لقاء مع الكونت فريدريش فون لوكسبورج كارولاث: رؤية لاقتصاد فنزويلا المستقبلي
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
في ضوء الجهود الأخيرة التي قامت بها مؤسسته لمساعدة الشعب الفنزويلي خلال الظروف الصعبة التي تمر بها، استضفنا الكونت فريدريش فون لوكسبورج كارولاث، طارحين عليه عدد من الأسئلة.
- قدمتم مساعدة للمجتمعات الريفية والأصلية في مجال التعليم وتحسين ظروف العيش لمدة 83 عامًا، وما زال اقتصاد فنزويلا اليوم يعاني، ما هو السبيل للخروج من هذا الوضع؟
إحياء الاقتصاد في فنزويلا قضية معقدة ومتعددة الجوانب تتطلب مقاربة شاملة، يجب معالجة بعض التحديات مثل التضخم الفائق.
يمكن أن تساعد تنفيذ سياسات نقدية سليمة، مثل السيطرة على العرض النقدي وتثبيت العملة، في مكافحة التضخم الفائق، ولكن الأهم من ذلك هو أن أن يعود البنك المركزي مستقلاً مرة أخرى لصالح الوطن.
جانب آخر مهم هو تنويع الاقتصاد، تشجيع التنويع خارج الصناعات المعتمدة على النفط يمكن أن يساعد في خلق اقتصاد أكثر مرونة واستدامة.
يمكن أن تكون صناعاتنا تقريبًا غير قابلة للتشغيل في الوقت الحالي، إمكانيات بلدنا في الإنتاج الزراعي الصناعي، التعدين، أو السياحة هائلة وتحتاج إلى استغلالها بشكل أفضل.
يجب أيضًا خلق البيئة المناسبة لجذب الاستثمار الأجنبي مرة أخرى. يمكن أن تساعد هذه الخطوة، من خلال سياسات اقتصادية واضحة وثابتة، في تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
كما قمنا بذلك على نطاق صغير لأكثر من 8 عقود، يمكن أن تساعد تنفيذ برامج اجتماعية لدعم السكان الضعفاء وتقليل الفقر في تحسين استقرار الاقتصاد بشكل عام.
- هل هناك تغييرات رئيسية يجب أن تحدث لإعادة تحريك الاقتصاد مرة أخرى؟
تنفيذ إصلاحات مالية لمعالجة عجز الميزانية وتقليل ديون الحكومة يمكن أن يساعد في استعادة الثقة في الاقتصاد. لكن تثبيت العملة في فنزويلا خطوة حاسمة لمعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد سياسة سعر الصرف شفافة ومستمرة في تقليل عدم اليقين واستعادة الثقة، جنبًا إلى جنب مع بناء والحفاظ على مستوى كاف من الاحتياطيات النقدية الأجنبية لدعم قيمة العملة وتوفير حاجز ضد الصدمات الخارجية.
- هل يجب أن يبقى البوليفار كعملة؟
بالتأكيد نعم. حتى وإن كانت الأوضاع الحالية متدهورة ، يجب أن نعيد بناء الثقة واستقرار عملتنا الوطنية، قام لويس هيريرا كامبي بفرض سيطرة الصرف في الثمانينات وهي ما تزال سارية حتى اليوم، ولكن هناك آليات أخرى ضرورية وتتعلق بامتلاك بنك مركزي مستقل.
س- في حال حدوث هذه التغييرات في المستقبل القريب، ماذا سيكون التالي؟
ترك شعبنا البلاد بحثًا عن فرص أفضل في مكان آخر، الكثيرون منهم محترفون وذوي خبرات في مجالات متعددة من الطب والهندسة. علينا إعادة جلب سكاننا مرة أخرى إلى بلدنا للمساعدة في تطويره.
يجب أيضًا ان نعطي الأولوية للتعليم وتدريب المهارات لبناء قوة عاملة مهنية وإنتاجية وتطوير بعض الصناعات التي اختفت تقريبًا، وهو أمر أساسي لتحقيق النمو الاقتصادي والابتكار.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن نقوم بالتركيز على ممارسات التنمية المستدامة، بما في ذلك الحفاظ على البيئة وإدارة الموارد المسؤولة، في ضمان الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل وتكون مشاركًا فعّالًا في الاقتصاد العالمي.
في الجانب السياسي، يجب أن تعمل الحكومة والمعارضة بشكل فعّال لنحاول الخروج من هذا الانحدار الحالي
في النهاية، نحن بلد ديمقراطية ودستورية، وهذا أمر مقدس بالنسبة لشعبنا منذ زمن سيمون بوليفار حيث تقوم الحكومة الحالية بكل ما في وسعها، ولكن بالطبع، يجب أن تتحد فنزويلا بأكملها لحل المشاكل الجسيمة التي نواجهها في الوقت الحالي، وهذا هو ما تتعلق به ديمقراطيتنا.
-ما هي خططكم لفنزويلا؟
لم يجر التخطيط بعد لقد كنا دائمًا في فنزويلا، قريبين من شعبنا وسنستمر في فعل ذلك , تأسست مؤسستنا العائلية في عام 1940 في ماراكايبو، مدينة والدتي والتي كانت تُعرف باسم والي بولا لويس فون لوكسبورج، ودعمت دائما التعليم، ودعمت مستشفيات الأطفال، والكنيسة، والمؤسسات القبلية في البلاد. نحن فقط نبذل مزيد من الجهد الآن لأن الناس في حاجة إلى دعم أكبر على الأرض ونحن نسعى لمكافحة الفقر.
س: هل بإمكانك توفير معلومات حول شخصية معروفة في ماراكايبو والتي تُعتبر والدتك؟
فعلاً كانت معروفة بلقب "ملاك تروخيلو" بسبب عملها الإنساني في فنزويلا. كانت تعمل كمتطوعة في الصليب الأحمر في ماراكايبو أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث ساهمت في إنشاء مستشفى ألماني في زوليا. كما أسست دار أيتام مشهورة هناك واستمرت في دعم العديد من المجتمعات في فنزويلا طوال حياتها.
س: قد نشرتم مؤخرًا كتابًا، عن ماذا يتحدث الكتاب؟
في كتابي، أحلل القضايا المتعلقة بالفقر، وتطوير المجتمع، وبرامج المساعدة، متناولًا الفعالية وكيفية حلها باستخدام بعض حالات الاستخدام لتمويل المشروعات الصغيرة. أقدم أمثلة ودراسات تظهر فيها كيف يمكن أن يساعد تمويل المشروعات الصغيرة في مكافحة الفقر في جوهره والسماح للمجتمعات بالازدهار وأن تصبح جزءًا من الاقتصاد.
س: كنتم في دبي مؤخرًا، ما هو الهدف من الزيارة؟
قمنا بإجراء سلسلة من الاجتماعات في إطار COP28، حيث يشمل نطاق عملنا الحفاظ أيضًا على الجمال الطبيعي لبلدنا. بالإضافة إلى ذلك، أقوم بلقاء المسؤولين الكبار لإقامة روابط أفضل. لدينا الكثير لنتعلمه من قيادة دول الخليج مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية. وهم أيضًا أعضاء في أوبك ومنتجون للنفط مثلنا، وقد حققوا إنجازات رائعة في تطوير بلدانهم وجودة حياة مواطنيهم. ما حققوه يمكن أن نحققه أيضًا، بجهد متحد من الداخل.
س: هل لديكم رسالة لقرائنا في فنزويلا وفي العالم؟
بلدنا واحدًا من أغنى البلدان من حيث الموارد الطبيعية،و هو أيضًا وطن لشعب صامد ومتطلع. شعبنا هو القيمة الحقيقية لبلدنا. يمكننا القول بفخر أنه لا يوجد تمييز ديني أو عرقي ، فإن سكاننا يتألفون من كل ركن من أركان العالم. في هذه الأوقات الصعبة، عندما يتم اختبارنا إلى أقصى حد، تكون الوحدة هامة للغاية، من جميع الجوانب وجميع المجتمعات، ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة لوضع بلدنا على مسار التنمية والانتعاش الاقتصادي.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: فنزويلا التاريخ التشابه الوصف
إقرأ أيضاً:
مستقبل حماس بعد الحرب.. هذا ما لا يمكن تجاهله
عشية الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، إن المسؤولين الأميركيين قدروا أن حماس جلبت عددًا من المقاتلين الجدد يعادل تقريبًا عدد مَن فقدتهم في الحرب.
تصريح جاء عابرًا، خلال مساحة من الكلام، تجاوزت نصف ساعة أو يزيد قليلًا. بيدَ أنها كانت ذات حمولة لا تخطئها عينُ المراقب المدقق، في دلالتها ومغزاها: فهل كانت رسالة "ضمنية" أو "ناعمة" إلى تل أبيب بأنه يتعين عليها قبول حماس "كواقع" لا يمكن تجاهله في مرحلة ما بعد غزة؟!
ويبدو أنَّ ثمة قناعة، بأن العودة إلى القتال ـ إذا كانت خيارًا إسرائيليًا الآن أو لاحقًا بعد اتفاق وقف إطلاق النار ـ لن تغير من الواقع شيئًا: حماس "الوتد" الفلسطيني، الذي لا يمكن بحال خلعه من القطاع حربًا أو سلمًا.
حتى مراكز البحث الإسرائيلية، التي تقدم خدماتها الأمنية للموساد، تقدم شرحًا مفصلًا، على هامش متن تصريحات بلينكن. يقول مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان للأبحاث الشرق أوسطية والأفريقية: "لقد كسبت حماس الكثير من النقاط من خلال هذه الصفقة. فقد حصلت على الأمرين اللذين كانت تطالب بهما منذ البداية مكتوبين في الاتفاق: إنهاء القتال، والانسحاب الإسرائيلي".
إعلانويضيف: "إذا استأنفت إسرائيل الصراع، فإنها بذلك تدخل "حرب استنزاف لا يوجد فيها أي ضوء في نهاية النفق"، على حد تعبيره وقال ميلشتاين: "حماس مستعدة لسحب إسرائيل مرة أخرى إلى وحل غزة".
وقد يُعتقد ـ بحسب تسريبات غير رسمية ـ أن "زعماءً" من حماس، أبدوا استعدادهم للتخلي عن الحكم المدني في غزة، بيد أنه ـ كما يعتقد كثيرون ـ لم يتطرق الحديث، والحال كذلك، إلى مستقبل جناحها العسكري، وما إذا كان سيتحول مع الوقت، إلى صورة مماثلة لحزب الله في لبنان.
منذ بداية الحرب، أظهرت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة انقساماتٍ بشأن إدارة غزة بعد الحرب، حتى إن الوزراء المتطرفين، بمن في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اقترحوا عودة "الوجود المدني اليهودي" في غزة.
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، اقترح وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي أُقيل لاحقًا؛ بسبب خلافات سياسية مع نتنياهو، خطة تسمح للجيش الإسرائيلي بالاحتفاظ بما يسميه "الحقوق العملياتية" في غزة، على غرار الطريقة التي يتبعها في الضفة الغربية المحتلة.
وقال غالانت في بيان" "حماس لن تحكم غزة، وإسرائيل لن تحكم المدنيين في غزة. سكان غزة فلسطينيون، وبالتالي فإن الهيئات الفلسطينية ستشرف على الحكم"، وهو تصريحٌ فضفاض ومطاطي، لا يمكن ضبطه أو البناء عليه.
وأضاف: "الكيان المسيطر على غزة سيعتمد على الآليات الإدارية القائمة (اللجان المدنية)"، وهذه الخطة تستبعد السلطة الفلسطينية بحكم الأمر الواقع، على الرغم من أن الولايات المتحدة دعت مرارًا وتكرارًا إلى أن تلعب السلطة دورًا في مستقبل غزة.
وتظل الخيارات المتاحة لحكم غزة، بما في ذلك الحكم العسكري أو الإشراف الأجنبي على توزيع المساعدات الإنسانية، مثيرة للانقسام الشديد داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي. فقد تجنب نتنياهو، الذي كان يعارض ـ قبل اتفاق الدوحة الأخير ـ بشدة الانسحاب الكامل للقوات من غزة، اتخاذ قرار، الأمر الذي جعل نواياه ـ آنذاك ـ غير واضحة.
إعلانوفي السياق ـ أيضًا ـ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو سخر من فكرة استبدال حماس بتحالف عربي مؤقت، يتشكل من عدة دول، ونقلت عنه قوله؛ إن مثل هذا الشيء لن يحدث "قبل تحقيق النصر الكامل والقضاء على حماس"، وهو الشرط الذي لم يتحقق، وظلت حماس موجودةً، واضطر صاغرًا إلى أن يجلس معها ـ بشكل غير مباشر ـ على طاولة المفاوضات في العاصمة القطرية، والنزول عند مطالبها وشروطها.
وعشية الإعلان الرسمي، عن اتفاق الدوحة، تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب "بالعمل بشكل وثيق مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذًا آمنًا لحماس".
ولم تكشف إدارته المستقبلية عن نواياها فيما يتعلق بالحكم في غزة، أو عن الهوية السياسية لحكام القطاع الجدد، بافتراض قبول حماس إخلاء الساحة لهم، والرضا بالجلوس في مدرجات المشاهدين وحسب.
ويبدو أن الخطط المتاحة والمُعلن عنها ـ حتى اللحظة ـ لا تغادر البديل غير الموثوق به "السلطة الفلسطينية" وتتضمن في نهاية المطاف استبدال حماس بها، وذلك بحسب بلينكن، "توحيد غزة والضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية؛ وعدم وجود احتلال عسكري إسرائيلي لغزة أو تقليص أراضيها".
فيما يظل هذا البديل "السهل" أو المتاح، لا يحظى بثقة حاضنته العربية من جهة، ولا بثقة العواصم الغربية الراعية له من جهة أخرى.
فعلى الرغم من النصائح المتكررة من عدة دول عربية وغربية، وعلى رأسها واشنطن، لمحمود عباس بإدخال إصلاحات جوهرية وجريئة على السلطة الفلسطينية التي أنهكها الفساد المتفشي و"تصفير" الشعبية، فإن عباس الذي انتهت ولايته الرئاسية في عام 2009، ولا يزال متمسكًا بالسلطة في سن التاسعة والثمانين، لم يبدِ أية حماسة لإدخال هذه الإصلاحات الضرورية والملحّة ومكافحة الفساد حتى الآن.
ليظل السؤال عمن سيتولى إدارة غزة بعد الحرب.. وكيف؟!.. سؤالًا مرتبكًا ومضطربًا، وكأنه يحمل ـ ضمنيًا ـ معنى الفوضى المتوقعة حال غياب حماس صاحبة الخبرة المدنية، والجماهيرية داخل القطاع وخارجه، رغم فواتير الدم والدمار التي لحقت بغزة وبنيتها الأساسية، مع غياب البديل الموثوق به "السلطة الفاسدة" من جهة أو "شرطة عربية" متعددة الجنسيات، يرفضها نتنياهو من جهة أخرى.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية