ندوة تناقش واقع تشغيل الأطفال في المغرب وتسجل تراجع ظاهرة الطفلات الخادمات
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
سلطت ندوة حول محاربة تشغيل الأطفال والهدر المدرسي”، الضوء على واقع تشغيل الأطفال في المغرب على ضوء القوانين الوطنية والدولية.
وقال سعيد السوكراتي، رئيس قسم التشريع ومعايير العمل، وممثل وزارة التشغيل والإدماج الاقتصادي والكفاءات، في الندوة التي نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني بالخميسات الجمعة، إن تشغيل الأطفال تعد ظاهرة عالمية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة خصصت يوما لمحاربة تشغيل الأطفال، وهي تصدر تقريرا سنويا حول الموضوع.
وأوضح أن القانون المغربي يمنع تشغيل أي طفل عمره أقل من 15 سنة، خاصة إذا حرمهم الشغل من التمدرس أو تسبب في مغادرتهم المدرسة، وأثر على نموهم الطبيعي.
وأشار أيضا إلى أن أسوء أنواع تشغيل الأطفال، هو ما يعرف بـ”الرق المعاصر” ويتعلق الأمر بتجارة الأطفال واستعمالهم في النزاعات المسلحة والاستغلال الجنسي، وغيرها.
ولاحظ السوكراتي، أن هناك انخفاضا في تشغيل الأطفال في المغرب، مقارنة مع التسعينات حيث كانت تنتشر ظاهرة الطفلات الخادمات.
وعبر أبوبكر الفقيه التطواني، رئيس المؤسسة عن القلق من أن ظاهرة تشغيل الأطفال وظاهرة الهدر المدرسي، باتت ترسم صورة قاتمة لمستقبل أجيالنا القادمة، حيث يشكل الأطفال ثلث سكان المغرب أي ما يناهز 12 مليون طفل.
وأضاف أن وزارة التربية سجلت ارتفاع عدد المنقطعين عن الدراسة في 334 ألف و664 منقطعا ومنقطعة خلال الموسم الدراسي 2021-2022؛ حيث يشكل الهدر في المستوى الإعدادي الحصة الكبرى بحوالي 55%.
وحسب التطواني فإن 127 ألف طفل مغربي يشتغلون في ظروف قاسية تعرض حياتهم وصحتهم للخطر وتحرمهم من براءتهم وطفولتهم وتعلمهم؛ داعيا الفاعلين المجتمعيين إلى التعبئة لمحاربة تشغيل الأطفال، وقال إن جلالة الملك محمد السادس قال إن “معاناة الأطفال تعد مبعث ألم لكل ضمير حي ووصمة عار في جبين كل مجتمع إنساني، كما أن الطفولة هي دعامة المستقبل وأمل البشرية في غد أفضل؛ وحضارة الشعوب تقاس بمدى عنايتها واهتمامها بأطفالها”.
من جهته تحدث خالد الزروالي، المدير الإقليمي، لوزارة التربية الوطنية بالخميسات، عن واقع الهدر المدرسي في الإقليم مسجلا أن نسب الهدر تعد الأقل على المستوى الوطني. وقال إن الإقليم يتميز بالشساعة ويمثل 40 في المائة من جهة الرباط سلا القنيطرة، وهو متشتت.
ففي الوقت الذي يسجل فيه مؤشر الانقطاع المدرسي الوطني في الابتدائي 2.9 في المائة في الموسم 2020-2021، وترتفع في الإعدادي إلى 9.7 في المائة نجد أن إقليم الخميسات تسجل فيه نسبة 1.2 في المائة وفي الإعدادي 3 في المائة، والثانوي 3.5 في المائة.
واعتبر الزروالي أن تجميع المدارس ساهم في تراجع الهدر، مشيرا إلى تجربة المدارس الجماعاتية التي يصل عددها إلى 13 مدرسة جماعاتية بدل 3 في السابق. ومما ساهم في تراجع الهدر اتخاذ قرار بمنع طرد التلاميذ الذين لم تتجاوز أعمارهم 17 سنة. ففي سنة 2020 تم طرد 400 تلميذ، وحسب الزروالي بذلت جهود لإعادة معظمهم.
ومؤخرا تبين أن 220 تلميذا تم فصلهم رغم التوجيهات بعدم الفصل، وقد تمت إعادة أغلبهم.
بدوره تحدث هشام مخون، المدير الإقليمي لقطاع الشباب، حول دور الشباب في حماية الأطفال، من خلال تأطيرهم، وقال إن الطفل الذي يغادر القسم بعد انتهاء الدروس، لا يجد فضاءات تربوية ورياضية في دور الشباب.
وأشار إلى أن إقليم الخميسات شاسع يتضمن 34 جماعة تضم 16 دار شباب فقط، منها اثنتان مغلقتان. 11 من هذه الدور في الوسط القروي. كما أن أطفال الإقليم هم أقل استفادة من المخيمات الصيفية.
كلمات دلالية الهدر المدرسي تشغيل الأطفال مؤسسة الفقيه التطوانيالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: فی المائة
إقرأ أيضاً:
ندوة نقدية لــ “حديث الزيتون” في النادي الثقافي
نظّم صالون سعيدة خاطر الثقافي ندوة نقدية بعنوان “حديث الزيتون” بحضور نخبة من الكتّاب والنقاد في النادي الثقافي بالقرم شارك في الندوة كل من الكاتبة أميرة علي البلوشية الفائزة بجائزة فلسطين العالمية للآداب ٢٠٢٤ عن قصة الأطفال "حديث الزيتون" والرسامة العمانية التي شاركتها النجاح عزة بنت محمد البكرية راسمة القصة ، والشاعر خميس قلم الهنائي، والناقد الدكتورعامر محمد العيسري، وأدارت الجلسة الأديبة فتحية محمد العميرية.
وأوضحت الكاتبة أميرة البلوشية أن تتويج قصة الاطفال "حديث الزيتون" ليس إنجازًا شخصيًا لها فقط، بل هو فخر لكل عماني ولكل عربي، مؤكدةً أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية بامتياز، وقضية تاريخية وأخلاقية تهمنا جميعًا. وأضافت: "واجبنا أن نواصل تسخير أقلامنا وكلماتنا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ولن نتوقف عن الكتابة والنضال حتى ينتهي هذا الطغيان الجائر" وهذا الإنجاز يعكس الروح العربية والإسلامية التي ترفض الظلم وتؤمن بقوة الكلمة وتأثيرها في إحياء القضايا العادلة.
وأضافت أن القصة كانت تستشرف نصر فلسطين بأسلوب بسيط ومؤثر يناسب عقول الأطفال، حيث تصف مشاهد الفرح التي تعم قلوب الأطفال الفلسطينيين وأسرهم بعد تحرير وطنهم، وتنقل مشاعر السعادة والأمل بغد أفضل. مؤكدةً أن حديث الزيتون ليس مجرد قصة، بل هو رسالة تحمل بين طياتها أملًا كبيرًا، وغرسًا لقيم الحرية والعدالة في نفوس الأطفال. وقالت: "أردت أن أقدم رؤية مشرقة لأطفالنا، تجعلهم يؤمنون بأن الحق ينتصر في النهاية، وأن السلام والفرح حق للجميع".
واختتمت حديثها بتأكيد أهمية الأدب الموجه للأطفال كوسيلة لبناء وعي الأجيال القادمة وتعزيز ارتباطهم بالقضايا الإنسانية والوطنية.
وأعربت الرسامة عزة البكرية عن سعادتها وفخرها بمشاركة الكاتبة اميرة البلوشية في إنجاز كتاب حديث الزيتون، قائلة: "الحمد لله الذي أكرمنا بأن نكون جزءًا من هذا العمل، والحمد لله الذي جعل هذا الكتاب يحظى بجائزة فلسطين."
وأضافت: "عندما اطلعت على القصة لأول مرة، وراودني شعور جميل ومميز أشبه بشعور الفراغ المليء بالإمكانيات، شعور يدعو للتعبير والإبداع. هذا الإحساس دفعني لتوظيفه في الرسومات التي صممتها باستخدام الرسم الرقمي. اخترت أن تكون الرسومات مستوحاة من مساحة الذاكرة الخفية التي تلامس جوهر القصة."
وأوضحت البكرية أنها حرصت على أن تتناغم الرسومات مع النصوص المكتوبة، قائلة: "عملت على إظهار البهجة والسرور في الرسومات، بما يتناسب مع روح العمل، مع مراعاة الملاحظات التي قدمتها الكاتبة حول إبراز التفاصيل المرتبطة بالحرية، والعمارة الفلسطينية، والعادات التي تمثل الهوية الوطنية."
وأشارت إلى أن تنفيذ الرسومات تزامن مع أحداث أكتوبر المؤلمة، والتي ألقت بظلالها على مشاعرها أثناء العمل، مضيفة: "رأيت الألم والقسوة في أعين الأطفال الفلسطينيين، وتأثرت كثيرًا بمآسي الشهداء والجرحى. من بين تلك القصص المؤثرة، استوحيت شخصيات مثل الفتاة التي فقدت زهراتها، والتي قال جدها عنها: روح الروح وكذلك شخصية سيلا، الطفلة الجريحة التي كانت تبحث عن والديها المستشهدين في المستشفى. كان هناك مزيج عميق من الحزن والأمل، الألم والفرح، وكل ذلك حاولت تجسيده في الرسومات."
واختتمت البكرية حديثها قائلة: "سعيت لأن تحمل الرسومات مشاعر صادقة تصل للقارئ كما وصلني إحساس الكلمات، أردت أن تكون رسوماتي بوابة تترجم المشاعر المختلفة التي عشتها خلال العمل، لتلامس قلوب الأطفال والكبار على حد سواء، وتبقي رسالة القصة حية في الأذهان."
أشار الناقد عامر محمد العيسري إلى أن قصة حديث الزيتون هو عمل مميز في الأدب الفلسطيني للأطفال، حيث تجسد القصة نضال الشعب الفلسطيني بأسلوب فني بسيط وعميق في آن واحد. وأوضح العيسري أنه قد تعرف على هذه القصة من خلال (جريدة عمان)، حيث نشر عن الجائزة التي حصلت عليها القصة، وهي جائزة فلسطين العالمية في مجال أدب الأطفال، مشيراً إلى أن الكاتبة أميرة البلوشية، خلال حديثها مع الصحيفة، أوضحت أنها كتبت هذه القصة بعد تفاعل كبير مع التاريخ الفلسطيني ومع نضال الشعب الفلسطيني، بهدف تعزيز مشاعر الانتماء والتمسك بالأرض لدى الأطفال.
وأكد العيسري أن القصة تتسم بتسلسل سردي متكامل، حيث تصف لحظات النصر الفلسطيني بشكل دقيق، معبرة عن فرحة الجميع، سواء الأفراد أو الجماعات، في أجواء تنبض بالحياة فقد وصفت الأماكن مثل المسجد الأقصى والأشجار المتمايلة والسكيك والمنازل، بالإضافة إلى الشخصيات المختلفة مثل سناء، أم هديل، أماني، وزهرة، مما يعكس ثراء تاريخي وثقافي يعزز من مفردات القصة للأطفال. كما أضاف أن القصة تتطرق إلى لحظات الفرح حتى في أقسى الظروف، حيث ربطت بين مشاعر الفقد والحزن وبين مشاعر الأمل والفرح.
وأشار العيسري إلى أن اختيار عنوان القصة حديث الزيتون كان غير تقليدي، إذ لم يكن مجرد إشارة إلى "نصر فلسطين" أو "لحظات النصر". بل كان عنوانًا يبرز رمزية الزيتون في الثقافة الفلسطينية والتاريخ، ويعكس ارتباطه العميق بالسلام والنصر، كما ورد في العديد من القصص القرآنية.
وأضاف العيسري أن القصة لا تستهدف أطفال فلسطين فقط ، بل أطفال العالم أجمع، حيث تمت محاكاة العديد من الأنشطة التي يقوم بها الأطفال في مختلف الأماكن، مثل اللعب بالطائرات الورقية وصناعة العرائس، مما يجعلها قصة عالمية تحمل رسالة مشتركة لجميع الأطفال في العالم، وفيما يتعلق بعمر الفئة المستهدفة فأشار العيسري إلى أن القصة تناسب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة (6-8 سنوات)، حيث يبدأ الطفل في اكتساب حس العدالة ويعيش مرحلة الخيال.
وبين العيسري أن القصة تحقق العديد من الأهداف الترفيهية والتعليمية، حيث يشعر الأطفال بنشوة النصر من خلال مشاهد الفرح التي يتم فيها توزيع الحلويات والنقود، وأضاف أن القصة تحقق أهدافًا فنية من خلال الرسومات التي اختارتها الفنانة عزة البكرية، والتي امتازت باستخدام ألوان محببة للأطفال مثل الذهبي والاحمر والأزرق، مما يعزز من جو الفرح والاحتفال.
كما أشار العيسري إلى الأهداف الثقافية التي حققتها القصة، حيث تم ذكر أماكن فلسطينية مثل غزة والمسجد الأقصى وشاطئ غزة، مما يساهم في غرس المعرفة بالأماكن الفلسطينية في ذاكرة الأطفال، ولفت إلى أن القصة تقدم أيضًا معلومات هامة عن التقاليد الفلسطينية مثل الزيتون والميرمية، مما يعزز الثقافة الفلسطينية في نفوس الأطفال.
وفيما يخص الأهداف النمائية، أوضح العيسري أن القصة تقدم مفردات متنوعة بين الأفعال والأسماء التي تساعد الأطفال على تطوير لغتهم، كما تقدم صورًا فنية وتعليمية متوافقة مع عقلية الطفل، وأضاف أن القصة تعكس أيضًا مشاعر التعاون الأسري والمجتمعي، حيث يظهر التعاون بين الأطفال وأمهاتهم في صناعة المربى، مما يعكس قيمة الحب والتعاون.
وأكد العيسري في ختام حديثة أن "حديث الزيتون" هو عمل فني رائع يجسد القضية الفلسطينية من خلال أسلوب سردي بسيط وعميق، ويحقق توازنًا بين الأهداف الترفيهية والتعليمية والثقافية.
وفي قراءة انطباعية للشاعر خميس قلم الهنائي، أثنى على نجاح هذا المشروع الإنساني الذي يعكس الجمال الأدبي والفني من خلال الرسم الرقمي في خدمة القضايا الوطنية، مشيراً الى إن "حديث الزيتون" هو عمل يضع لبنة جديدة في جدار مقاومة الاحتلال، الجدار الذي تتكئ عليه الأجيال، تكتنز فيه آمال الفلسطينيين وآلامهم، وإن هذه القصة ليست مجرد حلم خاص لأميرة وعزة وحدهما، إنما هو حلم كل فلسطيني، وكل عربي، وكل انسان يؤمن بحرية الأوطان، وانه حلمنا جميعا. وأكد قائلاً "انا على ثقة انكم لم تأتوا لحضور هذا الصالون دعما للكاتبة والرسامة فقط، انما تجشمتم عناء المسافة لتستمتعوا بسرد الحلم ولتسمعوا حديث الزيتون مناصرة لقضية القضايا".
واوضح الهنائي في إطار احتفاء صالون الدكتورة سعيدة خاطر بالحديث عن ما يميز هذا العمل، وكيف يمكن أن يوضع في سياق التنافس مع القصص الأخرى المتقدمة للجائزة قائلاً: "أدركت أنه يصعب علي مقارنة هذا العمل بالآخرين في هذه المسابقة، فقررت توسيع نطاق التفكير ومقارنة "حديث الزيتون" مع القصص الموجهة للأطفال التي تناولت موضوع القضية الفلسطينية، وكيف عالجت هذه القضية في إطار سردي.
وفي هذا المقام، لاحظ الهنائي أن معظم القصص المعنية بالقضية الفلسطينية تركز على معجم دلالي مأساوي، متكرر، يميل إلى استعراض محنة الاحتلال الفلسطيني، مثل القصف، القنابل، الدبابات، الرصاص، والقتل والدمار، وغالبًا ما يتم التركيز على الألم والفقدان، لتُستعرض صور المأساة، مثل الشهداء، الثكالى، الأرامل، والأيتام، كما تذكر صور المسجد الأقصى بحسرة ويشعر الأطفال بالخوف من الشظايا المتساقطة، تحت الاحتلال.
موضحاً ان "حديث الزيتون"، يأخذ منحى مختلفًا تمامًا، حيث يبتعد عن هذا التصوير التقليدي للمعاناة ويركز على الأمل والفرح، ويقدم لنا حلم أميرة وعزة، الذي يعكس حلم الشعب الفلسطيني بأسره وهو حلم مشترك لكل عربي، فالقصة كانت تتغذى من آلام الحزن الفلسطيني، لكنها تهدف إلى تغذية الأجيال القادمة بالأمل والفرح.
مشيراً الى انه في "حديث الزيتون" تظهر جمالية السرد الذي يعكس حالة الفرح في المجتمع الفلسطيني، على عكس السرد المعتاد الذي يعكس المعاناة، فقد كانت القصة مليئة بالأمل والتفاؤل، ويظهر ذلك جليًا في التفاصيل الصغيرة التي تم توظيفها بمهارة، مثل مشهد الأطفال الذين يوزعون الحلوى، وهو مشهد يتناقض مع مشهد الشظايا المتساقطة، فالقصة لا تركز على الحزن فقط، بل تضمنت أيضًا لحظات من الفرح والإنتاج، مثل تجهيز زيت الزيتون وصناعة المربى، وهو ما يرمز إلى قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والإبداع رغم الظروف الصعبة.
واكد الهنائي ان إحدى أبرز السمات التي تميز "حديث الزيتون" هي غناها بالمفردات التي تعكس الحياة الفلسطينية، مثل الزيتون، البرقوق، الخروب، الزعتر، والميرامية فهذه المفردات لم تكن فقط جزءًا من البيئة الفلسطينية، بل هي أيضًا تعبيرات عن الفرح والاحتفال، وتكتسب هذه الكلمات دلالة أعمق، حيث تمثل جزءًا من ثقافة فلسطين، وترتبط بالاحتفالات والأعياد والمناسبات السعيدة التي تمارسها الشخصيات في القصة.
وأوضح الهنائي ان اللغة في "حديث الزيتون" طافحة بالصور المجازية التي تعكس الفرح وتخلق أجواء من التفاؤل، فعلى سبيل المثال، نجد تعبيرات مثل "ضج الأفق وأخذ يبتسم"، أو "الحارات السعيدة تراقصت بها الأحلام"، مما يخلق في ذهن القارئ صورة مشرقة عن الحياة في فلسطين، رغم ما يحيط بها من تحديات، مشيراً الى ان هذه اللغة الشعرية تجذب القارئ، خاصة الصغار منهم، وتدفعهم للتفكير في معنى الكلمات والصور المجازية.
ومن الناحية السردية قال الهنائي يمكن القول إن "حديث الزيتون" قد كسرت النموذج التقليدي المتبع في بناء الشخصية وتحولاتها عبر الزمان والمكان، بل استخدمت البناء السردي بطريقة غير تقليدية، تعتمد على شخصيات ثابتة ومرتكزة في أحداث ليست معقدة ولكنها مليئة بالرمزية، هذا السرد لا يرتكز على تطور الشخصيات في الزمن والمكان بقدر ما يتبع سلسلة من التحولات النفسية التي يعايشها الفلسطينيون في ظل الاحتلال، وهي تحولات تنتقل بهم من الحزن إلى الفرح، ومن الألم إلى الأمل.
كما توفقت الكاتبة في اختيار اسمائها بما يتناسب مع مناخ الفرح العام، كأمنة التي تنثر الحلوى للاطفال اختارت هذا الاسم دلالة على الشعور بالأمان، وابو عامر دلالة على العمار والاعمار وغير ذلك من الاسماء التي استطاعت الكاتبة ببراعة توظيفها في هذا المناخ من الفرح بسرعة.
وفيما يتعلق بالقيم التعليمية التي تقدمها القصة للأطفال، فإن "حديث الزيتون" يعد عملًا غنيًا بالمفاهيم التربوية. القصة تتيح للأطفال فرصة التفكير النقدي والتحليلي، حيث يمكن للمعلم أن يطرح أسئلة على الطلاب مثل: "كيف يمكن تفسير سلوك أبو عامر؟" أو "ماذا تعني كلمة أمنية في سياق القصة؟" هذا النوع من الأسئلة يساعد على تعزيز مستوى التفكير النقدي لدى الأطفال.
كما أن القصة تنطوي على رسائل تربوية وإبداعية، مثل أهمية الإنتاج والعمل، فالأطفال في القصة يبدعون في صناعة الطائرات الورقية، وتقوم الشخصيات بتصنيع المربى والقيام بالأعمال الزراعية، وهو ما يعزز قيمة العمل الجاد والإنتاجي لدى الأطفال.
مختتماً القول إن "حديث الزيتون" هو قصة مثالية لدمج الأدب والفن في تعليم الأطفال، حيث تزرع فيهم القيم الإنسانية والثقافية التي تؤمن بالأمل والنصر، وان القصة تدمج بين السرد اللغوي الجميل والرسومات الفنية التي تعكس كل مشهد، وتتيح للأطفال الفرصة للتفكير في المستقبل والعمل من أجل تحقيق الأحلام، تمامًا كما فعلت أميرة وعزة في هذا العمل المبدع.