لماذا ضربت أمريكا حركة النجباء دون غيرها من فصائل المقاومة العراقية؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
أفاد تقرير في معهد واشنطن للدراسات، أن الولايات المتحدة وجهت الضربة إلى حركة النجباء، التي تعد جزءا من المقاومة العراقية، لأنها الأكثر استهدافا للقواعد الأمريكية مقارنة مع الكتائب والفصائل الأخرى، إلى جانب دور القيادي "أبي تقوى" في تعزيز النفوذ الإيراني في العراق.
وقال المعهد في مقال كتبه، مايكل نايتس المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، إن "كوادر (حزب الله النجباء)، هم الأكثر تهورا بين الميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق".
وأشار إلى أن الحركة "كانت السبب المباشر لجميع الضربات الأمريكية تقريبا ضد هذه الميليشيات منذ تشرين الأول/أكتوبر".
ويوم 4 كانون الثاني/يناير 2024، نفذت أمريكا غارة جوية استهدفت سيارة نائب قائد عمليات فوج بغداد بالحشد الشعبي، مشتاق طالب السعيدي المعروف بـ "أبي تقوى"، أدت إلى مقتله إلى جانب 3 آخرين كانوا برفقته، وذلك أثناء عودتهم من الحدود العراقية السورية إلى مقر الحشد شرق بغداد.
ووقعت العملية في بغداد بعد ساعاتٍ من الاحتفال بذكرى قيام الولايات المتحدة باغتيال اللّواء الإيراني قاسم سليماني وزعيم الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في 3 كانون الثاني/يناير 2020.
وذكر التقرير أن "حركة حزب الله النجباء"، هي "الميليشيا الأكثر عدوانية من بين الميليشيات المناهضة للولايات المتحدة والمدعومة من إيران في العراق".
ولفت إلى أن زعيم الحركة، أكرم الكعبي، يَعتبر نفسه "وجه المقاومة" المسلحة للوجود الأمريكي هناك. وتحظى احلركة بإشادة من "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني الذي كان يقوده سليماني.
وقد رفع الفيلق الإيراني من شأن الكعبي مراراً وتكراراً في المناسبات العامة، بينما تعامل معه علنا مسؤولون روس رفيعو المستوى في موسكو، وفقا للتقرير.
وتصنف الولايات المتحدة الجماعات المسلحة الأخرى في العراق إلى جانب "النجباء"، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء"، على لائحة الإرهاب، لكن الكعبي يختلف عنها، لكون حركته "لم تشكل حزبا سياسيا"، كما بقية الجماعات التي دخلت السلطة.
ورأى التقرير أنه "وفقا لتصريحات الحركة وأفعالها، فليس لديها الكثير لتخسره من إثارة غضب الولايات المتحدة والاحتلال"، مضيفا أن "الميليشيات العراقية الأخرى تتوخى الحيطة والحذر، لا سيما (عصائب أهل الحق) وقائداها قيس وليث الخزعلي، اللذين سخرت منهما (حركة حزب الله النجباء) علنا ووصفتهما بالجبناء لعدم مهاجمتهما القوات الأمريكية".
واستند التقرير على سلسلة تقديرات "الأضواء الكاشفة للميليشيات"، مبينة أن حركة "النجباء" مسؤولة عن معظم الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا شمال الفرات (كونيكو والعمر والشدادي وخراب الجير/الرميلان وتل بيدر والمالكية)، فضلاً عن الهجمات على المواقع الأمريكية في "كردستان العراق" (أربيل وحرير).
ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، بدأت "المقاومة الإسلامية في العراق" موجة ضرباتها الأخيرة رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة.
وذكر التقرير أن حركة النجباء "نفذت ما لا يقل عن 95 من إجمالي 136 هجوما ضد القوات الأمريكية (69%)".
وتابع: "في حين أن الجماعات الإرهابية المناهضة علنا للولايات المتحدة، مثل (كتائب حزب الله)، اكتفت بتقديم الحد الأدنى فقط من الدعم لحركة حماس ومحور المقاومة، إلّا أن النجباء بذلت كل ما في وسعها على هذا الصعيد"، بحسب التقرير.
أيضاً، تُعتبر أعمال "النجباء" السبب المباشر لإجراء ست جولات من إجراءات الضرب الأمريكية المستهدفة، التي تم تنفيذها ردا على هجمات الميليشيات منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر.
في هذه الحالات الست، قامت عناصر "حركة حزب الله النجباء" إما بإطلاق وابل طائش من الصواريخ غير الموجهة، حيث نجا الأفراد الأمريكيون منها بأعجوبة، أو بشن هجمات دقيقة تسببت عمدا في وقوع إصابات.
وجاء في التقرير: "على سبيل المثال، أسفرت غارة بطائرة مسيّرة في 25 كانون الأول/ديسمبر في أربيل عن إصابة أحد أفراد الخدمة الأمريكية بجروح خطيرة. وتتسق هذه الأفعال مع نهج "حركة حزب الله النجباء" الذي اتُّخذ في السابق، حيث أسفر هجوم مماثل في آذار/مارس 2023 بواسطة طائرة مسيّرة متقدمة في "خراب الجير"/الرميلان عن مقتل أمريكي واحد".
من ناحية أخرى، قال التقرير إن "كتائب حزب الله" كانت السبب المباشر وراء ضربة أمريكية واحدة فقط، وذلك خلال عملية نُفذت في 20 كانون الأول/ديسمبر بعد إطلاق الميليشيا صاروخين من طراز "الأقصى 1" على "قاعدة عين الأسد الجوية".
ورغم أن هذه الصواريخ تم استخدامها من قبل "كتائب حزب الله" في ضربات سابقة، إلا أن الضربة الأمريكية كانت استجابة "احتياطية" أو استباقية بهدف تحذير الجماعة من توقف هجماتها، وكانت رسالة تم فهمها بسرعة من قبل "كتائب حزب الله"، وفق لمعهد واشنطن للدراسات.
وحول ضربة بغداد، ذكر التقرير أنه القيادي في النجباء، مشتاق طالب السعيدي (المعروف أيضاً باسم أبو تقوى السعيدي)، معاون قائد "عمليات حزام بغداد" في "الحشد الشعبي"، وقد أدى دورا في "اللواء 12" من "قوات الحشد الشعبي" الذي تديره "حركة حزب الله النجباء".
وأضافت بأنه "كان يُعرف بتوزيعه لأسلحة تقليدية إيرانية متطورة (طائرات مسيّرة وصواريخ) تم تخزينها في مناطق "أحزمة بغداد".
إلى جانب "أبي تقوى"، اغتيل في ذات الضربة مساعده علي نايف عرف (أبو سجاد)، إضافة إلى أن تقارير تؤكد مقتل نائب رئيس الاستخبارات في "الحشد الشعبي" أبو امتحان الحلفي بذات الضربة.
يشير التقرير إلى أن اغتيال شخصية في حركة النجباء بعد تعقبه، هي أن الولايات المتحدة "ترسل إشارة قوية توضح فيها استعدادها للذهاب إلى أبعد من ذلك".
ويرى كاتب التقرير نايتس، أن "حركة النجباء تستحق بشكلٍ ملحٍ هذا النوع من الاستهداف المميت أكثر من أي جماعة أخرى، على الأقل استنادا إلى نشاطها الأخير".
ورجّح التقرير أن "يكون لدى الجهات الفاعلة الأخرى في الميليشيات ردود فعل متباينة: فهي تشعر بالغيرة إلى حدٍ ما من سجل الحركة وقربها من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لذلك قد يؤدي كبح جماح حركة حزب الله النجباء إلى إسعاد بعض هذه الجهات بصمتٍ، ولكنها قد تشعر أيضاً بالغيرة من الدعاية المحتملة التي ستكتسبها الحركة بفضل شهدائها البارزين".
وخلص التقرير إلى أنه "يتعين على حركة النجباء الآن اتخاذ قرار مهم: إما أن تتبع غريزتها الطبيعية وتصعّد عملياتها، وإما أن تحوّل هذه العمليات إلى هجمات رمزية واضحة تتجنب فيها وقوع إصابات من أجل وقف التصعيد مع الولايات المتحدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الولايات المتحدة النجباء المقاومة العراقية بغداد سوريا أربيل سوريا الولايات المتحدة بغداد أربيل النجباء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة کتائب حزب الله حرکة النجباء الحشد الشعبی التقریر أن فی العراق إلى جانب إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا لم ينجح العراق في إطلاق صندوق سيادي؟
شهدت الساحة الاقتصادية العراقية -السنوات الماضية- نقاشاتٍ مُكثفة حول أهمية إنشاء صندوق سيادي يعهد إليه بتنمية موارد الدولة المالية واستثمارها على المدى الطويل، وتأتي هذه الخطوة في ظل مساعي الحكومة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للميزانية.
وفكرة إنشاء هذا الصندوق لم تكن وليدة اللحظة، بل تعود إلى تطلعات الحكومات السابقة، التي لم تتمكن من إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، فقد طرحت حكومة مصطفى الكاظمي فكرة إنشاء صندوق سيادي، إلا أن المشروع لم ير النور، وظل مجرد حديث إعلامي، حسب تصريحات المسؤولين.
وأعلن رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي يوم 31 أغسطس/آب 2021 البدء بمشروع "صندوق الأجيال" الذي سيحمي الشعب من الاعتماد الكامل على النفط.
وصندوق الثروة السيادية استثماري يدير فوائض الدولة المالية من خلال أصول خارج الحدود، لكنه لا يكون تابعا لوزارة المالية أو البنك المركزي، كما يختلف عن الاحتياطي الأجنبي النقدي.
عامر العضاض مستشار رئيس مجلس الوزراء أكد أن خلية إدارة الإصلاح تعمل على إعداد دراسة لإنشاء صندوق سيادي
خطط مدروسةأكد عامر العضاض مستشار رئيس مجلس الوزراء أن تأسيس أي صندوق سيادي يتطلب تشريعاً برلمانياً من خلال قانون تعده الحكومة ويُعرض على مجلس النواب للتصويت عليه، مشيراً إلى أن ما طُرح عن الصندوق السيادي في الحكومة السابقة لم يتعدَ الحديث الإعلامي.
مستشار رئيس مجلس الوزراء أكد أن تأسيس أي صندوق سيادي يتطلب تشريعاً برلمانياً (رويترز)وفي 24 أغسطس/آب 2021، أكد الكاظمي أهمية وضع الأساس لإنشاء صندوق الأجيال الذي يهدف إلى تأمين مستقبل الأجيال القادمة، ويمكن أن تعتمده الحكومة ضمن سياسة الإصلاح الاقتصادي التي باشرت بها كسبيل للنهوض بالاقتصاد لخدمة حاضر البلد ومستقبله.
إعلانوقال العضاض -في حديث للجزيرة نت- إن إنشاء الصندوق لا يقتصر على وجود سيولة نقدية، بل يحتاج إلى سياسة عامة ودراسة حالة، مضيفا أن هناك صناديق سيادية كثيرة أُسست كصندوق التنمية، لكن خلية إدارة الإصلاح تعمل على دراسات لتأسيس الصندوق، بينما الإدارات السابقة لم تُعد دراسة بل تحدثت عنه إعلامياً فقط، وحتى مجيء الحكومة الحالية لم توجد أي دراسة سابقة.
وأوضح أن الصناديق السيادية أنواع، منها صندوق الأجيال الذي يعتمد على استثمار عائدات النفط لمرحلة ما بعد انتهاء النفط، ومنها صندوق لاستثمار الزيادات من عائدات النفط لتغطية العجز فترة انخفاض الأسعار، إضافة إلى صناديق أخرى تعمل على الاستثمار داخل العراق كصناديق تنموية وصندوق التقاعد.
وأشار العضاض إلى أن هناك نظرية لربط هذه الصناديق بأن تكون متعددة الأنشطة، موضحا أن دمج الصناديق الموجودة أو تأسيس صندوق جديد يجب أن يُدرس وفق إستراتيجيات الاستثمار الخاصة بكل صندوق وتحديد أهدافه قبل التأسيس.
وأكد أن خلية إدارة الإصلاح تعمل على إعداد دراسة لإنشاء صندوق سيادي، وأن كل صندوق له قطاعات مختلفة، فصندوق تثبيت واردات النفط -كما يقول- يستثمر في قطاعات غير نفطية لضمان عدم تأثره بانخفاض أسعار النفط، وكذلك الصندوق التنموي يعمل على مشاريع تنموية داخل البلد، أما صندوق التقاعد فيعمل على استثمارات طويلة الأمد كالبنى التحتية.
فرصة ضائعةعلل الباحث الاقتصادي عمر الحلبوسي أسباب عدم إنشاء صندوق سيادي حتى اللحظة، موضحاً أن الحكومة لم تأخذ بآراء الخبراء في الاقتصاد، وقامت باستهلاك الأموال الفائضة في تعيينات ومشاريع ذات طابع سياسي انتخابي.
الباحث الاقتصادي الحلبوسي: الحكومة استهلكت الأموال الفائضة في تعيينات ومشاريع ذات طابع سياسي انتخابي (الجزيرة)وقال الحلبوسي خلال حديثه للجزيرة نت "من المعلوم أن دول العالم تتجه إلى إنشاء صناديق استثمار سيادية تسهم في تنويع استثمارات الدولة وتعظيم وارداتها المالية، مما يسهم في تكوين حاجز لمنع الصدمات والمخاطر أو التخفيف منها في حال حدوث أي أزمة عالمية على غرار جائحة كورونا".
إعلانوأكد أن وجود صندوق سيادي يعني أن الدولة قد خرجت من الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط، وتنويع إيراداتها مما يقي الدولة تقلبات أسعار النفط، حيث سيكون النفط ثانوياً وليس أولياً في حال وجود صندوق سيادي متميز يستثمر في أصول عالية الأرباح ومستدامة.
وأوضح الحلبوسي أن أغلب دول العالم أسست صناديقها السيادية من الفوائض المالية الناتجة عن زيادة أسعار النفط. وكان العراق في موقف جيد بعد جائحة كورونا عندما ارتفعت أسعار النفط، وحقق فائضاً مالياً كبيراً كان يمكنه من إنشاء صندوق سيادي.
واستدرك بالقول "لكن (العراق) استهلك الفوائض في عمليات تشغيلية لا أرباح منها، مما أدى إلى تفاقم المخاطر المالية والاقتصادية التي تحيق بالعراق وسط التوسع في المالية العامة وتفاقم العجز المالي فضلاً عن ترنح أسعار النفط واحتمالية انخفاضها".
قوة سياسيةوبيّن الحلبوسي أن الصندوق السيادي بحال رأى النور فإنه يدعم الاقتصاد العراقي من خلال تنويعه وزيادة قوته وحمايته من الهزات الاقتصادية العالمية، فضلاً عن تعزيز العلاقات السياسية مع الدول.
وقال إن أغلب بلدان العالم تستخدم صناديقها السيادية بشكل سياسي واقتصادي، منوها إلى أن الدول تستثمر في بلد معين فتعظم من وارداتها المالية وفي نفس الوقت تعزز من الترابط والعلاقات السياسية مع البلد المستثمر فيه، مما يمنح صاحبة الصندوق قوة سياسية بعلاقة متينة وكذلك تعزيز اقتصادها.
وأكد الحلبوسي أن العراق لم يمتلك صندوقاً سيادياً لأن الساسة لم يستمعوا للنصح من الاقتصاديين الذين أوصوا الحكومة بضرورة إنشاء صندوق استثماري سيادي يسهم في تعظيم الاقتصاد ويشكل حاجزاً بوجه الأزمات الاقتصادية.
وأضاف أن الحكومة فضلت استهلاك الأموال الفائضة في تعيينات ومشاريع كانت ذات طابع سياسي انتخابي مما أسهم في استنزاف وضياع الأموال، وأضاع عليه فرصة كبيرة لإنشاء صندوق سيادي.
إعلان