لفترة طويلة، كان حل الدولتين بمثابة الدواء الشافي للسلام في الشرق الأوسط. لكن ذلك لن يحدث أبدا ما لم يعالج الدبلوماسيون والسياسيون السبب الحقيقي وراء استمرار الفوضى في المنطقة وهو الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه إيران ووكلاؤها.
وبحسب صحيفة "The Hill" الأميركية، "مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الرابع، أصبح من الواضح أكثر أن هجمات 7 تشرين الأول كانت في حد ذاتها استراتيجية.

لقد قامت إيران بتدريب وتمويل حماس بهدف إعادة تركيز الاهتمام العالمي على الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. إن هذا الهجوم، لم يكن يهدف إلى ترويع الإسرائيليين فحسب، بل كان يهدف إلى إشعال شرارة غزو إسرائيلي مدمر ضد حماس في غزة. وليس من قبيل المصادفة أن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من اليمن حاولوا مهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر قبل أن يحبط الجيش الأميركي الهجوم".
وتابعت الصحيفة: "لقد حان الوقت لكي يواجه العالم من يقف وراء هذه الأزمة. يتعين على القيادة الأميركية أن تتخذ أربع خطوات فورية لمواجهة الوحدة المتنامية بين حلفاء إيران قبل فوات الأوان لإيجاد أي حل. أولاً، بناء تحالف من الشركاء الغربيين والعرب لدعم استخدام الضغط الاقتصادي والعسكري ضد إيران ووكلائها. ثانياً، يتعين على السياسة الخارجية الأميركية أن تعرب عن معارضة لا لبس فيها للتطرف الإسلامي بكافة أشكاله وأن تسلط الضوء على قيادة رئيس حزب راعم الإسلامي، عضو الكنيست منصور عباس، الذي يدعو الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى نزع السلاح وإقامة دولة فلسطينية من خلال وسائل غير عنفية".
وأضافت الصحيفة: "ثالثاً، تشكيل تحالف دولي لإعادة بناء غزة والاستثمار في الضفة الغربية، يضم مصر والسعودية والإمارات والمغرب والبحرين والأردن. ستوفر هذه المجموعة المساعدة والأمن للمدنيين، وتبني البنية التحتية، وتطور الاقتصاد، وتخلق جبهة عالمية ضد التخريب الإيراني، وبالتالي تحقيق رؤية أكثر إشراقًا للفلسطينيين. رابعاً، إطلاق حملة دبلوماسية لتوسيع اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل مع البحرين لتشجيع الأعضاء الآخرين في التحالف على المشاركة في إعادة بناء غزة. وتعمل هذه الاتفاقية على تعزيز الردع من خلال إضفاء الطابع الرسمي على تكامل القيادة المركزية الأميركية لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي في المنطقة، وتسهيل تبادل المعلومات الاستخبارية، وزيادة الوعي بالأمن البحري، وتسريع التجارة مع الولايات المتحدة".
وبحسب الصحيفة، "من شأن هذه الإجراءات القيادية الأميركية أن تحمي البنية الأمنية الناشئة في الشرق الأوسط، كما أن نشر أفراد التحالف وموارده في غزة والضفة الغربية سيثبت للعالم العربي أنه يُتاح للفلسطينيين طريق نحو مستقبل مستقل وكريم. وقد عرض الكثيرون، بما في ذلك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تشكيل سلطة فلسطينية جديدة باعتبارها الخيار الأفضل لقيادة الفلسطينيين إلى المستقبل. وقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الخيار، على الأقل في الوقت الحالي. ولكن حتى حكومتنا تدرك السبب الذي يجعل إعادة السلطة الفلسطينية الحالية إلى السلطة أمراً محفوفاً بالمخاطر. فقد وجد الكونغرس، من خلال إقرار قانون تايلور فورس، أن السلطة الفلسطينية تكافئ الإرهاب من خلال وزارات "الدفع مقابل القتل"، بل وتعوض قتلة حماس، وفقًا للقانون".
وتابعت الصحيفة: "هذا لا يعني أن حل الدولتين مستحيل، لكنه يتطلب تقييماً واقعياً لقدرته الحالية على البقاء نظراً للمعارضة الإيرانية لقيادة فلسطينية معتدلة قادرة على صنع السلام فعلياً. إن الخطوة الأولى نحو تجديد السلطة الفلسطينية يجب أن تكون إزالة نظام "الدفع مقابل القتل" واستبداله بنظام الرعاية الاجتماعية الفلسطيني القائم على العوامل الاقتصادية، وليس المكافآت مقابل الأعمال العدائية ضد إسرائيل. إن إبقاء الرأي العام العربي مشتعلا ضد إسرائيل والولايات المتحدة يشكل رصيدا استراتيجيا لا يمكن لإيران أن تبدده. تحتاج إيران إلى استمرار الصراع في حرب غزة، مهما كانت التكلفة".
وختمت الصحيفة: "يكمن الأمل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في بناء تحالف لتحييد إيران وعرقلتها لحل الدولتين. وخاصة الآن، مع تقدم إيران نحو امتلاك القدرة النووية، فإن الحاجة الملحة للولايات المتحدة للتحرك تتزايد كل ساعة".

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

الجمعية العامة تعتمد قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في لجنتها المختصة بحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية، قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرض دولته، وحقه في الاستقلال والحرية والانعتاق من الاحتلال الاسرائيلي دون اي تأخير، باعتباره حق غير قابل للتصرف، ولا يخضع لأي شروط او تحفظ وغير قابل للمساومة والتفاوض، او ما يسمى بالتدابير "الامنية"، التي يختلقها الاحتلال الاسرائيلي.

وأكد القرار على ما جاءت به محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري حول عدم قانونية الاحتلال الاسرائيلي والمطالبة بإنهائه دون أي تأجيل، لما يشكله كعقبة أمام قدرة الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير واستقلال دولته.

وصوتت 170 دولة لصالح مشروع القرار ، بما في ذلك كندا وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبي كافة وغالبية دول امريكا الجنوبية والدول الآسيوية والأفريقية، فيما صوتت 6 دول فقط ضد القرار وهي:اسرائيل والولايات المتحدة والأرجنتين والبارغواي، وميكرونيزيا، ونارو.

وقامت نحو 119 دولة عضو في الأمم المتحدة برعاية القرار قبل عرضه للتصويت من قبل اللجنة، وتوزعت هذه الدول ايضا بين مختلف التكتلات الجغرافية الأفريقية والأوروبية والآسيوية واللاتينية.

وتبرز أهمية القرار أنه يأتي في ظل استمرار جريمة الابادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وخاصة في قطاع غزة المحاصر، ما يعتبر رفضا دوليا عارما لهذه الجرائم ودعوة للاستناد إلى القانون الدولي عند النظر للقضية الفلسطينية في كامل جوانبها دون اي ازدواجية للمعايير، ودون عرقلة لمجرى العدالة الدولية، التي تتجسد فيما أقرته محكمة العدل الدولية.

وأكد المراقب الدائم لدولة فلسطين في الامم المتحدة رياض منصور، تصميم دولة فلسطين على المضي قدما في تعزيز الدعم الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما يعانيه من ظلم على يد الاحتلال الاسرائيلي، وذلك لصد كافة المحاولات الاسرائيلية التي تهدف لنزع هذا الدعم القانوني الدولي في المحافل الدولية، إلى ان يتم تحقيق العدالة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها وحماية الشعب الفلسطيني وأرضه من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك جرائم التهجير القسري والتجويع وضم الأراضي وبناء المستعمرات وارهاب المستعمرين.

وشدد على بذل كل الجهود الممكنة في المحافل الدولية حتى يتم فرض وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وادخال المساعدات وضمان توزيعها بشكل كاف وفعال لإنقاذ ارواح المدنيين الأبرياء، بما في ذلك العائلات المحاصرة في شمال قطاع غزة والذي يتعرض للإبادة والتجويع والقتل والتدمير.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • تقرير لـThe Atlantic: إسرائيل تخوض حربًا من نوع آخر الآن
  • تقرير: إسرائيل دمرت معدات تحتاجها إيران لتطوير سلاح نووي
  • تقرير: الوفيات الناجمة عن الصراع في السودان "أقل بكثير من المعلن عنها"  
  • لاريجاني لبري: نؤكد وقوف إيران إلى جانب لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي
  • الجمعية العامة تعتمد قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
  • السلطة المحلية في مديرية ريف إب تدشن فعاليات الذكرى السنوية للشهيد
  • آصف رحمن.. تفاصيل عن الموظف لدى الحكومة الأميركية المتهم بتسريب مخطط إسرائيل لضرب إيران
  • إتصالات ظل بين ترامب و بن سلمان .. ترتيبات إستراتيجية وإقتراح الحد من النفوذ الإيراني بـإطفاء الصراع الفلسطيني
  • مفوض الأونروا: الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل أحادي لتغيير المعايير الراسخة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • اتهام موظف في الحكومة الأميركية بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران