صحيفة: التدخل العسكري خيار إسرائيل إذا فشلت دبلوماسيا في إبعاد حزب الله من حدود لبنان
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
هددت إسرائيل بأنها سوف تضطر إلى اتخاذ إجراء عسكري لإزالة حزب الله من جنوب لبنان، حال فشلت خطواتها الدبلوماسية.
جاء ذلك في رسالة بعث بها قيادات دولة الاحتلال للمبعوث الأمريكي آموس هوكستين، الذي زار تل أبيب خلال اليومين الماضيين، حسبما ذكر تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في نسختها الإنجليزية، وترجمه "الخليج الجديد".
وحسب الصحيفة ، فإن إسرائيل نقلت رسالة إلى هوكشتاين، رسالة مفادها أن إسرائيل مهتمة بنجاح خطوته الدبلوماسية، لكنها إذا فشلت، فسوف تضطر إلى "اتخاذ إجراء عسكري لإزالة حزب الله من جنوب لبنان".
وأوضحت إسرائيل أنه "بدون إزالة حزب الله، فإن سكان الشمال سيرفضون العودة إلى منازلهم".
وفي إسرائيل، ليسوا متفائلين بالتحرك السياسي، لكنهم يحاولون استنفاده حتى النهاية، من بين أمور أخرى، من أجل "شراء" الشرعية إذا كانت هناك عملية عسكرية في الشمال، وفق الصحيفة.
والجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، لهوكستين، إن إسرائيل تفضل حلاً دبلوماسياً مع لبنان بهدف تهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، لكنه أشار إلى أن هنالك "فترة زمنية قصيرة" لإيجاد هذا الحل.
اقرأ أيضاً
إيكونوميست: لا رغبة لإيران وحزب الله في التصعيد.. لكن "مقامرة إسرائيل" قد تشعل الحرب مع لبنان
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهوكشتاين إن "إسرائيل ملتزمة بإحداث تغيير جوهري على حدودها مع لبنان سيمكّن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم ومن التمتع بالأمان وبالشعور به".
ووصل هوكستين إلى إسرائيل، الخميس، للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لتهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية.
ويساور إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، "قلق بالغ" من أن تصاعد المناوشات الحدودية بين الجيش الإسرائيلي، و"حزب الله" اللبناني يمكن أن يؤدي إلى "حرب شاملة"، ربما تكون أسوأ من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وهوكستين، وهو أحد كبار مستشاري الرئيس بايدن، ومسؤولين أمريكيين آخرين يعملون منذ أسابيع على محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي، ولكن حتى الآن لم يُحرز سوى "تقدم طفيف".
وتصاعدت التوترات، الثلاثاء، بعد أن اغتالت إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري في غارة ببيروت.
وأثار اغتيال المسؤول البارز في "حماس" مخاوف من تصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، إذ تعهد الأمين العام للجماعة اللبنانية حسن نصر الله بـ"الرد ومعاقبة إسرائيل".
اقرأ أيضاً
نحو حرب أكثر تدميرا.. إسرائيل تستفز "حزب الله" بضربة في عمق لبنان
وقال مسؤول أمريكي كبير خلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، إنه "بغض النظر عن تهديدات نصر الله، تعتقد إدارة بايدن أن حزب الله وإسرائيل ليس لديهما رغبة في الدخول في حرب ضد بعضهما".
والسبت، قصف حزب الله اللبناني، قاعدة ميرون الإسرائيلية للمراقبة الجوية بـ62 صاروخًا من أنواع متعدّدة، في إطار الرد الأوّلي على اغتيال العاروري.
وبعد وقت قصير من بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أشهر، بدأ "حزب الله" بمهاجمة مواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود، وإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على الأجزاء الشمالية من إسرائيل، وردت إسرائيل بضربات جوية ونيران مدفعية.
وأجلت إسرائيل عشرات الآلاف من المدنيين من قرى وبلدات إسرائيلية قريبة من الحدود كإجراء احترازي، وسط مخاوف من أن قوات النخبة التابعة لـ"حزب الله"، ربما تشن هجوماً مثل الهجوم الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت الحكومة الإسرائيلية علناً إن الوضع على طول الحدود يجب أن يتغير، من خلال حل دبلوماسي أو عمل عسكري، قبل أن تسمح للمواطنين الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى ديارهم.
وكانت تقارير أفادت في وقت سابق، بأن إسرائيل تريد دفع قوات "حزب الله " لمسافة ستة أميال (9.65 كيلومتر) تقريباً بعيداً عن الحدود في إطار اتفاق دبلوماسي.
اقرأ أيضاً
بطريرك موارنة لبنان يدين إبادة غزة.. القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله يتواصل
المصدر | يديعوت أحرونوت - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حزب الله لبنان إسرائيل المقاومة أمريكا مبعوث بايدن حزب الله
إقرأ أيضاً:
اليمن يقود تحولًا استراتيجيًّا بحصار بحري يُخضِعُ “إسرائيل” ويضعها أمام خيار الاستسلام
عدنان الشامي
تتسارع الأحداث في المنطقة، لتتجلى معها حقيقة صراع قيمي يتجاوز الحدود، وفي هذا الإطار، يأتي الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على العدوّ الإسرائيلي كتحَرّك إيماني أصيل ونصرةً لقضية الأُمَّــة المركزية. هذا التحَرّك، الذي يختزل موقفًا نابعًا من عمق الإيمان بالمبادئ وارتباطا لا ينفصم بقضايا الشرف، يستدعي تحليل أبعاده وتداعياته في ضوء التطورات الراهنة.
القرار اليمني بفرض الحصار على السفن التابعة أَو المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي ليس إلا إعلانا عن توجّـه إنساني ومبدئي يتجاوز الحواجز التقليدية، مبرزًا اليمن كصوت صارخ بالحق في قلب هذا الصراع المحتدم، وبل يتوجّـه برسالة تحذيرية إلى كافة القوى الإقليمية والعالمية. هي دعوة للانضمام إلى معركة أوسع ضد الظلم والاحتلال، دعوة تتجاوز المحاور التقليدية وتكشف هشاشة التحالفات القائمة. هذه الرسالة اليمنية، التي تتجاوز البحار، تضع دولًا كثيرة أمام استحقاق أخلاقي ومبدئي: إما أن تظل صامتة في ظل ممارسات الاحتلال، أَو أن تتحَرّك بدور فاعل في دعم القضية الفلسطينية. كي تتخذ مواقف فعلية تترجم على أرض الواقع، عبر الانخراط في معركة استراتيجية قائمة على الضغط السياسي والاقتصادي، بدلاً من الاكتفاء بالشعارات.
يمثل الحصار اليمني على السفن الإسرائيلية عنصرًا من حرب هجينة تستهدف شل حركة الاقتصاد البحري على العدوّ الإسرائيلي. وتعطيل قدراته على الاستيراد والتصدير. ومنذ عام كامل، أعلن العدوّ خسائره المتراكمة جراء هذا الحصار، حَيثُ تعرضت السفن المرتبطة بإسرائيل للاستهداف المتكرّر، وأصبحت عاجزة عن التحايل أَو التخفي تحت أسماء شركات أُخرى. فقد باتت القوات البحرية اليمنية تمتلك قدرات متقدمة لملاحقة هذه السفن وكشف هويتها مهما حاولت التنكر أَو التخفي، بل حتى لو كانت مغمورة تحت البحار. هذا التفوق الاستخباراتي واللوجستي يضاعف من الخسائر ويصعّب على العدوّ تأمين وارداته الحصار بهذا الأُسلُـوب يعكس استخداما بارعًا لأدوات متداخلة تهدف إلى إضعاف العدوّ دون الدخول في مواجهات مباشرة.
وبفضل هذا الحصار، تعرض العدوّ الإسرائيلي لخسائر متصاعدة منذ عام كامل. السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني مُنعت من عبور البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي وحتى سيكون في البحر المتوسط، وأصبحت تواجه خطر الاستهداف المُستمرّ أينما وُجدت في مياه المنطقة. غير قادرة على التحَرّك بحرية، فكل مياه البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي أصبحت مناطق ملغومة بالنيران اليمنية. هذا التقييد فرض ضغوطًا خانقة على إسرائيل، مما دفع شركات الشحن البحري إلى إعادة حساباتها، خشية المخاطرة بنقل بضائع عبر هذه المسارات الحيوية، ورفع كلفة تأمين وارداتها عبر البحار، ما يعزز الضغط على الكيان ويجعله عرضةً لخسائر فادحة متزايدة مع مرور الوقت.
استراتيجيًا، وضع اليمن بخطواته هذه حدًا لمغامرات العدوّ في البحر الأحمر وباب المندب، حَيثُ أغلق القائد القرآني هذه الممرات أمامهم وأشعل البحار بنيران الثورة والعدالة، ليمنعهم حتى من العبور بسلام. لم تكن هذه الخطوات متوقعة من طرف العدوّ، الذي فوجئ بالقدرة اليمنية على قلب موازين القوى والتحكم بمفاصل التجارة الدولية في تلك المناطق الاستر
يمثّل هذا الحصار خطوة استراتيجية لا تقتصر على الأبعاد العسكرية والاقتصادية، بل تهدف إلى إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة. الرسالة التي ينقلها اليمن بهذا الحصار تُدرك جيِّدًا حجم تأثيرها على الرأي العام العربي والإسلامي، مشجعةً على تعزيز موجة تضامن بين مختلف القوى المعادية للاحتلال.
وعلى المستوى الاقتصادي، فإن الحصار يعزز من ضغوطه على الاقتصاد الإسرائيلي. شركات الشحن بدأت تفكر ألف مرة قبل المخاطرة في إرسال بضائع عبر البحر الأحمر، خشية من الخسائر المتزايدة. هذا الحصار بدأ يؤثر بشكل ملموس على الحركة التجارية الإسرائيلية، مما يجبرها على التراجع في استراتيجياتها البحرية. اقتصاد إسرائيل، الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة.
أما سياسيًّا، فإن هذا الحصار الذي تفرضه القوات اليمنية يضع إسرائيل في وضع محرج أمام العالم. إنها المرة الأولى التي تجد فيها إسرائيل نفسها محاصرة ليس فقط بالقوة العسكرية المباشرة، بل بأُسلُـوب مبتكر يعزلها عن طرقها الحيوية.
إن هذا الحصار يأتي استباقيًا قبل أن تتصاعد المواجهات الكبرى في المنطقة، ليضعف العدوّ في مراحل مبكرة ويعكس إرادَة قوية لتحدي هيمنة إسرائيل. فما كان للنظام الصهيوني أن يتوقع أن يأتي الهجوم عليه من مياه البحر، حَيثُ تحكم القوات اليمنية قبضتها على نقاط كانت تعتبرها مناطق مناعة استراتيجية. بهذا الأُسلُـوب، يعيد اليمن تعريف مفهوم الصراع في المنطقة، ويكسر هيمنة الاحتلال الإسرائيلي على مفاصل الاقتصاد الدولي، وستجبره على الخضوع.
ختامًا: اليمن يقود ثورة جديدة في قلب الصراع العربي الإسرائيلي.
ما يقوم به اليمن اليوم ليس مُجَـرّد عمل عسكري، بل هو إرادَة أُمَّـة قرّرت أن معركتها ضد إسرائيل ليست تقليدية. إنها معركة الحق في مواجهة الباطل، معركة الحرية في وجه الهيمنة، معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
الحصار البحري الذي يفرضه اليمن ليس مُجَـرّد إجراء عسكري، بل رسالة قوية للعالم: أن الحق لا يُنتزع إلا بالإرادَة الثابتة والعزيمة الصادقة. إنها رسالة تثبت أن إرادَة الشعوب الحُرة تستطيع كسر طغيان المستبدين وتغيير موازين القوى لصالح العدالة والحرية وتضع العدوّ الإسرائيلي أمام خيارين لا ثالث لهما: الموت أَو العودة إلى مواطنه الأصلية.
إنها لحظة تاريخية تنطلق من اليمن لتضع إسرائيل أمام تحديات جديدة، تقرب الأُمَّــة من الحلم بتحقيق الحرية والاستقلال الكامل لأرض فلسطين ولكل المنطقة العربية.