بسم الله الرحمن الرحيم
نريد أن نقول ونسرف في القول، ونطلب ونلح في الطلب، من السادة أقطاب الفضل الذين لا يداخلنا منهم ريب، أو يخامرنا تجاههم شك في مدى حنوهم وشفقتهم، أن تولي تلك الطائفة التي يعتقل لسانها من الخجل، ويقطعها الحياء عن الكلام، النزر القليل من الاهتمام، فكل شيء في حياتهم يستغرق كل شيء، ويستأثر بكل شيء، فالمشقة التي سلطت عليهم من كل ناحية، وأخذت عليهم كل سبيل، تفد عليهم كل يوم لتعبث بهم عبثاً لا حد له، وتعمق في حناياهم المكلومة مشاعر الضجر والقنوط من ليل يمر في وحشة، ونهار يكر في حسرة.
إن الأمر الذي أدعى إلى العجب، والأبلغ في الغرابة، رؤية هذه المشاهد في مركباتنا العامة التي تضرم النفس، وتصلي الضلوع، وتستوقد الصدر، فذاك المحصل أو «الكمساري» الذي لا يندى له جبين، ولا تغض طرفه المخازي، لا يتكلف الحيل والأعذار في أخذ الأجرة كاملة غير منقوصة من فئات لا خروج فيها على نظام، ولا مخالفة فيها لقانون، إذا انتُهكت كرامتهم، وأهدرت حقوقهم في رابعة النهار، فحكومتنا المشبل التي تصطنع الأناة في توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تحرص على تعميق الصلات بينها وبين من عصفت بهم أنواء الحياة الحديثة التي لا تأبه لعاداتنا الموروثة، وتقاليدنا المغروسة، التي أخشى أن يكون قد انقضى عهدها، وعفت آثارها، نعم لم تصر هذه الحكومة التي تقيم في كل يوم أدلة قاطعة جازمة على عجزها البين في مراقبة ما تصدره من قرارات، وما تسنه من تشريعات، على أن تزيح عن هذه المهج المترعة بالأسى والحزن أعباء أمل سامٍ عريض، فهذه الناجمة التي واهم من ظنّ أن أياديها خالية مما ينفع الناس، ويعمر الكون، ويجلب الخير لهذا البلد الذي أتمنى أن يؤخذ فيه الناس بالحسنى، وتنجلي عن كواهلهم اللاغبة غمرة الوصب والعناء، تريد هذه الثلة بلا شك أن تعيش وادعة مطمئنة وأن تخلو حياتها من مظاهر الذلة والانكسار، فالألم المضني الذي تعجز أيديهم عن دفعه أو تغييره، لا يمنعهم أن يخصبوا أرض الوطن بالنماء وليس في زعمي هذا شبهة من مبالغة أو إغراق، كل ما يجب علينا فعله أن نهرع إليهم، ونستمع منهم، ونمهد لهم أن يشقوا طريق العلا والمجد بلا ريث أو إبطاء، لا أن نثبط هممهم الماضية، وعزائمهم الهادرة، على حكومتنا ألا تسرف في خداعنا وتضليلنا، فقد سئمنا من تلك الأهزوجة التي تشنف بها مسامعنا غداة كل يوم، ورواح كل أمسية، نريد من سادتنا أن يجتثوا سياسة الأحاديث الجوفاء من أصلها، فهي تردد دائماً أنها لا تدخر وسعاً في مد يد العون لذوي الاحتياجات الخاصة، رغم أننا لم نرَ بعد دواوين الحكومة ومرافقها قد اكتظت بجموع المعوقين، لم نبصر أيها الأكارم دهاليز الجامعات قد امتلأت بحشود المكفوفين، كيف لنا أن نسير في طريق الرقي والتطور ونحن نضفي على هذه الشرائح مظاهر الإهمال والإغضاء، هذه الجماعات التي يجب أن نعزها ونخصها بالنعمة والاحتفاء، أسبغنا عليها ثوب الكدر ضافياً فضفاضاً، حينما جال في خاطرنا أن الشعب برمته يمكنه أن يرتاد قاعات الدرس ودورات المياه.
nagar_88@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وفد شبابي من ذوى الهمم يزور معابد فيله بأسوان
استقبلت معابد فيله بأسوان وفد شبابى من ذوى الهمم ضمن فعاليات البرنامج السياحى بمحافظة أسوان، والذى يأتى فى إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، بهدف دعم دمج وتمكين أصحاب الهمم وتعزيز وعيهم الثقافى والحضارى.
رافق الوفد خلال الزيارة، الدكتور لؤى سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان والذى أكد أن الجامعة تعمل على تنفيذ أهداف المبادرة من خلال برامج توعية لإعادة التأهيل والتدريب ودمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى المجتمع، مشيرًا إلى مدى أهمية هذه الزيارات فى تعزيز الانتماء الوطنى وربط الشباب بتراثهم العريق.
معابد فيلهوأعرب أعضاء الوفد، عن بالغ شكرهم وتقديرهم للدكتور لؤى سعد الدين نصرت رئيس جامعة أسوان ،على حفاوة الاستقبال والدعم اللوجستى المقدم، مشيدين بدور الجامعة فى تنظيم هذه الرحلة، وتوفير وسائل النقل والتيسيرات اللازمة لضمان نجاح البرنامج.
كما وجّهوا الشكر لكل من ساهم فى إنجاح هذه الزيارة، وعلى رأسهم إدارة متحف النيل، هيئة السد العالى، والقائمين على معبد فيلة، مؤكدين أن التجربة كانت ملهمة، ومحفزًا قويًا للمزيد من العطاء والانخراط فى المجتمع فى ظل الجمهورية الجديدة.
تفقد الدكتور محمد عبد الهادى مدير فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية مستشفى أسوان التخصصي، لمتابعة سير العمل بالمستشفى والاطمئنان على مستوى جودة الرعاية الصحية المقدمة للمنتفعين.
وتضمنت الجولة المرور على غرفة الشبكة الوطنية لإدارة الأزمات والطوارئ ، حيث اطمأن على مدى جاهزيتها، وآلية الربط والتنسيق مع الجهات المعنية، وسرعة الاستجابة والتعامل مع البلاغات الطارئة، بما يضمن التكامل الفعّال فى منظومة الطوارئ.
كما تفقد سير العمل بقسم الطوارئ داخل المستشفى، واطلع على جاهزية الفرق الطبية من أطباء وتمريض لتقديم الخدمة على مدار الساعة.
وتأتى هذه الجولات الميدانية فى إطار حرص الهيئة العامة للرعاية الصحية على المتابعة المستمرة لمستوى الخدمات، وتعزيز جاهزية المنشآت الطبية لتلبية احتياجات المنتفعين ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، بما يدعم رؤية الهيئة نحو توفير رعاية صحية مستدامة بمحافظة أسوان.