صدى البلد:
2024-09-30@17:00:52 GMT

جاسم مرزوق بودي يكتب: من شابه أباه

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

الشيخ محمد صباح السالم حفظك الله
تحية الأمل بغد أفضل، ومن يعرفك يعرف أنك ما تسلمت منصبا إلا وتركت فيه بصمة إيجابية، وأنك من القلائل الذين يتمتعون بفكر ثاقب ورؤية صافية وأسلوب إدارة علمي، وانك كنت من أوائل الذين حذروا من سير الاقتصاد في البلاد على سكة واحدة وتخوفت من تكرار تجارب كثيرة عالمية اعتمدت على "الهون ابرك ما يكون" من دون سعي حقيقي لتنمية مستدامة أساسها الاستفادة الأمثل من القدرات.

.. كل القدرات.
الشيخ محمد
اعانك الله على تحمل المسؤولية وأنت اهل لها. سليل بيت حكم تشربت الإدارة بالفطرة وتكسبت الخبرة بالعلاقات اليومية مع رموز تاريخية نترحم عليها وأخرى نتمنى لها طول العمر. ابن المسيلة ودسمان، ترعرعت تحت جناح والد أمير وعم أمير وأربعة اخوال امراء. زد على ذلك تجربتك الشخصية في المسار الدراسي الذي اخترته والطريق الأكاديمي الذي مشيته والمجال العملي الذي ارتضيته والخبرة الديبلوماسية والحكومية التي صقلتك.
وارث أصول الحكم في الجينات، وحاصد الخبرة في التجربة الغنية. لكن العاملين المذكورين لا يكفيان لممارسة المسؤوليات الجسام أو لمواجهة التحديات التي تنتظرك، ونحن نعترف قبلك أن الظروف التي نعيشها ليست مثالية وان أحدا لا يملك عصا سحرية لوقف التراجع وإعادة الكويت الى الريادة التي كانت عليها... انما الاجتهاد والإرادة والعزم لطالما كانت عناوين مسارك، وحسبك أنك فعلت ما تمليه عليك طاعة الله وراحة الضمير. 
ومرة أخرى، من يعرفك يدرك أن فلسفتك في العمل قائمة على الفريق النوعي، ولذلك صار واضحا أنك لم تقبل هذه المسؤولية الا لكونك تريد اختيار فريق عمل متناغم يعمل وفق برنامج واضح. مواصفات أعضاء الفريق النزاهة والاحترافية والخبرة بعيدا من المحاصصة التقليدية والمحسوبيات. الوزير الناجح والمستشار الكفؤ والمدير المتألق هو ناجح وكفؤ ومتألق لأنه يجمع هذه الصفات لا لأنه رجل او امرأة ولا لأنه من هذه القبيلة او تلك او هذا المذهب او ذاك او هذه المنطقة او تلك. اختيار الفريق مسؤوليتك الأولى كي تتمكن من العمل وفق برنامج تلتزم به الحكومة وتحدد له تواريخ محددة للإنجاز.
بعد ذلك، نتمنى ألا تقع في الخطأ الجسيم الذي وقع فيه اسلافك. أي أسلوب التعامل التقليدي مع مجلس الأمة، حيث الصوت العالي يحسم جزءا كبيرا من العلاقة باتجاه الترهيب ثم التطويع. لا نريد للحكومة المقبلة ان تكون أسيرة المجلس وهي الظاهرة الممتدة عبر سنوات. نعلم ان الإرث سيثقل كاهلك وأنك غير مسؤول عن مساره سابقا انما لا بد ان "يعلق" أحد الجرس، وينقل العلاقة بين السلطتين إلى تعاون حقيقي لخدمة التنمية لا على قاعدة معاملات "اللا مانع" او الصفقات والتسويات او القوانين الشعبوية التي ترهق الخزينة.
وهناك ظاهرة تعاظمت في الفترة الأخيرة وتم تسويقها عند المسؤولين، قوامها ان من يسيطر على البرلمان هم مجموعة صغيرة من أصحاب الصوت العالي الذين يتبعهم نواب كثر، وأن التسويات التي تتم من خلالهم كافية لإقناع الغالبية وهذا خطأ كبير، إذ ان المجلس زاخر بمجموعة من النواب الشبان الذين نتمنى ان تضع يدك في يدهم وهم أصحاب أفكار مميزة وتجربة تشريعية جيدة ويمكن الاستفادة منهم الى اقصى حد بدل ان يكونوا ضحية أي اتفاق بين الحكومات ومجموعة محددة اقنعتها بأنها صاحبة القرار وحاملة مفاتيح التعاون.
وإذا كانت القاعدة الثابتة ان الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل فأنت أكثر من طبق هذه القاعدة في المناصب التي تسلمتها لإيمانك بقدراتهم وطاقتهم الإيجابية وحيويتهم وقدرتهم على العمل والانجاز، والنواب الشبان يستحقون التعاون المثمر من قبلكم لإقرار تشريعات فاعلة.
والمجال هنا لا يكفي لتعداد التمنيات والآمال بإصلاح سياسي يبدأ من اصلاح النظام الانتخابي، وبإصلاح اقتصادي عماده الثورة الإدارية المطلوبة والـ"مؤجلة دائما"، وبإصلاح قانوني يسمح بتحويل الكويت مركزا ماليا ويخفف من القيود على التوسع الاستثماري والمالي... ونحن أكثر الناس ايمانا بأن كل هذه الإصلاحات تشكل هاجسا دائما لكم سواء كنتم خارج السلطة أو داخلها.
الشيخ الدكتور محمد صباح السالم
في عهد والدكم المغفور له بإذن الله الشيخ صباح السالم عاشت الكويت أزهى عصورها على كل المستويات، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وفنيا وثقافيا... اليوم جل ما نتمناه ان يعاد ذلك التاريخ من خلالك لنردد جميعا: من شابه اباه فما ظلم.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: فى سبيلنا للتنمية المستدامة فى مصر !!


 

إستكمالًا لمقالى "الإقتصاد الجزئى هو سبيلنا للتنمية المستدامة" وكان للحديث بقية....
وفى مقالى هذا أستكمل لحضراتكم رؤيتى بأن تصبح مصر مؤسسة إقتصادية ضخمة، مؤسسة إقتصادية تستغل كل عناصر الأقتصاد على أراضيها وفى باطن تلك الأراضى، وبحارها، وبحيراتها، ونيلها، والبشر الرائع الذى يعيش فى أرجائها، فى الوادى وفى السواحل والصحارى والريف والحضر، الحلم عظيم، وتحقيقه ليس بالشيىء صعب المنال، وليس ببعيد، فلسنا أقل مقدرة أو أقل ذكاء من شعوب وحكام دول كثيرة تحولت من ( مجتمعات بادية ) إلى أرقى المجتمعات الإقتصادية فى العالم، ولسنا ببعيدين عن تجارب أشقاء لنا فى الأمارات العربية، والكويت، ودبى، ولن نذهب بعيدًا إلى ماليزيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، فكل ما تحقق فى مثل هذه الدول، هو أنهم امتلكوا إرادة سياسية على تحقيق هذا التحول وهذا التقدم، وتغيير إسلوب حياة إلى أسلوب أخر بحرية كاملة، ودون ( سفسطة أو فزلكة )، بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وغيرها من أمور بديهية للحياة المعاصرة فى أرجاء المعمورة، فقط كانت هناك إرادة سياسية وشعبية فى الإنتقال من أسلوب حياة إلى إسلوب أخر، فقط بالنظام والجدية، وصرامة تطبيق وتنفيذ القوانين والحرص على تطبيق القواعد دون أستثناء، وبشفافية كاملة


، وإعطاء الحرية كاملة لكل ما هو صالح وكل ماهو قادم لمصلحة الوطن، ولعل بالنظرة السريعة على سطح مصرنا الحبيبة، نجد أننا منذ القرن الثامن عشر، نعيش على 6% من أرض المحروسة، حينما كان تعداد سكان مصر لايزيد عن 8 مليون نسمة والتقسيم الجغرافى لأقاليم مصر، هو نفس التقسيم العثمانى على شكل محافظات متراصة فوق بعضها البعض كما ذكرت من قبل، سميت بأسماء منبثقة من تاريخها أو من " مشايخها" ومعتمدة من السلطان الحاكم فى ( الأستانة )، ويقوم " ولاتة " فى القلعة بإدارة شئون ( الولاية المصرية ) ونقل الجباية والخير إلى الأستانة، حتى عمالها المهرة،هم أيضاَ ملك أوامر السلطان " وواليه" فى المحروسة  !! 
ورغم كل ما حدثناه على مدى قرنين ونصف من الزمان مرورا بعصر " محمد على باشا "  " والخديوى أسماعيل باشا " وحتى السلطان " حسين باشا كامل" "وفؤاء باشا " وحتى " الملك فؤاد والملك فاروق الأول "، وحتى إنتقال الحكم إلى النظام الجمهورى، مازالت مصر ترزح تحت هذه الفلسفة العثمانية، بتقسيمات جغرافية لمحافظاتها ووصلت التقسيمات الحديثة إلى "سبعة وعشرون محافظة"، وتعتمد جميعها على مخصصات مالية من الموازنة العامة للدولة 
( المركزية ) وبالتالى ماينتج فى تلك المحافظات على المستوى القومى يؤول للخزانة العامة (وما أتفهه ) وحجمه من ضألة تميزة بالعقم وبالتخلف !! 
وفى أهم دراسة ميدانية وحوارية ومواجهات بين مجموعة عمل إعتنت بهذه القضية وبين مديرى الأقاليم وممثلى شعوبها بكل طوائفهم وإتجاهاتهم أعتقد بأن أهم ماتحصلنا علبه هو ضرورة أعادة تقسيم مصر إلى أقاليم أقتصادية وليس تقسيماَ عرضياَ  كما هو شائع حينما ترد جملة ( أعادة التقسيم ) فالأقليم الإقتصادي يمكن أن يتضمن على سبيل المثال وليس الحصر والتأكيد فى جنوب مصر جزء من أسوان وجزء من البحر الأحمر وجزء من توشكى وشرق العوينات  وجزء من الوادى الجديد وجزء من قنا ولا حتمية للإتصال بين أجزاء الأقليم جغرافيًا ولكن بواسطة شرايين الأتصال الطبيعية(طرق حرة سريعة ) مطارات موانىء قطارات وهذا الأقليم وبهذه المكونات الجغرافية سوف يتضمن بحر وبحيرات  وجيولوجيا ( تحت الأرض ) وخدمات وثقافة فوق الأرض وجزء من نهر النيل وصحراوات..
وبهذه العناصر يمكن خلق بناء محترم  كما يمكن أستكشاف ثراوات معدنية بتركيز أكثر وزراعة نقية غير ملوثة وعناصر ثقافية تاريخية فريدة عالمياَ وظواهر طبيعية وكذلك من أبداع المصريون المحدثين والقدامى كتعامد الشمس فى وقت محدد على وجة رمسيس فى معبد أبو سنبل " التى يحج إلى هذه البدعة الأنسانية من كل أنحاء العالم معجبين " هذا المثال الأقليمى لاشك يدعنا نحلم بأنه واقع هذا الحلم يمكن أن يكون نواه لجزء من الوطن يتحول إلى مؤسسة إقتصادية عظمى كما أن " أيكولوجيا " يتشكل هذا الأقليم بوجود أكثر من 3 مليون مصرى فى حوزتة الجغرافية ألا يمكن بإدارة أقتصادية لمثل هذا الأقليم بما يمتلك من عناصر إقتصادية  أن ينتج سنوياَ مالا يقل عن عشرين مليار دولار !
هذه دعوة مفتوحة لعلمائنا وأساتذتنا فى الإدارة والأقتصاد وعلى نفس المنوال يمكن أستكمال تقسيم مصر على أن تطبق تلك الأقاليم سياسة مصر المركزية ولكن بإدارة لامركزية لتحقيق تنمية شاملة فى كل أرجاء الوطن وهنا يمكننا أن نجعل مصر مؤسسة أقتصادية كبرى أعظم من أية دولة أشرت اليها فى بداية المقال، ونستطيع أن نحول هذا الحلم إلى حقيقة – الواقع أننا فى أحتياج لإرادة سياسية !!                           
 أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد

مقالات مشابهة

  • نائب حسن نصر الله يكشف أسماء القيادات التي كانت مع الأخير ولقيت مصرعها بعملية الاغتيال بضاحية بيروت الجنوبية
  • الشيخ يؤكد أهمية وضع أسس ومبادئ مشتركة لقواعد العمل بالبورصات العربية
  • د.حماد عبدالله يكتب: فى سبيلنا للتنمية المستدامة فى مصر !!
  • أضرار الإهمال في علاج إعتام عدسة العين
  • تفاعل مع لحظة ظهور العراقي علي جاسم للمرة الأولى في الدوري الإيطالي
  • أول ظهور لعلي جاسم في الدوري الإيطالي .. فيديو
  • أبرز الأغاني التي ستقدمها أنغام خلال حفلها بـ«ليلة العمر» في الكويت
  • إجابات علي جمعة على أسئلة الأطفال الصعبة.. «فين ربنا؟»
  • روسيا.. اكتشاف بقايا شجرة شبه استوائية عمرها 184 مليون سنة
  • خبير سياسات دولية: العالم غير قادر على وقف تعنت بنيامين نتنياهو