لوبس: الحرب في غزة تفاقم الانقسامات الاجتماعية والسياسية بإسرائيل
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
قالت مجلة لوبس الفرنسية إن وحدة الإسرائيليين بشأن الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتضامن مع المحتجزين لديها في قطاع غزة لم يدوما طويلا، لتظهر بعد 12 أسبوعا من الحرب تصدعات في الإجماع الوطني حول الحرب، وشكوك بشأن إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للصراع، حسب رأي جاك بندلاك الباحث في العلوم الاجتماعية بالقدس.
وإذا كان هجوم حماس 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد وحد الإسرائيليين المنقسمين وقتها بشكل حاد حول الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومة نتنياهو فإن استمرار الصراع -حسب رأي الكاتب في مقاله للمجلة- وطول أمده أحيى الشكوك لدى الرأي العام الإسرائيلي في إدارة الحرب وأزمة المحتجزين.
وقد أعاد ذلك -وفقا للكاتب- الانقسامات بكل قوتها، وبشكل رئيسي بين الأغنياء والفقراء، وبين اليمين واليسار، وبين الداعين لإقامة إسرائيل الكبرى ومؤيدي حل الدولتين.
الأغنياء والفقراء
ويرى الكاتب أن الحرب لم تؤثر على جميع الإسرائيليين بقدر متساو، فقد ضربت جنوب إسرائيل بشدة، إذ ترتفع نسبة الفقر -حسب تقرير الفقر في إسرائيل لعام 2022- إلى 25% في المنطقة الجنوبية مقابل 15% في المنطقة الوسطى، خاصة بين بدو النقب والعديد من اليهود السفارديم في بئر السبع وسديروت ونتيفوت.
ووفقا لمسح أجرته مؤخرا منظمة "لاتيت" الإسرائيلية غير الحكومية -التي تحارب الفقر وانعدام الأمن الغذائي في إسرائيل- فإن دخل السكان انخفض 19.7% منذ بداية الحرب.
ويخشى 45.5% من الإسرائيليين من الوقوع في انعدام الأمن الاقتصادي الكبير، خاصة أن التعويض الجزئي والبطيء للغاية من الدولة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الفجوات الاجتماعية الصارخة وعدم المساواة داخل المجتمع الإسرائيلي.
يمين ويسار
من جهة أخرى، أعادت الحرب إشعال الانقسام بين اليمين واليسار في إسرائيل، بحيث ترتفع نسبة اليمين عندما يرى الإسرائيليون أن حربا ما تشكل تهديدا وجوديا لدولتهم.
وبسرعة كبيرة، تحولت مظاهرات التضامن مع المحتجزين في غزة إلى مواجهة بين مؤيدي نتنياهو ومعارضيه، إذ يطالب الفريق الأول باتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين، في حين يؤيد الفريق الآخر الحرب مهما كلف الثمن حتى القضاء على حماس.
وينتقد العديد من الإسرائيليين نتنياهو لعدم تحمله المسؤولية عن اندلاع صراع كان يعلم خطورته الوشيكة، ورفضه مناقشة سيناريو إنهاء الحرب ومستقبل قطاع غزة، مما يفقده مصداقيته حتى في معسكره السياسي، وبالتالي لم يعد اليسار الإسرائيلي وحده هو الذي يطالب برحيله.
إسرائيل الكبرى أم دولتان؟
وإذا كانت الحرب قد أشعلت النقاش في إسرائيل بشأن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فإن الحكومة لا تريد الحديث عن مستقبل الأراضي الفلسطينية، خاصة أن نتنياهو بعد تشكيل حكومته الائتلافية في الحالية أصبح أسيرا لليمين الصهيوني والديني المتطرف الذي يؤيد قادته بدون شرط "إسرائيل الكبرى" التي تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه استطلاعات الرأي الأخيرة انهيار شعبيته يدرك نتنياهو أن نهاية الحرب في غزة ستكون نهاية مسيرته السياسية، وهو لذلك يستبعد حل الدولتين إرضاء لحلفائه اليمينيين المتطرفين الذين يعتمد عليهم ائتلافه الحكومي حتى لا يفقد السلطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يلتقي مبعوث ترامب لشئون الأسرى
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، عن لقاء جمعه بمبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الأسرى آدم بويلر.
وأوضح مكتب نتنياهو، أن اللقاء ضمن زيارة خاصة قام بها بويلر إلى إسرائيل، بحسب ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية.
وفي نفس السياق، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه يحاول بكل قوة المساعدة في استعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية وإنه يعمل على وقف الحرب في غزة، وفق ما ذكرت صحف عبرية.
وأردف ترامب: "نحاول وقف الحرب الرهيبة التي تدور في أوكرانيا مع روسيا وما يحدث هناك أسوأ بكثير مما يروى من كلا الجانبين".
وقال ترامب في مؤتمر صحفي: "هناك نور يضيء العالم. نحن نحاول المساعدة بقوة في استعادة الرهائن، كما تعلمون".
وأضاف أنه إذا لم يعد الرهائن إلى منازلهم بحلول يوم تنصيبه في العشرين من يناير:"فإن الجحيم سوف ينشب"، مكررا تحذيرا أطلقه في وقت سابق من هذا الشهر.
أكد ترامب أنه أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال إن المحادثة كانت جيدة لكنه لم يدخل في التفاصيل.