سودانايل:
2024-07-02@04:13:21 GMT

الحراك الشعبي يشعل الساحة السياسية

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

قالت الإيغاد: أنها الغت التفاوض المباشر بين البرهان القائد العام للجيش و رئيس مجلس السيادة مع قائد الميليشيا حميدتي الذي كان مقرر له يوم 28 ديسمبر الماضي لأسباب فنية، و لكنها لم توضح ماهية هذه الأسباب، و من واقع الجولة التي قام بها حميدتي لعدد من دول الإيغاد و الأفريقية ثم لقاء اللجنة التنسيقية للقوى المدنية " تقدم" يتضح أن حميدتي كان يريد أن يؤكد أن هذه الدول ماتزال تعترف به نائبا لرئيس مجلس السيادة، التي تجعله في ندية مع البرهان، إلي جانب توقيعه إعلان مع " تقدم" أيضا أنه يملك رصيد مدني يقف إلي جانبه.

عجزت " تقدم" أن تلعب دور المحايد في مسعاها. فإذا كانت بالفعل محايدة كان يجب عليها أن تسمع من الطرفين ثم تصيغ إعلانها السياسي، ولكنها فضلت أن تضع الإعلان وتوقعه مع الميليشيا، وتكون معها لجان مشتركة لإنجاز الإعلان. الأمر الذي جعل دورها مشكوك فيه أن يكون محايدا. خاصة أن الدكتور عبد الله حمدوك كان قد وقع في نوفمبر الماضي باسم المركز الأفريقي للتنمية والاستثمار " CADI " مع مركز الإمارات للسياسات الذي غير بعيد من صناع القرار في الأمارات على تعاون بين الجانبين، يقدم فيه مركز السياسات الدعم المالي. و أيضا دولة الأمارات هي وراء جولة حميدتي في عدد من دول الإيغاد، و جعلت طائرة خاصة تحت خدمته. أن إلغاء جلسة التفاوض التي سمتها الإيغاد بأسباب فنية تؤكد أن المسألة مرتبة تماما.
في الجانب الأخر أن الجولة كان لها انعكاساتها على الساحة السياسية، التي كانت في حالة موت سريري، بعد توقيع " إعلان أديس أبابا" جاء تصريح الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السوداني فتحي فضل " لراديو دبنقا" (بإن الحزب يرحب بشكل عام بأي جهود في هذا المجال هذا من جانب و من جانب أخر هناك القضايا المتعلقة بعد الإفلات من العقاب و محاسبة كل من أجرم) و في ذات الشأن قال فضل ( أنه لم تتوفر بعد المعلومات حول ما دار في اللقاء) لكن البيان الذي أصدره المكتب السياسي للحزب الشيوعي أكد فيه ( أن الإتفاق خرج من مهامه التي كانت متوقعة وهي المطلوبات العاجلة لوقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى إتفاق سياسي مع قوات الدعم السريع المتورط مع الطرف الآخر في جرائم الحرب والإنتهاكات) أن الاتهام "لتقدم" إنها وقعت اتفاق سياسي مع الميليشيا بهدف أن يعيد لها دورا سياسيا في المستقبل، و توقيع الإعلان السياسي سوف يعيق عملية الاتفاق مع الجانب الأخر، لأن الطرف الموقع يصبح ملزم به. و يضيف البيان (وأوضح الشيوعي بأن تحالف “تقدم” ليس له الحق في الخروج عن المهام المطلوبة في وقف الحرب، والدخول في شكل الحكم “فدرالي. الخ” لكون أن شكل الحكم لا يقرر فيه طرفان لا يمثلان شعب السودان، بل يقرر فيه المؤتمر الدستوري) أن الشيوعي محق في الذي ذهب إليه تماما، و كان على قيادات تقدم " قحت المركزي" أن تستوعب الفارق بين إدارة العملية من أجل وقف الحرب و بين الدخول في قضايا سياسية تتناول نظام الحكم، و هي قضايا يجب أن تناقش في المؤتمر الدستوري. لكن اعتقد أن المسألة ترجع لقلة الخبرة السياسية.
في جانب أخر قال عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني و عضو تنسيقية " تقدم" لصحيفة " سودانتربيون" (إننا نأمل في استجابة قيادة القوات المسلحة للجلوس معها والدفع باتجاه وقف إطلاق النار باعتباره المطلب الأكثر إلحاحاً والذي لن يتحقق دون اتفاق الطرفين( وأضاف قائلا (أن إعلان أديس أبابا لا يمثل وثيقة وساطة أو اصطفاف ثنائي، بل هو بداية تواصل مع أطراف أخرى للبحث عن مخرج لإيقاف نزيف الدم والتدمير في الوطن ومعالجة الكارثة الإنسانية التي تعصف بأهله، ولإبعاد البلاد عن منزلق الانهيار الكامل( هذه مغالطة ليست في محلها، إذا كانت "تقدم" ترغب أن تلتقي بالطرفين كان عليها أن تستمع للطرفين و بعد ذلك تصيغ إعلانها، و أن يكون اللقاء بين الجانبين قبل صدور أي إعلان، لكي يجعلها تعرف أين أماكن الاتفاق و أين الخلاف، و يجنبها الإتهام بأنها تمثل الحاضنة السياسية. لكن أن تحاور جانب و تصل معه إلي إعلان و تشكيل لجان مشتركة، يمنع عنك صفة المحايد. و حديث الدقير يؤكد تواضع القدرات السياسية في إدارة الأزمة بالأفق السياسي المطلوب، و أثبتت تجربة حمدوك في الحكم ضعفه في الجانب السياسي الأمر الذي جعله يفشل.
في جانب أخر أيضا أختارت مجموعة الحوار " السوداني السوداني الشامل" مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة رئيسا للكيان الشعبي الذي اتفقت على تكوينه لتحقيق أربعة أهداف رئيسية تمثلت في: توحيد الصف الوطني و قيادة وحشد المقاومة الشعبية و دعم القوات المسلحة و إدارة حوار لا يستثنى أحدا... و تضم هذه المجموعة عددا من الأحزاب السياسية منها الاتحادي الديمقراطي الأصل و تيارات اتحادية أخرى و المؤتمرين الوطني و الشعبي و المجلس الأعلى لقبائل البجا و العموديات المستقلة، و حركة العدل و المساواة و حركة تحرير السودان، و حركة المستقبل للإصلاح و التنمية و الإدارات الأهلية و الطرق الصوفية و مكونات من المجتمع مدني الأخرى إلي جانب عدد من الآكاديميين و غيرهم. هذا الحشد هو الداعم للقوات المسلحة و الذي يدعم عملية المقاومة الشعبية المسلحة ضد الميليشيا. في ذات الموضوع ذكرت صحيفة سودانتربيون ( أن على كرتي أكد أنه لم يلتقي البرهان منذ عام 2012م و أكد ذات المقولة إلي حميدتي عندما ألتقي به قبل الحرب، و قال كرتي ليس لهم علاقة بقيادة الجيش، و قال أن مقولة حميدتي التي ذكرها في لقاءه مع " تقدم" ناقصة لآن حميدتي جاءه طالبا حل المشكل بينه و البرهان، و ذكر له ليس هناك علاقة تربطه مع البرهان، و ارشده لشخص له علاقة وطيدة بالبرهان، و تم حل المشكلة، و غادر حميدتي الخرطوم إلي دارفور، و أضاف كرتي لكن حميدتي جاء غاضبا من دارفور كأن هناك مصدر أجنبي له أثرا في هذا الغضب.
أن حديث حميدتي في المنصة التي جمعته مع حمدوك رئيس " تقدم" حيث استرسل في شن هجوم على الآخرين، و خاصة البرهان، هو الذي فجر بركان الغضب عند البرهان و جعل خطابه في معهد جبيت للتدريب التابع للقوات المسلحة يتحدث فيه بلإصرار على دعم المقاومة الشعبية و تسليحها، على أن تكون تحت أمرة القوات المسلحة، و أيضا فرض شروط على التفاوض. إذا كان حميدتي قد فتح بابا للمساجلات السياسية، إلا أن الاستنفار الجماهيري و حمل السلاح له الدور الأكبر في تحريك كل الساكن السياسي. نسأل الله حسن البصيرة.


zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خيبات !!

أطياف

صباح محمد الحسن

خيبات !!

طيف أول :
30 يونيو صدى صوتها الذي جاء بقبسٍ من نور وألف معنى نثر ذاته للجياع ثمراً وجاء كالمطر يغسل وجه المسافات بيقين قلب إستعاد وجهه من عتمة الفصل الأخير ليعود ينشد سلاما أبيضا لادم فيه .
والذكرى في مثل هذا اليوم تأخذك الي الحقيقة ذاتها التي أنكرها العسكر أن الثورة حق وان ماقاموا به ضدها لم يُورّثهم إلا الخيبات التي أخذتهم من النور الي الظلمات فلو سمع البرهان ونائبه صوت الشعب وقتها لما احتاج كل واحد منهما اليوم لنعي نفسه ، ولا حتى الحداد عليها بالقرب من محرقة الوطن يستنشق رائحة الموت..
لوسمع البرهان في مثل هذا اليوم لصوت الشارع العسكر للثكنات والجنجويد ينحل لظل في مقعده قائدا لأعظم جيش سوداني يحمي شعبه وارضه ولكن حمل القائد من الولاء والطاعه للفلول أكثر مما يحمله لشعبه فنفذ رغبتهم التي ماجلبت له إلا الخسارة فالجنرال كان الفأس الذي أبى أن يقطع الرؤوس لحنينه للجذع الذي خرج منه
ليصبح أسير ورطة منذ أن اعلن إنقلابه وأشهر سلاحه في وجه شباب الثورة وجرته الفلول الي القتل ليبقى في منصبه حتى اشعلها حربا فاصبح تاجر أرواح ، يدفع يشعبه ثمنا للدعم السريع لشراء البقاء
فخيانة واحدة للثورة كانت هي اللعنة التي كلفته تاريخه وحاضره ومستقبله
ولو أكرم من قبل البرهان ضباط المؤسسة العسكرية أكثر من إكرامه لحميدتي وقواته التي تحولت لوحوش لحقق نصرا كبيرا وحسم معركته دون الحاجة الي إستنفار يرمي به المواطن فريسة لها.
وخيبة وخسارة حكومة بورتسودان التي يهرب منها الفلول الآن مثلما يُهرّب عبرها الذهب الذي تتصارع عليه الأفيال
تجار الحروب الذين جمعوا مليارات الدولارات من مال الشعب الذي قتلوه وشردوه
وقبلها خيبة روسيا التي عقد عليها عقار الأمل (البيش) وتحدثنا قبل ذهابه أن روسيا لن تبيع مصالحها مع 14 دولة لتمد يدها لتنتشل البرهان من بركة الضياع
وقبل تلك وتلك خيبة البراء الذي عاد بعد اطلاق سراحه المشروط ليعمل على ( إعادة ضبط المصنع) ويخرج في اول تصريح له بعد العودة انه سيدعم التفاوض إن إختاره الجيش ومن وقتها أخذ وضع ( الصامت) ووأد رغبته وحبه للايف !!
وخيبة اردول الذي يعلم ان التسريبات لم تخرج لفضحه لانه لايزيد في كفة الميزان السياسي عن (وقية) ولكنه يعلم ان جهاز امن الفلول يريد أن يضرب الكباشي لقتل نية قبول التفاوض وهي رسالة لتقدم انه من نسف الإطاري ولكن واهمه الجهة المسربة إن ظنت أن ذهاب الكباشي الي جدة سيغسل له عار التعدي على الثوار وجريمة فض الإعتصام ولكن ربما يحمل الكباشي الآن لقب (المُدرك) الذي يحدث نفسه بالتوقف هنا وهو خير من ( المُغيّب ) الذي لايريد أن يتوقف ولايرى نفسه أنه أخطأ
وخيبة الجنرال في بورتسودان الذي يتخلى عنه انصاره من القبائل هناك ولم تعد المدينة ملاذا آمنا له فكل الخطط التي كان يحبكها لهزيمة التحول الديمقراطي بعصاة جمع وتجمهر القبيلة لتحقيق مآربه وضرب الإطاري على ظهره لاحقته السياط لتحيق به وتضرب ظهره الآن والتلفزيون عندما حاصرته القبيلة لأنه لم يعد (التلفزيون القومي)
هذه خيبات الأمس التي تلتقي بخيبات اليوم
فنية تشكيل حكومة جديدة هي خطوة لتقنين الفساد وسرقة الذهب الصلة الواحدة التي لم تنقطع بين حميدتي والبرهان لكل واحد رجاله فمحمد عثمان بطل التسريبات هو رجل حميدتي الذي عاد للجيش وحسن البرهان شقيق البرهان وكلاهما تجمعهما مصلحة الذهب
ولأن الجهة التي تقف خلف التسريبات هي جهاز الامن والمخابرات فحاول بالأمس الجهاز في تسريب محمد عثمان الأخير أن يبرئ قادة الجهاز من قتل المتظاهرين وخلق الأزمات الإقتصادية وهزيمة الثورة ليقول
أن هذه الجرائم من فعل الجيش والدعم السريع فقط، وهذا يأتي بغرض محاولة الإفلات من العقاب ولكنه دون قصد يؤكد أن الحرب في نهاياتها
وأن لاخيار امام الجميع إلا طاولة الحوار فالوقت اصبح واحدا من عوامل التعرية التي ستجلب ألم اكبر وخسارة أعمق فقط في صفوف المواطنين.
طيف أخير:
#لا_للحرب
من لم يدفع ثمن التغير سيدفع ثمن عدم التغيير مقولة لندى القلعة بعد أن قرأت كتاب ( فن اللامبالاة)
( لو فهمت حاجة) قس عليها الخطاب العسكري هذه الأيام!!
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ  

مقالات مشابهة

  • الجنابي وأمين عام تقدم يبحثان تطورات المشهد السياسي
  • حميدتي يجند كوادر من الجيش النظامي وقوات الأمن السودانية وكتائب الظل وقوات الدفاع الشعبي
  • موقع أميركي: هل تتجه إسرائيل نحو حرب أهلية؟
  • خيبات !!
  • “أفريكا إنتجليجنس”: شخصيات رئيسية في نظام البشير موجودة في صفوف حميدتي
  • حميدتي فشل في الظهور ولا مرّة في تصوير حي داخل السودان
  • فرص السلام .. و جاهزية “تقدم”
  • الحراك الطلابي الأميركي وتداعياته على القضية الفلسطينية
  • صراع السلطة والحرب في السودان
  • غموض حول مصير لقاء البرهان و«حميدتي» في كامبالا