الخليج الجديد:
2025-02-24@00:31:56 GMT

درس جنوب أفريقيا وبلادة العالم العربي

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

درس جنوب أفريقيا وبلادة العالم العربي

درس جنوب أفريقيا وبلادة العالم العربي

إسرائيل هددت أكثر من مرة بالسيطرة على محور فيلادلفيا في مخالفة صريحة لملحق أمني تابع لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.

درس جنوب أفريقيا كشف بلادة العالم العربي بحكامه، وأكد حقيقة أن الانتصار للإنسانية والحرية لا علاقة له بحدود جعرافية أو ديانة أو عرق أو جنسية.

مارس العالم العربي الرسمي بلادة فائقة في التعاطي مع تحرك جنوب أفريقيا، فلم تعلن أي دولة عربية دعم هذا الحراك القانوني الذي من شأنه إيقاف العدوان على غزة!

* * *

جنوب أفريقيا تقاضي إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية.. كان هذا هو العنوان الرئيس لكافة المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية في الأيام الماضية، فالدولة الأفريقية التي تبعد عن قطاع غزة آلاف الأميال قررت أن تعطي حكام الدول العربية وشعوبها درسا في الإنسانية.

جنوب أفريقيا ليست دولة عربية، ليست عضوا في الجامعة العربية أو في منظمة التعاون الإسلامي، لا تربطها مع قطاع غزة أي حدود جغرافية، ومع ذلك أبت إلا وأن تكون ضوءا في نهاية هذا النفق المظلم الذي يعاني بداخله أكثر من إثنين مليون إنسان فلسطيني.

إسرائيل التي هاجمت جنوب أفريقيا في بداية الأمر، ثم قللت من أهمية هذه الدعوى وهذا التحرك القانوني، عادت وتعاملت مع الأمر بجدية تامة وأعلنت مثولها أمام محكمة العدل الدولية للتحقيق في تهم ارتكاب الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين داخل قطاع غزة.

كلفت الحكومة الإسرائيلية أحد أشهر المحامين في العالم لتمثيلها أمام محكمة العدل الدولية، وهو المحامي اليهودي الأصل الصهيوني آلن ديرشوفيتز، وهو الذي تم اتهامه مؤخرا في قائمة عملاء جيفري إبستين في قضية الاتجار بالجنس وممارسة الجنس مع قاصرات.

على النقيض، مارس العالم العربي على الصعيد الرسمي بلادة غير مسبوقة في التعاطي مع تحرك جنوب أفريقيا، فلم تصدر أي دولة عربية أي بيان رسمي أو دعم معلن لهذا الحراك القانوني الذي من شأنه إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الدولة الوحيدة التي أعلنت تأييده (متأخرا) هي المملكة الأردنية؛ على لسان وزير خارجيتها الذي أعلن دعم بلاده لهذا التحرك، وسبقتها في ذلك دول إسلامية مثل ماليزيا وتركيا، ولكن بقية الأنظمة والحكومات العربية تحلت بالصمت والبلادة التامة.

ربما كانت حكومات العالم العربي مشغولة بإنقاذ الشعب الفلسطيني بطرق أخرى غير التي قامت بها جنوب أفريقيا، فهل هذا صحيح؟

في مصر، الجارة الأقرب جغرافيا لقطاع غزة، المسؤولة تاريخيا عن القطاع قبل احتلاله في حزيران/ يونيو 1967، والتي يرتبط أمنها القومي مباشرة بأي تغير أو عدوان في قطاع غزة، الشقيقة الكبرى والدولة العربية الأهم إقليميا أو هكذا كانت في عصور سابقة، يبدو أنها مشغولة بدعم خاص لقطاع غزة.

النظام المصري يغلق معبر رفح تماما، لا يستطيع إدخال أي مساعدات دون إذن إسرائيلي وفقا لما أعلنه سامح شكري وزير الخارجية المصري في مقابلة تلفزيونية سابقة مع شبكة سي إن إن الأمريكية.

مصر لا تستقبل عددا كافيا من الجرحى الفلسطينيين، الأمر الذي دفع مدير القطاع الطبي في غزة منير البرش لأن يطالب بإغلاق المعبر تماما حتى لا يحسب على أهل غزة بإنه مفتوح.

تسعة آلاف مصاب فلسطيني استشهدوا بسبب تعنت السلطات المصرية في استقبالهم عبر معبر رفح لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، وفقا لبيانات صادرة عن المكتب الحكومي الفلسطيني في قطاع غزة.

إسرائيل هددت أكثر من مرة بالسيطرة على محور فيلادلفي في مخالفة صريحة لملحق أمني تابع لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، فكان الرد الرسمي المصري هو نقل كافة أبراج المراقبة على الحدود المصرية من كرم أبو سالم بامتداد محور فيلادلفيا إلى الداخل المصري غربا في سيناء، وفقا لما وثقته مؤسسة سيناء الحقوقية.

النظام المصري لم يستطع دعم جنوب أفريقيا في حراكها القانوني ضد إسرائيل لأنه كان مشغولا باعتقال من تظاهروا دعما لقطاع غزة ورفضا للعدوان في الميادين المصرية، وتمت إحالتهم للنيابة العامة ومحاكمتهم بتهمة الانتماء لجماعة محظورة.

سعوديا، لم يختلف الأمر كثيرا، يبدو أن ولي العهد السعودي محمد من سلمان وصديقه رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ لم يسمعا عن حراك جنوب أفريقيا، والسبب هو ارتفاع الأصوات الصاخبة في حفلات موسم الرياض والتي كانت على ما يبدو أعلى صوتا وصخبا من أصوات القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة منذ ثلاثة أشهر.

في الأردن كانت البضائع الأردنية تغزو الأسواق الإسرائيلية، اختفت الخضروات في السوق الأردني وارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية ليفاجأ المواطن الأردني بأن بلاده تصدرها للاحتلال الذي يرتكب المذابح بحق الفلسطينيين.

الإمارات لم تجد وقتا كافيا هي الأخرى لدعم جنوب أفريقيا، فكل وقتها وجهودها كانت موجهة لإتمام الجسر البري المحمل بالبضائع والذي يبدأ من دبي مرورا بالسعودية والأردن وصولا لإسرائيل عبر شركة مصرية.

درس جنوب أفريقيا كشف بلادة العالم العربي بحكامه وملوكه وأمرائه، وأكد حقيقة أن الانتصار للإنسانية وحرية الشعوب لا علاقة له بحدود جعرافية أو ديانة أو عرق أو جنسية، يكفيك فقط أن تكون إنسانا.

*أسامة جاويش كاتب صحفي وإعلامي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة مصر جنوب أفريقيا العالم العربي جرائم الحرب محكمة العدل الدولية لقطاع غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

«الذهب العربي» يلمع في «عالمي» شباب الكاراتيه بالفجيرة

علي معالي (الفجيرة)
تعيش إمارة الفجيرة على أنغام الميداليات العربية التي وصل عددها في اليوم الثالث من منافسات الدوري العالمي لشباب الكاراتيه إلى 38 ميدالية، بعد منافسات مثيرة على مجمع زايد الرياضي في نسخة «الفجيرة 2025»، والتي يشارك فيها أكثر من 2300 لاعب ولاعبة يمثلون 87 دولة.
وجاء ارتفاع رصيد الميداليات من 28، في اليومين الأول والثاني، بعد إضافة 10 ميداليات في اليوم الثالث، في تألق لافت بـ 10 ميداليات، منها 3 ميداليات ذهبية، وفضيتان و5 ميداليات برونزية، وجاءت ميداليات اليوم الثالث بتألق مصري لافت من خلال 3 ميداليات ذهبية للمصريين وهم، ملك عفيفي في الكوميتيه وزن تحت 47 كجم، وهالة عفيفي في الكوميتيه وزن تحت 61 كجم، ساجد شاهين في الكوميتيه وزن فوق 70 كجم.
وفضيتان من نصيب الفلسطينية مريم بشرات في الكوميتيه وزن فوق 61 كجم، والمصري بهير عبدالسلام في الكاتا وزن فوق 61 كجم، و5 برونزيات من نصيب المصرية نورهان المرسي في الكوميتيه وزن تحت 61 كجم، والأردني براء السعيدي في الكوميتيه وزن تحت 63 كجم، والمصري بهير عبدالسلام في الكوميتيه وزن فوق 70 كجم، والقطري حسان الشيخ في الكوميتيه وزن فوق 70 كجم، والأردني قاسم العمري في الكوميتيه وزن فوق 70 كجم.
وأشاد اللواء ناصر عبدالرزاق الرزوقي، رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للكاراتيه، بما شاهده من مستويات بشكل عام في البطولة والزخم الكبير بين لاعبي العالم على أرض الفجيرة، وقال: «نجاح البطولة كان واضحاً من العدد الكبير من المشاركين، إضافة إلى الكم الكبير من الحكام حول العالم للمشاركة في دورة الاتحاد الدولي، وأيضاً الكم الكبير من رؤساء الاتحادات من مختلف القارات».
وأكد الخبير محمد عباس، المدير التنفيذي لاتحاد الكاراتيه، عضو اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي، والمدير الفني لبطولة الدوري العالمي لشباب الكاراتيه، أن نسخة «الفجيرة 2025» تميزت بقوة الجانب البدني، وقال: «الفرق الأوروبية لديها تركيز كبير على الجانب البدني، وهو عنصر مهم يساعد في الارتقاء بالجانب الفني، وهناك تنافس كبير بين اللاعبين واللاعبات لتحسين التصنيف الدولي لهم في قائمة الاتحاد الدولي للعبة».
وأضاف عباس: «هذا الزخم الكبير من اللاعبين في نسخة الفجيرة لهذا العام يؤكد مؤشر ارتقاء المستوى العالمي للعبة، وزيادة عدد المشاركين في المنافسات العالمية مؤشر إيجابي للغاية، وشاهدنا مستويات كثيرة متميزة في مجمع زايد الرياضي».
وقال إبراهيم النعيمي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكاراتيه، رئيس لجنة المسابقات: كان التنسيق لهذه النسخة على فترة زمنية طويلة، كما هو معتاد في تنظيم بطولاتنا، وخرجت بالصورة التي نطمح فيها بالاتحاد، وعلى مدار السنوات الماضية العدد يتزايد بطولة بعد الأخرى، والزيادة ليست في الحضور الرياضي الخاص باللاعبين المشاركين، بل على مستوى صناع القرار لرياضة الكاراتيه على مستوى العالم.
وأضاف: «الفجيرة أصبحت مقصداً لكل نجوم العالم من الشباب، وأيضاً لصُناع القرار مع الرياضيين المشاركين، والجميع يعلم بأنه هناك تواجد للجميع وتوقيع اتفاقيات وتشاور يساعد على تطويرها عالمياً، بدليل وجود عدد كبير من رؤساء الاتحاد من قارات العالم الخمسة، وهناك أكثر من 60 شخصية ما بين رئيس اتحاد ومسؤولين من المجلس التنفيذي الدولي والآسيوي، جميعهم يتناقشون، سواء بشكل رسمي أو ودي، من أجل نهضة اللعبة في كافة المجالات، ونحن سعداء بالفعل بأن قارات العالم متواجدة معنا في الفجيرة من خلال هذا الزخم الكبير والتنافس المثير بين الجميع على بساط مجمع زايد الرياضي».

أخبار ذات صلة 18 ميدالية «عربية» في الدوري العالمي لشباب الكاراتيه بالفجيرة دبا يكسب «ديربي الفجيرة» ويصعد إلى صدارة «الأولى»

مقالات مشابهة

  • نصرالله .. القائد الذي نصر اليمن عندما خذله العالم
  • «الذهب العربي» يلمع في «عالمي» شباب الكاراتيه بالفجيرة
  • تراجع ترامب عن خطاب التهجير.. ما الذي حدث؟
  • إسرائيل تقصف جنوب لبنان قبيل تشييع نصر الله
  • جنوب أفريقيا تشهد أعلى مستوى في انقطاع التيار الكهربائي
  • الفاخري: نرفض العقوبات الأمريكية على جنوب أفريقيا
  • وائل رياض يعلن قائمة منتخب المحليين استعدادًا للقاء جنوب أفريقيا
  • جنوب أفريقيا تتقرب من أوروبا وسط تراجع العلاقات مع أميركا
  • الهند تؤكد تأييدها لأولويات جنوب أفريقيا فى رئاستها لمجموعة العشرين
  • وزراء خارجية مجموعة الـ20 يجتمعون في جنوب أفريقيا