نقابات تعليمية تَدخل على خط التوقيفات عن العمل التي طالت عددا من الأساتذة المضربين
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
دخلت عدد من النقابات التعليمية على خط التوقيفات التي طالت عددا من الأساتذة المضربين عن العمل منذ 5 أكتوبر المنصرم، بسبب مضامين النظام الأساسي الذي أخرج الشغيلة التعليمية إلى الاحتجاج.
وفي هذا الصدد؛ أصدرت الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي، بيانا "ضد القرارات الإدارية التعسفية، وضد انتهاك حرية الاحتجاج وممارسة الحق في الإضراب، ومن أجل تفعيل وأجرأة الاتفاقات والتزامات الحكومة والوزارة".
وجاء في بيان الجامعة، توصل موقع "أخبارنا" بنسخة منه، أنها "عقدت اجتماعها الأسبوعي أمس الجمعة، لتدارس مستجدات وتطورات الساحة التعليمية، والمفاوضات المتعلقة بأجرأة وتدقيق ما جاء في محضر اتفاق 26 دجنبر 2023".
وفي هذا الصدد؛ أعلنت الـFNE أنها "تحتج بقوة على المراسلات اللاقانونية بالتوقيفات عن العمل، مع توقيف الأجرة ضد عدد من الأستاذات والأساتذة المضربين/ات"، معتبرة أن "مقاربة وزارة التربية الوطنية ضد ممارسة الحق في الاحتجاج السلمي انتهاك صريح ضد ممارسة الحق في الإضراب المكفول بالمواثيق الدولية والوطنية".
كما يعتبر "رفاق اغميمط" أن "هذه المقاربة الأمنية تعد قمعا وتسلطا وتحكما وتكميما للأفواه لن تزيد الأوضاع إلا تأزما، ما يرهن مستقبل السنة الدراسية للمجهول"، مؤكدين أن "أي انفراج لأوضاع الاحتقان والغليان في قطاع التعليم لن يتم سوى بتلبية المطالب الملحة والعاجلة لنساء ورجال التعليم، والتسريع بأجراة الاتفاقات".
هذا وزاد البيان أن الجامعة الوطنية للتعليم تؤكد أنه "لا يمكن بتاتا النيل من مواقفها المبدئية المعلنة والصريحة بخصوص التعليم العمومي المجاني لأبناء وبنات شعبنا من التعليم الأولي إلى العالي، وكذا بخصوص حقوق ومكتسبات ومطالب الشغيلة التعليمية بكل فئاتها، وانحيازها الدائم إلى جل قضايا شعبنا".
النقابة المذكورة أبدت أيضا "تضامنها المطلق مع الأساتذة والأستاذات ضحايا القرارات الإدارية التعسفية"، داعية وزارة التربية الوطنية إلى "توقيف كل المساطر الانتقامية التعسفية غير القانونية ضد نساء ورجال التعليم من توقيفات وقرارات انتقامية"، مطالبة بـ"التعجيل بإرجاع كل الأموال المقتطعة تعسفا من أجور المضربين/ات".
من جهتها؛ طالبت "الجامعة الحرة للتعليم" وزارة التربية الوطنية بـ"وقف كل التوقيفات التعسفية التي طالت مجموعة من نساء ورجال التعليم في العديد من الأقاليم والجهات، قصد توفير المناخ الملائم لإنجاح مجريات الحوار القطاعي واستعادة الثقة في مخرجاته"، مؤكدة "متابعتها الدقيقة والمستمرة لكل الحالات التي طالها التوقيف مع مسؤوليها الجهويين والإقليميين".
من جانبه؛ رفض المكتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، "إجراءات التوقيف المؤقت عن العمل الذي أصدرته المديريات الإقليمية في حق بعض الأساتذة، على خلفية ممارسة حقهم في الإضراب المكفول دستوريا".
كما عبرت الجامعة عينها، وفق بيان تضامني لها، عن "تضامنها مع رجال ونساء ورجال التعليم الذين مستهم هذه الإجراءات، وتأكيد عزمها التام لدعم ومساندة المتضررين"، داعية الحكومة والوزارة الوصية إلى "تغليب منطق الحكمة والحوار في استيعاب واقع اللحظة"، مطالبة الحكومة بـ"صون الحق في الاحتجاج السلمي وممارسة الحريات النقابية المؤطرة بنص الدستور".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: ورجال التعلیم عن العمل الحق فی
إقرأ أيضاً:
العملُ الإعلامي بين الحجّـة والقول السديد
حمزة الحماس
في زمن المعركة الإعلامية، لا يكفي أن نملك الحق، بل يجب أن نقدمه بالحجّـة والبرهان، لا بالعاطفة والانفعال. أكّـد السيد على ضرورة أن يتحول خطابنا إلى مشروع عملي، يعتمد على المعرفة العميقة والطرح المقنع، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء والردود المرتجلة.
لكن هذا وحده لا يكفي..!! يجب أن يكون أصحاب العلم والمعرفة أكثر نشاطًا على كافة الوسائل، وأن يتصدروا ساحة الخطاب الإعلامي، فلا يُترك المجال لمن يفتقرون إلى أدوات التقديم أَو لمن يعرضون الحق بصورة ضعيفة ومشوشة. لا يكفي أن تكون الفكرة صحيحة، بل يجب أن تُقدم بأُسلُـوب يجذب العقول، ويؤثر في الرأي العام.
لكي تكون حجتنا قوية ومؤثرة، علينا أن نستند إلى معرفة دقيقة قائمة على مصادر موثوقة، فالمعلومة الخاطئة تضر أكثر مما تنفع. لا بد أن نفهم حجج الخصم، لا لنؤمن بها، بل لنتمكّن من تفنيدها وكشف زيفها، فالمعركة اليوم ليست فقط في امتلاك الحقيقة، بل في قدرتنا على الدفاع عنها وإيصالها بالشكل الصحيح. لا يكفي أن تكون حجتنا صحيحة، بل يجب أن تُعرض بأُسلُـوب منطقي متماسك يجعل المتلقي يتفاعل معها ويتقبلها.
القول السديد ليس مُجَـرّد ترفٍ خطابي، بل هو منهج قرآني أمرنا الله به، فهو الخطاب المستقيم، المؤثر، الذي يصل إلى العقول والقلوب دون استفزاز أَو تجريح. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً﴾. لذلك نهانا الله عن السباب، لأن نتائجه تأتي عكسية، وتؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة: ﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾.
الالتزام بالقول السديد في معركتنا الإعلامية يحفظ هيبة خطابنا، فعندما يكون الحديث قائمًا على الحق والمنطق، يصبح الإعلام الذي نقدمه موثوقًا ويحظى بالاحترام. كما أنه يضعف حجج الخصم؛ لأنه حين نواجهه بالحجّـة القوية والطرح المتزن، فإن زيفه ينكشف أمام الجماهير.
والأهم من ذلك، أن الخطاب القوي والمتزن قادر على التأثير في الرأي العام، وكسب العقول والقلوب يحتاج إلى خطاب واعٍ ومسؤول.
مسؤوليتنا ليست فقط في أن نقول الحق، بل في أن نقوله بالطريقة الصحيحة. علينا أن نرتقي بأُسلُـوبنا، وأن نحمل مشروعًا إعلاميًّا يقوم على الوعي والمعرفة، لا على الانفعال والتجريح. وأهل العلم والمعرفة عليهم أن يكونوا في الصدارة، حتى لا يُترك المجال للطرح الضعيف والمشوه. بهذا فقط نحول توجيهات السيد إلى واقع عملي ملموس، وبهذا ننتصر في معركة الكلمة.