سودانايل:
2024-09-30@10:06:28 GMT

مقاربات ما بعد احتلال مدني: افتراضات الحرب

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

في العادة تبنى اي حرب على افتراضات، كما في السياسة، لانها امتداد لها بشكل عنيف. وحرب الوطن كذلك، فقد بنيت على افتراضات من كل جانب. وسوف نبدأ من جبهة لصوص الكيزان، بدون التطرق لمن بدأ الحرب، لأنهما كانا متربصان ببعضهما. كان الوضع في عشية الحرب ان الوطن كان منقسماً بشكل خطير. فاللجنة الامنية كانت قد انقلبت على.

الحكومة الهجينة في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٢، لكنها فشلت في الحصول على الشرعية، حتى أسرعت قحت لانقاذها بما سمي الاتفاق الإطاري. ووجّه هذا الاتفاق الإطاري برفض شعبي واسع، ومن الكيزان. حدث تطور هام وهو وصول المقاومة لصياغة ميثاقها الموحد. والتي بدورها انقسمت على قاعدة السواقة من اطراف مختلفة، لكنها دقت أجراس الخطر عند الطرفين، لأنهما متفقان على تجفيف منابع الثورة.

بعد فشل الكيزان في تحقيق اي اختراق للثورة بما فيها الانقلاب على حكومة لم يعد يردها احد، منذ ٢١ اكتوبر ٢٠٢٢ والتي خرجت مواكبها لرفض الحكومة العاجزة، وفشل الانقلاب البرهاني في الحصول على الشرعية وعانت الضعف المزري في ادارة البلاد، ظن الكيزان ان هذه لحظتهم المناسبة للتدخل. استند هذا لافتراض ان تحقيق شعار "الجنجويد ينحل" عبر هزيمة الجنجويد العسكرية سيوحد الشعب حولهم ومن ثم يعودون للسرقة واللصوصية، إبطالاً على الاعناق. حصد الكيزان مازرعوه طوال فترة حكمهم، من إضعاف الجيش وتفريغه من الكفاءات الوطنية. فكانت ان عجزت عن حماية ما انشئت لاجله.

وعندما بدأ الطرف الاخر، الجنجويد وتحالفاتهم ومموليهم الإقليميين، كانوا قد بلغوا الحدود القصوى من القوة والثقة والسيطرة المكانية والتسليح وشراء الذمم، محلياً وبواسطة مموليها. كما تراكم إحساس الزعامة عند قائدها واكتمال مشروعها للسيطرة على السودان. وكان افتراضها ان "استعمال العنف المفرط تجاه السكان والسلب والنهب والاغتصاب والتعذيب والقتل سوف تؤدي لتفرق الشعب من التمسك بالمدنية والديمقراطية".

في هذا السياق، وكما فعلت مع الاتفاق الإطاري، اعطت تنسيقية تقدم الشرعية المجانية للجنجويد، بمجرد مقابلتها للمجرم الحقيقي او المزيف، بناء على كلمات جوفاء عرف بدوام نقضها، شرعية هرب اكثر من ثمانية ملايين من العاصمة وصوتوا باقدامهم ضد الجنجويد، وكذلك فعلوا من مدني، والأمر الاخر هو تثبيت مشاركتها السياسية كفصيل سياسي سوداني. الأمران اللذان سعت لها طوال سنوات الثورة وفشلت في نياها، وكانت بحق عطاء من لايملك لمن لايستحق. وقد كشف خطل هذا الاتفاق كثير من الكتاب والمعلقين كفونا عبء التعرض لها.

لم تعط الثورة، على طول سنواتها، اي شرعية للكيزان او لمجرمي الجنجويد، بل كان شعارها الدائم "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل"، ولم تعتبرها قط شريكا سودانياً حتى تخضع للمحاسبة والتحقيقات في جرائم دارفور وجريمة فض الاعتصام وتحديد جنسية المنتمين لها بما فيها الذين احتلوا القرى والحلال في دارفور والإحلال الذي تم وعبر عدالة انتقالية حقيقية. وهو مالم يحدث.

مع احتلال مدني والجزيرة، بدأ الشعب السوداني في ارجاء الوطن ينتقلون من مابعد الصدمة والإحساس بالعجز تجاه الجنجويد المحتلين، إلى مزاجات المقاومة. يريد اللصوص الكيزان سرقة صحوة الوطن ودعوات المقاومة لصالحهم، ويدور في ارجاء الوطن صراع عنيف لمنع هذا التجيير، وتنظيفها من قيادة الكيزان لها. سوف تتطور مقاومة الشعب حسب امكانياتها وحسب قدراتها وتفرز قياداتها المحلية والوطنية إستعداداً لمرحلة هزيمة الجنجويد ومحاكمة الكيزان وضمان عدم الافلات من العقاب.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تكاتف الشعب واجب وطني

يميل عقلي وقلمي عندما يتشرف بكتابة مقال لكل قارئ داخل الوطن، إلى الحكمة والموعظة الحسنة ولطف الكلمات، ولأني مدركة تمام الإدراك أن الكلمة أمانة ومسئولية، سنحاسب عليها أمام الله عز وجل، ولذلك أعلم خطورة الكلمة، وأدرك أن هناك أقلام تسوق للجهل والخرافات والتشكيك في الثوابت وتضليل العقول، عكس ما تتبناه أقلام أخرى من الحقيقة وتحمل على عاتقها أمانة القول وتنشره دون نفاق ورياء بكل حسم وحزم لأنها تعلم أن الكلمة أمانة ثقيلة ورسالة مقدسة جعلت من القلم مكانة رفيعة عند الخالق تبارك وتعالى، فتجعل صاحبها في أرفع المنازل عند الله عز وجل.

وحيث أن العالم يعيش حالياً أصعب الفترات، نشاهد كثيراً من الحروب والأزمات التي عصفت بكثير من البلاد من حولنا، والتي تريد الدمار الشامل في البلاد المجاورة، ولذلك يجب علينا عدم التهاون ضد أي شخص تسول له نفسه أو تدفعه سلطته أو تقوده وظيفته لأي إساءة لوطنه ولجيشه ولمؤسسات بلده.

وحان وقت التكاتف بين جميع المؤسسات لنشر الوعي بين الشعب في أهمية الالتحام بتلك المؤسسات الوطنية لتكملة النهضة التي بدأت منذ العشرية الأخيرة بواسطة القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى كان على وعي وإدراك مبهر بكل الأحداث المؤسفة الذى يشهدها العالم.

ولذلك جاءت النهضة التي قامت بها البلاد بالعمل الجاد والمتقن، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحصين الوطن ضد محاولة خراب وإسقاط الدولة، فيجب علينا الاهتمام بهذه الأمور.

أولاً: محاربة أعداء الوطن في الداخل والخارج ونشر الوعي بين جميع فئات المجتمع، بكل سبل التوعية والتثقيف، لأنه لا يوجد مكان لتلك الفئة الضالة والتي يجب استئصالها من الوطن.

ثانياً: تعريف الأجيال القادمة بضرورة حب الوطن بالعمل المتواصل والنهوض الفكري بعقول الشباب، لكى يصبحوا قادرين على العمل والمحافظة على ما وصلت إليه مصر من نهضة فكرية وعلمية.

ثالثاً: تسليط الضوء من جميع مؤسسات الإعلام على النماذج الصالحة داخل الوطن ونبذ النماذج الضالة وعدم الاهتمام بها لكي ينقرضوا بالتدريج من المجتمع، ليطفو ويلمح على السطح بعد ذلك النماذج المشرفة التي تقود البلاد إلى المسار الصحيح والنجاة الحقيقية من الهلاك، وهذا ما يستحقه الوطن في الوقت الراهن.

رابعاً: ضرورة تعميم الثقافة وحث الأجيال الجديدة عليها لأنها مسألة بالغة الأهمية لكل مجتمع وتزداد أهميتها في الأوقات التي تعم فيها الفوضى، وتختل القيم الأخلاقية والدينية، فيأتي دور الثقافة لمواجهة القبح المستشري في أوصال المجتمعات المعاصرة الذى يتسلل رويداً حتى يصبح كالسرطان الذى لابد من استئصاله بالعلم والمعرفة والثقافة.

خامساً: ضرورة التفاف الشعب حول حماة الوطن ودعم الجيش المصري بالمقدرة التطويرية في العتاد والمعدات والكفاءة القتالية في البر والبحر والجو ليكون على أهبة الاستعداد دائماً لحماية الوطن من أي من تسول له نفسه أن يتعدى على حبة رمل من الوطن الحبيب.

وختاماً علينا أن نتأكد أنه سيشهد التاريخ، فإما أن يشار إليك بالوطنية والولاء والإخلاص للوطن والأمانة في القول والفعل، وإما أن يشار إليك لا قدر الله بالخبث والتضليل والخيانة للوطن، وقطعاً لا ينفعك مال ولا سلطة ولا شيء أمام قبح ودناءة هذا الوصف فتكون بذلك خاسراً دنياك وآخرتك.

مقالات مشابهة

  • أهداف وحصاد التدخل الدولي في السودان
  • ندوة فكرية في صنعاء تسلط الضوء على إنجازات وتحديات ثورة 21 سبتمبر
  • ناس خالد سلك وجماعة مكتب العلاقات العامة التابع للتمرد قد أيقنوا أن انتصار الجنجويد في هذه الحرب أصبح مستحيلاً
  • صنعاء.. ندوة فكرية حول إنجازات ثورة الـ 21 من سبتمبر
  • عرض شعبي لقوات التعبئة بمديرية الحشاء في الضالع بمناسبة الـ21 من سبتمبر
  • جدل واسع يصاحب لوحة إشهارية تحث الشباب على التمسك بالوطن وعدم الهجرة غير الشرعية
  • تكاتف الشعب واجب وطني
  • كيف نتصالح معهم ؟!
  • ما الذي تمرد عليه الدعم السريع؟
  • ثورة 21 سبتمبر ..افشال المخططات التأمرية ومواجهة القوى الاستعمارية