بعد تفجيرات إيران.. تنظيم داعش خطر متواصل رغم انتكاساته بالعراق وسوريا
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الهجوم الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص في إيران، هذا الأسبوع، يظهر قوة تنظيم "داعش" وقدرته على تأجيج التوترات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بعد سنوات من الانتكاسات في معاقله السابقة.
وفيما أشارت الصحيفة إلى انحسار خطر تنظيم داعش، الذي أعلن مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية بإيران، في معقله بالعراق وسوريا، أكدت أن قيادته المركزية وآلاف المقاتلين يواصلون العمل هناك، كما تمثل الجماعة الإرهابية تهديدا متزايدا في غرب أفريقيا، حيث استولت على مساحات كبيرة من الأراضي في السنوات الأخيرة.
ورجح مسؤولون أميركيون وخبراء أن يكون فرع داعش في أفغانستان - خراسان، وراء تفجيرات إيران.
وصنفت الولايات المتحدة "داعش-خراسان" كمنظمة إرهابية في عام 2016، كما هو الشأن بالنسبة للمنظمة الأصلية والفروع الإقليمية التابعة لها في إفريقيا والفلبين وبنغلاديش.
"تهديد حقيقي"وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الخميس، إن تنظيم الدولة في ولاية خراسان "لا يزال يمثل تهديدا إرهابيا حقيقيا".
وقال مصدران مطلعان على معلومات استخبارية لرويترز، الجمعة، إن اتصالات اعترضتها الولايات المتحدة، أكدت ضلوع فرع تنظيم داعش بأفغانستان في التفجيرين.
وذكر أحد المصدرين "المعلومات الاستخبارية واضحة ولا جدال فيها".
وقال المصدران اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لحساسية الأمر، إن المعلومات الاستخبارية ضمت اتصالات جرى اعتراضها وذلك دون تقديم مزيد من التفاصيل. ولم ترد من قبل تقارير عن اعتراض هذه الاتصالات.
وأدى التفجيران الانتحاريان اللذان وقعا الأربعاء في مدينة كرمان بجنوب إيران وتبناهما تنظيم الدولة الإسلامية، إلى مقتل 91 شخصا على الأقل.
ووقع التفجيران على مقربة من مرقد اللواء قاسم سليماني، القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لمقتله بضربة جوية أميركية في العراق.
وزاد الهجوم في كرمان من مخاطر تصاعد الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس بسرعة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، وفقا للصحيفة الأميركية، التي أشارت إلى الاتهامات التي وجهها المسؤولون الإيرانيون لإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.
وحتى بعد أن أعلن تنظيم "داعش" تبنيه العملية، واصلت طهران إلقاء اللوم على خصومها – إسرائيل والولايات المتحدة.
وأكد مسؤولون أميركيون للصحيفة، أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الهجوم، وليس لديهم ما يشير إلى أن إسرائيل تقف وراءه.
وسبق أنه أعلن تنظيم داعش عن مسؤوليته في عدد من الهجمات على إيران، من بينها هجوم عام 2018 على عرض عسكري إيراني أسفر عن مقتل 25 شخصًا، وهجومين منفصلين شنهما مسلحون على ضريح شيعي في شيراز عامي 2022 و2023 وأديا إلى مقتل نحو عشرة أشخاص.
في هذا الجانب، أوضحت "وول ستريت جورنال"، أن داعش يهاجم أيضا، مرارا الأقلية الشيعية في أفغانستان. كما قاتل وكلاء إيران تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وقال آرون زيلين، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث: "استراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية هي محاولة خلق الفوضى، والاستفادة من قتال الآخرين لبعضهم البعض".
وقال زيلين إنه من المحتمل أن يكون تنظيم داعش-خراسان هو الذي نفذ التفجيرات. وقال إن هذا سيكون الهجوم الثالث الذي يشنه الفرع في إيران خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، بينما أحبطت طهران العديد من المحاولات الأخرى.
وسيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق ابتداء من عام 2014، وشنت حملة واسعة من الهجمات العنيفة على المدنيين بهذه المناطق ومناطق أخرى حول العالم. وبحلول عام 2019، بعد سنوات من العمليات العسكرية العراقية والسورية والأميركية، تم دحر الجماعة الإرهابية من هذه المنطقة.
ويعتبر نظام طالبان الذي يتولى السلطة في أفغانستان منذ عام 2021، تنظيم داعش-خراسان منافسا له، وقد حاربه وأضعفه. ومع ذلك، قال زيلين، إن طالبان أقل اهتماما بكثير بمنع الجماعة من تنفيذ هجمات في الخارج.
ونفذ تنظيم داعش خراسان هجمات بشكل منتظم في باكستان، بما في ذلك تجمع سياسي في يوليو أدى إلى مقتل العشرات. كما نفذت ضربات صاروخية عبر حدود أفغانستان إلى أوزبكستان وطاجيكستان.
وتقول حركة طالبان، إنها لا تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد دول أخرى، وأدانت الهجوم في إيران.
ويتحدث العديد من الأفغان، بما في ذلك زعيم تنظيم داعش خراسان، شهاب المهاجر، اللغة الفارسية، وهي اللغة المستخدمة في إيران، وتشترك الدولتان في الحدود. ويعيش عدد كبير من المهاجرين الأفغان أيضا في إيران، مما يسهل على الجماعة العمل هناك، وفقا لعبد السيد، الباحث المستقل في شؤون الجهاد في المنطقة الأفغانية الباكستانية.
وأضاف أن تنظيم داعش-خراسان يهدف إلى استخدام الهجمات لتقويض العلاقات بين طهران وكابول، وهي علاقة متوترة بالفعل.
وقال سيد: "سيخلق ذلك ضغطاً سياسيا كبيرا على طالبان".
"تداعيات مروعة"وتنظيم القاعدة موجود أيضا في أفغانستان لكنه هش هناك، بعد أن قتلت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار زعيمه أيمن الظواهري في كابول عام 2022.
وقال خبراء إن القيادة المركزية لداعش تحدد أهدافا واسعة النطاق وتصدر إعلانات، لكن الجماعات التابعة لها تتمتع بالاستقلالية في التصرف وفقا لتلك الأجندة.
وفي سوريا والعراق، تعمل المجموعة في خلايا صغيرة تواجه هجوما من القوات الحكومية والجيش الأميركي. وقدرت الأمم المتحدة في منتصف عام 2023 أن التنظيم، ما يزال يضم ما بين 5 آلاف إلى 7 آلاف مقاتل في البلدين.
وجرى القبض على مقاتلي داعش- خراسان في سلسلة من الاعتقالات في ألمانيا وهولندا وأماكن أخرى في أوروبا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقا لهانز جاكوب شندلر، المدير الأول في مركز أبحاث "مشروع مكافحة التطرف".
وأضاف أن الجماعات الأخرى التابعة لداعش قد تضع خططا لشن هجمات في الغرب. وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر الآن على مساحة من الأراضي في غرب أفريقيا تعادل تقريبا ما كان عليه في ذروته في سوريا والعراق قبل نحو عشر سنوات.
وقال شندلر: "مركز الثقل الآن هو أفريقيا.. عاجلا أم آجلا، ستكون هناك بعض التداعيات المروعة حقا."
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی سوریا والعراق فی أفغانستان تنظیم الدولة فی إیران
إقرأ أيضاً:
اختتام جولة مفاوضات ثالثة بين إيران وأمريكا.. تفاؤل وخلافات
قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن أحدث جولة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة اختتمت في سلطنة عمان اليوم السبت، وإن جولة جديدة ستعقد قريبا.
من جانبه، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ثقته في التوصل إلى اتفاق جديد من شأنه أن يقطع الطريق أمام امتلاك إيران لقنبلة نووية.
وأجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف محادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين استمرت نحو ست ساعات، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بالبناءة.
وأشار عراقجي إلى أنّ هناك "خلافات" لا تزال قائمة بين الجانبين.
وأوضح أن "هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل"، مضيفا أن "بعض خلافاتنا خطيرة جدًا، وبعضها أقل خطورة، وبعضها له تعقيداته الخاصة".
وقال عراقجي لمراسل التلفزيون الرسمي الإيراني في مسقط: إنّ "المفاوضات هذه المرة كانت أكثر جدية من ذي قبل".
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن المحادثات ستستمر الأسبوع المقبل وإنه تقرر بصفة مبدئية عقد "اجتماع آخر رفيع المستوى" في الثالث من مايو أيار.
وقبل اجتماع كبار المفاوضين، جرت محادثات غير مباشرة على مستوى الخبراء في مسقط لوضع إطار لاتفاق نووي محتمل.
وذكر التلفزيون الرسمي "وصلت المفاوضات على مستوى الخبراء إلى مرحلة تفاصيل المطالب المتبادلة والمحددة.. الوفدان يعودان إلى عاصمتيهما للتشاور".
وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات لرويترز في وقت سابق إن المفاوضات على مستوى الخبراء "صعبة ومعقدة ودقيقة"، دون الخوض في تفاصيل.
وركز ترامب في الفترة الأولى من ولايته الثانية على محاولة التوسط في اتفاقات تنهي عددا من أكبر الصراعات والأزمات في العالم، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا والهجوم الإسرائيلي على غزة وقضية البرنامج النووي الإيراني الشائكة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للصحفيين في عُمان "لا تزال إيران متمسكة بموقفها المبدئي بشأن ضرورة إنهاء العقوبات الجائرة، وهي مستعدة لبناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي".
وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه مجلة تايم نشرت الجمعة "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع إيران"، لكنه كرر تهديده بشن عمل عسكري عليها إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
ورغم تأكيد كل من طهران وواشنطن حرصهما على مواصلة الدبلوماسية، فلا تزال الخلافات قائمة بينهما بشأن نزاع مستمر منذ أكثر من عقدين.
وأعاد ترامب في شباط/ فبراير تطبيق سياسة "أقصى الضغوط" على طهران.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إنه سيتعين على إيران التوقف تماما عن تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق يتم التوصل إليه، واستيراد أي يورانيوم مخصب تحتاجه لتزويد محطتها الوحيدة العاملة للطاقة الذرية في بوشهر بالوقود.
ووفقا لمسؤولين إيرانيين، فإن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود على عملها النووي مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساومة عليها" في المحادثات.
وإضافة إلى ذلك، قال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين إن الدول الأوروبية اقترحت على المفاوضين الأمريكيين ضرورة أن يشمل الاتفاق الشامل قيودا تمنع إيران من امتلاك أو استكمال القدرة على تركيب رأس نووي على صاروخ باليستي.
وتصر طهران على أن قدراتها الدفاعية مثل برنامج الصواريخ غير قابلة للتفاوض. وقال مسؤول إيراني مطلع على المحادثات أمس الجمعة إن طهران ترى أن برنامجها الصاروخي يمثل عقبة أكبر في المحادثات.