موقع النيلين:
2025-01-09@01:15:52 GMT

لقاء البرهان وحميدتي: ورطة الإيقاد

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT


□ انعقدت القمة الاستثنائية، رقم 41، لرؤساء دول وحكومات الإيقاد، جيبوتي في 9 ديسمبر 2023, المخصصة لمخاطبة وحل الأزمة السودانية. استبشر كثيرون خيرا بهذه القمة لعلها توقف وتنهي الحرب، التي طالت واستطالت، بسلامٍ مستدامٍ. وجاءت القمة على خلفية زيارة رئيس مجلس السيادة إلى كينيا واثيوبيا وطي صفحة الخلاف حول رباعية الإيقاد التي رفضتها حكومة السودان، ومن ثمّ زيارته إلى جيبوتي وطلبه عقدِ قمةٍ طارئةٍ لبحث حلِ الأزمةِ في السودان.

□ أهم مخرجات القمة هو إعلانها موافقة القائد العام للجيش وقائد الدعم السريع على اللقاء كفاحاً وجهاً لوجهٍ، والتزامهما بوقفٍ غير مشروطٍ لإطلاق النار وحل النزاع عن طريق الحوار السياسي.

□ شغل هذا القرار الرأي العام السوداني والمجتمعين الإقليمي والدولي، ولم يستثن التداول حوله جلسات السودانيبن العامة والخاصة في كل أنحاء العالم، خاصة في ظل جدالات ومغالطات واسعة النطاق حول إذا ما كان قائد الدعم السريع حياً أم ميتاً. ولكن، بعد الإعلان عن اكتمال ترتيبات الاجتماع المرتقب في 28 ديسمبر المنصرم، أعلنت سكرتارية الإيقاد في خطابٍ رسميٍ، أنه تم تأجيل لقاء البرهان وحميدتي إلى شهر يناير في موعد محدد سيعلن لاحقاً وذلك لأسباب فنية.

□ لم تأت الرياح بما تشتهي سفن قرار اللقاء بين القائدين، بل واضحى انعقاده ضعيف الاحتمال بسبب ثلاث إشكالات عملت على تعقيد المشهد، خاصةً بعد دحض قائد الدعم السريع لشائعة وفاته بظهوره في عنتبي لاحقاً، وابتداره لجولةِ زياراتٍ لعددٍ من البِلدان الأفريقية!
□ الإشكال الأول: ما أن خرج البيان الختامي للقمة إلى العلن، حتى أصدرت وزارة الخارجية السودانية بياناً تضمن عدة تحفظات، من ضمنها أن الرئيس البرهان اشترط لعقد مثل هذا اللقاء إقرار وقف دائم لإطلاق النار، وخروج قوات التمرد من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها. ومن جهة اخرى، للدعم السريع أيضا اشتراط بأن يتم اللقاء مع البرهان بصفته القائد العام للجيش وليس كرئيس لمجلس السيادة.

□ الإشكال الثاني:
بحسب تصريح الناطق الرسمي للدعم السريع (مقدم الفاتح قرشي)، في 27 ديسمبر، فإنهم قد تقدموا بمذكرة رسمية إلى رئيس الإيقاد بأن يحضر هذا اللقاء كل رؤساء الدول الأعضاء في الإيقاد، والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وكل المنظمات التي شاركت في القمة الاستثنائية، ولو أن الخطاب الذي وصلهم يفيد بأن اللقاء سيحضره فقط رئيس دولة جيبوتي، وهو الرئيس الحالي للإيقاد. بهذا الطلب يبدو وكأنما الدعم السريع يدعو إلى انعقاد قمة أخرى، مما يضع العقدة في المنشار.

□ الإشكال الثالث:
والذي ربما يجعل الأمر أكثر تعقيدا هو طلب تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” من رئيس ايقاد اشراكهم في اللقاء المرتقب بين قائدي الجيش والدعم السريع. ذلك، بينما الغرض الأساس لهذا اللقاء هو بحث وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية وليس لابتدار عملية سياسية شاملة. فإن كانت ( تقدم ) قد وقعت على اتفاق سياسي مع الدعم السريع في أديس أبابا ناقش فيه الطرفان أمر المشاركة في لقاء القائدين، فلقائد الجيش أيضا قوى سياسية تدعمه وقد تأخذ نفس المنحى وتطالب بحضور الاجتماع! ألا يضعف مثل هذا الشرط من إحتمال قبول القائد العام للجيش بحضور اللقاء المرتقب، وينسف الفكرة من أساسها؟ وفي هذه الحالة، ماذا قيادة الإيقاد بفاعلة؟

□ وهل تسمح بروتوكولات المنظمة بدعوة القوى السياسية في أي بلدٍ بالمشاركةِ في اجتماعات قمة رؤساء وحكومات الإيقاد؟ وهل هناك من داعٍ لعقدِ قمة أخرى وفي هذا الظرف امتثالاً لمطلبٍ مُقدمٍ من قوى سياسية بعينها، ولو كان على رأسها رئيس سابق لمجلس الوزراء؟

□ صحيح أن الايقاد نجحت، ولو بدعم اقليمي ودولي، في تيسيير الوصول لاتفاقية السلام الشامل (في أول مهمة سياسية لها منذ إنشائها)، والتي تم توقيعها بين طرفين فقط (حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية). ومع ذلك، ففي ظل هذه التعقيدات الثلاثة (وبعد أن وصف نائب رئيس مجلس السيادة مبادرة الإيقاد بحدث ولا حرج )، هل تملك الإيقاد القدرات والمقدرات للمضي قدما في تسهيل حل الأزمة الراهنة في البلاد؟
□ لا شك أن منظمة الإيقاد قد وقعت في ورطة!

كتب: د.الواثق الكمير

تورونتو، 5 يناير، 2024م.

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قنا تسعى لمستقبل أخضر.. لقاء تشاوري حول إدارة المخلفات والتنمية المستدامة

نظم المنتدى المحلي للتنمية المستدامة بمحافظة قنا لقاءً تشاوريًا لمناقشة التحديات والحلول المتعلقة بالمخلفات الصلبة والزراعية والبلاستيك أحادي الاستخدام، بمشاركة عدد من الخبراء والجهات المعنية، وذلك في إطار جهوده لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الصمود في مواجهة الأزمات والكوارث.

أقيم اللقاء تحت رعاية الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، وبحضور ياسر عبد الموجود، منسق عام المنتدى بمحافظة قنا، و الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادي الأسبق، الدكتورة هدى السعدي، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة بقنا، و الدكتور أحمد شورى، عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية السابق، والدكتور يوسف محمد رجب، مدير مركز إعلام قنا.

أكد المتحدثون خلال اللقاء علي أهمية الدور المحوري للمجتمع المدني في مواجهة قضايا إدارة المخلفات، خاصةً مع تزايد التحديات البيئية وتأثيراتها على التنمية المستدامة، كما تم تسليط الضوء على أهمية نشر الوعي المجتمعي وتعزيز التعاون بين المؤسسات لتحقيق إدارة أفضل للمخلفات بطرق صديقة للبيئة.

وخرج اللقاء بعدد من التوصيات التي تهدف إلى تحسين إدارة المخلفات في المحافظة، مع التركيز على إشراك جميع الأطراف في إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة تسهم في حماية البيئة وتحقيق التنمية الشاملة.

مقالات مشابهة

  • لقاء تشاوري بـ قومي المرأة بقنا حول آليات التعامل مع المخلفات الصلبة
  • لقاء تعريفي يستعرض العلامات التجارية المحلية
  • لقاء إعلامي بمسقط يستعرض منجزات عمان خلال 5 سنوات
  • قنا تسعى لمستقبل أخضر.. لقاء تشاوري حول إدارة المخلفات والتنمية المستدامة
  • السودان… مقتل 25 شخص بهجمات لقوات «الدعم السريع» في النيل الأبيض
  • هدف إنقلاب ٢٥ كان السلطة والحرب الحالية نفس الهدف
  • لقاء فرحان السنيورة وسلام والحريري: لا أسماء بل مقاربة للمرحلة
  • هيئة رئاسة مجلس الشورى تعقد لقاءً تشاوريًا مع عددٍ من أعضاء المجلس
  • رئيس حى جنوب الغردقة يعقد اللقاء الدورى للمواطنين
  • لماذا ذهب الدعم السريع إلى الحرب؟