وزير الثقافة الفلسطيني: الإرادة المصرية الأردنية عرقلت مخطط التهجير القسري لقطاع غزة
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
أشاد وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبوسيف، بالموقف المصري إزاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ اليوم الأول، مؤكدا أن الموقف المصري والأردني مقدر لدى الشعب الفلسطيني الصامد والرافض لمخطط التهجير القسري لسكان القطاع.
حزب الله يقصف المستعمرات الإسرائيلية بالصواريخ رداً على اغتيال «العارورى» حركة فتح: الفصائل الفلسطينية لديها رؤية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزةوقال أبوسيف بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان- إن مصر لعبت دورا محوريا في التصدي للمخطط الإسرائيلي الذي كان يستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري أو التطوعي لسكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن إعلان مصر والأردن الرفض القاطع لهذه المحاولات الإسرائيلية التهجيرية أفشل هذا المخطط.
وأضاف أن العنصر الحاسم في منع التهجير القسري لسكان غزة هو الموقف المصري والأردني، بالإضافة إلى صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مؤكدا أن مصر لها دور ريادي إزاء القضية الفلسطينية والحفاظ عليها ومنع تصفيتها وكذلك الأردن.
ونوه وزير الثقافة، إلى أن جموع الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية يقدر الموقف المصري والأردني إزاء رفض التهجير ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدا أن موقف مصر تاريخي من القضية الفلسطينية ويسعى إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن رغم كل المحاولات الإسرائيلية وكذلك الدول الغربية المساندة لهذه الحرب، في الترويج الآن لما يعرف بالتهجير التطوعي الذي يستهدف جذب الفلسطينيين للهجرة بأوروبا وترك أراضيهم، إلا أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم ولن يخرجوا منها.
ولفت أبوسيف إلى أن مصر والأردن استطاعا أن يكشفا زيف الرواية الإسرائيلية بشأن الحرب على قطاع غزة بكونها حرب إبادة تسعى إلى تصفية الشعب الفلسطيني وقضيته، مشيدا بالجهود التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في هذا الشأن.
وتابع أن التنسيق الدائم والمستمر بين القيادة الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس والقيادة المصرية والأردنية ساهم في إفشال المخطط الإسرائيلي، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني موحد ضد الحرب على قطاع غزة، ولن يسمح بتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.
وأكد وزير الثقافة الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لطمس الهوية الفلسطينية ومحوها من الذاكرة، وذلك من خلال استهدافه متحف رفح، الذي يحتوي على 320 قطعة تراثية، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال دمرت أكثر من 70% من مباني غزة، حيث لا توجد مدارس مجهزة لاستكمال العام الدراسي لطلاب غزة، مؤكدا أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، بعد أن تم استهداف وحشي لكافة المؤسسات الثقافية داخل القطاع، بالإضافة إلى استهداف العنصر البشري الثقافي خلال الحرب.
وشدد على أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي ثقافية بالأساس، منوها بأن الفلسطينيين مازالوا حتى اليوم يسمون أسماء مخيماتهم بأسماء أحيائهم القديمة؛ حفاظا على الهوية وتذكيرا للأجيال القادمة بما جرى قبل سنوات وهذا أسلوب حياة لدى الشعب الفلسطيني للحفاظ على هويته التاريخية والثقافية.
وكشف وزير الثقافة الفلسطيني، عن أن الآثار الفلسطينية دمرت من قبل الاحتلال كهدف أول، حيث ضربوا المساجد الأثرية والنادي الأرثوذوكسي، موضحا أنهم استهدفوا مسجد السيد هاشم الذي يعتبر من أقدم مساجد غزة، والمسجد العمري الكبير وغيرها من المساجد الأثرية والكنائس.
وحول محاولات البعض التقليل من الدور المصري والأردني.. أوضح وزير الثقافة الفلسطيني، أن الجميع يعلم الموقف المصري والأردني التاريخي بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذه المحاولات تخرج من منابر الاحتلال ذاته وكذلك من يدور في فلكه، والشارع الفلسطيني والشارع الثقافي يقدر الدور المحوري للقاهرة وعمان إزاء الحرب على غزة ومن اليوم الأول.
وبشأن إنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة.. قال أبوسيف إنه رغم الجهود المصرية في هذا الشأن وإدخال المساعدات عبر معبر رفح إلا أن ما يحتاجه القطاع أكثر بكثير من ذلك، مشيدا بدور مصر الذي ساهم في إنفاذ المزيد من المساعدات لأهلنا في القطاع في ظل التعنت الإسرائيلي والصمت الدولي.
وأعرب الوزير الفلسطيني، عن أسفه للصمت الدولي إزاء ما يحدث في غزة من حرب إبادة وقتل جماعي، مؤكدا أن الأمر ليس فقط إدخال مساعدات للفلسطينيين، وإنما يتطلب موقفا دوليا رافضا للتهجير القسري ووقف العدوان فورا الذي يستهدف المدنيين في القطاع.
وحول زيارته لمصر ثم الأردن.. أوضح وزير الثقافة الفلسطيني، أنه كان موجودا وعالقا في قطاع غزة منذ بداية الحرب، وحينما خرج من القطاع يعمل على نقل الحقائق التي تدور في غزة عبر الإعلام المصري والأردني في إطار توضيح الحقائق التي تحاول إسرائيل تزيفها للعالم، مؤكدا أن الوضع في غزة كارثي بمعنى الكلمة.
وشدد على ضرورة أن يتحرك وزراء الثقافة العرب من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الثقافة والتاريخ والتراث الفلسطيني المستهدف من قبل الاحتلال، مشيرا إلى أنه سيعمل على التواصل مع نظرائهم العرب من أجل تقديم شكوى ضد الاحتلال، الذي يدمر كل تاريخ وثقافة وتراث الشعب الفلسطيني، الذي هو جزء من التراث العالمي.
كما أعرب عن أسفه لصمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عما يحدث من تدمير للتاريخ البشري والإنساني العالمي في قطاع غزة، مشددا على ضرورة أن تتحرك المنظمة باعتبارها المسئول الأول عن التراث والتاريخ والثقافة العالمية لإنقاذ ما يدمر في غزة.
وكشف وزير الثقافة الفلسطيني، عن أن السلطة الفلسطينية تسعى حاليا ومن خلال وزرائها ومندوبها في كافة المحافل الدولية لتوضيح ما حدث من دمار وخراب في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن العالم الصامت إزاء هذه الانتهاكات عليه فورا أن يتحرك ويوقف هذه الجريمة الإنسانية ويحاسب من ارتكبها.
وحول حديث البعض عن مستقبل غزة ما بعد الحرب.. أشاد وزير الثقافة الفلسطيني بالموقف المصري والأردني الذي يرفض أن يتحدث أحد عن مستقبل غزة ما بعد الحرب إلا الفلسطينيين أنفسهم والتأكيد على أن صاحب الشأن هو من يتحدث فقط، معربا عن استغرابه من تصريحات أمريكا والغرب عن مستقبل غزة بعد الحرب وكأنهم أهم أصحاب القضية، وهذا لن يقبله الشعب الفلسطيني والعربي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الثقافة الفلسطيني الحرب الاسرائيلية قطاع غزة الموقف المصري الشعب الفلسطيني مخطط التهجير القسري وزیر الثقافة الفلسطینی القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی التهجیر القسری على قطاع غزة مؤکدا أن غزة من إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تأييد من الائتلاف الحاكم.. إسرائيل تتجه نحو إدارة عسكرية لقطاع غزة
تسعى إسرائيل، وسط تحركات سريعة ودعم من الائتلاف الحاكم، إلى فرض إدارة عسكرية على قطاع غزة، في خطوات تعكس تصعيدا على الأرض دون اتخاذ قرار سياسي رسمي، مما قد يترتب عليه تداعيات قانونية خطيرة، وفقا لما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوات تأتي في ظل خطط من قبل العديد من المستوطنين للإقامة في شمال القطاع، حيث يعتبرون هذه المرحلة "فرصة تاريخية لا تتكرر".
وأفادت تقارير في وقت سابق بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية بدأت بتوسيع سيطرتها على مسارات داخل قطاع غزة، وتعمل على إقامة نقاط عسكرية دائمة بمثابة "بؤر استيطانية عسكرية".
كما باشرت وزارة الدفاع التعاون مع شركات خاصة للإشراف على تقديم المساعدات الإنسانية، تحت رقابة إسرائيلية مباشرة. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على غزة، بما يتوافق مع توجهات وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الداعمين لإقامة إدارة عسكرية في القطاع.
ووفقا لمصادر أمنية تحدثت إلى يديعوت أحرونوت، فإن التحركات على الأرض تأخذ زخما في ظل عاملين جديدين، الأول يتمثل بتعيين وزير الدفاع الجديد، إسرائيل كاتس، بدلا من، يوآف غالانت، والثاني انتخاب، دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، حيث يُنظر إلى كاتس على أنه أقل تحفظا تجاه هذه الخطط مقارنة بسلفه غالانت.
وتثير التحركات الإسرائيلية تساؤلات قانونية معقدة تتعلق بالمسؤولية تجاه حوالي مليوني فلسطيني في القطاع، حيث ستُلزم إسرائيل بتوفير احتياجات السكان، بما في ذلك الكهرباء والمياه والاتصالات وأنظمة الصرف الصحي، وهو ما يثير مخاوف من التداعيات القانونية إذا ما مضت إسرائيل في فرض سيطرتها المدنية والعسكرية على القطاع.
كما أن استمرار الحرب في غزة ومعاناة المدنيين، والأفعال التي قد ترقى لجرائم حرب، مثل التجويع والحصار، وفقا لمنظمات دولية، يزيد من الانتقادات الدولية وإمكانية اتخاذ خطوات فعلية ضد إسرائيل، في ظل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي لبحث وقف الحرب في غزة، الأربعاء.
ومع عدم وجود قرار سياسي نهائي، تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها مضطرة للتعامل مع دعاوى قضائية أمام المحكمة العليا في إسرائيل بشأن الوضع القانوني لاحتلال غزة، فضلا عن احتمال مواجهة إسرائيل لمساءلات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وطرحت بعض الجهات داخل إسرائيل خيارا بديلا يتمثل في تسليم إدارة القطاع إلى كيان آخر، مثل السلطة الفلسطينية، لكن رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، وأعضاء حكومته يعارضون ذلك بشكل قاطع. كما أشار مسؤولون إلى أن هناك احتمالا ضعيفا بأن تتولى دولة أخرى مسؤولية القطاع، لكن معظم الدول ترفض هذه الفكرة طالما أن الأعمال القتالية مستمرة.
في غضون ذلك، أبدى مسؤولون عسكريون إسرائيليون قلقهم من أن استمرار العمليات العسكرية قد يعرّض حياة المختطفين الإسرائيليين في غزة للخطر. وفقا لتقرير نشرته القناة 12، أرسل كبار ضباط الجيش رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية يحذرون فيها من أن المزيد من العمليات العسكرية قد تؤدي إلى تعريض حياة الأسرى للخطر.
"الوضع الدائم" للجيش في غزةوفي سياق متصل، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، الميجر جنرال احتياط، تمير هايمن، "خلال فترة الحرب بأكملها، تكررت التساؤلات حول ما إذا كانت لدى دولة إسرائيل استراتيجية خروج فيما يتعلق بالقتال ضد حماس، الذي يستمر في غزة لأكثر من عام".
وتابع قائلا إنه إذا استخدمنا التعبير المتداول بشدة، يمكننا أن نسأل ما إذا كانت لدى إسرائيل خطة لقطاع غزة "لما بعد الحرب".
وأشار هايمن إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، من خلال تحليل نشاط الجيش الإسرائيلي وطريقة تواجده الدائم في قطاع غزة، أصبحت الإجابة على هذا السؤال تتضح أكثر - لدينا خطة من هذا النوع. لكن هذه الخطة تطرح سلسلة من التحديات والأسئلة التي من المناسب أن يُجرى نقاش عام حولها، حيث أن تداعياتها واسعة النطاق.
وأضاف "باختصار، وفقا للمسار الواضح، الجيش الإسرائيلي لا يعتزم مغادرة غزة في السنوات القريبة. الواقع الأمني الحالي في غزة هو الواقع الذي سيرافقنا في المستقبل المنظور. ولذلك، ينبغي إجراء مواءمة للتوقعات مع الجمهور، الذي يتنامى لدى جزء كبير منه الشوق إلى اليوم الذي تنتهي فيه الحرب ويعود فيه الجنود من غزة. كما تبدو الأمور الآن، هذا لن يحدث (...) هذا هو الوضع الدائم".