البحرية الباكستانية تنشر سفنا حربية في بحر العرب بعد “الحوادث الأخيرة
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبا
نشرت البحرية الباكستانية سفنها الحربية في بحر العرب في أعقاب “الحوادث الأخيرة للأمن البحري”، حسبما قال متحدث باسم البحرية في بيان يوم الأحد.
وقال المتحدث إن سفن البحرية الباكستانية تقوم بدوريات مستمرة في بحر العرب لضمان سلامة الطرق التجارية الباكستانية.
ويأتي هذا التطور بعد يومين من إعلان البحرية الهندية أنها أنقذت 21 من أفراد طاقم سفينة في بحر العرب بعد نداء استغاثة للاختطاف، وهو أحدث هجوم على الشحن التجاري في المنطقة.
وفي الشهر الماضي، نشرت البحرية الهندية عدة سفن حربية في البحر “للحفاظ على وجود رادع” بعد سلسلة من الهجمات الأخيرة على السفن، بما في ذلك غارة بطائرة بدون طيار بالقرب من ساحل الهند ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران.
وأعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على سفينة حاويات متجهة إلى باكستان في البحر الأحمر في محاولة لمهاجمة إسرائيل بطائرات مسيرة.
وقالت شركة MSC Mediterranean Shipping إنه لم تقع إصابات في طاقمها جراء الهجوم على سفينتها United VIII، وهي في طريقها من ميناء الملك عبد الله بالمملكة العربية السعودية إلى كراتشي.
وقالت البحرية الباكستانية في بيانها اليوم إنه يتم أيضًا إجراء مراقبة جوية مستمرة للممرات التجارية “لضمان سلامة السفن الباكستانية والسفن التجارية الدولية”.
وأضافت أن “البحرية الباكستانية تدرك جيدًا مسؤوليتها الوطنية في الحفاظ على السلام والنظام البحري في المنطقة”.
ويلعب الحوثيون في اليمن دورا متصاعدا في الشرق الأوسط، إذ يهاجمون السفن في البحر الأحمر ويطلقون طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل في حملة يقولون إنها تهدف إلى دعم الفلسطينيين في حرب غزة.
وزاد دور الحوثيين من المخاطر الإقليمية للصراع، إذ يهدد الممرات البحرية التي يتم من خلالها شحن الكثير من النفط العالمي، ويثير قلق الدول المطلة على البحر الأحمر مع تحليق صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار باتجاه إسرائيل.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البحرية باكستان بحر العرب البحریة الباکستانیة فی بحر العرب
إقرأ أيضاً:
«المركب الشراعي» رحلة عبر الزمن
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيأخذنا كتاب «حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر: تاريخ ثقافي للاستكشاف المحمول بحراً في العالم الإسلامي» في رحلة عبر الزمن، مستعرضاً الدور الحيوي الذي لعبته المراكب الشراعية في تشكيل هوية المجتمعات الساحلية على ضفاف البحر الأحمر. يتناول المؤلف والباحث ديونيسيوس آجيوس، المتخصص في الدراسات الإثنوغرافية واللغوية، هذا الموضوع من منظور ثقافي شامل، حيث يسجل بصوت سكان البحر الأحمر أنفسهم تاريخاً شفهياً غنياً، مدعوماً بالمصادر التاريخية والمقابلات الميدانية.
ترجم الكتاب د. أحمد إيبش، الباحث والمؤرخ المتخصّص في التاريخ الإسلامي والتاريخ الحديث، وصدر الكتاب عن مشروع «كلمة»، التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، ويتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي الذي لا يقتصر على البعد التاريخي للمراكب الشراعية، بل يدمج بين الجغرافيا، والثقافة، والتجارة، والمعتقدات التقليدية، ليرسم صورة متكاملة عن هذا العالم البحري. كما أنه يُعدُّ أول دراسة من نوعها تُسلِّط الضوء على المركب الشراعي كوسيلة للتبادل الثقافي، وليس مجرد أداة للنقل أو التجارة.
رحلة بحرية
يركز المؤلف في كتابه على أن البحر الأحمر لم يكن مجرد ممر مائي، بل كان مسرحاً لحركة دائمة من التجار، والصيادين، والحجاج، والبحارة الذين لعبوا دوراً أساسياً في بناء الهوية الثقافية للمنطقة. ومن خلال 18 فصلاً، يستعرض الكتاب تطور المراكب الشراعية، وأشكالها المختلفة، وأساليب بنائها، إضافة إلى الطقوس والعادات المرتبطة بالملاحة البحرية.
يبدأ الكتاب باستعراض الذكريات الثقافية للمراكب الشراعية، حيث يجمع شهادات حيَّة من سكان السواحل حول دور البحر في حياتهم اليومية. ويوضح المؤلف أن المراكب الشراعية لم تكن وسيلةَ نقلٍ فحسب، بل كانت جزءاً من نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث شكَّلت وسيلة لنقل البضائع، وتيسير رحلات الحج، وممارسة الصيد واللؤلؤ.
في هذا الإطار، يخصِّص الكاتب فصولاً لدراسة السياق الجغرافي والمناخي للبحر الأحمر، ويقدم وصفاً دقيقاً لطبيعته البحرية، والتيارات، والرياح الموسمية التي حدَّدَت مواسم الإبحار عبر العصور، كما يتطرق إلى العلاقة بين البحر والتجارة، خاصة خلال الفترة العثمانية والاستعمارية، حين أصبحت موانئ مثل جدة، وعدن، والمخا مراكز رئيسة لتجارة البن والسلع الشرقية.
أنواع المراكب
من الفصول المهمة في الكتاب، ذلك الذي يتناول أنواع المراكب الشراعية في البحر الأحمر، مثل السَّنبوك، والزاروك، والفلوكة، والدَّاو، حيث يسجل المؤلف أوصافها، وتصاميمها، والتغيرات التي طرأت عليها عبر الزمن، ليُظهر الكتاب كيف أن بناء السفن كان يعتمد على الخبرة المتوارثة دون الحاجة إلى مخططات مكتوبة، مما جعل لكل مجتمع ساحلي بصمته الخاصة في صناعة السفن. كما يتناول الكتاب حياة البحارة على متن هذه المراكب، وأغاني البحر التي كانت تُنشَد أثناء الإبحار، مما يعكس التقاليد البحرية العريقة التي كادت تندثر.
تحولات وتحديات
لا يغفل الكتاب التحولات التي طرأت على البحر الأحمر مع دخول السفن البخارية، وافتتاح قناة السويس عام 1869، حيث أدَّى ذلك إلى تراجع دور المراكب الشراعية لصالح النقل البحري الحديث، كما يتطرق إلى التحديات التي تواجه المجتمعات البحرية اليوم، مثل التغيرات البيئية، واندثار الحرف التقليدية، وتأثير العولمة على هوية البحر الأحمر.
وثيقة تاريخية
يُعد هذا الكتاب وثيقة ثقافية وتاريخية فريدة، حيث يجمع بين البحث الأكاديمي والعمل الميداني، ليقدم رؤية شاملة حول الدور الذي لعبته المراكب الشراعية في تاريخ البحر الأحمر، فمن خلال هذا السرد العميق، يدعونا ديونيسيوس آجيوس إلى إعادة اكتشاف تراث بحري مهدد بالاندثار، والتأمل في العلاقة بين الإنسان والبحر كقوة دافعة للتاريخ والتفاعل الثقافي.
«حياة المركب الشراعي في البحر الأحمر» ليس مجرد كتاب تاريخي، بل هو شهادة حيَّة على تراث بحري غني، ونافذة تطلُّ على عالم كان فيه البحر أكثر من مجرد طريق، بل حياة بحدِّ ذاتها.