سرايا - بعد ان غاض جيش الاحتلال الاسرائيلي في وحل  قطاع غزة، وبات يبتعد عن تحقيق أي هف من الاهداف التى يسعى الى تحقيقها، والضربات القاسية التي تتلقاها من المقاومة الفلسطينية ليلا ونهارًا وفشل مخططات القتل والتهجير والإبادة التي مارستها طوال أيام الحرب، تحاول "إسرائيل" الآن وبكل جهد الخروج من هذا المأزق وعرض خيارات وخطط على الطاولة تحفظ “ماء وجهها” لليوم التالي لانتهاء الحرب على غزة.





الكثير من المخططات عرضتها "إسرائيل" على أمريكا والدول العربية والغربية، حول مستقبل غزة "الذي لا يزال غامضًا حتى اللحظة"، فمن تلك المخططات التي لا يمكن تطبيقها وأخرى كانت من وحي الخيال، إلا أن هذه المرة عرضت "تل أبيب" ورقتها الأخيرة لتحدد مصير غزة مدنيًا وعسكريًا.



"تسليم غزة للعشائر لحكمها مدنيًا"، هذا ما بدأت "إسرائيل" الترويج له منذ عدة أيام، فتحولت معظم تصريحات مسؤوليها وإعلامها نحو هذه الفكرة لدعمها ومحاولة فرضها على الواقع، رغم توقع الكثير من المراقبين فشلها وعدم وجود طريق واضحة لتنفيذها في ظل الغموض الذي يسيطر على مصير القطاع، مع مرور 91 يوما على الحرب الدامية التي أكلت الأخضر واليابس ولا يزال للمقاومة وحركة حماس الكلمة العليا فيها.


ويخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لإسناد مهمة إدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة إلى "عشائر فلسطينية معروفة للشاباك"، في إطار خطة تتضمن تقسيم القطاع لمناطق تحكمها هذه العشائر وتقوم ببعض المهام هناك.


المخطط الأخطر
وذكرت هيئة البث "الإسرائيلية" أن هذه الخطة هي لما بعد الحرب في غزة، إذ ستتولى تلك العشائر مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية وإدارة الحياة المدنية في غزة لفترة مؤقتة.


وقالت “هيئة البث” (كان 11)، إنها ضمن مخططات أعدها جيش الاحتلال، في إطار المناقشات حول “اليوم التالي” للحرب على قطاع غزة، وتتضمن المخططات عمل "إسرائيل" على تقسيم قطاع غزة إلى مناطق إدارية، بحيث تسيطر "عشائر معروفة للشاباك والجيش" على كل منطقة وتكون مسؤولة عن توزيع المساعدات فيها.


وذكرت “كان 11” أن "النتن ياهو"، قال خلال مشاركته في جلسة للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، إنه "لا جدوى من الحديث عن السلطة الفلسطينية كجزء من إدارة غزة ما دامت السلطة لم تشهد تغييرا جوهريا".


وأضاف "إذا كانوا جادين في التغيير فليثبتوا ذلك أولا في الضفة الغربية المحتلة".


وطلب رئيس وزراء الاحتلال "النتن ياهو" من المسؤولين الأمنيين فحص ما إذا كانت هناك قوى محلية في قطاع غزة يمكن التعاون معها واستخدامها في إدارة شؤون القطاع بعد الحرب، وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، إن "النتن ياهو" سأل عما إذا كان بالإمكان تعزيز مكانة عشائر مسلحة وجهات محلية ودعمها، بحيث يمكنها السيطرة على أجزاء من قطاع غزة.


وجاء توجه "النتن ياهو" في الوقت الذي أعلن فيه أنه يرفض تسلم السلطة الفلسطينية قطاع غزة بعد الحرب، رافعاً شعاره الشهير "لا حماسستان ولا فتحستان".


ويسعى نتنياهو إلى إيجاد جهة تتولى إدارة الشؤون المدنية، بحيث يحتفظ الجيش بالسيطرة الأمنية، وهو تصور يثير خلافاً مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لـ "إسرائيل" في الحرب، والتي ترفض إعادة احتلال أي جزء من قطاع غزة أو تقليص مساحته، وتدعم تولي سلطة فلسطينية واحدة "مؤهلة"، الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيشعل غضب مصر التي ترفض بشكل قاطع هذا المخطط.


وتحاول "إسرائيل" بهذا المخطط استنساخ تجربة "روابط القرى" الموجودة في الضفة الغربية المحتلة، وتطبيقها في قطاع غزة.


و"روابط القرى"، هي عملية تنظيمية طبقتها الحكومة "الإسرائيلية" في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية عام 1978 في أعقاب اتفاقيات كامب ديفيد (المؤلفة من قسمين، الأول متعلق بإدارة الضفة وغزة، والثاني بعملية السلام بين "إسرائيل" ومصر)، تحت الإدارة المدنية الإسرائيلية.


وكانت الأهداف المعلنة لهذه الروابط القروية هي حل المنازعات والخلافات السكانية ومساعدة المزارعين في تحسين أوضاعهم الاقتصادية، إلا أن الأهداف الحقيقية لتلك الروابط كانت دعم سلطات الاحتلال لها بالمال والسلاح، في محاولة لخلق قيادة فلسطينية بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية تكون مستعدة لتأييد كامب ديفيد، وقادرة على المشاركة في مفاوضات الحكم الذاتي وتنفيذ مخطط إسرائيل للإدارة المدنية وتولي المناصب أو المهام التي توكل إليها في هذا السياق. وأثارت خطة “روابط القرى” في قطاع غزة، أسئلة حول قبول مصر للفكرة، باعتبارها طرفاً ذا مصلحة في تحديد مستقبل قطاع غزة.


فكرة لا يمكن تطبيقها
الهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، ردت على ما ورد في تقارير "إسرائيلية " بشأن إمكانية تعزيز دورها العشائر للسيطرة على القطاع.


وقال عاكف المصري المفوض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، إن “مثل هذه التصريحات المرفوضة والمشبوهة والتي تسعى من خلالها دولة الاحتلال للتغطية على فشلها في غزة، إلى خلق البلبلة والفتنة في المجتمع الفلسطيني”.


ونقلت وكالة “معا” الفلسطينية عن المفوض العام للعشائر الفلسطينية، تأكيده أن العشائر والعائلات الفلسطينية تمثل الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية التي “مرغت أنف الاحتلال في رمال غزة”.


وطالب المصري “بقرار وطني يرتقي إلى مستوى التضحيات والإسراع في إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة وطنية موحدة وحكومة موحدة لتفويت الفرص على كل مخططات الاحتلال”.


كما دعا المسؤول العشائري كل الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية، وضمان إيواء المواطنين لحين إعادة الإعمار وإجراء انتخابات عامة تعيد بناء المؤسسات الفلسطينية، وتضمن استمرار النضال الوطني الفلسطيني لحين تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.


وكانت العديد من السيناريوهات طرحت لما بعد الحرب وحكم غزة في الأروقة الدولية، ومن بينها عودة السلطة الفلسطينية إلى حُكم القطاع، مع تعديلات عليها أو تسليم الحكم لحكومة تكنوقراط، أو حتى إشراف مصري مع قوة سلام دولية لحفظ الأمن على الأرض، إلا أن أياً منها لم ينل نصيبه من التوافق الدولي والإقليمي بعد.


علماً أن استطلاعاً للرأي أجراه مؤخراً “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية”، وهو معهد مستقل مقرّه في رام الله، أظهر أن ما يقرب من ثلثي الفلسطينيين الذين شملهم 64% يعتقدون أن حماس ستحتفظ بالسيطرة على القطاع بعد انتهاء الحرب.


بالمقابل توقّع 11% ممّن شملهم الاستطلاع أن تتولّى حُكم القطاع حكومة وحدة وطنية تابعة للسلطة الفلسطينية لكن بدون الرئيس محمود عباس، مقابل 7% فقط مع عباس.


ويبقى التساؤل المطروح في ظل هذه التطورات..
ما مصير غزة بعد انتهاء الحرب؟ ومن الذي سيحكمه؟ وماذا عن حماس وأوراقها القوية؟


رأي اليوم 
إقرأ أيضاً : بالفيديو .. المقاومة في جنين تنصب كميناً محكماً بالعبوات الناسفة لقوة صهيونية إقرأ أيضاً : مقتل مجندة "إسرائيلية" من حرس الحدود في اشتباكات جنينإقرأ أيضاً : بالفيديو .. مقتل مستوطن بإطلاق نار على سيارته في عيون الحرمية شمال رام الله


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال أمريكا غزة غزة غزة الاحتلال غزة القطاع غزة غزة غزة رئيس غزة القطاع غزة غزة مصر الحكومة الاحتلال قيادة مصر الاحتلال الاحتلال قيادة العاجل الدولة غزة القطاع القطاع الرئيس محمود غزة قيادة مصر أمريكا الحكومة الدولة القدس غزة الاحتلال الشعب العاجل الثاني محمود رئيس الوزراء الرئيس القطاع الضفة الغربیة فی قطاع غزة النتن یاهو بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

إسرئيل تفصل شمال غزة عن جنوبها.. والعدوان ما زال مستمرًا على القطاع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال بشير جبر، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية»، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مازال مستمرا ويتصاعد تجاه عدد من المناطق بها.

وأضاف «جبر»، خلال تغطية، أن آليات الاحتلال العسكرية تقوم بمهمة فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، و حي الزيتون لازال يسمع دوي الانفجارات.

وتابع: "الاحتلال مستمر في الإطلاق المتواصل للنيران من آلياته العسكرية الموجودة بالقرب من حي الزيتون الذي يقع في المنطقة الشرقية الجنوبية لغزة، كما أنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية دمرت معظم مباني وشوارع هذا الحي".

وأشار، إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي مستمر في نسف المربعات السكنية وتدمير المنازل مستمرة، خاصة في المنطقة الغربية، لافتًا، إلى أنّ رفح الفلسطينية لازلت تشهد العمليات العسكرية الموسعة منذ 6 مايو الماضي، التي دمرت مظاهر الحياة فيها.
 
 

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يواصل عدوانه الوحشي على «القطاع والضفة الغربية»
  • أربعة شهداء في قصف للاحتلال الإسرائيلي على وسط قطاع غزة
  • عاجل.. «الحرائق في كل مكان».. رد حزب الله يشعل النيران في صفد الإسرائيلية (فيديو)
  • فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية
  • إسرئيل تفصل شمال غزة عن جنوبها.. والعدوان ما زال مستمرًا على القطاع
  • «الصحة الفلسطينية» تعلن ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 41534 شهيدًا
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال أرسل حاوية تحتوي على 88 جثة دون أي بيانات أو معلومات
  • بعد عودة مبادرة دعم الصناعة بفائدة متناقصة 15%.. المركزي المصري يستعد لمخاطبة البنوك
  • الدنمارك توجه صفعة لنظام الكبرانات بدعم مخطط الحكم الذاتي والمبادرة الملكية للولوج إلى الأطلسي
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال يقوم بنبش القبور وسرقة الجثامين وزجها إلى قطاع غزة