سلط عدد من كبار كتاب الصحف، الصادرة اليوم /الأحد/، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأنين المحلي والعربي.


وتحت عنوان (مصر تنتصر) قال الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق، رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) إنه رغم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬قدميها‭ ‬بثبات‭ ‬وثقة‭ ‬وأنها‭ ‬أمة‭ ‬عظيمة‭ ‬تملك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬لعبور‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬وما‭ ‬يعزز‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬قدرتنا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬كثيرة‭ ‬بإصلاح‭ ‬حقيقي‭ ‬وشامل‭ ‬وتنمية‭ ‬في‭ ‬‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬كافة وفي‭ ‬مختلف‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نتجاوز‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬المؤقتة‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬علينا‭ ‬صراعات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬طاحنة.


وأضاف الكاتب أن ‬أزمات‭ ‬عالمية‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬تحديات‭ ‬اقتصادية‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشرات‭ ‬التضخم‭ ‬وزيادة‭ ‬الأسعار،‭ ‬لكن‭ ‬حالة‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والوعي‭ ‬والاصطفاف‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬عبور‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬وجود‭ ‬فجوة‭ ‬‮«‬دولارية‮»‬‭ ‬سوف‭ ‬تنتهي‭ ‬قريباً،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬استثمارية‭ ‬كثيرة،‭ ‬وتنامى‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التصدير‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬استيراد‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬وتوفيرها‭ ‬محلياً.


وشدد الكاتب على أن ‬الدولة‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬عبور‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬انعكاساتها‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬وسوف‭ ‬تشهد‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانفراجات‭ ‬والأخبار‭ ‬السارة،‭ ‬وهناك‭ ‬بشائر‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الاستثمار،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الموانئ‭ ‬أو‭ ‬الطاقة،‭ ‬والتيسيرات‭ ‬والحوافز‭ ‬التى‭ ‬توفرها‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الفرص‭ ‬والأجواء‭ ‬المثالية‭ ‬للنجاح،‭ ‬ومناخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتوافر‭ ‬‬مقومات‭ ‬الاستثمار‭ ‬الجاذب.


وواصل توفيق مقاله بالحديث عن وعي المواطن‭ ‬المصري،‭ ‬رغم‭ ‬صعوبة‭ ‬الظروف‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬استثنائية‭ ‬خاصة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وفي‭ ‬محيط‭ ‬مصر‭ ‬الإقليمي‭ ‬وحجم‭ ‬التهديدات‭ ‬الذى‭ ‬يحدق‭ ‬بالدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬منتبه‭ ‬تماماً‭ ‬لما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬تحركات‭ ‬وصراعات‭ ‬ومخططات‭ ‬مشبوهة‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬أيضاً‭ ‬تعظيم‭ ‬هذا‭ ‬الوعي ‬ومساندة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬المؤقتة‭ ‬حتى‭ ‬العبور‭ ‬منها‭ ‬بسلام‭.‬


وتابع: يقيناً‭ ‬وثقة‭ ‬فى‭ ‬الله،‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وحكمتها‭ ‬وفيما‭ ‬أنجزته‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والفرص،‭ ‬وقراءة‭ ‬خريطة‭ ‬التهديدات‭ ‬المحتملة‭ ‬والمتوقعة‭ ‬والمخططة‭ ‬لمصر‭ ‬مبكراً‭ ‬واستشرفت‭ ‬المستقبل،‭ ‬وبفضل‭ ‬رؤية‭ ‬قيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬أولويات‭ ‬التحرك‭ ‬المصري،‭ ‬وأنها‭ ‬لن‭ ‬تدافع‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭ ‬وأن‭ ‬جيشها‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬المنطقة‭ ‬وأحد‭ ‬الأقوى‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬لن‭ ‬ينجر‭ ‬إلى‭ ‬مستنقعات‭ ‬ومغامرات،‭ ‬ولن‭ ‬يتحرك‭ ‬إلا‭ ‬دفاعاً‭ ‬وحماية‭ ‬عن‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬ومقدراتها‭ ‬وحقوقها‭ ‬المشروعة.


وأكد أن القيادة‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬ويحاك‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬وتخليق‭ ‬للتهديدات‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬جر‭ ‬مصر،‭ ‬ويكفي‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬المنطقة‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬فيها‭ ‬الآن،‭ ‬وكيف‭ ‬تجد‭ ‬موقع‭ ‬مصر‭ ‬فيها،‭ ‬وما‭ ‬يحيطها‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬ومخاطر،‭ ‬وفوضى‭ ‬وحروب‭ ‬أهلية‭ ‬وفراغات‭ ‬سياسية‭ ‬وأمنية،‭ ‬وسقوط‭ ‬للدولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬لكن‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬وحكمة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬تعيش‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬واستقرار‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة،‭ ‬وفرص‭ ‬عظيمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬أزمات‭ ‬عابرة‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادى‭ ‬نعترف‭ ‬بها‭ ‬وندرك‭ ‬ونعى‭ ‬ونثق‭ ‬فى‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬عبور‭ ‬ومعطيات‭ ‬ذلك‭ ‬باتت‭ ‬واضحة.
 

وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة (الأخبار) كتب محمد بركات - تحت عنوان (مستمرون في البناء) - أنه رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُروجّه‭ ‬المغرضون‭ ‬والكارهون‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها‭ ‬في‭ ‬سعيهم‭ ‬الدائم‭ ‬والمستمر‭ ‬للإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬الشعب‭ ‬الناجحة‭ ‬فى‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وتقوية‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬والانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬التحديث‭ ‬والتطوير‭ ‬والبناء‭ ‬للدولة‭ ‬الجديدة‭.‬ وبرغم‭ ‬محاولاتهم‭ ‬المستمرة‭ ‬للتشكيك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الرموز‭ ‬وترويج‭ ‬ونشر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشائعات‭ ‬الكاذبة‭ ‬والأخبار‭ ‬غير‭ ‬الصحيحة،‭ ‬والحاملة‭ ‬فى‭ ‬طياتها‭ ‬لكم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬والادعاءات‭ ‬الوهمية‭.‬. ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نؤمن‭ ‬إيمانًا‭ ‬كاملًا‭ ‬بأن‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬هو‭ ‬المصير‭ ‬الذى‭ ‬ينتظر‭ ‬مساعيهم‭ ‬البائسة‭ ‬ونواياهم‭ ‬الخبيثة‭ ‬وأهدافهم‭ ‬الدنيئة‭.‬ 


وقال الكاتب الصحفي إن أبلغ‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬الضالة‭ ‬والمضللة؛ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬جاد‭ ‬ومستمر،‭ ‬وجهد‭ ‬متواصل‭ ‬وسعى‭ ‬مكثف‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتطوير‭ ‬والبناء‭ ‬والتحديث‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المحاور‭ ‬والأصعدة‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬وبناء‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحديثة‭ ‬والقوية‭.‬ 


وتابع: لا يستطيع ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬ينكر‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬البلاد،‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬دائمة‭ ‬ومتسارعة‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لإقامة‭ ‬وبناء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬الضخمة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬أو‭ ‬محطات‭ ‬المياه‭ ‬وشبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحى‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬التى‭ ‬عانينا‭ ‬من‭ ‬فقدها‭ ‬ردحًا‭ ‬طويلًا‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬


وواصل: كما‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يتجاهل‭ ‬أو‭ ‬ينكر‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬ويجرى‭ ‬طوال‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬قومية‭ ‬ضخمة‭ ‬لإنتاج‭ ‬الغذاء‭ ‬باستصلاح‭ ‬وزراعة‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬‬مليوني ‬فدان،‭ ‬وإقامة‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الصوب‭ ‬الزراعية‭ ‬والمئات‭ ‬من‭ ‬مزارع‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيوانى‭ ‬والسمكى،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬الحالية‭ ‬التى‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ونحن‭ ‬معه‭ ‬أيضًا‭.‬ 


واختتم الكاتب بالقول: في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬بات‭ ‬واضحًا‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬الدولة‭ ‬والشعب‭ ‬مستمرة‭ ‬فى‭ ‬طريقها‭ ‬للبناء‭ ‬والإعمار‭ ‬والإصلاح،‭ ‬طوال‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬ومستمرة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬متطلعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬طموحات‭ ‬مواطنيها‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحديثة‭ ‬والقوية،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة،‭ ‬غير‭ ‬ملتفتة‭ ‬إلى‭ ‬موجات‭ ‬الكراهية‭ ‬والحقد‭ ‬والتشكيك‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الكارهين‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها‭.‬

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

اتهام «ترامب» بانتهاك الدستور.. وقاضٍ فيدرالى يوقف «تجميد المساعدات»

بدأت موجة الغضب تتزايد ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على إثر قراراته التى وصفها معارضوه بالعشوائية، وكان آخرها تجميد الإنفاق الفيدرالى والتى أغرقت البرامج التعليمية من برامج الطفولة المبكرة إلى جهود البحث الجامعى فى جميع أنحاء البلاد فى حالة من عدم اليقين والفوضى، وتصل المنح والقروض الفيدرالية إلى كل ركن من أركان حياة الأمريكيين تقريبا، مع تدفق مئات المليارات من الدولارات إلى برامج التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفقر ومساعدات الإسكان والإغاثة من الكوارث والبنية الأساسية ومجموعة من المبادرات الأخرى.

فيما رفضت محكمة أمريكية بشكل مؤقت أمس الأول محاولة ترامب تجميد مئات المليارات من الدولارات من المساعدات الاتحادية، حتى فى الوقت الذى أثارت فيه الفوضى فى أنحاء الحكومة وأثارت مخاوف من أنها قد تعطل البرامج التى تخدم عشرات الملايين من الأمريكيين. حيث شدد قاضى المحكمة الجزئية الأمريكية لورين على خان إيقاف قرار بوقف مؤقت للتمويل بعد أن زعمت عدة جماعات حقوقية أن التجميد من شأنه أن يدمر برامج تتراوح من الرعاية الصحية إلى بناء الطرق. وستنظر المحكمة فى القضية مرة أخرى يوم الاثنين القادم.

كان التوجيه الشامل الذى أصدره ترامب هو الخطوة الأخيرة فى جهوده لإصلاح الحكومة الفيدرالية، والتى شهدت بالفعل قيام الرئيس الجديد بوقف المساعدات الخارجية وتجميد التوظيف وإغلاق برامج التنوع عبر عشرات الوكالات. كما عرضت إدارته عمليات شراء للموظفين الفيدراليين لتقليص حجم الوظائف.

وفى السياق ذاته، شن الديمقراطيون هجوماً ضده لتجميد التمويل باعتباره اعتداءً غير قانونى على سلطة الكونجرس بشأن الإنفاق الفيدرالى، وقالوا إنه يعطل بالفعل المدفوعات للأطباء ومعلمى ما قبل المدرسة. ودافع الجمهوريون إلى حد كبير عن الأمر باعتباره تحقيقًا لوعد حملة ترامب بكبح جماح الميزانية البالغة 6.75 تريليون دولار.

قالت إدارة ترامب إن البرامج التى تقدم فوائد مباشرة للأمريكيين لن تتأثر. لكن أكد السيناتور الديمقراطى رون وايدن أن الأطباء فى جميع الولايات الخمسين لم يتمكنوا من تأمين المدفوعات من برنامج Medicaid، الذى يوفر تغطية صحية لـ70 مليون أمريكى من ذوى الدخل المنخفض.

ودافع البيت الأبيض عن التجميد بأنه كان ضرورياً لضمان توافق برامج المساعدات الفيدرالية مع أولويات الرئيس الجمهورى، بما فى ذلك الأوامر التنفيذية التى وقعها والتى تنهى جهود التنوع والمساواة والإدماج.

ويواجه أمر ترامب تحديًا قانونيًا آخر من جانب المدعين العامين الديمقراطيين فى الولايات، الذين زعموا فى دعوى قضائية أن التجميد ينتهك الدستور الأمريكى وسيكون له تأثير مدمر على الولايات التى تعتمد على المساعدات الفيدرالية لجزء كبير من ميزانياتها.

وذكرت المذكرة أن تجميد الأموال يشمل أى أموال مخصصة للمساعدات الأجنبية والمنظمات غير الحكومية، وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر «هذا القرار غير قانونى ومدمر وقاسٍ. والأسر الأمريكية هى التى ستعانى أكثر من غيرها».

وقال عضو مجلس النواب الأمريكى الجمهورى دون بيكون «نحن لا نعيش فى ظل نظام استبدادى، بل فى ظل حكومة منقسمة، ولدينا فصل بين السلطات».

وهاجم أحد قادة الجامعات القرار لتأثيره على مشاريع البحث، فضلاً عن إيقاف التدفق النقدى لبرنامج Head Start، وهو برنامج تعليم الطفولة المبكرة الذى يخدم 800 ألف طفل، فى بعض الأماكن قبل أن توضح الحكومة الفيدرالية أن البرنامج لم يكن مدرجًا فى التوجيه.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، قالت إحدى الجامعات: «هذا ليس طلبًا أتقدم به باستخفاف. إن المشروع البحثى هو جوهر مهمة جامعتنا وله أهمية كبيرة بالنسبة للعمل اليومى لأعضاء هيئة التدريس والباحثين والموظفين والطلاب».

وقال دانييل دبليو جونز المستشار السابق لجامعة ميسيسيبى إن الجامعات ستضطر إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستستخدم أموالها الخاصة.

وأصدرت رابطة الجامعات العامة وجامعات المنح العقارية بيانًا وصفت فيه التوقف بأنه «واسع النطاق للغاية» و«غير ضرورى ومدمر». وأضاف مارك بيكر رئيس الرابطة: «فى حين أننا نتفهم أن إدارة ترامب تريد مراجعة البرامج لضمان الاتساق مع أولوياتها، فمن الضرورى ألا تتداخل المراجعات مع الابتكار والقدرة التنافسية الأمريكية». ودعا إدارة ترامب إلى إلغاء التوجيه.

وفى بيان لها، قالت باربرا سنايدر، رئيسة رابطة الجامعات الأمريكية: «حتى التوقف المؤقت عن البحث العلمى الحاسم يشكل خطأً غير مبرر. لقد قال مرات عديدة إنه يريد أن يجعل أمريكا عظيمة. وتعطيل التقدم العلمى من شأنه أن يقوض هدفه».

وكان الذعر قد خيم بالفعل على جماعات المساعدة الدولية التى تعتمد على التمويل الأمريكى. وقالت مصادر داخل المجتمع الدولى إن تجميد المساعدات كان واسع النطاق إلى الحد الذى جعلهم يكادون لا يصدقون أنه حقيقى.

من جانبها أكدت منظمة «إنترأكشن»، أكبر تحالف للمنظمات الإنسانية الدولية، فى بيان: «إن البرقية الأخيرة الصادرة عن وزارة الخارجية تعلق البرامج التى تدعم القيادة العالمية لأمريكا وتخلق فراغات خطيرة سوف تملؤها الصين وخصومنا بسرعة».

وقالت آبى ماكسمان، رئيسة منظمة أوكسفام ومديرتها التنفيذية، فى بيان: «إن مجتمع المساعدات يتصارع مع مدى خطورة تعليق المساعدات - ونحن نعلم أن هذا سيكون له عواقب تتعلق بحياة أو موت ملايين الأشخاص فى جميع أنحاء العالم، حيث تتوقف البرامج التى تعتمد على هذا التمويل دون خطة أو شبكة أمان».

مقالات مشابهة

  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • اتهام «ترامب» بانتهاك الدستور.. وقاضٍ فيدرالى يوقف «تجميد المساعدات»
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • «ادفعوا للناس».. كتاب أمريكي جديد عن نصائح «المليونيرات»
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!