عربي21:
2025-04-28@15:24:43 GMT

ثلاثة أشهر على حرب غزة

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالين الأسبوع الماضي يصفان ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية على الحرب المستمرة، ويرسمان معاً صورة مزعجة لما وصلنا إليه بعد ثلاثة أشهر، بدءاً من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

المقال الأول بعنوان «السابع من أكتوبر يجبر الإسرائيليين على إعادة التفكير في هويتهم». وكتب في عنوانه الفرعي «هز الهجوم الإيمان بوجود ملاذ آمن، ولكنه وحد أيضاً شعباً منقسماً».

أما المقال الآخر، الوارد من «مخيم جنين»، بعنوان «مواجهة القوات الإسرائيلية والدمار، مع التعهد بالبقاء على قيد الحياة» فيحتوي على اقتباس للانسحاب: «القتل، والغزو، والغارات - كل ذلك سيؤجج المزيد من المواجهة».

يركز المقال الأول على متشددين يعبرون الآن عن اهتمامهم بالخدمة في الجيش والمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل الذين يقولون إنهم يفضلون العيش تحت الحكم الإسرائيلي على أن تحكمهم «حماس». لكن مثل هذه الاستجابات العاطفية لا تؤدي إلا مؤقتاً إلى سد خطوط الصدع المتبقية والتي ستظهر من جديد.

وبينما اهتزت فكرة «إسرائيل كملاذ آمن»، فإن الشعور بالوحدة والهوية الذي يتقاسمه معظم اليهود الإسرائيليين الآن يكمن في يهوديتهم وعدم ثقتهم في الفلسطينيين وفي أي حل سلمي للصراع. وهم يكرهون رئيس وزرائهم، ولكنهم يظلون داعمين للحرب في غزة ويلتزمون الصمت إزاء أعمال العنف المستمرة في الضفة الغربية.
ولم تخف إسرائيل نواياها، إذ أعلنت مراراً وتكراراً أنها ستسوي غزة بالأرض، وتعيد احتلالها، وتقوم بتهجير سكانها إلى مصر. وكان الرد الأمريكي ضعيفاً: مجرد تصريحات ضد إعادة الاحتلال والتهجير القسري.
وإذا كان الإسرائيليون يتصورون أن هجومهم الشامل على غزة والقمع المكثف في الضفة الغربية من شأنه أن يُخضِع الفلسطينيين، فإن المقال الثاني والاستطلاع الأخير للمواقف الفلسطينية يؤكدان العكس. إذ يؤيد 70% من الفلسطينيين الهجوم الذي شنته «حماس» في السابع من أكتوبر. والآن أصبح الرأي العام في الضفة الغربية وغزة يفضل قيادة «حماس» على السلطة الفلسطينية.

وبينما تم الإعلان عن أعداد القتلى (21.000) والجرحى (أكثر من 55.000) في غزة، فإن تأثير الغارات الإسرائيلية في جميع أنحاء الضفة الغربية لا يزال غير معلن على نطاق واسع. تصف نيويورك تايمز الهجوم - الشبيه بالهجوم على غزة - على مخيم جنين من قبل الإسرائيليين: (تضررت خطوط الكهرباء، وثُقبت خزانات المياه، وتحولت الطرق المعبدة إلى مجرد حصى وتراب، بينما تنتشر رائحة مياه الصرف الصحي بكثافة في الهواء. وعلى مدى الشهرين الماضيين، انتقل نحو 80% من السكان البالغ عددهم حوالي 17000 شخص بشكل مؤقت...«وتم اعتقال 330 من سكان جنين وقُتل 67 منهم).

وقال أحد السكان:«ما يحاول الإسرائيليون فعله بكل هذا الدمار هو خلق حالة من اليأس.. وما لا يدركونه هو أن قوتنا الكبرى هي وحدتنا».

قبل ثلاثة أشهر، أعربت عن حزني لأن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يتعلموا من دروس الماضي - فالعنف لن ينهي الاحتلال ولا يوقف مواجهته. وعندما ينتهي هذا الصراع سنجد أنفسنا قد عدنا من حيث بدأنا، إلا أننا سنعود بمزيد من الموت والغضب والتطرف من كلا الجانبين.

كما أن الولايات المتحدة لم تتعلم أي دروس. لقد وقفنا صامتين بعد تحذير إسرائيل من أخطائنا في أفغانستان. لقد حذرناهم من استهداف المدنيين ثم قمنا بشحن القنابل التي تسببت في خسائر فادحة في حياة المدنيين، وتقبلنا بشكل سلبي نيتهم في القيام بإبادة جماعية. كما منعنا جميع الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

ولم تخف إسرائيل نواياها، إذ أعلنت مراراً وتكراراً أنها ستسوي غزة بالأرض، وتعيد احتلالها، وتقوم بتهجير سكانها إلى مصر. وكان الرد الأمريكي ضعيفاً: مجرد تصريحات ضد إعادة الاحتلال والتهجير القسري.

لا يمكن وصف «الخطة» الأمريكية للمضي قدماً إلا بكل تهذيب، باعتبارها تزيد الطين بلة. ومن الوهم الاعتقاد بأن السلطة الفلسطينية يمكن أن تحكم غزة في أعقاب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، أو أن هذا أو أي ائتلاف إسرائيلي في المستقبل سيتحرك نحو حل الدولتين عن طريق التفاوض. مع تدمير غزة، والمستوطنات الإسرائيلية التي تجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية متجاورة، وقيام المستوطنين والجيش الإسرائيلي بتطهير الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، وعدم وجود حكومة ائتلافية إسرائيلية محتملة مستعدة لقبول دولة فلسطينية مستقلة، وإضعاف السلطة الفلسطينية وإصابة حماس بالشلل، ورفض الولايات المتحدة كبح جماح إسرائيل – ما الذي سيتم التفاوض عليه ومع من؟

إن السلوك السيئ الذي يُترك دون رادع ينمو ويتفاقم. لقد سمحت الولايات المتحدة بحدوث هذا الوضع. وإلى أن نجد الشجاعة السياسية للمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء المساعدات السياسية والعسكرية في المستقبل، فإن دائرة العنف والقمع ستستمر. وعلينا أن نتعلم الدروس من إخفاقاتنا في الماضي والحاضر وأن نغير المسار.

ودروس ما جرى خلال الأشهر الثلاثة الماضية من شأنها أن تجبر الإسرائيليين على مواجهة التكاليف المترتبة على المسار الذي اختاره قادتهم ويسمح للفلسطينيين بالشعور بالأمل في فهم محنتهم. وهذا يمكن أن يمثل بداية عملية طويلة من التحول تقود الطريق إلى السلام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال التهجير مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الصحف العالمية: تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتحريض على الإبادة وارتفاع حوادث القتل في الضفة الغربية

أوردت الصحف العالمية تحذيرات منظمات الإغاثة من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مع تزايد الخطاب التحريضي على الإبادة في إسرائيل وارتفاع حوادث قتل الفلسطينيين في الضفة الغربية. 

وتعد هذه التطورات بمثابة نقاط حرجة تشير إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والحقوقية في الأراضي الفلسطينية.

‏جلسة لمحكمة العدل الدولية للنظر في قرار إسرائيل حظر وكالة الأونروا في غزة الثوابتة: الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة كارثية والمجاعة تقترب الأزمة الإنسانية في غزة: نفاد الغذاء والتهديدات المتزايدة

نقلت صحيفة غارديان البريطانية تحذيرات منظمات الإغاثة بشأن تدهور الوضع في غزة، مشيرة إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي قد يهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية.

وأكد العاملون في مجال الإغاثة أن مخزون المواد الغذائية الذي تم توفيره لأشهر للمطابخ الجماعية قد نفد بالكامل.

تُعد هذه المطابخ الملاذ الأخير للسكان في غزة للحصول على الغذاء الضروري. وأكد مسؤول أممي للصحيفة أن خبرته في التعامل مع الأزمات السابقة تؤهله للتأكيد على أن الوضع في غزة يتدهور بسرعة.

تحريض على الإبادة في الإعلام الإسرائيلي

في الوقت نفسه، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالًا يُنبّه إلى أن التحريض الإسرائيلي على الإبادة الجماعية في غزة يكتسب زخمًا متزايدًا. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث عن الإبادة الجماعية أصبح شائعًا في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتعتبر بعض وسائل الإعلام أن هذه التصريحات ليست فقط مقبولة بل مشروعة، وهو ما يعكس تغيّرًا في سلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين. 

أصبح قتل المعتقلين وتجويع الشعب الفلسطيني أمرًا مقبولًا علنًا في الإعلام الإسرائيلي، وهو تحول خطر يعكس مدى التصعيد في الخطاب الإسرائيلي.

ارتفاع حوادث القتل في الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية، أفادت صحيفة لوموند الفرنسية بتزايد حوادث قتل الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن قتل شاب فلسطيني برصاص الاحتلال أصبح أمرًا شائعًا.

 وقد تغيرت قواعد الاشتباك بالنسبة للجيش الإسرائيلي، حيث كان الجنود في السابق يطلقون النار في الهواء أو على الأرجل في حال الشعور بالتهديد، لكنهم أصبحوا الآن يصوبون بهدف القتل. 

وارتفعت حوادث القتل بشكل ملحوظ بعد الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، مما يعكس تصعيدًا في المواجهات الميدانية.

اتهامات سياسية في إسرائيل: الجمود في العمليات العسكرية

من جانب آخر، تطرقت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى اتهامات رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بشأن سياسته العسكرية في غزة، والتي أسفرت عن حالة الجمود التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي. 

وأكد بينيت أن تجنيد الحريديم كان من شأنه تخفيف العبء على الجيش المنهك ويسهم في دفع العملية العسكرية التي دخلت في حالة ركود.

التحديات السياسية الدولية: ترامب في مواجهة الأزمات

على الصعيد الدولي، أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجه تحديات كبيرة في السياسة الخارجية، مع التركيز على الأزمات في غزة وأوكرانيا وإيران. 

وأشار المقال إلى أن ترامب كان قد قدم نفسه كـ "رجل صفقات" ووعد بحل الكثير من القضايا بسرعة، إلا أن بعد مرور 100 يوم من توليه الحكم، لا تزال العديد من القضايا العالقة، بما في ذلك ملف غزة.

 

مقالات مشابهة

  • منظمة حقوقية: جرائم المستوطنين في الضفة الغربية تزداد توسعا
  • الصحف العالمية: تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتحريض على الإبادة وارتفاع حوادث القتل في الضفة الغربية
  • ضمن الاعتداءات.. قوات الاحتلال تنفذ عمليات هدم جنوب الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية وتُشرّد سكانها
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم جنوب الضفة الغربية
  • هل يلبي تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس طموحات الفلسطينيين؟
  • اندلاع حرائق كبيرة في منطقة وادي القلط شرقي الضفة الغربية
  • محمد معز رئيس المالديف الذي منع الإسرائيليين من دخول بلاده
  • شبكات الطرق الاستيطانية في الضفة الغربية بنية تحتية لفرض الضم
  • تصعيد مستمر للاحتلال في مدن الضفة الغربية