مشهد يشبه مجازر غزة.. صاروخ إسرائيلي يقتل 4 أشقاء في جنين
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
جنين- أثناء ورود أخبار من داخل مخيم جنين عن تمكن مقاتلي الجناح العسكري لسرايا القدس في حركة الجهاد الإسلامي من تفجير مركبة عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة محلية الصنع كانت طائرة مسيّرة إسرائيلية تقصف تجمعا لمواطنين فلسطينيين في قرية مثلث الشهداء القريبة إلى الجنوب من مدينة جنين.
وفي المنطقة المعروفة بدوار الشهداء قصفت الطائرة عددا من الشبان الفلسطينيين الذين تجمعوا لمشاهدة انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من مدينة جنين ومخيمها، فاستشهد على الفور 4 أشقاء إضافة إلى اثنين من أبناء عمومتهم.
أشلاء
يقول شهود عيان ممن وصلوا إلى مكان القصف إن الأشقاء الأربعة -وهم من عائلة درويش- كانوا يجلسون في مقهى على الشارع الرئيس بالقرب من دوار الشهداء برفقة عدد آخر من أبناء عمهم، فسقط صاروخ من طائرة استطلاع إسرائيلية في وسط المكان، مما أدى إلى استشهاد الأشقاء الأربعة واثنين آخرين من العائلة نفسها.
يقول المصور الصحفي محمد منصور -الذي كان من أوائل من وصلوا إلى موقع القصف- "شاهدت أشلاء الشهداء في محيط مكان سقوط الصاروخ، وكنت خلال محاولتي التقاط بعض الصور أتعثر بقطع من أجسادهم وأرفعها بيدي وأضعها جانبا، المشهد قاس جدا ومروع، الوصف صعب".
ويضيف منصور للجزيرة نت "يبدو أن الأخوة الأربعة كانوا يجلسون في المقهى الموجود على الشارع ومعهم أقاربهم، ورُصِدوا بالطائرة وسقط الصاروخ في منتصف المكان الذي كانوا فيه، وقد أحدث حفرة كبيرة في الأرض بمكان سقوطه".
في المكان وفي قرية مثلث الشهداء عموما يستطيع كل من يصل استشعار هول الصدمة والحزن في وجوه الأهالي، فالحدث كما يقول منصور "كبير ومفجع، خصوصا أن الشهداء الستة من عائلة واحدة وأن المنطقة التي قصفت هي منطقة حيوية اعتاد الناس على الجلوس فيها، كما أنها مكان لتجمع العمال والمزارعين قبل الانطلاق إلى عملهم".
الأشقاء الأربعة الشهداء من عائلة درويش كانوا يجلسون في مقهى على الشارع الرئيسي (رويترز) رواية إسرائيلية مضللةوكانت قوات الاحتلال قد أعلنت أنها استهدفت مجموعة من المقاومين في قرية مثلث الشهداء أثناء انسحاب قواتها من مخيم جنين بعد اقتحامها ليلة أمس، لكن سكان البلدة نفوا ذلك، وأكدوا أن الشبان الستة الشهداء هم مدنيون كانوا يجلسون في سهرة شبابية عادية في أحد المقاهي المعروفة، والذي اعتاد السكان الجلوس والسهر فيه.
يقول الطبيب مجاهد نزال -الذي وصل إلى مكان الاستهداف أولا وحاول إسعاف المصابين- "أعمل في مركز طبي قريب من مكان قصف الشهداء، فجر اليوم سمعت صوت انفجار كبير وبعدها جاء عدد من الشبان وقالوا لي إن الطيران الإسرائيلي قصف المقهى على الشارع الرئيسي في البلدة".
ويضيف نزال للجزيرة نت "انطلقت بسرعة إلى المكان، ووجدت 7 شبان على الأرض، حاولت فحص القيم الحيوية لهم لمعرفة من منهم على قيد الحياة، لكن لم أجد أي إشارة على ذلك إلا عند شاب واحد، أي أن 6 منهم استشهدوا فورا، وكلهم من عائلة درويش".
ويوضح الطبيب "بتقديري أن الصاروخ أصاب رأس أحد الشهداء على نحو مباشر، لأن رأسه كان مهشما ومفصولا عن جسده، وباقي الشهداء كانت حالتهم صعبة ومعالمهم مشوهة، وأحد الشهداء كان مصابا في القدم قبل نحو عامين، وكنت أنا من أسعفته أيضا".
مشهد يذكّر بشهداء قطاع غزة
أمام ثلاجة الموتى في مستشفى جنين الحكومي تجمّع عدد كبير من أقارب الشهداء، فيما كان نحيب والدة الأشقاء الأربعة يرتفع شيئا فشيئا، قبل أن تصاب بالإغماء لحظة رؤية جثمان أحدهم في كيس بدون رأس.
وكانت الوالدة المكلومة تصيح "أناشدكم بالله أن تعطوني رأسه، أريد أن أرى رأسه، أريد أن أودعه، لم يبق أحد عندي، راحوا أولادي".
وبينما تجمع أمام الثلاجة أقارب الشهداء وأصدقاؤهم وكان صوت البكاء يسمع في الساحة الخارجية للمستشفى قال مدير مستشفى جنين الحكومي الدكتور وسام بكر "للأسف ما حدث فجر اليوم مع الشهداء الستة يذكّر بما نراه في قطاع غزة، فهذه عائلة واحدة فقدت شبابها في قصف إسرائيلي، وأغلبية الشهداء كان من الصعب التعرف عليهم، فقد وصلوا إلينا أشلاء".
ويضيف بكر "بحدود الساعة الخامسة والربع بدأت أشلاء الشهداء تصل إلى قسم الطوارئ في المستشفى، فيما نقل مصاب واحد كان يوجد معهم إلى مستشفى الرازي وهو في حالة صعبة جدا، ويمكن القول إنه وصل شهيدا مبتور الأطراف وآخر وصل جثمانه من دون رأس، وشهيد ثالث بتشوه كبير في وجهه، مما يصعب التعرف عليه، وبالنظر إلى الأسماء تبين أن 4 من الشهداء هم أشقاء، وأن اثنين من أقاربهم".
وأعلنت مصادر طبية رسمية أن الشهداء هم الأشقاء: هزاع ناجح حسن درويش (٢٧ سنة) ورامي ناجح حسن درويش (٢٢ سنة) وأحمد ناجح حسن درويش (٢٤ سنة) وعلاء ناجح حسن درويش (٢٩ سنة). وكذلك رزق الله نبيل سليمان (١٨ سنة)، ومحمد ياسر عصاعصة الذي أُعلن ظهرا استشهاد شقيقه الجريح وديع ياسر عصاعصة، ليرتفع عدد شهداء جنين إلى 7 اليوم الأحد.
مدير مستشفى جنين الحكومي: ما حدث مع الشهداء الستة يذكّر بما نراه في قطاع غزة (رويترز) إنجاز كبير للمقاومينوكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين الليلة الماضية بعدد كبير من الآليات العسكرية، فيما بدأ الاشتباك منذ اللحظة الأولى لدخول الجيش الإسرائيلي مخيم جنين، وسمعت أصوات انفجارات كبيرة في حيي الهدف والجابريات المتاخمين للمخيم.
وتمكن مقاومون فلسطينيون من تفجير آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة محلية الصنع شديدة الانفجار، مما أدى إلى إصابة اثنين من جنود الاحتلال، أحدهم برتبة ضابط، ولم يسجل وقوع أي إصابة في صفوف الشبان الفلسطينيين بالمخيم.
وقال أهالي المخيم إن قصف الاحتلال الشبان من عائلة درويش في طريق انسحابه من جنين جاء على ما يبدو انتقاما لعملية تفجير الآلية العسكرية وإصابة من فيها، وهي سياسة قوات الاحتلال في كل مرة تتكبد فيها خسائر في المعدات وإصابات في صفوف جنودها، حيث تطلق النار بكثافة أو تقصف أي تجمع للمواطنين للقتل والانتقام.
وصباحا، أعلن الاحتلال مقتل إحدى مجنداته برتبة ضابط بعد إصابتها في تفجير المركبة العسكرية الإسرائيلية، فيما أعلنت كتائب القسام بمخيم جنين في بيان لها استهداف قوة عسكرية إسرائيلية راجلة في كمين وإصابة عدد من الجنود بجراح خطيرة.
بدورها، نشرت سرايا القدس بلاغا عسكريا أشارت فيه إلى مشاركة عناصرها في اشتباكات مسلحة تركزت بحي الهدف والجابريات، إضافة إلى تفجير عدد من العبوات الناسفة في الآليات المقتحمة للمخيم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الشارع مخیم جنین
إقرأ أيضاً:
قائد لواء إسرائيلي يتحدث عن قدرات المقاومة في جنين بعد أسبوع من العملية
قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع العملية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، إلى مخيم نور الشمس في مدينة طولكرم، وكما حصل في بداية العملية اختار الجيش الاستهداف من الجو من خلال القصف، زاعما أن قيادة حماس كانت من بين الأهداف.
وقال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي إن "مخيم اللاجئين في جنين خالٍ من السكان، وقبل العملية كان يقطنه حوالي عشرة آلاف شخص، إلا أن الهجمات الأخيرة للجيش أجبرت سكان المخيم على مغادرته، ومع بدء العملية الأسبوع الماضي، غادر معظم سكان المخيم".
وأضاف أشكنازي أن "الجيش الإسرائيلي يعمل حاليا بقوات كبيرة تشمل كتيبتين من لواء كفير، ومقاتلي ناحال ووحدة ساهرون وحرس الحدود".
ونقل أشكنازي عن قائد لواء منشية قوله: "لقد استولينا على مخيم اللاجئين ونحن الآن في مرحلة التفتيش.. نحن ننتقل من باب إلى باب، ومخيم اللاجئين في جنين يُعتبر رمزًا للإرهاب في جميع أنحاء الضفة الغربية"، على حد وصفه.
واعتبر أن هذا هو المكان الذي تم الحسم فيه أخيرا في عملية "حارس الأسوار" (تصاعد العدوان على غزة عام 2021)، وهذا هو المخيم الذي يستقطب الكثير من الأموال لتمويل الإرهاب من إيران ومن مصادر أخرى، في السنوات الأخيرة، يفر المسلحون الذين ينفذون هجمات في مناطق A (في الضفة الغربية) بحثًا عن ملاذ في مخيم اللاجئين في جنين، الذي مساحته صغيرة تقدر بـ 800 متر مربع".
وزعم أم "المقاتلين (جيش الاحتلال) تفاجأوا من حجم وسائل القتال والمختبرات الإرهابية داخل المخيم، وفي عدة شقق تم العثور على غرف عمليات قتالية، وفي شقق أخرى تم العثور على مختبرات لصنع عبوات ناسفة بأنواع مختلفة، في أحد المباني، عندما دخل مقاتلو وحدة ساهرون لتفتيش المنزل، وصلوا إلى غرفة الأطفال، وعلى الجدران كانت توجد رسومات لـ "سبونج بوب"، نجم برامج الأطفال، وعندما فتحوا خزانة الملابس في الغرفة، اندهشوا، فقد كانت الخزانة وأبوابها تخفي المدخل إلى مكان مخفي، مساحة ضخمة على شكل نفق بين مبنيين".
وأضاف أنه "في الشارع المجاور، عثر المقاتلون على سيارة مركونة، وعندما فتحوا صندوقها الخلفي، وجدوا عشرات من عبوات الأنابيب الصنع، هذه العبوات كانت مُعدة، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، للاستخدام ضد القوات المتنقلة، ولكن أيضًا للهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين على الطرق في الضفة الغربية".
ونقل أشكنازي أيضا عن القائد في جيش الاحتلال قوله: "هناك فرق جوهري بين هذه العملية والعمليات الأخرى، هناك عنصر الوقت، وعلى الرغم من أننا قمنا بتسلسل كبير جدًا من العمليات، إلا أنه في كل مرة نخرج فيها، يقومون بإعادة تنظيم أنفسهم.. المخيم محصن وعندما لا نكون هنا، يصعب منعهم ووقفهم، كان هناك مقاومة هنا وهرب بعض النشطاء، وبعضهم قاوم، لكن هذا ليس شيئًا لم نره من قبل".
وأكد "هناك أمران رئيسيان: مخيم اللاجئين في جنين يستقطب العديد من الاستثمارات الخارجية، والسردية المتعلقة بجنين قوية"، وبهذا يقول قائد اللواء يقول العقيد: "تقريبًا كل مسلح ينفذ هجومًا في الضفة الغربية يُعتبر مسلحًا ناجحًا، هم يتلقون هنا التوجيه والوسائل".