إعلان مع المدنيين وجولات خارجية.. دقلو يبحث عن شرعيته في السودان
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
بقي قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، في الظل خلال الأشهر التسعة الأولى من النزاع في السودان، إلى أن وقع مؤخرا إعلانا مع المدنيين وقام بجولة أفريقية يبحث خلالها عن شرعية دولية سعيا لحسم معركته مع الجيش.
في أواخر العام الماضي، قام قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بجولات خارجية تزامنت مع جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب التي اندلعت منتصف أبريل، وألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لكن في الأيام الأخيرة، ومع تحقيق قواته تقدما ميدانيا، استبدل دقلو زيه العسكري بالملابس المدنية، وقام بجولة خارجية تخللها لقاء مسؤولين كبار في أوغندا وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا.
ويرى الخبير في الشأن السوداني، أليكس دي فال، أن دقلو "في حالة صعود".
ويقول كليمان ديهي، المتخصص في الشؤون السودانية في جامعة السوربون بباريس، إن دقلو تم استقباله "بمراسم تخصص لرئيس دولة".
ومنذ اندلاع القتال في أبريل بين الحليفين السابقين البرهان ودقلو، أودت الحرب في السودان بأكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" أكليد، وهي حصيلة يعتقد أنها تبقى دون الفعلية.
كما تسببت بنزوح أكثر من سبعة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
إعلان أديس أباباأبعد من الميدان، يحاول دقلو تحقيق مكاسب سياسية في حربه ضد الجيش.
ووقع، الثلاثاء، في العاصمة الإثيوبية إعلانا سياسيا مع عبد الله حمدوك الذي سبق له تولي رئاسة الوزراء في السودان قبل أن يطيحه انقلاب عسكري قاده البرهان ودقلو، في عام 2021.
وكانت الهيئة التنسيقية للقوى الديمقراطية المدنية برئاسة حمدوك دعت مؤخرا لعقد "لقاءات عاجلة مع الجيش وقوات الدعم السريع تبحث قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي".
ونتيجة لاستجابة الدعم السريع فقط لهذه الدعوة الى الآن، وقع دقلو وحمدوك "إعلان أديس أبابا" الذي تبدي من خلاله قوات الدعم "استعدادها التام لوقف عدائيات فوري وغير مشروط عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة".
كما تتعهد "فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية"، و"تهيئة الأجواء لعودة المواطنين لمنازلهم في المناطق التي تأثرت بالحرب".
ويرى أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة كينغز كوليدج بلندن، أندرياس كريغ، أن الإعلان "هو الخطوة الأكثر أهمية التي يمكن لدقلو القيام بها لكسب الشرعية".
ويقول ديهي لفرانس برس إن "توقيع المدنيين على اتفاق مع حميدتي، على الرغم من التطهير العرقي في دارفور والاغتصاب والنهب الممنهج في وسط السودان ودارفور، يمنحه الشرعية في نظر المجتمع الدولي".
وقبل نشوب النزاع بينهما، كان دقلو نائبا للبرهان، وقاما بتنظيم انقلاب أكتوبر عام 2021 الذي أطاح الحكومة المدنية برئاسة حمدوك. وأعيد الأخير إلى منصبه لفترة وجيزة، قبل أن يستقيل، في مطلع عام 2022، ويغادر السودان.
ولم يلتق القائدان العسكريان منذ اندلاع الحرب على رغم محاولات الوسطاء.
"هو المسؤول"من جهتها ترى المحللة السودانية، خلود خير، أن جولات دقلو الخارجية أشعرت البرهان بـ"استياء"، خصوصا مع محاولات الأول الذي يرأس مجلس السيادة "تقديم نفسه كزعيم سياسي وطني".
وفي كلمة ألقاها، الأسبوع الماضي، بمناسبة استقلال السودان، انتقد البرهان زيارات دقلو ومضيفيه.
وخاطب الدول "التي تستقبل هؤلاء القتلة بأن كفّوا أيديكم عن التدخل في شأننا.. وأن استقبال أي جهة معادية للدولة لا تعترف بالحكومة القائمة يعتبر عداء للدولة".
إلا أن اللقاء بين حمدوك ودقوا أعاد فتح الباب أمام تكهنات قديمة.
وتوضح خير لفرانس برس "الشائعات حول تواجد صلة بين قوى الحرية والتغيير وحميدتي، والتي كانت منتشرة حتى قبل الحرب، زادت الآن بسبب مشهد الاجتماع" بين حمدوك ودقلو بغياب البرهان.
وفي مقاطع فيديو نشرت على منصات التواصل لاجتماع أديس أبابا، شوهد حمدوك وغيره من السياسيين وهم يصطفون لمصافحة دقلو. وتقول خير: "ظهر حميدتي خلال الاجتماع وكأنه هو المسؤول".
وكانت الهيئة التنسيقية للقوى الديمقراطية المدنية نشأت من كتلة المعارضة الرئيسية، أي ائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي أدى دورا رئيسيا في الإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير. وترى خير أن هذا التحالف المُشكَّل حديثا لا يزال "ائتلافا ضعيفا مكونا من ائتلافات ضعيفة"، وقد لا يمتلك القدرة على تغيير الأوضاع.
"خطأ دبلوماسي"واتهم نشطاء حمدوك بخيانة المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية. وكتب مستخدم على منصة "إكس"، "هذا هو حميدتي ذاته الذي اتفق مع الجيش لفض الاعتصام وشارك في انقلاب 25 أكتوبر"، في إشارة إلى الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، في يونيو عام 2019، للمطالبة بالحكم المدني.
ويستبعد خبير الشؤون الأفريقية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، كاميرون هيودسون، أن يلبي البرهان حاليا دعوة حمدوك للقائه، خصوصا بعد الإعلان بين الأخير ودقلو.
إلا أنه يرجح في حديثه لفرانس برس أن يكون "هذا هو القصد تحديدا من الطرفين، لأن عدم لقاء البرهان بحمدوك سيجعل الجيش يبدو معارضا للسلام ويُصوِّر حميدتي على أنه الطرف الأكثر عقلانية ومسؤولية".
ويرى دي فال أن حمدوك ارتكب "خطأ دبلوماسيا" فادحا بالظهور مع الدعم السريع وبعيدا عن الجيش.
من جهته، يعتبر ديهي أن الجيش أصبح "معزولا أكثر فأكثر"، وأن ما تكبدته القوات المسلحة من خسائر في الميدان أبعد عنها حلفاء أقوياء مثل القاهرة.
ويضيف أنه بات في مقدور دقلو الآن "بدء المفاوضات من موقع قوة"، محذرا من أن عزل البرهان بشكل إضافي "سيؤدي حصرا إلى تعقيد الوضع وتوفير مزيد من الوقت والمجال لاستمرار القتال".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
صفقة تقوم على رئاسة الحلو مقابل تأمين آل دقلو وأموالهم وممتلكاتهم
آخر التطورات، طلبت الحلقة الضيقة من روتو أن يتأكد من الحماية والالتزام من بريطانيا والامارات وشركاءهم في تشكيل حكومة المليشيا، لأن الضغط الداخلي يزداد، ورد فعل السودان لا تعلم نهاياته، اضافة لوجود أكثر من طرف ثالث كيني واقليمي يرغب في تفجير المشهد الكيني.
وحسب رأيهم (الضوء الأخضر لا يكفي).
كانت الاجابة أن الحماية والالتزامات ترتبط بإذعان آل دقلو للحلو، وذلك بتنصيبه رئيسا وإعلان علمانية الكيان الجديد سواء تم اعلانه حكومة أو تحالف، لا فرق، إذ يمكن تغيير مكان ووقت الاعلان، بالتدريج، وربما بعد استدراج الحكومة الشرعية في السودان الى تفاوض مع التحالف وفق مطالب الجيش لشرعنته، ثم عمل U-Turn لاحقا.
مأزق دقلو أخوان وقيادات المليشيا أن الحواضن القبلية التي استغلوها وأرهبوها واختطفوا ابنائها كان وعدهم لها هو الخرطوم ورئاسة وتقدم العطاوة على جميع أهل السودان، ثم تقلص المشروع الى الفاشر، وبعد حرق أولادهم في الخرطوم والوسط سحبوا من تبقى منهم وجندوا كثيرين للموت في الفاشر، وبدأت الحواضن تخرج من الاستغلال، ورفضت قيادات أهلية التجنيد الجماعي لكنها اجبرت على عدم منع المليشيا من التنجيد بطريقتها وباغراءاتها للأفراد والقادة المحليين، تحت تهديد الاغتيال واستهداف قراهم ومدنهم.
الان تضائل المشروع كله إلى صفقة تقوم على رئاسة الحلو مقابل تأمين آل دقلو وأموالهم وممتلكاتهم، واستمرار سيطرتهم على تهريب الذهب.
بمعنى أن دقلو أخوان باعوا المشروع القبلي كاملا لصالح نجاتهم الشخصية ووعود بالغاء العقوبات.
النتيجة كالآتي: في حال قيام هذا الكيان (حكومة وهمية) أو (تحالف مفخخ)، ستحدث تصدعات في الحواضن القبلية التي تستغلها المليشيا، وستكون هنالك موحو انضمام للقوات المسلحة أو نشوء نسخ أخرى من المليشيا لا علاقة لها بآل دقلو.
منذ بداية الحرب لدي مصطلح منضبط (الحواضن القبلية التي تستغلها المليشيا) ولا أقول (الحواضن القبلية للمليشيا) وبالرغم من أن تعويل المليشيا كان على استغلال العطاوة وعرب غرب السودان عموما إلا أنها احتاجت الى استغلال قبائل وسط السودان.
الآن دقلو أخوان يضعون سيفهم على رقبة العطاوة ليذبحونهم كبشا لنجاتها وفكاكهم من الحظر وتجميد الأموال.
التوصية: في كل الأحوال، ومنذ بداية السيناريو، رفضت قطع العلاقات السودانية الكينية، وقلت أن روتو لا يستطيع الانفراد في كينيا اطلاقا، وثبت هذا الآن، وثبت أن المخطط المعادي للسودان يطيب من انسحاب السودان من المشهد الكيني ليخلو لهم.
سؤال مهم: ما هو رد السودان على العبث الكيني بسيادته وكرامته؟ وكيف يستقيم وجود سفير للسودان مع وجود تمثيل لحكومة موازية؟
قلت لهم، يستقيم ونص وخمسة، والمثل يقول (الحياة دروبها وساع).
الدولة ليست خارجية وسفارة فقط .. الدولة فيها جيش ومخابرات وأمن وشرطة وتجارة وزراعة وثقافة واعلام.
كل جهة تشتغل شغلها.
مكي امعربي