الولايات المتحدة تحث دول الشرق الأوسط على احتواء الصراع في غزة
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
يناير 7, 2024آخر تحديث: يناير 7, 2024
المستقلة/- حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دول الشرق الأوسط على استخدام نفوذها على أطراف في المنطقة لضمان احتواء الصراع في غزة ووقف “دائرة العنف التي لا نهاية لها”.
جاء ذلك بعد أن اجتمع بلينكن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس في بداية جولة تستغرق أسبوعا تهدف إلى تهدئة التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر.
وقال بلينكن للصحفيين إن من مصلحة جميع دول الشرق الأوسط تقريبا احتواء القتال.
وأضاف قبل أن يتوجه جوا إلى الأردن “نريد أن نتأكد من أن الدول التي تشعر بأن ذلك (من مصلحتها) تستخدم أيضا روابطها ونفوذها وعلاقاتها مع بعض الجهات الفاعلة التي قد تكون منخرطة (في الصراع) للدفع باتجاه السيطرة على الأمور. ونريد أن نتأكد من أننا لن نشهد انتشارا للصراع”.
وقال بلينكن إنه من المهم جدا أن يكون شمال إسرائيل آمنا.
وأضاف “من وجهة نظر إسرائيل… هي لا تريد التصعيد… لكن عليها أيضا أن تكون مستعدة تماما للدفاع عن نفسها”.
وقال بلينكن، الذي سيزور أيضا دولا عربية وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة، إنه إذا فشلت الجهود الرامية لتسوية هذه الأزمة فإن النتيجة ستكون “دائرة عنف لا نهاية لها… وحياة ينعدم فيها الأمن وصراع لشعوب المنطقة”.
وتابع أنه سيبحث ما يمكن القيام به لتحقيق أقصى قدر ممكن من الحماية للمدنيين في غزة وتوصيل المزيد من المساعدات الإنسانية.
وقال “لقد قُتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين، وخصوصا الأطفال”.
وبدأ بلينكن جولته من إسطنبول بالاجتماع مع الرئيس رجب طيب أردوغان الذي ينتقد بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن بلينكن ناقش مع نظيره التركي هاكان فيدان قبل اجتماعه مع أردوغان الحرب في غزة وتصديق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية برفقة بلينكن، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن تركيا ترتبط بعلاقات مع العديد من أطراف الصراع، في إشارة إلى علاقاتها مع إيران وحركة حماس. وعلى النقيض من الولايات المتحدة، فإن تركيا لا تصنف حماس جماعة إرهابية وتستضيف بعض أعضائها.
ويتطلع بلينكن أيضا إلى إحراز تقدم في المحادثات بشأن كيفية حكم غزة في حال حققت إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حماس.
وقال المسؤول إن واشنطن تريد أن تلعب دول المنطقة مثل تركيا دورا في إعادة إعمار غزة وحكمها وربما الأمن في القطاع الذي تديره حماس منذ عام 2007.
التحديات التي تواجه الجهود الأمريكية
تواجه الجهود الأمريكية لتسوية الصراع في غزة عددا من التحديات، منها:
الخلافات بين الأطراف المتحاربة. لا تزال هناك خلافات كبيرة بين إسرائيل وحماس حول القضايا الأساسية، مثل الاعتراف المتبادل وحق العودة الفلسطيني.التدخل الإقليمي. تتدخل دول إقليمية مثل إيران وتركيا ومصر بشكل كبير في الصراع، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق.الوضع الإنساني في غزة. يعاني سكان غزة من أزمة إنسانية حادة، مما يجعل من الصعب عليهم دعم أي اتفاق سلام.ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تأمل في أن تتمكن من لعب دور في التوصل إلى حل سلمي للصراع في غزة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی غزة
إقرأ أيضاً:
قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
بدر بن علي الهادي
الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.
لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.
منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.
تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:
1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.
2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.
3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.
4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.
وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.
ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.
وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.
الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.
لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.
الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!