خبير فرنسي للوتان: حسابات الحوثيين ما تزال رابحة في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
قالت صحيفة سويسرية إن جماعة الحوثيين اليمنية بتكثيفها هجماتها في البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة السفن التي تتاجر -وفق رأيها- مع إسرائيل، أرغمت جزءا من النقل البحري على تجنب قناة السويس، فما الذي كسبته هذه الجماعة من وراء ذلك؟
وللإجابة عن هذا السؤال، أجرت لوتان مقابلة مع عالم الأنثروبولوجيا فرانك ميرمييه، المتخصص في اليمن، ومدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، لتبيين الحسابات من وراء هذه العملية، حيث استطاع الحوثيون من خلال الظهور كمدافعين عن القضية الفلسطينية، تعزيز شرعيتهم.
وأوضح ميرمييه -وفق تلخيص للكاتب لويس ليما لهذه المقابلة- أن دخول الحوثيين المدوي على الساحة، جاء في سياق دعم القضية الفلسطينية، وهو ما جعل عملهم يحظى بدعم واسع في اليمن حتى خارج مناطق سيطرتهم، وبالتقدير في العالم العربي الذي يدعم الفلسطينيين، وهو ما قد يعطيهم قدرا من النفوذ الإقليمي، خاصة أن مشاركتهم كانت فعالة إلى حد ما، بحيث أثرت على إمدادات الموانئ الإسرائيلية بشكل مباشر.
ويعكس هذا العمل رغبة الحوثيين في إظهار قوتهم على المستوى الوطني والدولي، وأنهم يمثلون الشرعية في اليمن، كما يوجهون من خلاله رسالة إلى جيرانهم، وخاصة السعودية من أجل رفع سقف المفاوضات معها لكسب بعض التنازلات.
معضلة كبيرة
ويواجه التحالف الأميركي معضلة كبيرة -وفق ميرمييه- لأن تدخله عسكريا في القواعد التي يوجد فيها الحوثيون قد يؤدي إلى تسريع انعدام الأمن في البحر الأحمر وبالتالي تفاقم المشكلة، أما إذا لم يفعلوا شيئا، فستتعرض التجارة البحرية لمزيد من العوائق، وربما تقرر إسرائيل التدخل بشكل مباشر.
ومع أن رهان الحوثيين هو الفائز حاليا، فالكاتب يرى أنه من الصعب الحكم على مقدار العقلانية في قرارهم، لأنهم ذهبوا بعيدا في اللعبة، وهو ما قد يعرض مكاسبهم الحالية للخطر فيما يتعلق بوقف إطلاق النار والمفاوضات مع السعودية مثلا، وفي تخفيف الحصار على ميناء الحديدة ومطار صنعاء، لأن التحالف والأساطيل المختلفة قد تطبق عليهم الحصار، حتى لا يعبر شيء إليهم، حتى المساعدات الإنسانية، وهو ما سيكون كارثيا.
وختم الباحث الفرنسي عند سؤاله عن العلاقة بين الحوثيين وإيران؛ بأن هذه الحركة في بدايتها مرتبطة بمشاعر الإحباط والتهميش الإقليمي والديني، ولها أسباب داخلية لا علاقة لها بإيران، ولكنها عندما استولت على السلطة عام 2014، حصلت على مساعدة فنية ولوجستية من طهران، وإن كان ذلك لا يعني أنها تخدم مصالح إيران.
وهي اليوم شبيهة بالجماعات التي تستجيب لمصالح طهران في العراق، كما أنها تقلد الحركات المؤيدة لإيران، مثل حزب الله اللبناني الذي يبدو أنها تتخذه نموذجا لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وهو ما
إقرأ أيضاً:
لردع الحوثيين : القوات الامريكية تبدأ تحركا واسعا باليمن
واشنطن ، صنعاء - بدأت القوات الأمريكية، تحركاً واسعاً في اليمن، ضد جماعة الحوثي، رداً على تصعيدها بالتهديد باستئناف هجماتها على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن بدعوى "دعم فلسطين واسناد غزة".
صدر هذا في تصريح مقتضب لوزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون"، أكدت فيها البدء في تنفيذ عمليات جوية في منطقة عمليات القيادة المركزية.
وقالت القيادة المركزية الامريكية " CENTCOM" في تغريدة على "إكس": "يقوم جناح حاملة الطائرات الجوي (CVW1) بإجراء العمليات الجوية من حاملة الطائرات من فئة نيميتز USS Harry S. Truman (CVN 75) في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية".
يأتي هذا بعد أن وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، تهديداً غير مسبوق لجماعة الحوثي، بشأن تهديداتها باستئناف هجماتها على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن بدعوى "دعم فلسطين واسناد غزة".
وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، أعلن الاستعداد عسكريا لتنفيذ هجمات جديدة ضد السفن التابعة لإسرائيل في البحر الاحمر، مع انتهاء مهلة أعلنها لمدة 4 أيام.
وقال الحوثي في كلمة بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين: "نحن على موقفنا فيما يتعلق بالمهلة المحددة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة والقوات المسلحة على أهبة الاستعداد لتنفيذ العمليات". مضيفاً: "ستبدأ الإجراءات العسكرية لتكون حيز التنفيذ منذ لحظة انتهاء المهلة المحددة إن لم تدخل المساعدات إلى قطاع غزة". حد زعمه.
والجمعة الماضية أطلقت جماعة الحوثي تهديداً باستئناف الحرب وهجماتها على إسرائيل والسفن في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن بدعوى "دعم فلسطين واسناد غزة".
وهدد الحوثيون، بقلب الطاولة على الجميع، ردا على قرار الولايات المتحدة الامريكية تصنيفها "منظمة إرهابية"، على خلفية هجماتها على إسرائيل والسفن المرتبطة بها في البحرين الأحمر والعربي بدعوى "دعم المقاومة الفلسطينية".
ووجهت الولايات المتحدة الامريكية، تهديداً رسمياً ، إلى كل من جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية، بشأن اليمن، متحدثة لاول مرة عن علاقات تجمع الدولتين بجماعة الحوثي تتجاوز الموقف السياسي.
واستهل الرئيس الامريكي دونالد ترامب ولايته الرئاسية الثانية بإعادة اصدار اخر قرارات ولايته الاولى بتصنيف جماعة الحوثي جماعة ارهابية عالمية" معللا القرار بـ "هجماتها البحرية واطلاق 300 صاروخ على اسرائيل".
والشهر الماضي، أعلنت جماعة الحوثي أنها "ستبقى في مواكبة ورصد للاوضاع في فلسطين وغزة ومراقبة مراحل تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى". متوعدة باستئناف هجماتها على اسرائيل والسفن الاسرائيلية والمتجهة اليه "إذا نكثت اسرائيل بالاتفاق".
كاشفة "تنفيذ عمليات بـ1255 ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، علاوة على الزوارق الحربية إسناداً لغزة". حسب تعبيرها.
يذكر أن "حماس" بدأت في السابع من أكتوبر تصعيداً ضد إسرائيل من خلال شن عملية عسكرية واسعة على الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أسمتها "طوفان الأقصى" جلبت على الفلسطينيين في القطاع دماراً وآلاف القتلى والجرحى والمفقودين، وقوبلت بإدانة معظم دول العالم بما فيها الامارات، والمجلس الانتقالي الجنوبي.
Your browser does not support the video tag.