مقاربات ما بعد احتلال مدني: افتراضات الحرب
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
في العادة تبنى اي حرب على افتراضات، كما في السياسة، لانها امتداد لها بشكل عنيف. وحرب الوطن كذلك، فقد بنيت على افتراضات من كل جانب. وسوف نبدأ من جبهة لصوص الكيزان، بدون التطرق لمن بدأ الحرب، لأنهما كانا متربصان ببعضهما. كان الوضع في عشية الحرب ان الوطن كان منقسماً بشكل خطير. فاللجنة الامنية كانت قد انقلبت على.
بعد فشل الكيزان في تحقيق اي اختراق للثورة بما فيها الانقلاب على حكومة لم يعد يردها احد، منذ ٢١ اكتوبر ٢٠٢٢ والتي خرجت مواكبها لرفض الحكومة العاجزة، وفشل الانقلاب البرهاني في الحصول على الشرعية وعانت الضعف المزري في ادارة البلاد، ظن الكيزان ان هذه لحظتهم المناسبة للتدخل. استند هذا لافتراض ان تحقيق شعار "الجنجويد ينحل" عبر هزيمة الجنجويد العسكرية سيوحد الشعب حولهم ومن ثم يعودون للسرقة واللصوصية، إبطالاً على الاعناق. حصد الكيزان مازرعوه طوال فترة حكمهم، من إضعاف الجيش وتفريغه من الكفاءات الوطنية. فكانت ان عجزت عن حماية ما انشئت لاجله.
وعندما بدأ الطرف الاخر، الجنجويد وتحالفاتهم ومموليهم الإقليميين، كانوا قد بلغوا الحدود القصوى من القوة والثقة والسيطرة المكانية والتسليح وشراء الذمم، محلياً وبواسطة مموليها. كما تراكم إحساس الزعامة عند قائدها واكتمال مشروعها للسيطرة على السودان. وكان افتراضها ان "استعمال العنف المفرط تجاه السكان والسلب والنهب والاغتصاب والتعذيب والقتل سوف تؤدي لتفرق الشعب من التمسك بالمدنية والديمقراطية".
في هذا السياق، وكما فعلت مع الاتفاق الإطاري، اعطت تنسيقية تقدم الشرعية المجانية للجنجويد، بمجرد مقابلتها للمجرم الحقيقي او المزيف، بناء على كلمات جوفاء عرف بدوام نقضها، شرعية هرب اكثر من ثمانية ملايين من العاصمة وصوتوا باقدامهم ضد الجنجويد، وكذلك فعلوا من مدني، والأمر الاخر هو تثبيت مشاركتها السياسية كفصيل سياسي سوداني. الأمران اللذان سعت لها طوال سنوات الثورة وفشلت في نياها، وكانت بحق عطاء من لايملك لمن لايستحق. وقد كشف خطل هذا الاتفاق كثير من الكتاب والمعلقين كفونا عبء التعرض لها.
لم تعط الثورة، على طول سنواتها، اي شرعية للكيزان او لمجرمي الجنجويد، بل كان شعارها الدائم "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل"، ولم تعتبرها قط شريكا سودانياً حتى تخضع للمحاسبة والتحقيقات في جرائم دارفور وجريمة فض الاعتصام وتحديد جنسية المنتمين لها بما فيها الذين احتلوا القرى والحلال في دارفور والإحلال الذي تم وعبر عدالة انتقالية حقيقية. وهو مالم يحدث.
مع احتلال مدني والجزيرة، بدأ الشعب السوداني في ارجاء الوطن ينتقلون من مابعد الصدمة والإحساس بالعجز تجاه الجنجويد المحتلين، إلى مزاجات المقاومة. يريد اللصوص الكيزان سرقة صحوة الوطن ودعوات المقاومة لصالحهم، ويدور في ارجاء الوطن صراع عنيف لمنع هذا التجيير، وتنظيفها من قيادة الكيزان لها. سوف تتطور مقاومة الشعب حسب امكانياتها وحسب قدراتها وتفرز قياداتها المحلية والوطنية إستعداداً لمرحلة هزيمة الجنجويد ومحاكمة الكيزان وضمان عدم الافلات من العقاب.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وقفة قبلية مسلحة لقبائل عنس تؤكد الجاهزية لمواجهة العدوان
الثورة نت/..
نظَّمت قبائل مديرية عنس في محافظة ذمار، اليوم، وقفة قبلية مسلحة إعلانًا للنفير العام والجاهزية لمواجهة العدوان الأمريكي، واستمرارًا لمناصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وخلال الوقفة، أكَّد عضو مجلس الشورى، محمد الفاطمي، موقف قبائل عنس الثابت والمبدئي في مناصرة الشعب الفلسطيني حتى تحرير كامل أرضه، واستعدادهم الكامل لإسناد القوات المسلحة في معركتها البطولية “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، ومواجهة التصعيد الأمريكي – البريطاني حتى تحقيق النصر.
بدوره، أشاد مسؤول التعبئة في المحافظة؛ أحمد الضوراني، بمواقف قبائل مديرية عنس وتضحياتها في نصرة دين الإسلام، لافتًا إلى أن أول شهداء في الإسلام كانوا من قبيلة عنس، في إشارة إلى “آل ياسر” الذين كانوا أول الشهداء في الإسلام.
وتطرق إلى التحديات، التي يواجهها الشعب اليمني بسبب موقفه الديني والقومي والأخلاقي المناصر للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدًا استمرار فرض حظر الملاحة البحرية على الكيان الصهيوني، واستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقطع الحربية التابعة للعدو الأمريكي، وطائراته، رغم العدوان والمجازر التي يرتكبها يوميًّا بحق الشعب اليمني بإسناد بريطاني.
فيما، أكَّد مدير مديرية عنس، أحمد المصقري، جاهزية قبائل عنس واستعدادهم للمشاركة في مواجهة العدو الأمريكي وداعميه ومرتزقته.. مثمِّنًا مواقف أبناء عنس في إسناد القوات المسلحة، ورفدهم بالرجال وقوافل الدعم.
وجدّد بيان الوقفة، بحضور قيادات تنفيذية ومحلية، تفويض قبائل عنس المطلق لقائد الثورة في اتخاذ الخطوات التي يراها مناسبة في إسناد الشعب الفلسطيني، ومواجهة العدو الأمريكي .. داعيًا الجميع إلى الاستعداد والجاهزية.
وأكَّد أهمية الاستمرار في رفد الجبهات، والانخراط في الدورات العسكرية المفتوحة، والحفاظ على الجبهة الداخلية.
وأعلن البيان تفعيل وثيقة الشرف القبلي، والبراءة من كل خائن وعميل باع دينه ووطنه وكرامته.. مطالبًا الأجهزة القضائية والأمنية بسرعة تنفيذ أقسى العقوبات الشرعية والقانونية بحق الخونة والعملاء المنافقين.