معلومات استخباراتية أميركية تكشف سبب حملة التطهير في الجيش الصيني
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
كشفت الاستخبارات الأميركية أن عملية التطهير العسكري الشاملة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ سببها الفساد المستشري الذي قوض جهوده لتحديث القوات المسلحة، وأثار تساؤلات حول قدرة الصين على خوض الحروب، بحسب ما ذكرته شبكة “بلومبرغ”.
ونقلت الشبكة عن مصادر طلبت عدم ذكر اسمها، أن الفساد داخل قوة الصواريخ الصينية وفي قاعدة الصناعة الدفاعية الوطنية واسع النطاق، لدرجة أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن “شي” تراجع عن القيام بعمل عسكري كبير في السنوات المقبلة.
واستشهدت التقييمات الأميركية بعدة أمثلة على تأثير الكسب غير المشروع، بما في ذلك الصواريخ المملوءة بالماء بدلاً من الوقود والحقول الشاسعة لصوامع الصواريخ في غرب الصين ذات الأغطية التي لا تعمل بطريقة تسمح بإطلاقها بشكل فعال.
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة ترى أن الفساد داخل الجيش الصيني أدى إلى تآكل الثقة في قدراته الشاملة، خاصة فيما يتعلق بالقوة الصاروخية، وأبطأ بعض أولويات الرئيس شي لتحديثه.
وطالت تحقيقات الفساد أكثر من عشرة من كبار مسؤولي الدفاع على مدى الأشهر الستة الماضية، وقد تكون هذه أكبر حملة لتطهير في الجيش الصيني في التاريخ الحديث.
وفي الوقت نفسه، ترى الولايات المتحدة أن شي لم يضعف بسبب حملة التطهير الآخذة في الاتساع، بحسب المصادر التي ذكرت كذلك أن إطاحته بشخصيات بارزة – بما في ذلك بعض الذين تمت ترقيتهم تحت إشرافه – تظهر أن قبضته على الحزب الشيوعي لا تزال ثابتة وأنه جاد في تحسين الانضباط، والقضاء على الفساد، وفي نهاية المطاف إعداد الجيش الصيني للقتال على المدى الطويل.
لم يعلق المتحدثون باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض على الفور. وعندما سُئل المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل مارتن ماينرز، عن المعلومات الاستخباراتية الأميركية، قال إن “التقرير السنوي لوزارة الدفاع عن الصين يناقش جهود شي لتعزيز وتسريع تحقيقات مكافحة الفساد في جيش التحرير الشعبي من دون تقديم المزيد من التفاصيل”.
وخصص شي مليارات الدولارات لتحقيق هدفه المتمثل في تحويل الجيش إلى قوة حديثة بحلول عام 2027، وكان من أهم أهدافه ترقية القوة الصاروخية، التي من شأنها أن تلعب دوراً محورياً في أي غزو لتايوان.
وفي تحذير محتمل لبكين، تعرقلت جهود الحرب الروسية في أوكرانيا علناً بسبب الفساد، وهي المشكلة التي وصفها باحثو جيش التحرير الشعبي منذ عام 2014 بأنها “القاتل رقم واحد الذي يضعف قدرة الجيش على القتال”.
في الجولة الأخيرة يوم 29 ديسمبر، عزلت أعلى هيئة تشريعية في الصين تسع شخصيات دفاعية، من بينهم خمسة مرتبطين بالقوة الصاروخية واثنان على الأقل من إدارة تطوير المعدات، المسؤولة عن تسليح الجيش.
وقبل ذلك بأيام، أقالت الهيئة الاستشارية السياسية الرئيسية في الصين، ثلاثة مديرين تنفيذيين من شركات تصنيع الصواريخ المملوكة للدولة. هذه الموجة من عمليات التطهير جاءت بعد الإطاحة بوزير الدفاع الصيني السابق لي شانغ فو، الذي بقي في منصبه لمدة سبعة أشهر فقط.
هذه ليست سوى الإقالات التي أعلنتها بكين، ولا يعلن الجيش الصيني عن تحقيقاته في الفساد، وأفادت وكالة الأنباء الصينية Caixin أنه تمت إقالة لواء آخر من قوة الصواريخ بهدوء من المجلس التشريعي لبلدية بكين في نوفمبر.
ظهرت إشارات سعي شي للقضاء على الفساد في القوات المسلحة لأول مرة في يوليو، عندما أعلنت أعلى هيئة عسكرية في الصين عن آلية جديدة لكشف مخاطر الفساد ومنعها، وبعد أيام، أطلقت إدارة تطوير المعدات تحقيقاً في الفساد بأثر رجعي تزامن مع فترة ولاية لي كرئيس لها.
وفي خطوة نادرة، كشفت الإدارة عن ثماني قضايا كانت تحقق فيها، وبعد فترة وجيزة أفادت تقارير بأنه جرى التحقيق مع ثلاثة من كبار قادة القوة الصاروخية وإقالتهم.
وتعهدت الصحيفة الرسمية للجيش الصيني في افتتاحية الأول من يناير بشن “حرب على الفساد” هذا العام، في إشارة إلى احتمال حدوث المزيد من عمليات التطهير.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الجیش الصینی
إقرأ أيضاً:
بعد الفوز بالأوسكار.. صناع لا أرض أخرى يدعون لوقف التطهير العرقي بفلسطين
دعا صناع الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" إلى وضع حد لعمليات التطهير العرقي التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية.
جاءت هذه الدعوة عقب فوز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل، حيث صعد مخرجوه: باسل عدرا، ويوفال أبراهام، وحمدان بلال، وراشيل سزور، إلى المسرح لتسلّم الجائزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جوائز أوسكار الـ97.. "أنورا" الفائز الأكبر وخيبة أمل لـ"إيميليا بيريز"list 2 of 2هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟end of listوفي كلمته، قال الصحفي والناشط الفلسطيني باسل عدرا "نطالب العالم باتخاذ خطوات جادة لإنهاء الظلم والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف "قبل نحو شهرين، أصبحت أبًا، وأتمنى أن لا تضطر ابنتي إلى خوض المعاناة التي أعيشها اليوم. الفيلم يجسد الواقع القاسي الذي نتحمله منذ عقود، وما زلنا نقاوم".
من جهته، قال الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام "صنعنا هذا الفيلم، فلسطينيين وإسرائيليين معًا، لأن أصواتنا أقوى عندما تتحد. نشهد الدمار الذي تتعرض له غزة وشعبها، وهذا يجب أن يتوقف".
وأشار إلى باسل عدرا باعتباره "شقيقه"، لكنه أعرب عن أسفه لعدم تمتعهما بالمساواة، موضحًا "نحن نعيش في نظام يمنحني الحرية بموجب القانون المدني، بينما يخضع باسل لقوانين عسكرية تدمر حياته".
ودعا أبراهام إلى إنهاء العنف المستمر في الشرق الأوسط منذ عقود، والذي تفاقم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والرد الإسرائيلي العنيف على غزة. كما ناشد العالم تبنّي "مسار مختلف" يرتكز على حل سياسي عادل، لا يفرض فيه أي طرف سيطرته على الآخر، ويضمن لكل من الشعبين مكانه المستحق.
إعلانكما انتقد الحكومة الأميركية، متهما سياستها الخارجية بعرقلة هذا المسار.
ويتناول الفيلم الوثائقي قصة أسرة فلسطينية هجّرتها الحكومة الإسرائيلية من منزلها في قرية مسافر يطا بالضفة الغربية المحتلة. ورغم نجاحه، لم يحصل الفيلم على توزيع سينمائي في الولايات المتحدة، وهو ما أرجعه صُنّاعه إلى الحساسيات السياسية المحيطة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.
يمتد "لا أرض أخرى"، البالغ مدته 95 دقيقة، كحصيلة عمل استمر سنوات، حيث جمع بين المحامي والصحفي الفلسطيني باسل عدرا، والمصور والمزارع الفلسطيني حمدان بلال، إلى جانب الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي يوفال أبراهام، والمصورة السينمائية الإسرائيلية راشيل سزور. شارك الأربعة في التصوير والإخراج والمونتاج، كما ظهر معظمهم في الفيلم، مع تميز حضور باسل ويوفال اللذين تجمعهما صداقة قديمة. ومع ذلك، يعكس الفيلم أيضًا لحظات من التناقض والاختلاف بينهما، نتيجة تباين مواقفهما في واقع يمنح حرية مطلقة لأحدهما بينما يقمع الآخر.
تم تصوير الفيلم قبل أحداث "طوفان الأقصى"، لكنه بدا كأنه شهادة حية على سياسة الهدم والتهجير القسري التي تصاعدت حدّتها منذ ذلك الحين. يركز الفيلم بشكل أساسي على عمليات الهدم التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد منازل الفلسطينيين في قرى "مسافر يطا" الواقعة جنوب الضفة الغربية بالقرب من الخليل. وقد تعرضت هذه القرى على مدى سنوات لحملات قمع وهدم ممنهجة، بهدف إخلائها من سكانها الفلسطينيين وتحويلها إلى منطقة تدريب عسكري، مما يمهد للاستيلاء عليها لمصلحة مشاريع استيطانية جديدة.