تأكيدًا للأحداث المأساوية في قطاع غزة، تم استشهاد حمزة، ابن الصحفي الفلسطيني البارز وائل الدحدوح، في قصف إسرائيلي استهدف صحفيين في منطقة غرب خان يونس، هذه الأنباء الحزينة تضاف إلى قائمة الشهداء الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم أثناء تغطية الأحداث وكشف الحقائق.

من هو الشهيد الصحفي حمزة وائل الدحدوح


مع كل شروق للشمس في قطاع غزة، كان حمزة وائل حمدان الدحدوح ينطلق في رحلة خطيرة لنقل الحقيقة للعالم، كانت عيناه تحملان ثقل التاريخ وقلبه ينبض بشغف الصحافة.

ولد حمزة في عام 1996 في غزة، وكبر وسط تحديات الحياة في هذا القطاع المنكوب، وكان يحمل رغبة قوية في تغيير الواقع، واستخدم قلمه وكاميرته ليكون صوتًا للصامتين وشاهدًا على الحقائق المريرة.

حصل على درجة البكالوريس في الصحافة والإعلام من جامعة الأزهر في غزة، وكان يملء ذاكرته أحلامًا كبيرة لمستقبل إعلامي مشرق.

ولكن في يومٍ مشؤوم في 25 أكتوبر 2023، تغيرت حياة حمزة إلى الأبد، فقد تعرضت عائلته لهجوم جوي مروع نفّذته قوات الجو الإسرائيلية على منزلهم الذي كانوا يعيشون فيه بعد أن اضطروا للنزوح من منازلهم الأصلية.

قتلت أمه المرحومة امنه وشقيقته الغالية شام وأخوه الصغير محمود، وتركت هذه المأساة القلبية جرحًا عميقًا في قلب حمزة، حيث فقد أعز الأشخاص على قلبه في لحظة واحدة.

و رغم الألم الذي يعتصر قلبه، فإن حمزة لم يستسلم لليأس، استخدم قلمه ليروي قصة المعاناة والصمود في غزة.

كان يعمل في فريق الجزيرة، ورافق طواقمهم الصحفية في المناطق المحاصرة، ينقل صور الدمار والألم والتضحية. كان يحاول إلقاء الضوء على حقيقة الحياة في قطاع غزة، حتى لو كان ذلك يعني أن يضع نفسه في خطر.

و كانت رحلته المهنية مليئة بالتحديات والمخاطر، تعرض والده لإصابة في يده اليمنى خلال قصف إسرائيلي آخر في ديسمبر 2023، وفقد مصور زميله سامر أبو دقة في هذا الهجوم المأساوي.

ومع ذلك، استمر حمزة في مواصلة مسيرته حاملًا راية الصحافة الحرة والعدالة.

واليوم في السابع من يناير 2024، وأثناء قيامه بتغطية الأحداث في خان يونس، تعرض حمزة وفريقه لقصف إسرائيلي، بينما كانوا يتنقلون بين الأحياء المدمرة والملاجئ المؤقتة، ينقلون قصص الألم والصمود في قطاع غزة.

ولكن في لحظة واحدة، تحولت حياتهم إلى رماد، صوت الطائرات الحربية اقترب بسرعة، والهدوء الذي يسبق العاصفة سيطر على المكان، وبضربة قوية هزت الأرض وأظهرت قوة الدمار، قصفت المركبة التي كانوا يستقلونها، وتفتتت أحلامهم وآمالهم في لحظة واحدة.

استشهدا حمزة ومصطفى في ذلك الهجوم الجبان، تركوا وراءهم ذكريات مليئة بالشجاعة والتضحية، كانوا شهداء في سبيل الحقيقة والعدالة.

ومع ذلك، لن تسكت أصواتهما، ستبقى صورهما وتقاريرهما تروي قصة الظلم والاحتلال، سيستمر زملاؤهم في نقل الحقيقة والتوثيق، لأن الصحافة لن تموت، وسيظلون حجاجًا على العدالة.


مصر تكرم الصحفي الراحل وائل الدحدوح

وفي ضوء إبداعه وشجاعته، تم ترشيح وائل الدحدوح من قبل مجلس أمناء جوائز الصحافة المصرية لجائزة "حرية الصحافة" هذا العام، تعد هذه الجائزة رمزًا لصمود الصحفيين الفلسطينيين وتضحياتهم في مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي وآلته الحربية، إن ترشيحه يعكس تقديرًا لشهداء الصحافة الفلسطينية الذين دفعوا ثمن الحقيقة وكشفوا جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، بشجاعتهم، قدموا رواية مختلفة عن النظرة الصهيونية الزائفة وكذب وسائل الإعلام الغربية، وفازوا بالحقيقة.

تقديرًا للتضحية الشخصية لوائل الدحدوح ودوره المهني، فقد أصبح رمزًا للتضحية من أجل نقل الحقيقة، بالرغم من الهجوم الشرس الذي تعرضت له زوجته وابناه وحفيده، الذين استشهدوا وسقطوا كضحايا لهذا العدوان، فإنه أصر على مواصلة مهنته الصحفية.

وكأنه العنقاء، صعد من جديد ليستكمل رسالته في نقل الحقيقة والدفاع عن القضية الفلسطينية بعد ساعات قليلة من إصابته في الهجوم الأول. إن قصة الصمود الفلسطيني تعيد تعريف نفسها من خلال وائل الدحدوح وزميله الشهيد سامر أبو دقة، اللذين استمروا في نقل الحقيقة والنضال من أجل فلسطين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وائل الدحدوح قصف اسرائيلي الشهداء الفلسطينيين شهيد الصحفي الفلسطيني قصف اسرائيل وائل الدحدوح نقل الحقیقة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

“جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم

بقلم: فدوي النابلسي

أصدرت دار ويلوز هاوس للطباعة والنشر
الأحد ١٦ مارس ٢٠٢٥ رواية بعنوان “جريمة في بيت وزير” للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم

و هي عمل أدبي مشوّق يحمل بين طياته مزيجًا من الدراما، الإثارة، والغموض، مع قضايا إنسانية واجتماعية عميقة.
وبحسب الكاتب، تنطلق الرواية بمشهد مليء بالتفاصيل في رحلة جوية تحمل الرقم 423، وهي رحلة تثير ذكريات قديمة لدى البطلة “شمس”.
تتداخل هذه الذكريات مع الأحداث الراهنة، حيث تسترجع الطفولة وفقدان الأم والصراعات التي عاشتها، مما يمهد للأحداث المشوقة التي ستأتي. تعيد الرواية القارئ إلى طفولة شمس، حيث تعيش مع والدين محبين.
تنقلنا الأحداث إلى رحلة علاج والدتها في الأردن بسبب مرضها، وما تعكسه هذه الرحلة من ذكريات مؤلمة ومواقف مؤثرة، مثل تدهور صحة الأم حتى وفاتها. هذه الأحداث تؤسس لصراع شمس الداخلي وتكشف علاقتها بوالدها الذي يصبح مصدر الأمان الوحيد في حياتها.

تكبر شمس وسط تناقضات المجتمع: الحب، الخيانة، والانغماس في الواقع القاسي. تكتشف أن العالم حولها ليس كما يبدو، وأن هناك أسرارًا غامضة تحيط بمن هم قريبون منها. تدخل شمس عالمًا من العلاقات المشبوهة، حيث تدفعها صديقتها بلقيس إلى مواقف تهدد براءتها وسلامتها النفسية. يتحول مسار الرواية إلى ذروة الإثارة عندما يتم الكشف عن جريمة غامضة في بيت وزير.

تتشابك خيوط الجريمة مع شخصيات الرواية، وتظهر علاقات سرية ومؤامرات تضع الجميع في دائرة الشك. تسلط الرواية الضوء على قضايا الفساد والجشع والتناقضات التي يعيشها أفراد المجتمع في ظل السلطة والمظاهر الاجتماعية. تُظهر الرواية كيف تتحول الثقة إلى شكوك، وكيف أن أقرب الأشخاص قد يكونون أكثرهم خطرًا. تسلط الضوء على الشخصيات الثانوية مثل بلقيس التي تجسد نموذجًا للفتيات اللاتي يقعن ضحية الفساد والانحراف. تتعلم شمس دروسًا قاسية حول الصداقة والثقة في الآخرين.

تصل الرواية إلى خاتمة مشوقة حيث تتشابك الأحداث بين كشف الجريمة الحقيقية وحل الألغاز التي طاردت الشخصيات طوال الرواية.
يضطر الأب إلى اتخاذ قرارات صعبة لحماية شمس من تداعيات الجريمة ومن العالم القاسي الذي يحيط بها. بينما تجد شمس نفسها أمام اختبار كبير، تختار خلاله بين الانتقام أو المضي قدمًا في حياتها بأمان. “جريمة في بيت وزير” عمل أدبي متكامل يمزج بين الغموض، الدراما، والفلسفة. تسلط الرواية الضوء على تعقيدات النفس البشرية وتناقضات المجتمع، مما يجعلها رحلة مليئة بالعبر والدروس.

كما تدعو الرواية القارئ للتفكير في قيم العدالة، الحب، والخير وسط عالم مليء بالأسرار والخيانة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ رواية "جريمة في بيت وزير" هي العمل الخامس ضمن الأعمال الأدبية للكاتب أحمد كانم، بعد رواية "لهيب الأرض" الصادرة في العام 2020 عن دار جزيرة الورد في القاهرة وفي طبعتها الثانية عام 2021 عن دار رفيقي للطباعة والنشر بجوبا، "فتاة بيكاديلي" الصادرة عن دار ويلوز هاوس في ٢٠٢٣، "أسواق الرقيق" عن دار النخبة للطباعة والنشر بالقاهرة في ٢٠١٨ بالإضافة إلى كتابه ذائع الصيت " المسكوت عنه في السودان" والذي أعيد طبعه لأكثر من أربع مرات جميعها عن دار ويلوز هاوس بإستثناء الطبعة الأولى التي صدرت عن دار جزيرة الورد في العام ٢٠٢١ في القاهرة.

fofu2861@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • هجوم على الخرطوم أو مواقع اخرى، هو صرف نظر عن الهجوم على الفاشر اليوم أو الغد
  • الصحفي الحباشنة يسجل دعوى قضائية ضد وزير الزراعة
  • الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة يزور مؤسسة البوابة نيوز الإعلامية
  • “جريمة في بيت وزير” رواية جديدة للكاتب الصحفي السوداني أحمد كانم
  • ما الذي تفتقده صحافتنا اليوم؟
  • بين الصحافة والسياسة
  • تشكيل قمة برشلونة ضد أتلتيكو مدريد المتوقع اليوم في الدوري الإسباني
  • اليوم.. انعقاد مؤتمر الإعلان عن مشروع “ذاكرة الصحافة المصرية” بـ"الصحفيين"
  • "الحقيقة" الأمريكية
  • صراعات على شقة وائل نور بعد 9 سنوات من وفاته