قاد عملية خطف ومبادلة “شاليط” .. من هو القيادي رائد العطار؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
سرايا - في الوقت الذي تتواصل فيه حرب الصهاينة الشعواء على قطاع غزة، مسفرة عن سقوط أعداد ضحايا غير مسبوقة بلغت بنهاية عام 2023 أكثر من 21 ألف شهيد، بدعوى مطاردة قيادات حماس والدأب على تدمير أنفاق المقاومة، يتجدد ذكر أحد القيادات الفلسطينية البارزة، المعروف بكونه أحد مهندسي أنفاق غزة، ومن مسؤولي تطوير هذه المنظومة التي باتت تمثل شريان حياة المقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر.
من هو القيادي الفلسطيني رائد العطار؟
ولد رائد صبحي العطار، صاحب لقب "أبو أيمن"، سنة 1974 في مخيم يبنا للاجئين، جنوب قطاع غزة.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي حتى مرحلة التوجيهي (الثانوية العامة)، لكنه لم يتمكن من دخول الجامعة بسبب ملاحقته من قبل السلطة الفلسطينية التي سجنته وحكمت عليه بالسجن ثم بالإعدام.
انضم منذ شبابه لحركة حماس والتحق بكتائب القسام، الجناح العسكري لها، وشارك من خلال ذلك في عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال في الانتفاضتين الأولى والثانية.
كما عمل على تطوير بنية الجهاز العسكري الذي تدرّج في مسؤولياته، حتى أصبح قائد لواء رفح في كتائب القسام وعضو مجلسه العسكري.
ملاحقته أمنياً
في أبريل/نيسان عام 1995، قضت محكمة تابعة للسلطة الفلسطينية على رائد العطار بالسجن عامين بتهمة التدريب على السلاح. ثم في العام 1999، حكمت عليه محكمة أمن الدولة التابعة للسلطة الفلسطينية بالإعدام رمياً بالرصاص بعد تحميله مسؤولية مقتل نقيب شرطة في رفح أثناء مطاردته 3 من أعضاء حركة حماس كان هو من بينهم.
القرار الصادم بالإعدام بحقه أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية، لذا أعيد النظر فيه، وتمكن العطار من الخروج من السجن آنذاك بتدخل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
عمله العسكري وتسميته بـ"صائد الجنود"
ساهم العطار في عمليات كتائب القسام ضد الاحتلال الصهيوني خلال فترة واسعة من تاريخ المقاومة الفلسطينية، وكان له دور بارز في "حرب الأنفاق"، وعملية "الوهم المتبدّد" التي قُتل فيها جنديان إسرائيليان وجرح خمسة آخرين.
كذلك أشرف العطار على عملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، وتابع الاحتفاظ بشاليط طوال 5 سنوات، كما أشرف على عملية تسليمه ومبادلته، مع وضع الخطط اللازمة والاحتياطية لتحرير الأسرى الفلسطينيين، لذا اعتبرته قوات الاحتلال خليفة رئيس أركان كتائب القسام أحمد الجعبري، الذي اغتالته بغارة خلال حربها على غزة سنة 2012، الأمر الذي دفع الاحتلال لاحقاً إلى وصفه بـ"صائد الجنود".
وقد عمل العطار على تدريب وإعداد المنضمين لصفوف المقاومة العسكرية، وبرز دوره تحديداً في تأسيس الكلية العسكرية لكتائب القسّام باسم "صلاح شحادة" (مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة حماس) بعد 2008. كما برز دوره في حرب "معركة الفرقان" عام 2008، وعمليات "حجارة السجيل" عام 2012، و"العصف المأكول".
اغتياله
ظل رائد العطار على مدار سنوات طويلة من أبرز المطلوبين لدى جيش الاحتلال الصهيوني الذي حاول اغتياله أكثر من مرة، فدمرت قوات الاحتلال منزله بمخيم يبنا بصاروخ خلال الحرب على غزة سنة 2012.
بعدها بعامين، استشهد رائد صبحي العطار في 21 أغسطس/آب 2014 في غارة صهيونية على منزل برفح خلال العدوان الصهيوني على غزة مع رفيقيه القياديين بحركة حماس: محمد أبو شمالة، ومحمد برهوم.
وقد كشفت كتائب القسّام بعد 6 سنوات من اغتياله وتحديداً خلال معركة "سيف القدس" في أيار / مايو عام 2021 عن صاروخ جديد من صناعتها المحلية حمل اسم العطار، ويحمل رمز A120، بمدى يصل الى 120 كليو متر ويتمتع بقدرة تدميرية عالية.
إقرأ أيضاً : تقييم أميركي: انتصار "إسرائيل" على حزب الله سيكون صعباإقرأ أيضاً : بالفيديو .. مشاهد من تدمير ناقلة جند صهيونية في مخيم المغازي وسط قطاع غزةإقرأ أيضاً : رفح المصرية تتجهز بأعلام ولافتات خشية من تهجير الفلسطينيين (صور)
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: کتائب القسام
إقرأ أيضاً:
تادغ هيكي.. كوميدي أيرلندي وظف موهبته لدعم القضية الفلسطينية
واختار الكوميدي الأيرلندي هيكي -الذي عُرف بسخريته السياسية المناهضة للإمبريالية- توظيف موهبته الكوميدية سلاحا للمقاومة، مستهدفا "النفاق الغربي" والدعاية الإسرائيلية، فبعد العدوان على قطاع غزة عام 2021 تحولت كوميديته إلى منصة للتوعية، مقدما تفسيرات ساخرة وعميقة للصراع، مما أكسبه التقدير من جهة والهجمات القاسية من جهة أخرى.
ويتناول هيكي عبر حلقة جديدة من برنامج "وجهات نظر" رحلته التي قادته لدعم القضية الفلسطينية، إذ يصف نفسه بأنه "ناشط ساخر"، ويروي قصة وعيه السياسي منذ طفولته، حيث تشكلت معالم رؤيته في شوارع بلفاست حين رأى الأعلام الفلسطينية ترفرف بجانب الأعلام الأيرلندية، فأدرك مبكرا أن النضال ضد الاستعمار يجمع البلدين، إذ تعرض كلاهما للتهجير والقمع.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أيرلندا تقر تعيين أول سفيرة فلسطينية لديهاlist 2 of 4مواقف ألمانيا وإسبانيا تكشف تناقضات أوروبا تجاه فلسطينlist 3 of 4البروفيسور ميلر للمقابلة: الإسلاموفوبيا أداة صهيونية لدعم الاحتلال الإسرائيليlist 4 of 4ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟end of listويصف هيكي تجربته المؤلمة بعد انحيازه للقضية الفلسطينية، إذ خسر عمله وتعرض للتهديد، لكنه يؤكد أنه لا يندم، معتبرا أن الوقوف ضد الإبادة الجماعية هو جوهر الإنسانية.
ويكشف هيكي أن اللحظة الحاسمة في وعيه بقضية فلسطين كانت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021 ويقول "رأيت أن هذا ليس صراعا، بل استعمار استيطاني يشبه تماما ما عانته أيرلندا تحت الاستعمار البريطاني، الاحتلال الاستيطاني دائما يعتمد على القتل وتشريد السكان الأصليين".
إستراتيجية إفشالوازدادت قناعاته بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ رأى أن الرد الإسرائيلي الوحشي على الهجمات الفلسطينية لم يكن مجرد رد فعل، بل إستراتيجية لإفشال أي فرصة لتحقيق حل الدولتين، وتساءل "كيف يمكن قبول سلام مع من يقتل عائلتك ويفتخر بذلك على تيك توك؟".
وقرر هيكي استخدام الكوميديا لرفع الوعي بالقضية الفلسطينية، مستشيرا أصدقاء فلسطينيين للتأكد من أن رسائله لا يساء فهمها، ويشير إلى أحد أشهر مقاطعه الساخرة الذي شبه فيه رد إسرائيل على هجوم فلسطيني برد شخص يحرق منزلا كاملا لمجرد لدغة نحلة.
ولم يكن اختيار هذا المسار خاليا من التحديات، فقد تعرض هيكي لانتقادات حادة وتهديدات، مما أثر على صحته النفسية وألحق أضرارا بعائلته، كما فقد فرص عمل عديدة، حيث يقول "لم أعد أتلقى عروضا تمثيلية، لكنني أجد نفسي مفيدا بطريقة لم أشعر بها قط من قبل".
ورغم هذه التحديات فإن هيكي يواصل تقديم عروضه المسرحية والتفاعل مع جمهوره عبر منصة "باتريون"، إذ يحظى بدعم كبير من متابعين يؤمنون برسالته، ويقدم خلال عرضه وجهة نظره رسالة قوية بقوله "إذا لم تكن مع الفلسطينيين فلا أعتقد أنك مرتبط تماما بإنسانيتك".
25/11/2024