه الأممي سفيراً للاتحاد الأوروبي لدى اليمن، وقبلها داخل دهاليز وزارة الخارجية في استوكهولم؛ حصل بعد عامين ونيّف، على التزامات شكلت عناصر سوف ترسم خريطة السلام اليمني، أولها وقف النار وآلية تثبيته وآخرها عملية سياسية شاملة، وأكثرها إثارة خروج القوات غير اليمنية، وهو ما كشفه هانس غروندبرغ المبعوث الأممي لدى اليمن خلال حوار موسع مع «الشرق الأوسط» السعودية جرى كتابياً وأتبعته مكالمة هاتفية.
وتقول مصادر غربية ويمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن خروج القوات غير اليمنية يرتبط بإنجاز المرحلة الأولى ومدتها 6 أشهر. وشرحت المصادر ذاتها مصطلح «القوات غير اليمنية»، وقالت إنه يشمل «قوات التحالف، وقوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وقوات (حزب الله) اللبناني وعناصرهم».
هذه الالتزامات مقسمة بحسب المبعوث على مراحل، وستكون تفاصيلها واضحة في خريطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة. وسيبدأ تنفيذ الالتزامات بمجرد اتفاق الأطراف على الخريطة برعاية الأمم المتحدة، والتي ستشمل المراحل وآليات التنفيذ.
في المقابل، يجد المبعوث انتقادات مختلفة وشكوكاً في استطاعته على إنجاح المهمة.
يقول البراء شيبان، الزميل المشارك في المعهد الملكي البريطاني للدفاع والأمن (روسي)، لـ«الشرق الأوسط»: «يحتاج المبعوث الأممي إعادة ترتيب أولوياته حتى تتوافق مع احتياجات اليمنيين في تعزيز سلطات الدولة وإعادة بناء المؤسسات التي انهارت طيلة فترة الحرب».
يعي غروندبرغ أنه من الطبيعي أن تكون الثقة مفقودة بين طرفي الحرب، لهذا سيعمل على بنائها، ولكن ليس بالخطوات الإنسانية، أو الاتفاقات التي لا يمكن تنفيذها، بل بالهياكل أو البنى الحوارية (dialogue structures)، متكئاً على «مداخل السلام».
وقبل الاسترسال في القصة تجدر الإشارة إلى رسالة المبعوث لليمن واليمنيين بمناسبة العام الجديد، إذ قال: «أتمنى لليمن سلاماً يليق بصمود شعبه وبقدر المعاناة التي خلفتها سنون الحرب، سلاماً عادلاً وشاملاً ومستداماً يؤسس لمستقبل يأمن فيه اليمنيون واليمنيات على حيواتهم وحياة أبنائهم، ويُمَكِّنهم من التطلع لما هو أبعد من حد الكفاف، ويكفل كامل حقوقهم وحرياتهم».
عناصر الخريطة
ترمي الوساطة الأممية بحسب المبعوث، إلى حوار سياسي جاد يهدف بشكل واضح لإنهاء النزاع والتأسيس لسلام مستدام ومستقبل يلبي تطلعات اليمنيين في الحكم الخاضع للمساءلة والتنمية الاقتصادية والمواطنة المتساوية. يقول غروندبرغ إن «الأطراف التزمت بالفعل بالعمل معنا من أجل تحقيق هذه الغاية». مضيفاً: «نحرص على أن تتضمن خريطة الطريق الأممية التزاماً واضحاً من الأطراف بخطوات ملموسة نحو استئناف عملية سياسية شاملة وجامعة يملكها اليمنيون برعاية أممية».
هذه الالتزامات تشكل عناصر خريطة السلام التي يتحدث عنها المبعوث، وقال إنها تسعى لتفعيل وتنفيذ التزامات الأطراف التي تشمل «وقف إطلاق نار في عموم اليمن، وفتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات، ودفع رواتب القطاع العام بجميع أنحاء البلاد، واستئناف تصدير النفط، والمزيد من تخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وإطلاق سراح المحتجزين لأسباب ترتبط بالنزاع، والتحضير لعملية سياسية جامعة يملكها اليمنيون برعاية أممية. كما التزمت الأطراف برحيل القوات غير اليمنية (وهي التي قالت المصادر إنها تشمل التحالف، وفيلق القدس، وقوات حزب الله وعناصره)، وإعادة الإعمار، والانخراط في عملية سياسية جامعة للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم. وقد تعهدت الأطراف بهذه الالتزامات تجاه الشعب اليمني، وليس فقط تجاه بعضهم».
ويؤمن المبعوث بأن هناك كثيراً من المعوقات التي تقف حائلاً دون بدء مفاوضات سياسية شاملة للتوصل إلى حل مستدام للنزاع، ويرى أن أولها انخفاض مستوى الثقة بين الأطراف بعد سنوات طويلة من الحرب.
ويقول: «أنا مدرك لصعوبة الأمر وتعقيده الشديد. ويعتقد بأن الحل يكمن في استدامة الحوار كوسيلة لبناء الثقة وحل الخلافات وإحراز التقدم، وهو هدف رئيسي لخريطة الطريق الأممية التي نسعى لتحقيق التوافق حول بنودها مع الأطراف. إذا وُجِدَت الإرادة السياسية لاستدامة الحوار بحسن نية، وصَدَقَ مقصد إبداء مصلحة الشعب اليمني على المكاسب السياسية والعسكرية قصيرة النظر، فالتغلب على كل المعوقات ممكن واستئناف العملية السياسية والتوصل إلى تسوية سياسية جامعة هي أهداف ممكنة التحقيق».
توضيح «الالتزامات»
لم تكتمل الخريطة لدى غروندبرغ، إذ يبدو أن الدبلوماسي الأممي لا يفضل تعليب الحلول، أو تجزئتها، وإنما جعل الحل يصيغه اليمنيون ويكتبونه بأنفسهم، وإن كانت الطريق طويلة وشاقة.
وبسؤاله عن إعلانه نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن التوصل إلى التزامات، وما جاء بعد ذلك من ردود، أجاب غروندبرغ: «اسمح لي بتوضيح بعض ما التبس بخصوص ما تم التوصل إليه الآن، وما نحن بصدده في الفترة المقبلة. أدت النقاشات التي دارت على مدى الأشهر السابقة لتوافق الأطراف حول عدد من الالتزامات. وأنا ممتن للدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان من أجل الوصول إلى هذه النقطة، فقد كان هدف الدعم الإقليمي والدولي في الفترة السابقة تقريب الأطراف من الاجتماع تحت رعاية الأمم المتحدة للتقدم نحو الدفع بتسوية سياسية جامعة ومستدامة. وبالفعل، توصلت الأطراف إلى عدد من الالتزامات بخصوص وقف إطلاق للنار يشمل عموم اليمن، وعدة إجراءات لتحسين ظروف المعيشة، واستئناف عملية سياسية جامعة برعاية أممية. ووافقت الأطراف أيضاً على أن أعمل ومكتبي معهم من أجل تفعيل تلك الالتزامات من خلال خريطة طريق أممية. فالمقصد من خريطة الطريق الأممية أن تكون وثيقة لتفعيل ما توصلت الأطراف إليه من التزامات بالفعل من خلال تحديد آليات التنفيذ اللازمة للإيفاء بتلك الالتزامات، كما سترسم خريطة الطريق أيضاً الخطوات المقبلة بما يشمل التحضير من أجل استئناف عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية ورعاية أممية».
وتابع بالقول: «سأعقد وفريقي حواراً مع الأطراف حول عناصر خريطة الطريق الأممية في الأيام المقبلة تفعيلاً لما التزموا به. فمهمتنا في الفترة المقبلة تركز على بناء توافق حول آليات التنفيذ، وحول كيفية البناء على التزامات الأطراف من أجل استئناف العملية السياسية».
مداخل السلام
مفاتيح غروندبرغ لا تشبه أسلافه، لم يستخدم اتفاقاً إطارياً أو سعى تجاه فسيفساء من الاتفاقات التي يستحيل تنفيذها على الأرض، ولم يصل إلى نقطة توافق كبيرة كتلك التي كادت تنهي الأزمة في مشاورات الكويت، ولم يُصِغ اتفاقات سلام وشراكة تنتهي بتمكين طرف من الانقلاب، لعله استفاد من تلك الدروس، أو على الأقل اتخذ من استراتيجية النفس الطويل مساراً هادئاً. يقول المبعوث: «جزء مهم من تركيزنا في المرحلة الحالية، وفي سياق بناء التوافق حول خريطة الطريق منصب على تأمين مشاركة الأطراف في بُنَى حوارية على المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية تدعم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من إجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن على المدى القصير، وتبتدئ النقاش حول القضايا طويلة الأمد التي تضمن استدامة تلك الإجراءات، وتمهد للوصول إلى تسوية سياسية جامعة».
وللاستدلال على ذلك، يستحضر المبعوث تفعيل تلك المنصات الحوارية منذ الهدنة، «كانت أولاها لجنة التنسيق العسكري التي جمعت ممثلين للأطراف عملوا معاً أثناء شهور الهدنة على خفض حدة التوترات والتعامل السريع مع أي مخالفات حتى لا تنفلت الأمور وينهار الاتفاق… استمر عملنا مع أعضاء اللجنة حتى بعد انتهاء الهدنة لضمان استمرار خفض التصعيد وللنقاش حول محددات اتفاق وقف إطلاق النار المأمول وطرق المضي قدماً نحو إجراءات أمنية انتقالية مسؤولة وواقعية. ونسعى الآن للتوصل إلى اتفاق حول إنشاء آلية يقودها الأطراف بتيسير أممي لإدارة وقف إطلاق النار المرتقب بناءً على تجربة لجنة التنسيق العسكري».
وتقول الأمم المتحدة إنها مستمرة في الدفع نحو الجمع بين الأطراف في منصات حوارية مماثلة اقتصادية وسياسية كلبنة أولى في طريق التوصل إلى حل شامل، وهو أمر يسانده الفاعلون الإقليميون والدوليون في إطار دعمهم لجهود الوساطة الأممية. وهناك يقين لدى غروندبرغ بأن «استدامة الحوار هي الضمان الرئيسي لاستمرار الحركة في اتجاه الحل السياسي ولتجنب النكوص عن الالتزامات. وتقع على عاتق الأطراف مسؤولية الالتزام بمواصلة العمل بشكل بناء معنا، ومع بعضهم، لضمان الحفاظ على الزخم واستمرار التقدم».
وتصف هانا بورتر وهي باحثة في «إيه آر كي»؛ وهي مؤسسة دولية تعنى بالتنمية والأبحاث، الخطوات، بأنها «حاسمة نحو تحسين سبل عيش اليمنيين والحصول على السلع الأساسية والرعاية الصحية. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذه هي القضايا المحددة التي واجهت تحديات متكررة في الجولات السابقة من المفاوضات. ومن غير الواضح كيف سيتم حل هذه المشاكل، أو مدى الالتزام الذي سنراه من كل طرف في دفع الرواتب فعلياً أو فتح الطرق».
شبح البحر
حقق ملف السلام اليمني في عام 2023 اختراقات عديدة. سعت إيران إلى عودة العلاقات مع السعودية وجاء اتفاق بكين برعاية صينية، وزار وفد سعودي صنعاء، وزار وفد من صنعاء الرياض. ونعم اليمنيون بأطول سنة هادئة منذ انقلاب سبتمبر (أيلول) 2014. صحيح أن التهدئة بدأت في الشهر الرابع من عام 2022، لكن العام الماضي كان بأكمله عام خفض التصعيد (باستثناء هجمات تتهم الحكومة الحوثيين بتنفيذها في أكثر من محافظة).
لم يكد ينتهي العام الهادئ حتى خرج الحوثيون بهجمات قال مناهضو الجماعة إنها تستهدف الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر. نفذ الحوثيون عشرات العمليات العسكرية من صواريخ موجهة وقرصنة ومسيرات مفخخة، وفي المقابل شكلت واشنطن «حارس الازدهار»، وهي تحالف بحري (وصل حتى الآن إلى 22 دولة) وأرسلت رسائل إعلامية، وأخرى عسكرية بصد هجمات وإغراق زوارق، فضلاً عن خطوات ناعمة تتمثل في تصنيف ممولين ومحركي أموال إيرانية تذهب للحوثيين في قوائم العقوبات الأميركية.
سألت «الشرق الأوسط» محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين، حول ارتباط تأثير تلك العمليات على السلام الداخلي في اليمن، فأجاب: «نعتقد أن مسار الشأن اليمني لا يتأثر بما يجري في البحر الأحمر والبحر العربي من عمليات محدودة تستهدف إسرائيل فقط».
وتتوسط السعودية بمشاركة عمانية بين الحكومة اليمنية والحوثيين ونجحت في مشوار طويل وطريق ليست مفروشة بالورد من التوسط بين الأطراف وتحقيق اختراق يمهد السلام اليمني، برعاية الأمم المتحدة.
وقال عبد السلام إن «العمليات في البحر الأحمر والبحر العربي لا علاقة لها بالملف اليمني أو مسار السلام والنقاش مع الأشقاء في المملكة برعاية عمانية، كون تلك العمليات مرتبطة بشكل محدد واضح؛ وهي تستهدف السفن الإسرائيلية أو التي لها علاقة بها أو متجهة إلى موانئ الكيان الإسرائيلي كموقف داعم للشعب الفلسطيني، ولتخفيف الحصار الخانق عليه، ولا تستهدف العمليات في البحر الأحمر والبحر العربي أي دولة أخرى في العالم غير إسرائيل، وهذه قواعد اشتباك فرضها الإسرائيلي من خلال فرضه حصاراً خانقاً يستهدف الغذاء والدواء، فضلاً عن القتل الوحشي اليومي للأطفال والنساء».
أمام ذلك يرى البراء شيبان أن هناك إشكالية ستؤثر على عملية السلام في اليمن، وقال إنها «شبيهة بمشكلة حزب الله وعلاقته بالدولة اللبنانية». ويشرح الزميل في معهد «روسي» ذلك بالقول: «يعتقد الحوثيون أن بإمكانهم اتخاذ قرارات متعلقة بأمن البحر الأحمر والسياسة الخارجية لليمن من دون التوافق مع المكونات اليمنية… السياسات الخارجية للدولة لا يتخذها طرف معين، هذه يجب أن تحظى بإجماع وطني وتكون متوافقة مع التزامات اليمن الإقليمية والدولية».
وعند سؤاله: «كيف ترى استمرار الهجمات في البحر الأحمر والتهديد المستمر للملاحة البحرية بباب المندب؟ كيف سيؤثر ذلك على جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى خريطة طريق؟»، أجاب غروندبرغ قائلاً: «يراقب الأمين العام للأمم المتحدة والهيئات المختصة بالأمم المتحدة عن كثب، تقارير الهجمات على السفن في البحر الأحمر وباب المندب. وأكّدت الأمم المتحدة مراراً أهمية ضمان احترام القانون الدولي بالكامل فيما يتعلق بالملاحة البحرية وضرورة ضمان حرية الملاحة. كما حذر الأمين العام مراراً من خطورة توسع العنف الذي يستمر في الأراضي المحتلة، وشدد على الحاجة العاجلة إلى وقف إطلاق النار فوراً لأسباب إنسانية لإنهاء المأساة التي تتكشف في غزة. وهنا أود أن أضم صوتي لصوت الأمين العام لدق ناقوس الخطر فيما يتعلق بتوسع رقعة العنف وتهديد أمن وسلامة المنطقة».
وأضاف بالقول: «يظل تركيزي منصباً على اليمن، واليمن يستحق فرصة لتحقيق السلام. ومن أجل هذه الغاية سنحتاج إلى أن تظل البيئة مواتية لاستمرار الحوار البنّاء حول مستقبل اليمن».
من ناحيتها، تقول هانا بورتر إن «هناك قلقاً إضافياً من أن هجمات الحوثيين الأخيرة في البحر الأحمر ستؤدي إلى تقويض عملية السلام». تكمل هانا بالقول: «هذه هي اللحظة التي يشعر فيها الحوثيون بالتمكين بشكل خاص، لذلك قد نرى تردداً منهم في تقديم أي تنازلات خلال المفاوضات».
القضية الجنوبية
«المسألة الجنوبية قضية محورية»، يقول المبعوث: «أؤكد على ضرورة التوافق بشأنها بشكل سلمي يعتمد على الحوار في إطار عملية سياسية تشمل الأصوات الجنوبية على تنوعها، وتوفر الدعم لجميع اليمنيين للتوصل إلى اتفاق حول مستقبل اليمن بصورة تشاركية».
ويعتقد غروندبرغ أن الوساطة السياسية في كثير من الأحيان تتمثل في «الاستفادة من المداخل المتوفرة التي يتوافق الأطراف بشأنها… لقد دعمنا وصول الأطراف إلى الالتزامات التي وافقوا عليها على مدار الأشهر الماضية، وركزنا جهودنا على ضمان أن يكون واحداً من هذه الالتزامات هو الدخول في عملية سياسية جامعة. فبينما تتعدد المداخل، هدفنا ثابت ولم يتغير. وكانت الهدنة بالنسبة لنا أحد هذه المداخل، كما يشكل اتفاق الأطراف على هذه الحزمة من الالتزامات نقطة دخول أخرى. ونحن في الأمم المتحدة سنعمل من خلال أي نقطة بداية متاحة وصولاً إلى حل سياسي مستدام يلبي تطلعات اليمنيين واليمنيات، والذي ينبغي أن يشمل قضية الجنوب».
في هذا السياق، والحديث للمبعوث، «سنعمل مع الأطراف لوضع خريطة طريق لتفعيل الالتزامات التي توافقوا حولها بالفعل. تلك هي نقطة البداية التي ارتضتها الأطراف لنفسها، وعملنا الآن منصب على تفعيل تلك الالتزامات من خلال خريطة طريق أممية، ودعم الأطراف في تنفيذ هذه الالتزامات بعد الاتفاق على خريطة الطريق، والتقدم نحو عملية سياسية. فخريطة الطريق خطوة على مسار السلام، ولن تكون اتفاقاً شاملاً للسلام، ومنها ستبدأ الاستعدادات للعملية السياسية»، متابعاً: «تهدف تلك المرحلة التحضيرية إلى أن تكون منفتحة وجامعة إلى أقصى حد ممكن، وستشكل العملية السياسية المنبر لمعالجة القضايا السياسية طويلة المدى التي تهدف إلى حل النزاع بشكل مستدام».
المرأة… الشباب… النسيج الاجتماعي
سألت «الشرق الأوسط» المبعوث الأممي: «لماذا لا نرى الشباب ممثلاً في الحكومة ومختلف الكيانات السياسية؟ ونعني الشباب هنا الشبان والفتيات»، فقال: «هذا سؤال وجيه للحكومة ومختلف الكيانات السياسية. المشاركة السياسية للشباب والشابات تمثل قيمة أساسية ومبدأ أساسياً في المنظومة القيمية للأمم المتحدة، وهو موضوع ركز عليه كثير من قرارات مجلس الأمن».
وتابع غروندبرغ بإسهاب: «إلى جانب الإطار القانوني والقيمي، دعنا نفكر في الأمر بمنطقية. شباب اليمن هو مستقبله، ونساء اليمن هن نصف شعبه، إقصاء النساء والشباب من دوائر صنع القرار إقصاء لنصف اليمن وكامل مستقبله. وإشراك الشباب والنساء بشكل فعال أمر أكثر تعقيداً من مجرد التمثيل، إلا أن التمثيل جزء بالغ الأهمية من المعادلة. وندعو الأطراف باستمرار لإشراك النساء والشباب في اجتماعهم بالأمم المتحدة ووفود التفاوض وفي دوائر صنع القرار».
وأوضح المبعوث أن مكتبه بدأ في مجهود توسيع نطاق التشاور بشأن العملية السياسية المرتقبة في اليمن، «عقدنا في الأشهر الماضية عدداً من المشاورات مع ناشطات ونشطاء سلام وخبيرات وخبراء يمنيين في الأردن وعدن ومصر، كما تشاور فريقي مع مجموعة من الإعلاميين وناشطي المجتمع المدني في عدن ومأرب وحضرموت، بالإضافة للمشاورات المستمرة مع ممثلي السلطة المحلية والفاعلين الأمنيين والأحزاب السياسية والوسطاء المحليين على الأرض. ونسعى لتوسيع نطاق تواصلنا مع المجتمعات اليمنية بشكل مباشر لإثراء جهود الوساطة الأممية برؤى وأولويات واهتمامات اليمنيين على تنوعهم، وللتوصل إلى صيغ تشاركية وجامعة في تصميم العملية السياسية المأمولة في اليمن».
برز سؤال آخر: «لطالما أسألك كلما تقابلنا عن النسيج الاجتماعي اليمني وكيف يستطيع اليمنيون في ظل صراع كبير، وهناك صراعات أخرى ليست أصغر تفجرت من رحم هذا الصراع، فهناك مشاكل شمال وجنوب، وهناك صراع آيديولوجي، وهناك اتهامات لحركات قومية وعنصرية بدأت تتسلل وتجد جمهوراً كبيراً، فكيف يستطيع اليمنيون الحفاظ على النسيج الاجتماعي اليمني في ظل تلك العوامل؟»، أجاب غروندبرغ بالقول: «كلما طال أمد النزاع، استمرت الظروف المواتية لتأجيج الاستقطاب والتشرذم. طريق المصالحة والتعايش السلمي طريق شاقة وطويلة لا تنتهي بالتسوية السياسية، بل تبدأ بها. وأكرر مجدداً أن السبيل هي استدامة الحوار على كل المستويات الوطنية والمحلية مهما بلغ قدر الاختلافات للتوصل إلى تفاهمات توافقية وصيغ تشاركية وتقريب وجهات النظر. بالرغم من طول سنوات الحرب وتعقيد المشهد السياسي والاستقطاب الذي صاحب تلك الظروف، فإن هناك قدراً ملحوظاً من التكافل والتعاضد في المجتمعات اليمنية وجهوداً مشكورة من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص اليمني لسد بعض الفجوات المتعلقة بالخدمات الأساسية وللمساعدة في جهود الإغاثة الإنسانية. كما أن صمود اليمنيين وعمل المجتمع المدني الدؤوب من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي والتصدي للنعرات الطائفية والمناطقية رغم التحديات؛ كل ذلك يعد أمراً ملهماً ويستحق الإشادة».
الأوضاع الاقتصادية
التعثر والتشرذم الاقتصادي من مسببات المعاناة الرئيسية في اليمن، يقول غروندبرغ: «إنه مجال شهد قدراً كبيراً من التصعيد في الآونة الأخيرة. تسليح الاقتصاد على هذا النحو أمر مكلف للغاية بالنسبة للمدنيين ويجب أن يتوقف. وقد توصلت الأطراف بالفعل إلى عدة التزامات في الملف الاقتصادي؛ منها دفع رواتب القطاع العام واستئناف صادرات النفط. وستعمل خريطة الطريق الأممية على إطلاق لجنة اقتصادية مشتركة بتيسير الأمم المتحدة من أجل دعم تنفيذ تلك الالتزامات وتوفير مساحة للحوار في حال ظهور الخلافات أثناء عملية التنفيذ، وبناء الثقة وبدء المناقشات حول الأولويات الاقتصادية طويلة المدى».
يضيف المبعوث أنه «لا يمكن فصل المسار الاقتصادي عن المسار السياسي أيضاً»، إذ كشفت الأشهر الماضية «عن حجم المعاناة التي خلفتها سنوات الحرب، والذي ظهر جلياً، ومُؤكِداً بما لا يدع مجالاً للشك أن الحلول الجزئية والمؤقتة لا تكفي، وأن عملية سياسية شاملة هي السبيل الوحيدة لمعالجة القضايا المتعلقة بالتعافي الاقتصادي والإنساني بشكل مستدام». ويرى أن «معالجة الأعراض الآنية للقضايا السياسية العالقة أمر مهم في سبيل تخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين واليمنيات، وهو ما نحن بصدده الآن». إلا أن الحلول لن تكون كافية أو مستدامة دون أن يصاحبها تقدم حقيقي على المسار السياسي.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: عملیة سیاسیة جامعة العملیة السیاسیة فی البحر الأحمر الأمم المتحدة سیاسیة شاملة الشرق الأوسط التوصل إلى للتوصل إلى خریطة طریق وقف إطلاق فی الیمن من خلال إلى حل من أجل
إقرأ أيضاً:
النخبة السياسية الحاكمة في اليمن.. كتاب
المؤلف: د. بلقيس أبو أصبع عدد الصفحات:312 الطبعة الثانية 2022 الناشر: أروقة |
يقدم العمل فهم وتحليل النخبة السياسية الحاكمة للجمهورية العربية اليمنية سابقًا من حيث بنيتها ومعدل تغيرها وخياراتها، بتزمين يبدأ منتصف 1978 حيث فيه جرت أحداث مفصلية هامة من التاريخ السياسي للبلاد هي مقتل الرئيس الغشمي وصعود الرئيس علي عبدالله صالح للسلطة.
ومن ذلك العام إلى عام 1990 والذي فيها جرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية يكون تحقيب الدراسة عن الفترة هاته كونها شهدت استقرار سياسي في الدولة بتولي الرئيس صالح الحكم، خلاف المراحل السابقة التي عصفت فيها الصراعات الداخلية حول السلطة في صنعاء وضعف مركزية الدولة على المناطق الوسطى، باستثناء سنوات هدوء معدودة من حكم الرئيس الحمدي.
ولو ان العمل توسع إلى دولة اليمن الموحد ومقدار التطور السياسي والحزبي والاجتماعي بعد التحام الشطرين وفيه ما فيه من الائتلاف والتنافس والمحاصصة والمناكفات بين شركاء الوحدة على السلطة.
ومقصد الكتاب في دراسة النخبة تلك المجموعة من الأفراد الذين يباشرون ويشاركون في صنع القرارات الرئيسية من موقع مناصبهم الرسمية، وموضع الدراسة يشمل شاغلي المناصب السياسية الهامة: رئيس الدولة ومجلس الوزراء من رئيس ووزراء، وأعضاء المجلس الاستشاري، والمحافظون، وبلغ إجمالي عددهم في الدراسة ۱٠٠ شخص شغلوا ۱۰۸ مناصب.
صحيح ان ليس في الكتاب أسرار عن النخبة اليمنية وطرائق الحكم وعملية صنع القرار، وفي شخصياتٍ مشمولة في الدراسة لها مذكرات يمكن قراءتها ان وجد لهم منجزٍ وتأثير في الأداء من مواقع مناصبهم أمثال: حسن مكي، عبدالله بركات، يحيى المتوكل، حسين الحبيشي، لكن العمل في جانبٍ منه مهم لبيان معرفة كيف تتخلق النخبة ومعايير تجنيدها وتتابع أجيالها.
والتعريض في هذه المراجعة الموجزة لنخبة الوزراء والمحافظين والمؤسسة العسكرية.
ويلقي العمل أضواء كاشفة على المجتمعات العربية لجهة عقد المقارنة بين النخبة اليمنية الحاكمة ونظيرها العربية الأخرى.
مسرد مفاهيمي
عديدة هي التعريفات النظرية حول معنى “النخبة” عند المفكرين والفلاسفة، فكلمة نخبة في اللغة العربية من أصل الفعل ينتخب، نخبة، ناخب الشيء أخذ أحسنه المختار من كل شيء، أما كلمة الصفوة فيقصد بها الخلاصة كل ما صفا منه: صفوة القول صفوة الناس، والصفوة من الماء ونحوه وتعني القليل.
والنخبة كلمة تدل على الشيء الأفضل الذي يستحق أن يقع عليه الخيار فهي الفئات الأكثر ثقافة في المجتمع وبالتالي الأكثر قدرة على إدارة المجتمع وخدمته.
و المصطلح في اللغة الإنجليزية يشير إلى جماعة أو جزء منها اختير أو نظر إليه على أنه الأفضل والأكثر نفوذا وقدرة كفئة قائمة على صنع السياسة وتنفيذها وقادرة على التأثير والمشاركة.
عمومًا مفهوم النخبة يرتبط بما تمتلك من القوة ووظائف السلطة والسيطرة، والطبقات الإجتماعية من القلة والكثرة، الحاكم ومحكوم، وتوجد تعددية للنخب في المجتمع الواحد، وجملة مجالات النشاط الإنساني فيه متمايزة بين نخب عُليا ووسيطة.
الخلفية التعليمية للنخبة
تعد المؤهلات الدراسية من أهم العوامل التي ينظر إليها بعين الاعتبار عند دراسة النخب في بلدان العالم الثالث فمستوى التعليم ومجال التخصص لأفراد النخبة مؤشرات لها دلالاتها فيما يتعلق بالأولويات التنموية لنظام الحكم وكذا اتجاهاته السياسية، ويكشف تتبع مراحل تطور التعليم في شمال اليمن عن ارتباط هذه المراحل بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي مر بها والتغيرات التي طرأت على النظام السياسي.
النخبة الوزارية والمحافظين
الخلفية التعليمية للنخبة في أهم مؤسسات وسلطات الدولة الثلاث وهي السلطة التنفيذية من حَمْلة الشهادة الجامعية والدراسات العليا نسبة 72.7 أي ثلاثة أرباع النخبة الوزارية استحصلت على مستوىً تعليمي متميز، وتتساوى الشريحتان (يقرأ ويكتب) و (الدراسات العسكرية) نسبة 12.7 في المائة، وتلقى أفراد الشريحة الأولى تعليمهم داخل اليمن في المدارس والمعاهد العلمية قبل الثورة التي خُصصت في علوم الدين والقضاء وقد تولوا مناصبهم الوزارية في الوزارات المختصة كالعدل والأوقاف والإرشاد.
تُبين المؤلفة في جدول بياني ان شريحة يقرأ ويكتب اتجهت نحو التشكيل الوزاري الأول عام 1978 من 19.4 إلى 10.3 في 1980 ثم عادت للإرتفاع في تشكيل وزاري ثالث 1983 وتصبح 15.4، ثم تقلصت في الرابع 1988 إلى نسبة 14.3 وتكمل بالقول “أن هذا الارتفاع لا يعبر عن زيادة حقيقية في نسبة تمثيل هذا المستوى حيث إن أغلبية المنتمين إليه من الوزراء القدامى ظلوا في كل التشكيلات، وعدم التخلي كليًا عنهم كعناصر تقليدية ذات نفوذ واسع قبلي وعائلي، أما العسكريين ضمن النخبة الوزارية ليس كبيرا في التشكيلات الوزارية الأربع 78-88، يتولون الوزارات المختصة : الدفاع والداخلية في حين يتصدرون مع فئة (يقرأ ويكتب) نسبة 91.9 من نخبة المحافظين لانطباع سائد بأن العسكر أكثر حزمًا وضبطاً فى إدارة شئون المحافظات ونوعاً من توزيع السلطة للوسط العسكري والوجاهات القبلية.
توسلت النخبة الوزارية ميادين العلوم السياسية والاقتصادية والقانونية ما قبل ثورة سبتمبر ولذا تبعها تحولات جيدة على البنية الاجتماعية للمجتمع اليمني وبرزت شرائح وفئات اجتماعية جديدة تجندت في صفوف الحكم وتزايدت أهمية التعليم من بينها.
الخلفية الوظيفية للوزراء
يقصد بالخلفية الوظيفية المنصب الذي كان يشغله عضو النخبة الوزارية عند تعيينه، نسبة 83.6 من أعضاء مجلس الوزراء جاءوا من الجهاز الإداري المدني للدولة ومنهم من كانوا وزراء في حكومات سابقة للحمدي والغشمي، فمثلاً استبقاء علي عبدالله صالح عند السنتين الصعبة من الحكم على الوزارة المشكلة من عهد سابقيه الاثنين وادخل عليها تعديلات محدودة، طال عهد عبدالعزيز عبدالغني الحاصل على بكالوريوس وماجستير في الاقتصاد من جامعة أمريكية رئيسًا للوزارة من عام 1975 إلى أن أجرى صالح تغيير وزاري كامل عام 1980 بتعيين عبدالكريم الإرياني رئيس للوزراء، وسيجري ثانيةً دوران منصب الوزارة لثلاث مرات لعبدالغني في العام 1983 حتى 1990.
في كل ما سبق من تجنيد للنخبة الوزارية والمحافظين تظفر صنعاء جغرافيًا بالنسبة الأعلى لكل منهما أي ينتمون إلى صنعاء، ثم محافظة تعز بحيازة شريحة الجامعيين منهم في مجلس الوزراء 60 في المائة.
تساهم عدن التي كان يحكمها النظام الماركسي في التشكيل الوزاري منذ حكومة حسن العمري عام 1971، اذ كانت صنعاء تتعمد وضع خصوم عدن والجبهة القومية في الوزارات أمثال عبدالله الأصنج ومحمد سالم باسندوة، وازدادت الحاجة إليهم بعيد مقتل الغشمي غير ان علي عبدالله صالح عقب هزيمته في حرب 1979 الخاطفة رضخ لأهم شروط الجنوب وأزاح الأصنج وباسندوة ودار بهما إلى مناصب أخرى، فيما شغل ناصر العولقي وزارة الزراعة عام 1988.
الانتماء الطبقي
أبانت الباحثة العينة التي تحدرت منها النخبة الوزارية طبقياً فالمركز الأول في تجنيد أعضاء مجلس الوزراء للمشائخ والقضاة نسبة 23.6 في المائة لكليهما، فالقضاة من صنعاء والمشائخ من تعز.
وخرجت فئة الفلاحين المرتبة الثانية من تجنيد النخبة الوزارية حيث تمكن بعض أبنائها من الوصول إلى منصب الوزارة بنسبة 16.4 في المائة، وفئة التجار نسبة 12.7 مركز ثالث.
وممن لعب المتغير التعليمي العالي دورا في تجنيدهم كنخبة سياسية وزارية عبدالله الكرشمي، محمد الجنيد، أحمد الأصبحي، حسن اللوزي.
في ذلكم الوقت كان نطاق التجنيد لا بد له ان يكون القرب من الحاكم والانتماء للتنظيم السياسي الرسمي للدولة، في ظل الحظر القانوني للتعددية الحزبية، منهم محسن اليوسفي الذي مثل محافظة مأرب في العهد الجمهوري وارتبط بعلاقة مع الرئيس صالح منذ كانا في محافظة تعز شغل اليوسفي مدير الأمن والرئيس صالح قائد اللواء، وعينه عام 1978 وزير للداخلية ثم محافظاً لتعز.
واجتمع الانتماء القبلي والسياسي الاسلامي للشيخ محمد حسن دماج في التجنيد النخبوي للمحافظين والوزراء.
وعلى ذات المنوال تكون الانتماءات الطبقية لنخبة التجنيد للمحافظين، تحوز فئة المشائخ المركز الأول نسبة 40.5 في المائة ثم جاءت فئة القضاة في المركز الثاني بنسبة 21.6 في المائة لأهميتها للمشاركة في الحكم وخبرتها الطويلة في هذا المجال، ثم يأتي الفلاحون في المرتبة الثالثة بنسبة 16.4 وساهمت فئة التجار في التشكيل نخبة المحافظين بنسبة 12.7.
تختار الباحثة، عبدالكريم الإرياني نموذج من النخبة التي وصلت بفعل المتغير الطبقي ومع هذا ليس هناك تطابق بين التخصص الذي حصل عليه وبين المنصب الذي تولاه ومنه عُرف بهندسة السياسة اليمنية، فالإرياني من أوائل مؤسسي حركة القوميين العرب، وتلقى تعليمه الثانوي في القاهرة، ثم حصل على البكالوريوس والماجستير في الزراعة من الولايات المتحددة ثم الدكتوراه في الاحياء.وتشير سيرته إلى انه عمل مطلع السبعينات مديراً لمشروع زراعي في الحديدة.
ومن السادة تحت التراتيبة الاجتماعية، ما زالت حظوظ إسماعيل أحمد الوزير على قمة السلطة السياسية، ففي المرحلة الانتقالية القريبة للرئيس المعزول هادي شغل رئيس لجنة صياغة الدستور، وبعد الاطاحة بهادي وإعلان مجلس القيادة الرئاسي عُين الوزير رئيسًا للفريق القانوني الذي يساند المجلس في صياغة القواعد المنظمة لأعماله.
تقلد الوزير العديد من المناصب، منذ نهاية الستينيات ووزيرا للعدل لأكثر من مرة من عام 1978، ثم وزيرا للخدمة المدنية، والشئون القانونية وشئون مجلس الشورى والمستشار القانوني للمؤتمر ورئيس الجمهورية.
المؤسسة العسكرية
أما المؤسسة العسكرية فتأتي الانتماءات القبلية في المركز الأول نسبة 52.6 من إجمالي أعضاء النخبة المنتمين إلى المؤسسة العسكرية، على قمة المؤسسة العسكرية الرئيس علي عبدالله صالح المولود في منطقة سنحان وهي من كبريات القبائل اليمنية حاشد.
ولم يكن الرئيس صالح من المشاركين في انقلاب الحمدي حزيران 1974 وبموجبه تسلم قيادة لواء تعز كما تذهب الباحثة، لكن ذلك المنصب مكأفاة لاحباط صالح انقلاب من قائد اللواء درهم أبو لحوم في أبريل 75 فالإشارات لدور صالح في الحركة التصحيحية ضعيفة ولم يرتبط بعد بشخوصها الفاعلين.
كان الحمدي على إعجابٍ بحنكته وذكائه ومقدرته وبحسب روايه عبدالله سلام الحكيمي وكيل وزارة الإعلام عهد الحمدي وشارك في الانقلاب الناصري، في حوار مع البيان الإماراتية عام 2003 فان الحمدي خلال اجتماعاته ولقاءاته مع القيادة التنظيمية الناصرية عيسى محمد سيف وعبدالسلام مقبل، والتي اعتمد عليها في الحكم بمناصب إدارية عليا في مجلس الوزراء كان كثيرًا ما ينصحهم ويوصيهم بإعطاء اهتمام وتركيز أكبر للضباط المنتمين إلى مديرية سنحان كونها منطقة قبلية عُرفت بتشيعها وجنديتها القتالية للأئمة.
يقينًا ان ما رامه الحمدي على نحوٍ يجعل من الضباط المنتمين إلى مسقط رأس الرئيس صالح داخل إطار تجنيد وطني يتواجد في كافة وحدات الجيش وكسر احتكار كان لآل لقبيلة بكيل من آل أبو لحوم وحزب البعث، كان ذلك الاعجاب والعلاقة بمثابة التهيئة والاعداد في مفاتحة صالح بالعمل التنظيم والحزبي الناصري.
من الهاشميين في الجيش اليمني نسبة 10.5 يلمع منهم اللواء يحيى محمد الشامي ثالثة الأثافي لأركان نظام علي صالح وحروبه إلى جانب الفريق علي محسن الأحمر واللواء علي محمد صلاح، ويبدو ان الشامي عُنيّ كما رفيقه علي صلاح بكتابة مذكراته وصدر منها الجزء الأول في مارس 2020 قبل وفاته بفيروس كورونا 2021.
تاخمت الدراسات العسكرية 1978 – 1990 تفوقًا على بقية التخصصات من جملة حاملي المؤهلات الجامعية والعسكرية للنخبة الحاكمة، وهو أمر بائس يعكس ما أقترفته هاته المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن من التشرذم والتفريط في الثوابت الوطنية وخواء فكرٍ وخمول عقيدة قتالية عند الملمات، ألم توهب الإمامة الحوثية العاصمة السياسية ومؤسسات الدولة 2014.
مروان المنيفي25 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام عن فيلم الطوفان رويترز: حماس جندت ما يصل إلى 15 ألفا منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل مقالات ذات صلة هل يعود الشحن العالمي إلى طبيعته بعد توقف هجمات الحوثيين؟ 25 يناير، 2025 رويترز: حماس جندت ما يصل إلى 15 ألفا منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل 25 يناير، 2025 عن فيلم الطوفان 25 يناير، 2025 الاحتكار والسيطرة.. كيف يؤثر حظر الحوثيين لـ”طحين القمح” على اليمنيين؟ 25 يناير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة متاهات الوهم ومشروعنا الوطني 24 يناير، 2025 الأخبار الرئيسية هل يعود الشحن العالمي إلى طبيعته بعد توقف هجمات الحوثيين؟ 25 يناير، 2025 رويترز: حماس جندت ما يصل إلى 15 ألفا منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل 25 يناير، 2025 النخبة السياسية الحاكمة في اليمن.. كتاب 25 يناير، 2025 عن فيلم الطوفان 25 يناير، 2025 الاحتكار والسيطرة.. كيف يؤثر حظر الحوثيين لـ”طحين القمح” على اليمنيين؟ 25 يناير، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك عن فيلم الطوفان 25 يناير، 2025 متاهات الوهم ومشروعنا الوطني 24 يناير، 2025 مأزق صعب للقطاع البنكي في اليمن 21 يناير، 2025 مركز دراسات يدشن مشروع جمع وحصر الوثائق والمخطوطات التاريخية لمحافظة المهرة 21 يناير، 2025 ليلة غير منسية في الجحيم 21 يناير، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 11 ℃ 21º - 10º 51% 0.5 كيلومتر/ساعة 21℃ السبت 21℃ الأحد 22℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء تصفح إيضاً هل يعود الشحن العالمي إلى طبيعته بعد توقف هجمات الحوثيين؟ 25 يناير، 2025 رويترز: حماس جندت ما يصل إلى 15 ألفا منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل 25 يناير، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬123 غير مصنف 24٬202 الأخبار الرئيسية 15٬572 عربي ودولي 7٬310 غزة 9 اخترنا لكم 7٬187 رياضة 2٬449 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬307 كتابات خاصة 2٬124 منوعات 2٬052 مجتمع 1٬877 تراجم وتحليلات 1٬872 ترجمة خاصة 129 تحليل 17 تقارير 1٬648 آراء ومواقف 1٬573 صحافة 1٬491 ميديا 1٬463 حقوق وحريات 1٬356 فكر وثقافة 926 تفاعل 828 فنون 492 الأرصاد 386 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 33 حصري 27 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات عبدالملك قاسماخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...
جمالاشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...