ما هي شركة BYD التي أزاحت تسلا عن عرش السيارات الكهربائية؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
مع الحرب القائمة بين كل من الصين والولايات المتحدة الأميريكية والأطراف الأخرى، تتجه الشركات الصينية يوما بعد يوم نحو المزيد من المحاولات التي تتضمن ابتكارات تكنولوجية ساحقة تتفرد بها وباستخدامها في نطاق البلاد، لتطيح شركة "بي واي دي" (BYD) الصينية بمنافستها الأميركية "تسلا" عن عرش أعلى مبيعات السيارات الكهربائية في العالم خلال الربع الأخير من 2023 وسط توقعات مسبقة بقوة الشركة وقدراتها المالية والتكنولوجية المتطورة والتقنيات التي توصلت إليها في العام 023، في مؤشر إلى ديناميكية الشركات المصنعة الصينية في هذه السوق.
أما بالنسبة لشركة "بي واي دي" التي كانت في الأصل شركة تصنيع بطاريات بسيطة، وأصبحت حاليا لاعبا رئيسيا في صناعة سيارات المستقبل، وتحديدا تكنولوجيا تصنيع السيارات الكهربائية الأكثر تطورا على الإطلاق، فتأسست شركة "بي واي دي" (BYD) (اختصار لعبارة "Build Your Dreams"، أي "ابن أحلامك" بالإنجليزية)، عام 1995 في مدينة شنتشن في جنوب الصين، حيث المقر الرئيسي للعديد من مجموعات التكنولوجيا (بينها هواوي وتنسنت).
وكانت الشركة التي تخصصت في بدايات نشأتها في تصميم البطاريات وتصنيعها، قد اتجهت نحو توسيع أنشطتها لتشمل السيارات منذ العام 2003، لتتعاون فيما بعد بشكل وثيق مع مدينة شنتشن، حيث جرى تحويل الحافلات العامة إلى كهربائية بالكامل في عام 2017، ما سرع في خطوات الشركة في هذا المجال وزاد من القدرات الخاصة بالشركة فيما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة والسريعة والمعتمدة على الإستهلاك الكهربائي.
وقال المحلل تو لو من شركة "سينو أوتو إنسايتس" المتخصصة ومقرها بكين في تقرير لوكالة "فرانس برس"، إن الصين "فكرت في كهربة وسائل النقل العام قبل جميع الدول الأخرى". وأضاف "لقد تمكنت (بي واي دي) من التعلم من هذه التجربة". وتورد العلامة التجارية حاليا البطاريات إلى الشركات المصنعة الرئيسية في العالم، بينها "تسلا" و"بي إم دبليو" و"مرسيدس" و"أودي".
اقرأ ايضاًتيسلا Supercahrge تتخطى 30,000 نقطة عالمياًوفي العام الماضي، أصبحت "بي واي دي" أيضا أول شركة مصنعة في العالم تصل إلى الإنجاز الرمزي المتمثل في إنتاج 5 ملايين سيارة كهربائية، وبدأت الصين، وهي أكبر منتج للغازات المسببة لمفعول الدفيئة بالقيمة المطلقة، التحول إلى الطاقة الكهربائية في وقت مبكر للغاية.
فقد أدت محفزات حكومية للراغبين في شراء المركبات الكهربائية إلى زيادة المبيعات، في حين ظهر العديد من المصنعين المحليين من أصحاب المشاريع الإبتكارية لدعم هذا التحول في أكبر سوق للسيارات على مستوى العالم.وكان هذا السياق أكثر من مناسب لشركة "بي واي دي". وفي نهاية عام 2022، قدرت الحكومة الصينية الدعم والإعفاءات الضريبية بأكثر من 200 مليار يوان (28.16 مليار دولار) فقط لشراء السيارات الكهربائية.وقد منح هذا الدعم الشركات الصينية ميزة واضحة على منافسيها الأجانب، لدرجة أن الشركات الأوروبية قد أصبحت الآن تشعر بالخطر الشديد من منافسيها الصينيين.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: تيسلا البطاريات الكهربائية الصين حرب الرقائق أميريكا شركة BYD سيارات BYD التاريخ التشابه الوصف السیارات الکهربائیة بی وای دی
إقرأ أيضاً:
«الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
أبرز أمرين في تدشين الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عمان اليوم تمثلا في أن يدشن الهُوية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بنفسه؛ وفي ذلك تقدير كبير واهتمام من جلالته بالمشروع والدور المنوط به في رسم صورة ذهنية إيجابية عن سلطنة عمان. وهذا المشروع هو جزء من استراتيجية تم تطويرها لتقود المنظومة الترويجية المتكاملة لسلطنة عمان.
أما الأمر الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأمر الأول، فيتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان أو من صوتوا من خارجها حيث إنهم اختاروا الهُوية التي تشير إلى دلالة «الشراكة» وفي هذا تأكيد جديد على أن العمانيين يحتفون «بالشراكة» مع الآخر ويقدرون العلاقات الاستراتيجية القائمة على فكرة الشراكة المنبثقة من أصولهم الحضارية، ولكن الساعية نحو مستقبل أكثر حداثة ووضوحا. والمثير في الأمر أن يصوت غير العمانيين لهذا الشعار في إشارة إلى الصورة المتشكلة في أذهانهم عن عُمان أنها بلد «الشراكة» وبلد «التسامح» و«تقبل الآخر».. وهذا أمر مبشر بالخير للهُوية نفسها وقبول الآخر لها حيث إن نجاحها بدأ من لحظة التصويت عليها وعلى القائمين على الأمر والمعنيين بموضوع رسم الصورة الذهنية في وعي الآخر عن عُمان أن ينطلقوا من هذا النجاح.
والموضوع برمته متأصل في الثقافة العمانية، فالعمانيون شعب يملك قيم الترابط والاندماج مع شعوب العالم، بل هو شعب قادر على التأثير المقبول في الآخر لأسباب تتعلق بالشخصية والثقافة العمانيتين وأصولهما الحضارية.
وإذا كانت الهوية الجديدة معنية في المقام الأول بالترويج التجاري والاستثماري إلا أن هذا لا يتحقق عبر الخطاب الاقتصادي أو الاستثماري وحده ولكن يتحقق عبر كل الخطابات بما في ذلك الخطاب السياسي والدبلوماسي والثقافي، وهذه الخطابات الأخيرة يمكن أن تنضوي تحت مصطلح «القوة الناعمة» التي شكلها العمانيون عبر قرون طويلة وحان الوقت لتحويلها إلى قيمة مضافة للمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن الصعب النظر إلى مشروع الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عُمان في معزل عن جهود كبيرة وعميقة تبذل في سلطنة عمان ليس من أجل بناء صورة ذهنية عن عُمان فقط، ولكن -وهذا مهم جدا- من أجل بناء صورة عُمان الجديدة الدولة الحديثة ولكنها المتمسكة بأصولها الحضارية، الدولة المنفتحة على الآخر ولكن دون أن تنْبتَّ عن قيمها ومبادئها السياسية والثقافية، الدولة الذاهبة لبناء علاقات استراتيجية مع العالم ولكن القائمة في الوقت نفسه على مبدأ الشراكة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
ومع تنامي هذا الجهد وبدء بروزه شامخا فوق السطح بفضل الفكر والجهود التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بنفسه سيستطيع العالم أن يعيد رسم الصورة الذهنية عن عُمان عبر تجميع الكثير من المقولات والصور والمبادئ والسرديات التاريخية والثقافية والسياسية التي ستشكل مجتمعة الصورة التي هي نحن، والقصة التي هي قصتنا، والسردية التي تمثل أمجاد قرون من العمل الإنساني الحضاري. وحين ذاك، وهو قريب لا شك، سيعرف العالم عُمان الجديدة القادمة من أصولنا الحضارية والذاهبة باطمئنان نحو المستقبل الذي نريده.