بغداد اليوم -  متابعة

تسعى أمريكا إلى إقامة اتصال غير مباشر مع إيران لمنع نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط، إذ نقلت محطة "سي أن أن" الأمريكية عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، أن إقامة اتصال غير مباشر مع إيران سيكون المحور الرئيسي لزيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى المنطقة في الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف المسؤول الأمريكي "أنهم أبلغوا إيران عبر قنوات غير مباشرة بأن الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة منها ضد المواقع الأميركية في المنطقة يجب أن تتوقف وأن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها إذا لزم الأمر".

وردت الولايات المتحدة حتى الآن على الهجمات ضد مواقعها بمهاجمة القوات والبنية التحتية في العراق وسوريا واستهداف الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها أنصار الله في اليمن.

وسيتوجه أنتوني بلينكن، الذي بدأ جولته الإقليمية بهدف السيطرة على التوترات يوم الجمعة، إلى تركيا والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأراضي المحتلة في فلسطين.

وقال مسؤول أميركي كبير إنه يسعى أيضا إلى إيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، الواقع تحت القصف الإسرائيلي لمدة ثلاثة أشهر، ومن المقرر أن يزور بلينكن منشأة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في العاصمة الأردنية.

وبدأت الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر بهجوم غير مسبوق على إسرائيل من قبل مقاتلي حماس في غزة.

وتصاعدت التوترات الإقليمية منذ يوم الثلاثاء عندما أدت ضربة في بيروت، معقل حركة حزب الله المدعومة من إيران، حليفة حماس، إلى مقتل نائب زعيم حماس صالح العاروري. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لوكالة فرانس برس إن إسرائيل نفذت الغارة.

وفي تصريحات مقتضبة في جزيرة كريت اليونانية قبل سفره إلى الأردن، قال بلينكن إن هناك "قلقا حقيقيا" بشأن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، التي كانت تشهد تبادلا يوميا لإطلاق النار حتى قبل غارة العاروري.

وقال بلينكن: "نريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من أننا لا نرى تصعيدا هناك" ولتجنب "دوامة لا نهاية لها من العنف".

من جهتها، قالت جماعة حزب الله اللبنانية، أمس السبت، إنها أطلقت أكثر من 60 صاروخا على قاعدة عسكرية إسرائيلية ردا على مقتل العاروري.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه حدد إطلاق نحو 40 صاروخا من الأراضي اللبنانية وإن قواته أصابت خلية مسؤولة عن إطلاق بعضها.

وتحدث بلينكن إنه يريد التأكد من أن الدول المعنية "تستخدم أيضًا علاقاتها، وتستخدم نفوذها، وتستخدم علاقاتها مع بعض الجهات الفاعلة التي قد تكون متورطة في السيطرة على الأمور، للتأكد من أننا لا نشهد انتشار الصراع.

وقال بلينكن، الذي يقوم برحلته الرابعة إلى المنطقة في زمن الحرب، إن تركيا لها "دور حيوي" في هذا الصدد.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن التقى يوم السبت بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان و"أكد على ضرورة منع انتشار الصراع".

ومن تركيا، توجه بلينكن إلى اليونان حيث قال إنه تحدث مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس حول الآثار الجانبية الأخرى للحرب بين إسرائيل وحماس.

وشن الحوثيون في اليمن أكثر من 100 غارة بطائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف في البحر الأحمر وإسرائيل. وقد أدى ذلك إلى تعطيل الشحن في المنطقة الحيوية للتجارة العالمية، وساهم في مخاوف نشوب حرب أوسع نطاقا.

ويقول الحوثيون إنهم يتصرفون تضامنا مع الفلسطينيين.

وفي وقت لاحق من اليوم الأحد، يسافر بلينكن إلى قطر وإلى أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟

اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانعزالية هي بمثابة "اللعب بالنار" لأنها قد تقرب العالم من العدو الأعظم للولايات المتحدة الأمريكية الذي يأتي من الشرق، في إشارة إلى الصين.

وقالت "معاريف" إن دخول ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية يعد حدثاً دراماتيكياً من شأنه أن يهز الساحة الدولية ويختبر العلاقات مع الصين. وبالنظر إلى حقيقة أن العالم اليوم منقسم ومضطرب ومليء بالتهديدات والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الهائلة، فلا شك أن رئاسة شخص توج نفسه باعتباره السياسي الأكثر قوة وأهمية في القرن الحادي والعشرين، أمر بالغ الأهمية.
وتقول الصحيفة إنه بعيداً عن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خطط لتنفيذها وينفذها بالفعل هذه الأيام (مثل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وإعلان حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، وغيرها)، فإنه من المتوقع أن يكون لوجهة نظره الانفصالية وسياساته المتقلبة والعدوانية تأثير جذري على الاقتصاد والسياسة الأمريكية والعالمية، وكذلك على ديناميكيات توازن القوى العالمي، وقد يأتي على شكل تراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في مقابل تعزيز القوة والنفوذ العالميين للصين.
وعلاوة على ذلك، فإن تمسكه بمبدأ "أمريكا أولاً"، الذي يؤدي بالفعل إلى تغييرات جذرية في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، يحمل في طياته تداعيات جيوسياسية بعيدة المدى. 

كيف تفكر النسخة الجديدة من ترامب؟https://t.co/wCH9M5HUjO pic.twitter.com/1zjlpSQb6E

— 24.ae (@20fourMedia) January 24, 2025   إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدولية

أوضحت معاريف، أن هذا قد يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدولية والاتفاقيات والتحالفات، وقد يؤثر على التجارة العالمية والنمو العالمي، وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تتسارع الأحداث والتطورات التي تهدف إلى تعزيز المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يعلن ترامب عشية تنصيبه في تجمع النصر الذي أقيم في واشنطن أن "الستار قد أسدل على أربع سنوات طويلة من التراجع الأمريكي، وسنفتتح يوماً جديداً بالكامل من القوة الأمريكية، الرخاء والشرف والفخر"، وكجزء من التحول السياسي وضعف صورة الرئيس المنتهية ولايته جون بايدن، سيقدم ترامب نفسه كزعيم قوي يسعى إلى السلام، وإنهاء الحروب في أوكرانيا وقطاع غزة، والصراع مع إيران.
وبحسب الصحيفة، إن وقف إطلاق النار، من وجهة نظره، ليس سوى "طلقة افتتاحية" وخطوة حيوية على طريق تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، لذلك حتى قبل دخول البيت الأبيض، أثبت الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة، الذي يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، أنه الرئيس الحقيقي.

التعامل مع قضايا الشرق الأوسط

وبينما يسعى إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عظمى في العالم، أعلن ترامب أن إدارته تعتزم إعادة ترسيخ نفوذها في الشرق الأوسط و"استقرار ديناميكيات الأمن وتوازن القوى الإقليمي لصالح حلفائها الرئيسيين"، وفي الوقت نفسه، وعد بدعم إسرائيل ومصالحها بشكل كبير، وزعم أنه سيعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم، ومن ناحية أخرى، وفي إطار التعامل مع القضية النووية الإيرانية، من المتوقع أن يواصل ممارسة "أقصى قدر من الضغط" على إيران ووكلائها العديدين، بما في ذلك تشديد العقوبات الاقتصادية ضدها، وزيادة عزلتها السياسية والدبلوماسية، وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران لتقليص دخلها من التجارة مع روسيا وصادرات النفط، وخاصة إلى الصين.
وقالت إن تعزيز العلاقة الثلاثية بين إيران وروسيا والصين، وتوسيع علاقات الصين مع العديد من دول الشرق الأوسط ومنتجي النفط، كان ولا يزال قضية استراتيجية حادة في نظر البيت الأبيض، مضيفة أن التدخل الاقتصادي المتزايد من جانب بكين وتحركاتها الدبلوماسية في المنطقة، والتي ترمز إلى أهمية الشرق الأوسط في مشروع "الحزام والطريق"، وخصوصاً في طريق تشكيل نظام عالمي جديد مناهض للغرب، يتعارض مع المصالح الحيوية لواشنطن، كما أن "هذه التهديدات تشكل تحدياً كبيراً للأمن القومي الأمريكي"، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الأمريكي الجديد مارك روبيو. 

وعلى هذه الخلفية، وبهدف إضعاف النفوذ الإقليمي لبكين وموسكو، من المتوقع أن تعمل إدارة ترامب على الترويج لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهذه هي التحركات من شأنها أن تؤثر على سوق الطاقة العالمية، وأسعار النفط والغاز الطبيعي.

خطوة عسكرية

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب قد يتخذ أيضاً خطوة عسكرية كبيرة من شأنها الحد من هجمات الحوثيين في منطقة البحر الأحمر وإزالة التهديد لمصادر الطاقة في المنطقة، وكذلك طرق الشحن والتجارة الدولية، ومن الممكن أن يؤثر كل ذلك بدوره على المجال الجيوسياسي والجيوستراتيجي في الشرق الأوسط.

زيادة التعريفات الجمركية

وعلاوة على ذلك، إذا نفذ ترامب تهديداته بالفعل وزاد التعريفات الجمركية الوقائية على الواردات من الصين إلى 60% وفرض تعريفات بنسبة 20% على بقية العالم، فإن هذه التعريفات، التي تهدف إلى تقليص الفائض التجاري الصيني في الولايات المتحدة، سوف تصبح أكثر خطورة. وأضافت الصحيفة أن الإطار التجاري بين الصين والولايات المتحدة، والذي بلغ ذروته عند 992.16 مليار دولار في عام 2024، من شأنه أن يحدث هزة في هيكل التجارة العالمية. 

#عاجل| الكرملين: بوتين جاهز لاتصال ترامب pic.twitter.com/h8OzRFS2Um

— 24.ae | عاجل (@20fourLive) January 24, 2025  حالة ركود عالمية

وأوضحت الصحيفة أن هذه السياسات من شأنها أن تدخل العالم في حالة ركود بحلول عام 2028، فضلاً عن حرب تجارية عالمية ستؤثر على الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد وتضر باقتصادات أوروبا وآسيا، وعدد من الدول الأخرى، وهي كلها أمور من شأنها أن تؤدي إلى تدابير متبادلة تسرع الانعزالية الاقتصادية وارتفاع الأسعار والتضخم في الولايات المتحدة وحوال العالم.

مقالات مشابهة

  • بندوة التنسيقية.. متخصص في الشأن العسكري: الصراعات التقليدية لم تعد موجودة
  • متخصص في الشأن العسكري: إيران أكثر الخاسرين من تغيرات الشرق الأوسط عكس إسرائيل
  • هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟
  • مصادر أمريكية: ترامب يعتزم تكليف مبعوثه للشرق الأوسط لتولي مهمة ملف إيران
  • ترامب يعيّن ممثله الخاص في الشرق الأوسط مسؤولاً عن ملف إيران
  • مساعٍ أمريكية.. أوراق موسكو وكييف على طاولة المفاوضات
  • توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • أحمق ساهم بتفجير الشرق الأوسط.. ترامب يشعل ضجة بقرار وقف حماية جون بولتون رغم تهديدات إيران
  • أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية
  • ما خسرته إيران ربحه العرب