سودانايل:
2025-03-11@11:37:00 GMT

القوى السياسية والغفلة وإعادة إنتاج الأزمات

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و ما زال قآئد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) المتمردة محمد حمدان دَقلُو (حِمِيدتِي) يواصل جولاته الأفريقية ، و قد وجد الكثير من الإهتمام و الترحاب و المعاملة المميزة و كأنه شخصية رئاسية ذات مقام رفيع!!! ، و ذلك على الرغم من إلمام العواصم الأفريقية بما إرتكبته مليشيات الجنجويد المتمردة من قتل و إنتهاكات ضد الدولة و الشعوب السودانية ، و قد مهدت لتلك الجولات أطراف إقليمية و مجموعات سياسية سودانية ، و وفرت لقآئد الجنجويد الملطخة أياديه بدمآء الأبريآء الغطآءات السياسية و اللوجستية!!!.

..
و قد شاهدت جموع السودانيين عبر الوسآئط وقآئع لقآء حميدتي مع مجموعة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة السيد عبدالله حَمدُوك رئيس وزرآء الفترة الإنتقالية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا و توقيعهما على وثيقة الإتفاق الإطاري ، و تابعت المؤتمرات الصحفية التي مارس فيها حميدتي هواياته في اللعب بالحقآئق و معالجتها و إعادة إنتاجها/إخراجها بحيث توافق طموحاته و تطلعاته ، و يبدوا أن أديس أبابا تحرص حرصاً شديداً على أن تكون مقراً دآئماً لجميع الإتفاقيات السودانية التاريخية التي جَابَت و ما زالت تَجِيب الهَوَا لبلاد السودان!!!...
و يبدوا أن كراهية القوى السياسية السودانية (قحت و تقدم و أخواتهما) لجماعة الأخوان المتأسلمين (الكيزان/الإنقاذ) قد سببت لهم ضبابية في التفكير و التخطيط ، و جعلتهم يرتمون دون وعي في أحضان الشياطين ، و يبدوا أن هذه القوى عاجزة عن التقدم و تقديم الأفضل ، و أنها لا تتعلم من أخطآءها ، فهاهي (تقدم) تقدمُ إلى أديس أبابا يتقدمها ذات الشخصيات في معية ذات رئيس الوزرآء الذي تسبب و آخرون في خيبات و كوارث فترة ما بعد سقوط المخلوع عمر البشير ، و هاهي ذات القوى تقوم/تَقدُمُ على إعادة إنتاج/إخراج ذات المسرحيات السياسية المعادة/المكررة/المملة التي تعقب المجازر و الإنتهاكات ، و التي تنتهي بالتوقيع على وثآئق إتفاقيات مع ذات شخصيات اللجنة الأمنية العليا للجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، و هاهم يعودون بالذاكرات إلى ذكريات مجزرة القيادة العامة و خيبات: الوثيقة الدستورية و إتفاقية سلام جوبا و الإتفاق الإطاري و الأحاديث الفطيرة عن:
- اﻟﺘﻤﺰق السياسي و الإجتماعي و اﻟﺘﺪھﻮر الإقتصادي و اﻷﻣﻨﻲ الذي أصاب بلاد السودان
- الكلفة الباهظة لويلات و عذابات الحرب و الإنتهاكات المروعة و القتل و السلب و النهب و التدمير و الخراب
- الممرات الآمنة و عودة النازحين/اللاجئين و الإدارات المدنية للمناطق المحتلة من قبل المليشيات المتمردة
- العدالة الإنتقالية و لجان التحقيق الوطنية و المحاسبات على الإنتهاكات و الحروب
- وحدة بلاد السودان و المواطنة المتساوية و الحكم المدني الفيدرالي
- إعادة بنآء القوات الأمنية و بقية مؤسسات الدولة و الإقتصاد
- تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية
و لقد إدعت (تقدم) الحياد بينما كان الأجدى و الأجدر بها أن تكون منحازة إلى جانب الحق ، حتى لو إستدعى الأمر أن تقول للأعور من الكلام الدُّوغرِي ما يجرح المشاعر ، فأمر الوطن ليس فيه تهاون و لا يقبل أنصاف الحلول...
و يبدوا أن القوى السياسية قد تناست أن الأطراف العسكرية التي يتفاوضون معها حول ذات الأمور و يقالدونها هي ذات (الزُّول الكَاتِل ولدك) ، و هم الذين وثقت لهم أقوال:
- ما قلت ليكم البلد دي بَلِفَهَا عندنا
- نِحنَا أسياد الربط و الحل
- ما في ود مَرَة بِفِك لسانو فوقنا
- مش قاعدين في الضُّل و نِحنَا فَازعِين الحَرَايَّة
- نِحنَا الحكومة ، و يوم الحكومة تَسَوِي ليها جيش بعد داك تكلمنا
- عمارات الخرطوم تسكنها الكَدَايس
- ما بنسلمها لناس عَوَالِيق
- ما بنسلمها لناس بِسِنُّوا لينا في السكاكين
- و إن شآء الله تمطر حَصُو
و يبدوا أن القوى السياسية من الغفلة و السذاجة بحيث يظنون/يعتقدون/يؤمنون بأن القتلة المتعطشين إلى السلطة و سفك الدمآء و نهب الموارد الذين لا يراعون المواثيق و الإتفاقيات سوف يسملونهم السلطة و أمر إدارة بلاد السودان على طبق السلام الذهبي حباً في إقامة الدولة المدنية أو شخوصهم!!! ، و يبدوا أن القوى السياسية و في تهافتها و تعجلها إلى العودة إلى كراسي السلطة لا تمانع من غض الطرف عن التغول اللأخلاقي في الشئون/الأزمة السودانية من قبل بعض من الدوآئر الأجنبية التي تسعى إلى خدمة و رعاية مصالحها في بلاد السودان و المنطقة!!!...
الخلاصة:
حل الأزمة السودانية يحتاج إلى لاعبين محليين جدد يمتلكون مقدرات/صفات قيادية ، و ذلك لأن اللاعبين الحاليين الوالغين في الشأن السياسي من العسكر و المدنيين لا يمتلكون الأهلية الأخلاقية التي تؤهلهم لتولي أمر السلطة و إدارة الدولة السودانية ، مما يعني أن على أصحاب المصلحة الحقيقية من الثوار و المناضلين أن يتقدموا الصفوف عوضاً عن ترك الأمر للأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و أمرآء الحروب و جماعات الهوس الديني ، و أن يتولوا زمام المقاومة المدنية و العسكرية ، و أن يعملوا على تحقيق/إنجاز شعارات الثورة الخالدة:
حرية ، سلام و عدالة...
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة بلاد السودان

إقرأ أيضاً:

رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون

لم يجد رجل الأعمال مشعل محمود محمد مناصا من مغادرة الخرطوم بحري بعد اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023، متوجها إلى إثيوبيا.

كان مشعل يعمل في الخرطوم بالاتجار بقطع غيار آليات الورش، ونجح في تحقيق أرباح جيدة، وظل يعمل في هذا المجال حتى اندلاع الحرب، حيث خسر معارضه التجارية ومنزله وسياراته.

يقول مشعل لـ"الجزيرة نت" إنه خسر كل شيء، حيث سُرقت جميع محلاته ومعرضه في مدينة بحري (شمالي العاصمة)، مما دفعه إلى المغادرة في مايو/أيار 2023.

وبعد وصوله إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برفقة أسرته، فكر على الفور في العودة إلى مجاله السابق، لكنه واجه واقعا تجاريا مختلفا تماما عن السودان من حيث رأس المال والإجراءات.

وبعد تفكير، يقول مشعل إنه اتخذ قرار افتتاح مطعم لإعداد الوجبات السودانية، خاصة أن الفترة تلك شهدت وصول أعداد كبيرة من السودانيين إلى إثيوبيا لاستكمال إجراءات السفر إلى دول أخرى.

وخلال شهر رمضان من العام الماضي، كان مطعم مشعل يلبي طلبات مواطني بلاده على الإفطار والعشاء بأطباق سودانية ذائعة الصيت، لاقت رواجا كبيرا، خاصة مع تقديم المشروبات الرمضانية السودانية المعروفة، ومنها "الحلومر".

إعلان

ويوضح مشعل لـ"الجزيرة نت" أن طبيعة العمل كانت في البداية صعبة للغاية في ظل الحاجة إلى تحضيرات متواصلة من دون توقف أو إجازات، حيث كان لزوجته الدور الأكبر في إدارة العمل وتحريكه بشكل رئيسي، ولذلك قرر تسمية المطعم بـ"البيت السوداني"، لأن زوجته تعدّ الطعام كما تفعل في المنزل.

وبالعودة إلى بداية العمل، يرى مشعل أنه كان مزدهرا، حيث كان عدد السودانيين كبيرا، لكنه تراجع حاليا مع تناقص الأعداد وتراجع أرقام العابرين إلى دول أخرى. ومع ذلك، يقول رجل الأعمال الشاب إن الأمور لا تزال تسير على ما يرام، إذ يستعد خلال شهر رمضان الحالي بتحضيرات نوعية، كما يسعى إلى جذب الإثيوبيين وغيرهم لتجربة الطعام السوداني.

الحرب دفعت رواد الأعمال إلى مواجهة خسائر قاسية والتكيف مع واقع اقتصادي صعب (الفرنسية) خير رمضان وكرمه

ويقول رجل الأعمال خالد بيرم، الذي يشغل أيضا منصب أمين مكتب الشؤون الخارجية للغرفة التجارية بمحلية عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان، إن رمضان هو شهر الخير والبركة، وينعكس كرمه على الجميع.

ويؤكد لـ"الجزيرة نت" أن الحركة التجارية في الشهر الفضيل تُعرف بـ"الموسم"، حيث تزدهر بشكل ملحوظ ويتعاظم الطلب على سلع ومنتجات مختلفة.

ويضيف: "الأعمال والتجارة بشكل عام في السودان خلال الشهر الفضيل تكون في حالة انتعاش ونمو، وتبدأ دائما قبل حلول شهر رمضان بـ10 أيام تقريبا، أو حتى اليوم الذي يسبق بدايته، حيث تشهد الأسواق حركة مكثفة ونشطة".

ويوضح أنه عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية، فإن الناس يكونون على استعداد لشرائها، وغالبا ما ترتفع أسعارها.

أما فيما يتعلق بالغرفة التجارية في عطبرة، فيشير بيرم إلى أن التجار يقومون بتجهيز سلال للصائمين، تحتوي على المواد الغذائية الأساسية للصائم، كما يقوم بعض التجار بإخراج سلال إضافية لرمضان من أموالهم الخاصة.

إعلان

ويؤكد بيرم أن هناك حركة واسعة للأموال والتجارة والبضائع، وهذا يزيد الأرباح والدخل، مشيرا إلى أنه كلما زاد الدخل، زاد الإنفاق على الفئات الضعيفة من خلال الصدقات والإكراميات والسلال الغذائية وزكاة الفطر والتبرعات.

ويستطرد قائلا: "اسم رمضان كريم لم يأتِ من العدم، الله يوفّر احتياجات الناس، وهناك حالة من السعادة بين الجميع، بما في ذلك التجار ورجال الأعمال".

صعوبات جمة

لمجموعة "أبو الفاضل بلازا" في السودان صيت خاص، خصوصا عند حلول شهر رمضان المبارك، إذ يُعتبر الموسم الذي ينتظره آلاف السودانيين للاستفادة من التخفيضات وشراء المستلزمات المنزلية، حيث تتميز المجموعة بالاستيراد الراقي والأسعار المناسبة.

مجموعة أبو الفاضل بلازا خسرت الكثير بسبب الحرب (الجزيرة)

لكن الحرب ألقت بظلالها القاتمة على المجموعة في كل فروعها المنتشرة في مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري)، كما يقول هاشم أبو الفاضل لـ"الجزيرة نت"، حيث خسرت الشركة بضائعها بالكامل إما بالاحتراق أو السرقة أو النهب والتخريب، ولم يتمكنوا من إنقاذ أي شيء باستثناء البضائع التي كانت تحت التخليص الجمركي بالميناء.

ويروي هاشم لـ"الجزيرة نت" سلسلة معاناة صعبة عاشها رواد الأعمال في القطاع الخاص السوداني، بسبب الحرب التي اندلعت فجأة من دون أن يتمكن أصحاب الشركات، خاصة وسط العاصمة الخرطوم، من تدارك الأمر وإنقاذ ما يمكن من رأس المال.

ويشير إلى أن 90% من أصحاب الأعمال عادوا إلى نقطة الصفر، وفقدوا كل شيء تقريبا، ليصبح القطاع الخاص أكبر المتضررين من الحرب المستمرة منذ نحو عامين.

ومع ذلك، يقول هاشم إنهم حاولوا النهوض مجددا والعودة إلى العمل، ورفضوا الخروج بما تبقى من رأس المال إلى خارج البلاد، فقرروا افتتاح فروع جديدة للمجموعة في بورتسودان والعودة للعمل في أم درمان بعد تحسن الأوضاع الأمنية جزئيا.

إعلان

لكنه يشكو من تعامل السلطات الحكومية، مشيرا إلى أنها تفرض رسوم جمارك وغيرها من الجبايات بأرقام فلكية، لا تراعي الخسائر الفادحة التي تكبدها القطاع الخاص، ولا تضع في اعتبارها حرص رجال الأعمال على المساهمة في إعادة الإعمار.

ويشبه هاشم أوضاعهم الحالية بمن يمشي على النار، لكنه رغم ذلك يؤكد أنهم حريصون على مواصلة العمل وتجاوز الصعاب الحالية.

خسائر كبيرة

وإزاء الأوضاع الاقتصادية في السودان، يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية عبد العظيم المهل للجزيرة نت إن القطاع الخاص السوداني خسر الكثير في هذه الحرب قدرت في القطاعين الصناعي والخدمي في الخرطوم بـ90%، وفي ولاية الجزيرة تصل نسبة الخسائر إلى 88% ، أما في ولايات دارفور عدا الفاشر فتقدر الخسائر بـ80% في القطاعين.

ويشير إلى أن تقديرات جملة خسائر القطاع الخاص في كل القطاعات بحوالي 130 مليار دولار 90% منها لا تخضع للتأمين.

ويرى أن القطاع الخاص بحاجة لوقت كي يعود للعمل لكنه يتوقع عودته بنحو أسرع من القطاع العام.

ويأسف المهل لخروج بعض رواد الأعمال في القطاع الخاص من السودان والهجرة للخارج بينما نزح آخرون داخليا وهو ما قد يؤدي إلى تشتت الصناعة والخدمات بعيدا عن العاصمة.

ويرى المهل أن الفجوات تطال كل القطاعات التي ستبدأ من نقطة الصفر ويردف إذا تم ذلك فسوف ينهض الاقتصاد السوداني خلال نحو 3 أعوام، مؤكدا إمكانية التعافي والنهضة في حال وجدت السياسات المستقرة والإدارة الواعية والتكنولوجيا الحديثة في كل المجالات متبوعة بالقبضة الأمنية القوية والاستقرار السياسي.

مقالات مشابهة

  • دراما رمضان في السودان تحاول رصد واقع الحرب
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • إعادة إنتاج الانحدار: ما بين خطاب شوقي بدري والوليد مادبو
  • الموانئ السودانية بين مطامع الاستثمار الأجنبي ومحاولات تشويه صورة البجا لإفشال الإدارة المحلية
  • يمكن للمرأة السودانية أن تنجح في كل شيء ما عدا السياسة
  • البرهان يعين سفراء جدد ويطالب بحل مشاكل الجاليات السودانية
  • مفوضية الاتحاد الافريقي تقدم تعهدات بشأن عودة السودان 
  • الكوني: العمل بنظام المحافظات من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية
  • معتقلون يكشفون عن إعدامات وتعذيب على أيدي الدعم السريع السودانية
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس