كتب مجد بو مجاهد في" النهار":   تبحث حكومة تصريف الأعمال أوضاع الجنوب اللبناني والسبل الممكنة للتعويض على المتضرّرين من المواطنين نتيجة المناوشات الحربية بين الفرق القتالية الموالية لمحور"الممانعة" والجيش الإسرائيليّ، بعدما تفاقمت الأضرار اللاحقة بالممتلكات منذ الاندلاع الحربيّ.   وستكون الجلسة الحكومية المقبلة بجدول أعمال عاديّ مع تشاور في موضوع إقرار مساعدات لمصلحة الموظفين في القطاع العام.

ويهتمّ مجلس الوزراء في إعطاء مساعدات طارئة وعينية للنازحين اللبنانيين بحسب القدرة المالية للحكومة، ما يشمل المواد الغذائية والبطانيات الإيوائية بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة التي طلبت مساندات إضافية في الأيام الماضية.   وكانت الحكومة أعطت سلفة خرينة من وزارة المال إلى مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة للتعويضات الأولية، مع إشارة أوساط حكومية إلى أنّ الإمكانات المادية للدولة محدودة جداً وسط انحسار إيراداتها وتعطيل إداراتها.   وتسارعت التقديمات الغذائية والعينية حديثاً نتيجة حدّة النزوح من القرى الحدودية الجنوبية ما يؤدّي إلى العمل على مساعدة سكّان مناطق عدّة بعدما اضطرّوا للانتقال إلى قرى محاذية.   وعملت اللجنة الوزارية التي يرأسها وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين على نظام للمساعدات بالتعاون مع المنظمات الدولية القادرة على الدعم بالشراكة مع وزارات عدّة منها الشؤون الاجتماعية والصحة، مع تقارير أسبوعية عن المساعدات وكيفية توزيعها بما يشمل الحصص الموزّعة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي واليونيسف.   في ما يخصّ الأضرار الناتجة عن الأعمال الحربية في الممتلكات والأراضي الزراعية، لا يمكن ترجيح العمل التنفيذي للتعويض على المواطنين قبل انحسار الغارات.   وهنا، تؤكد معطيات "النهار" استناداً إلى كواليس أوساط رئاسة الحكومة اللبنانية أنّ الترجيحات ليست متبلورة في إمكان الانتقال إلى حلول تنفيذية قبل إعادة استتباب الاستقرار والحصول على تقارير تقديرية حول الأضرار على الأرض والمصادقة عليها من الجيش اللبناني.   لكن، يتأكّد أنّ أيّ تعويضات تعطى من الحكومة اللبنانية ستأخذ في الاعتبار الإمكانات المالية المحدودة للدولة اللبنانية. وبذلك، فإنّ أيّ تعويضات ستكون مؤجّلة حتى انتهاء المناوشات المندلعة قبل تحديد قيمة التعويض بحسب الضرر الناتج والقدرة المالية للدولة اللبنانية.   إلى ذلك، يردّد أحد الوزراء الحاضرين بشكلٍ دائم للجلسات الحكومية في كواليسه الخاصة أنّ التشاور في موضوع التعويضات التي يمكن تقديمها للمتضررين بدأ من اقتراح تحديد تعويض عن كلّ منزل متضرّر بمبلغ يمكن أن يصل حدّه الأعلى إلى مليار ليرة لبنانية بالنسبة إلى المنازل الأكثر تضرّراً إذا كانت تقديرات الضرر تساوي هذا المبلغ أو أكثر..
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

فضيحة تسريبات الرعاية الإخوانية لمؤتمر "الحرية الجنسية"

فضيحة جديدة تهز أروقة جماعة "الإخوان" الإرهابية، بعد تسريب رسالة صوتية للدكتور صلاح عبد الحق، القائم بأعمال المرشد العام، تدعم مؤتمرًا متهمًا بالترويج للحرية الجنسية والمثلية والتحول الجنسي. التسريب الذي التقطه جناح القيادي محمود حسين واعتبره ضربة قاضية للإخوة الأعداء، كشف تزكيات قدمها قياديون بارزون لمنسق المؤتمر وأعضاء اللجنة المنظمة، رغم علمهم بمحتوى جدول أعماله المثير للجدل. فكيف تورطت قيادات الجماعة في هذه الأزمة؟

في الأسبوع الأخير من نوفمبر 2024، ظهرت تسريبات هذه الفضيحة لأول مرة على شكل تساؤلات موجهة إلى أصحاب القرار الإخواني في جناح القيادي صلاح عبد الحق. جاءت هذه التساؤلات مغلفة برقائق من الحزن والشفقة، مع ادعاءات بالتمسك بالمبادئ والقيم وما هو معلوم من الدين بالضرورة، بالإضافة إلى الحرص المزعوم على سمعة "القيادات التاريخية الربانية".

زَعَم ناشر التسريبات أن الدكتور "سيد.ز" اتصل عبر الإنترنت بالقيادي محمد البحيري، باعتباره من أصحاب القرار في التنظيم الدولي الإخواني في قارة إفريقيا، وطلب منه تزكيته لدى عدد من أعضاء الوفود الإفريقية المشاركة في فعاليات المؤتمر. استجاب البحيري للطلب وأرسل تزكية يؤكد فيها أن الدكتور "سيد.ز" معروف لديه شخصيًا، ويمكن الوثوق به وتقديم الدعم اللازم لإنجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه.

لم يكتفِ الدكتور سيد بتزكية البحيري له، بل استدرج "الإخوان" إلى ما هو أبعد من ذلك. أقنعهم بأهمية أن يلقي الدكتور صلاح عبد الحق، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة "الإخوان"، كلمة عبر الهاتف في افتتاح المؤتمر. وبالفعل، تحققت مساعيه، حيث تضمنت كلمة عبد الحق شكرًا صريحًا وإشادة بالدكتور سيد وأعضاء اللجنة المنظمة من أمريكا ودول إفريقية، وكذلك بالمدربين المسئولين عن تحقيق أهداف المؤتمر، داعيًا لهم بالتوفيق والسداد.

طلب المنسق العام للمؤتمر، "المدعوم إخوانيًا"، من الحضور التوقيع على وثيقة المؤتمر وهي "وثيقة 2030" التي تبنتها الأمم المتحدة. ورغم أن "الإخوان" بجميع أجنحتهم المتصارعة، ومعهم جماعات وكيانات أخرى، سبق لهم إصدار بيانات تعلن رفضهم لما جاء في الوثيقة بدعوى أنها "تحمل أهدافًا خبيثة وتهدف إلى إباحة الحرية الجنسية والمثلية والتحول الجنسي، وتشجع على ممارسة الشذوذ، مما يهدد المجتمع المسلم والأسرة المسلمة تحت شعار المساواة بين الجنسين".

القيادي الإخواني الهارب محمد البحيري

لم تتحقق أهداف المؤتمر، إذ انسحب عدد كبير من أعضاء الوفود بعد رفضهم التوقيع على الوثيقة. كما أصدروا بيانًا استنكاريًا لما جاء فيها، لينفضّ المؤتمر بعد ثلاثة أيام من انعقاده، ونشر حساب تابع لجناح القيادي محمود حسين فيديو يتضمن التسجيل الصوتي لرسالة القائم بأعمال المرشد العام في جناح الإخوة الأعداء، وصورة من إحدى جلسات المؤتمر وأسماء أهم المشاركين في اللجنة المنظمة. استغل المعترضون على الوثيقة رسالة البحيري وكلمة عبد الحق، وأمطروا قيادات الجماعة الذين تسببوا في "فضيحة الدعم الإخواني لمؤتمر الحرية الجنسية" بوابل من رسائل اللوم والتقريع، وأكدوا أن ادعاء الجهل بحقيقة المؤتمر وما يدور خلف الكواليس لا يعفي صلاح عبد الحق والبحيري من المسئولية.

أكد الإخواني ناقل تسريبات الفضيحة أنه حاول الاتصال بالقائم بأعمال المرشد العام للتحقق من خلفيات رسالته الصوتية وما إذا كان يعلم هو والبحيري بما كان يدور خلف الكواليس، لكنه لم يتلقَّ أي رد على اتصالاته، وفشل في الوصول إليه عبر الدائرة المحيطة به. وطرح تساؤلات عديدة منها: "هل يُقبل أن نعذر الدكتور صلاح والبحيري وغيرهما من المشاركين في المؤتمر بجهلهم بحقيقة أهدافه؟! هذا أمر غير مقبول بالمرة من أشخاص قضوا أعمارهم في هذه الجماعة. فإذا لم يكن مثلهم على اطلاع بالوثيقة المنشورة للجميع وبالأحوال والأخبار، فهل يصلحون لقيادة جماعة كبرى مثل الإخوان؟ وهل الأسماء الإخوانية المشاركة في هذا المؤتمر، والتي أُسندت إليها مهام التدريب أيضًا، مجرد "دراويش" لا يعرفون ماهية الوثيقة؟".. وهل توجد صلة بين رسالة القائم بأعمال المرشد العام الدكتور صلاح عبد الحق إلى المؤتمر وقيام المسئولين عن موقع "الإخوان" الرسمي بحذف بيان سبق نشره لإعلان موقف الجماعة الرافض للوثيقة الأممية؟".

تُسلط هذه التسريبات الضوء على أزمة أعمق داخل جماعة "الإخوان"، تتعلق بمصداقية قياداتها ووعيهم بما يدور حولهم. فهل يمكن لجماعة تدّعي الربانية والالتزام بثوابت العقيدة أن تبرر تورطها في مؤتمر يروج لقيم تتعارض مع مبادئها المزعومة أم أن هذه الفضيحة تكشف عن فصل جديد في مسلسل صراعات داخلية أعمق بين أجنحة القيادات المتناحرة على المكاسب والمغانم؟

مقالات مشابهة

  • العقوري: مسودة قانون لمكافحة الجرائم المالية خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي
  • غزة بين التصعيد والهدنة| جهود دولية ومساعٍ فلسطينية لإنهاء العدوان
  • أردوغان يتخذ قرارات استراتيجية بشأن سوريا واللاجئين في اجتماع الحكومة اليوم
  • فضيحة تسريبات الرعاية الإخوانية لمؤتمر "الحرية الجنسية"
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • "Just2Pay" المصرية الناشئة تتعاون مع "Modus Capital" لتعزيز ريادة الأعمال بالتكنولوجيا المالية
  • مصفاة بانياس السورية تعلق عملها.. ما علاقة إيران؟
  • المالية النيابية:الحكومة غير مستعجلة على إقرار موازنة 2025!
  • أرحومة يتفقد الأضرار التي لحقت بمبنى وزراة العمل جراء الأمطار في سرت
  • عائشة الدبس أول امرأة في الحكومة السورية الجديدة.. من هي؟