ضجة الفساد: كيف سلّط الخطابي ظلال الظلم على مشاريع كربلاء باحتكارها لمقاولاته الخاصة؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
7 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: في الوقت الذي تصاعدت فيه الأصوات الغاضبة من قبل مقاولين في كربلاء والفرات الاوسط، بادر العديد منهم بإطلاق أصوات الانتقاد والتطلع لفترة مظلمة امتدت منذ تسلم محافظ كربلاء نصيف الخطابي منصبه.
وأكد هؤلاء المقاولون أنهم يعيشون حقبة من الظلم والتمييز في عمليات الاستئثار التي قادتها شركات المقاولة التابعة للخطابي او المقربة منه او المتفقة معه على عمولات وكومشنات.
العهد الأسود بوصف أحد المقاولين، شهدت سياسة استبعاد الشركات الأخرى وتفضيل الشركات المقربة من الخطابي ، منذ توليه المنصب. وفي هذه الفترة تم صرف مبالغ ضخمة، حيث بلغت الإنفاق حوالي 14 تريليون دينار، وهو رقم يخالف تمامًا الواقع الحالي للمشاريع المنجزة.
وأعربت الجهات المعنية بالمقاولات عن انزعاجها الشديد من هذا الوضع، مشددة على ضرورة وقف هذه الممارسات التعسفية وتحقيق العدالة في توزيع المشاريع الحكومية.
وفي هذا السياق، أشار مدير إحدى الشركات المقاولة إلى أن هذا الاستبعاد تسبب في تضرر الكثير من الشركات الجادة والقادرة على تنفيذ المشاريع بكفاءة وجودة.
ومن جانبهم، عبر خبراء اقتصاديون عن خشيتهم من تداعيات هذا الوضع على الاقتصاد المحلي، حيث أشاروا إلى أن هذا الاستبعاد يُعَدُّ عائقًا كبيرًا أمام النمو والتطور في المحافظة، ويُسهم في تعثر الاستثمارات وتقدم المنطقة.
وفي ضوء هذا السياق، تدعو الجهات الحكومية والمعنية بالمقاولات إلى إجراء تحقيقات شفافة للكشف عن حقيقة المشاريع المنفذة وكيفية توزيعها، بهدف استعادة الثقة في العمل الحكومي وتوفير الفرص المتساوية لكافة الشركات المعنية.
ويتحدث مصدر في كربلاء عن ان أهالي كربلاء يرقبون كيف تحول مقاولو الخطابي إلى حيتان سمان إلى جانب حاشيته واقرباءه الذين باتوا من اثرياء المحافظة عبر المقاولات الاحتكارية، وتلقي العمولات والرشاوى من الشركات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تبرير الأخطاء: جسرٌ إلى الفساد الأخلاقي
في حادثة مؤسفة تعكس أحد جوانب التهاون الأخلاقي، اتهمت موظفة استقبال أحد المرضى بالكذب علنًا، ثم أضافت إهانة إلى الإهانة بإرسال المريض إلى وزارة الصحة إذا لم يعجبه الوضع!
هذا التصرف، الذي يُعد انتهاكًا واضحًا لحقوق المريض واحترامه، قوبل بتبريرات واهية من بعض الأطراف، مثل كون الموظفة هي العائل الوحيد لعائلتها، أو أن والدتها قد أجرت عملية جراحية مؤخرًا، أو حتى الإشارة إلى وجود ترقية تنتظرها. ولكن، يبقى السؤال: ما علاقة هذه الظروف الشخصية بسوء سلوكها الواضح؟ ولماذا يجد البعض في هذه التبريرات مخرجًا للمحاسبة؟
ثقافة التبرير: استسهال الخطأ
تُعَدّ ظاهرة تبرير الأخطاء واحدة من أكثر السلوكيات تدميرًا للنسيج الأخلاقي للمجتمع. عندما نتجاوز عن أخطاء واضحة، بحجة الظروف الشخصية أو المهنية، فإننا نُرسّخ ثقافة تجعل من “مشي الحال” معيارًا مقبولًا. وهذه الثقافة ليست سوى الدرجة الأولى من درجات الفساد الأخلاقي. إذا لم يكن الخطأ يُدان ويُصحَّح، فإنه يتحول إلى سلوك متكرر ومقبول، ممّا يفتح الباب أمام تجاوزات أكبر وأكثر خطرًا.
الله سبحانه وتعالى قد حذّرنا في كتابه الكريم من الشفاعة السيئة وتبعاتها. قال تعالى:
“مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا” (النساء: 85).
وهذا يشير بوضوح إلى مسؤولية كل فرد في قول الحق، وعدم التسامح مع الأخطاء التي تضر الآخرين.
التبرير وسقوط العدالة
تبرير الأخطاء يقوِّض العدالة، لأن في التبرير تكريسًا لفكرة أن هناك أشخاصًا فوق المحاسبة. الموظفة في هذه الحالة، تجاوزت حدود وظيفتها، وأساءت إلى مريضٍ يحتاج إلى الرعاية، وليس إلى التعامل غير المهني. عندما يتجاهل المسؤولون محاسبتها بحجة ظروفها الشخصية، فإنهم يرسلون رسالة بأن الأخلاق يمكن التغاضي عنها إذا كانت هناك أعذار.
كيف نحارب ثقافة التبرير؟
محاربة ثقافة التبرير تبدأ من تعزيز مفهوم المسؤولية الفردية والمجتمعية. لا بدّ من التفرقة بين تفهُّم الظروف الشخصية، وبين تبرير السلوكيات الخاطئة. كما يجب أن يكون هناك نظام محاسبة واضح وشفاف يُطبَّق على الجميع دون استثناء. الأخطاء البشرية مقبولة عندما تُقابل بالاعتذار والتصحيح، لكنها تصبح كارثية عندما تُقابل بالتبرير والتغاضي.
الختام
تبرير الأخطاء ليس سوى بوابة صغيرة إلى فساد أكبر. إذا أردنا بناء مجتمع يسوده العدل والاحترام، فعلينا أن نكون حازمين في رفض هذه الممارسات، وأن نعمل على تصحيحها بدلًا من تبريرها. التهاون في الأمور الصغيرة يؤدي إلى انهيار الأخلاق، وهو ما لا يمكننا السماح به في مجتمعٍ يطمح إلى التقدم والتنمية.