العالم على موعد مع 4 خسوفات وكسوفات في 2024..ومصر والمنطقة العربية ترى واحدا منها
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
يستعد المتخصصون وهواة الفلك في العالم خلال العام الميلادي الحالي 2024 في رصد ومتابعة أربعة كسوفات وخسوفات شمسية وقمرية، ترى مصر والمنطقة العربية واحدا منها، علما بأن الكسوف الشمسي لا يحدث إلا إذا كان القمر محاقا، فيما يقع خسوف القمر بأنواعه عندما يكون القمر بدرا.
وقال الدكتور ياسر عبدالهادي الاستاذ بمعمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن خسوف القمر الاول في العام الحالي سيحدث يوم الاثنين الموافق 25 مارس القادم وهو من النوع "شبه ظلي"، ولن يرى في مصر والمنطقة العربية، ويتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر رمضان للعام الهجري الحالي 1445.
وأضاف أنه في هذا الخسوف سيغطي شبه ظل الأرض 6ر95% تقريبا من قرص القمر، وتستغرق جميع مراحله منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها 4 ساعات و39 دقيقة تقريبا.
وأوضح أن هذا الخسوف لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ويمكن رؤيته من خلال التليسكوبات في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوث الخسوف ومنها جزء كبير من قارة اوروبا، شمال/شرق قارة آسيا، جزء كبير من استراليا، أمريكا الشمالية والجنوبية، جزء كبير من قارة أفريقيا، المحيط الاطلسي المحيط الهادي، والقارتين القطبية الشمالية والجنوبية.
وأشار إلى أن كسوف الشمس الأول في عام 2024 سيحدث يوم 8 ابريل القادم ،وهو من النوع الكلي ولن يرى في مصر والمنطقة العربية أيضا ،ويتفق توقيت وسطه مع اقتران شهر شوال للعام الهجري الحالي.
ولفت الى ان الكسوف الكلي سيستغرق منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها خمس ساعات و 10 دقائق تقريبا، وعند ذروة الكسوف الكلي سيغطي قرص القمر حوالي 7ر105 % من كامل قرص الشمس، ويغطي الكسوف مساحة عرضها 5ر 197 كم وسوف يستغرق مدة قدرها 4 دقائق و28 ثانية.
ومن جانبه، قال المهندس ماجد ابوزاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة إن الخسوف الثاني للقمر في عام 2024 سيحدث يوم الأربعاء الموافق 18 سبتمبر ،وهو من النوع الجزئي وسيمكن رؤيته في سماء مصر والسعودية والوطن العربي ، وخلال هذا الخسوف سيكون 8% من قرص القمر فقط في داخل ظل الأرض عن الذروة العظمى للخسوف حيث ترصد ظلمة واضحة في قرص القمر.
واضاف أن خسوف القمر الجزئي سيستمر ساعة و 3 دقائق وسيكون مرئيا كذلك في معظم أنحاء أمريكا الشمالية والمكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية والمحيط الأطلسي ومعظم أوروبا وأفريقيا.
ونوه رئيس الجمعية الفلكية الى أن كسوف الشمس الثاني والأخير في العام الحالي سيحدث يوم الأربعاء الموافق 2 أكتوبر القادم وهو من النوع الحلقي غير مشاهد في مصر و السعودية، حيث يستعد القاطنون في النصف الغربي من الكرة الأرضية لرصد هذا الكسوف حيث سيعبر مسار الكسوف الحلقي في الغالب المحيط الهادئ، مما يحد من الرؤية من اليابسة إلى مواقع قليلة.
واوضح ان رصد هذا الكسوف ستتم في جزيرة "إيستر" بشيلي ،وسيشهد السكان هناك كسوف في شكله الحلقي لمدة 6 دقائق و23 ثانية، وهي الذروة العظمى من الكسوف حيث يكون القمر أمام قرص الشمس، تاركا حلقة من ضوء الشمس حول حافته.
ولفت الى ان ظاهرة الكسوف الحلقي تحدث عندما يكون القمر أبعد عن الأرض منه أثناء كسوف الشمس الكلي وبالتالي يبدو أصغر حجما في السماء وسيشاهد الكسوف بعد ذلك في أجزاء من جنوب شيلي ويتحرك بسرعة فوق جبال الأنديز إلى الأرجنتين وفي الوقت نفسه سيكون الكسوف الجزئي للشمس مرئيا لملايين الراصدين في معظم أنحاء جنوب أمريكا الجنوبية.
وعن ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر، اوضح الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكيةوالجيوفيزيقية أنه يمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسى والخسوف القمرى للتـأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث أن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
وقال إن كسوف الشمس هو وقوع ظل القمر على الأرض ويحدث نهارا، وأن خسوف القمر هو وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلا.
وأضاف أن كسوف الشمس (سواء كلي أو جزئي أو حلقي) لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقا، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض (ليسقط ظل القمر على الأرض)، وخسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليسقط ظل الأرض على القمر).
وتابع " بناء على ذلك فإن كسوف الشمس وخسوف القمر تكون الفترة بينهما دائما حوالي أسبوعين، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: کسوف الشمس یکون القمر خسوف القمر قرص القمر سیحدث یوم ظل الأرض
إقرأ أيضاً:
متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
لم تكن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلية بدعم غربي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 حربا عادية، ومتى كانت الحروب حدثا عاديا رغم تحولها إلى الأصل في حياة البشر ولحظات السلام والسلم هي الاستثناء، لكن استثنائية هذه الحرب تنطلق من موقف المجتمع الدولي منها، من حجم وحشيتها، ومن موقفهم جميعا من «الإبادة الجماعية» التي أخذت بعدا دلاليا عاديا لم يعد «مخيفا» أو يستدعي ثورة إنسانية لكرامة الإنسان وما وصل له من مستوى من التحضر والتمدن.
وإذا كان بابا الفاتيكان فرنسيس قد رأى في مقتل سبعة أخوة في غارة إسرائيلية قسوة مست قلبه عندما قال «أمس، تعرّض أطفال للقصف. هذه قسوة وليست حرباً. أريد أن أقول هذا لأنّه يمس قلبي». وفي الحقيقة فإن الحرب -أي حرب- أكثر فظاعة من أي مستوى من مستويات القسوة؛ لأن دلالتها مهما كانت لا تستطيع توصيف نقل حقيقة ما يحدث في غزة، فما بالك إذا كانت الحرب حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وما بالك إذا كانت هذه الحرب صهيونية/ إيديولوجية ضد مدنيين عُزّل وأطفال لا حول لهم ولا قوة.. رغم ذلك فإن «المجتمع الدولي» لم تمس كل هذه الفظائع قلبه ولم يشعر أن فيها «قسوة».. وهنا تكمن المشكلة، وهذه المشكلة ليست في الحرب نفسها ولا في جرائم الصهيونية فيها ولكن في موقف العالم منها، أو بشكل أكثر دقة وأكثر تحديدا في إنسانية العالم التي لم تُخدش، أو حتى تشعر أنها قد تُخدش رغم أكثر من 45 ألف «قتيل»، ونقول «قتيل» على أمل أن تصل دلالة الكلمة إلى الضمير العالمي وتفهم إذا كان ثمة حاجز دلالية أيديولوجي أمام فهم أو الشعور بدلالة كلمة «شهيد». ورغم أن العدد الحقيقي «للقتلى» أكبر من هذا بكثير نظرا لوجود عشرات الآلاف من المفقودين من بداية الحرب وهم قطعا تحت الأنقاض فإن هذه العدد من «القتلى» كاف حتى يستيقظ ضمير العالم ويشعر بحجم «القسوة» ويقف بشكل حازم أمام مجازر الصهيونية في قطاع غزة وفي عموم فلسطين وفي لبنان وسوريا واليمن.. ولا نتصور أن الصدمة الكافية لصحوة الضمير الإنساني تحتاج إلى أن يتجاوز عدد القتلى حاجز المليون.. وإن كان الأمر كذلك فمن يستطيع الجزم أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة هم أحياء بالمعنى المفهوم للحياة في الوقت الحالي! كيف يكون حيا بالمعنى المجرد للكلمة في سياق اللحظة الحالية من لا يجد قطرة ماء ليشرب بالمعنى الحرفي للكلمة، ومن لا يأمن على حياته وحياة أطفاله لدقيقة واحدة، ومن يشعر أن العالم بكل تراكماته الإنسانية قد خذله ولا ينظر له باعتباره إنسانا له كرامة وحقوق!
المشكلة الكبرى الآن تتجاوز «إبادة» الإنسان، رغم جوهريته وقدسيته في كل الشرائع، ولكنها لم تمعنا النظر فيها تتجاوز ذلك بكثير.. ما يحدث في المنطقة يتجاوز القدرة على استيعابه؛ فالعرب مأخوذون، على الأرجح، بتطورات اللحظة وتحولاتها وإلا فإن الجانب الآخر المتمثل في دولة الاحتلال وفي عموم الغرب وفي دول عالمية أخرى شديد الوضوح.. إن الصهيونية تعيد رسم خارطة المنطقة «الشرق الأوسط الجديد» وتعيد احتلالها والسيطرة عليها بشكل مروع، ما يجعل المنطقة تودع عام 2024 بألم يفوق ألم «نكسة» 1967 لو كانوا يعلمون. وعندما يتلاشى هذا الدخان الكثيف فوق المنطقة، ربما حينها، نستطيع استيعاب حجم ما خسرنا، ولن تستطيع حينها دلالة كلمة «نكسة» أو حتى «نكبة» توضيح ما حدث، دع عنك أنها تستطيع ربطنا بالأمل في عبور قادم يعيد ما فقدنا.. أو يقنع العالم أن ما يحدث في غزة لا يخلو من «قسوة» تمس قلب الإنسانية.