الجديد برس:

قال عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” محمد البخيتي، إن “اليمن بات يلعب دوراً إقليمياً وعالمياً بفعل السياسات الأمريكية الخاطئة”.

وأضاف البخيتي، في لقاء مع قناة “الميادين”، أنه “علينا أن ندرك أننا كسبنا الجولة الأولى في “الحرب الأخلاقية ضد أمريكا وحلفائها، وأن أمريكا ستخسر عسكرياً أيضاً لأنها تواجه إرادة شعوب، متسائلاً كيف يمكن لمن فشل في كسر مقاومة غزة “أن يواجه دول محور المقاومة”؟.

كذلك، أكد أن اليمن سيستمر في عملياته العسكرية، لنصرة إخوانه في فلسطين “مهما عملت أمريكا”، وأن استمرارها في خيار المواجهة “سيكلفها أخلاقياً وعسكرياً وسيؤدي إلى إنهاء هيمنتها في المنطقة”.

وأشاد البخيتي بما يقوم به حزب الله في لبنان، والمقاومة العراقية، مؤكداً على “ضرورة الاستمرار بفاعلية في هذا الطريق”.

أما “إسرائيل”، وفق البخيتي، لا تريد الاعتراف “باستحالة استعادتها قوة الردع كما كان عليه الوضع في الماضي”، حين كان الكيان الإسرائيلي يستفرد بكل طرف، أما اليوم وبعد عملية طوفان الأقصى، “فقد كُسِرت الحواجز، لتتدخل للمرة الأولى قوى عربية مختلفة لمصلحة الفلسطينيين”.

محمد عبد السلام: محاولات الإخضاع بالقوة لن تجدي نفعاً

وفي الإطار نفسه، صرح الناطق الرسمي باسم “أنصار الله” ورئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، بأن على “أمريكا وحلفائها أن يقلعوا عن عقلية الاستكبار”، وأن يدركوا أن محاولة الإخضاع بالقوة لن تجدي نفعاً.

وأضاف عبد السلام في تغريدة له على منصة “إكس”، أن موقف اليمن محق ومسؤول بمساندته لغزة في “مواجهة الدموية الصهيونية، والمفترض أن تتوجه الضغوط نحوها لوقفها ورفع الحصار عن قطاع غزة”.

كما رأى أن ما يهدد المنطقة، ودول حوض البحر الأحمر، هي “الوحشية الإسرائيلية، والعسكرة الأمريكية، للبحر خدمةً لإسرائيل”.

وأكد أن الشعب اليمني “لا يهدد أي دولة لا تعتدي عليه، وفي ذات الوقت لا يقبل من أحد أن يتعاطى معه بلغة التهديد”.

وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، قد ذكرت الخميس، أن قوات صنعاء فجرت زورقاً مسيراً في البحر الأحمر، ما شكل تحدياً للولايات المتحدة الأميركية، بعد تهديدها اليمنيين بالقيام بعمل عسكري، ما لم توقف الهجمات على السفن في ممر الشحن العالمي الحيوي”.

نصر الله: اليمن أصبح جزءاً من المعادلة الدولية

وتحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الجمعة، عن جبهة اليمن، قائلاً إن “الأنظمة الساكتة والمتخاذلة، بُغتت بما فعله اليمنيون في البحر الأحمر”.

وأضاف نصر الله في كلمة متلفزة، أنه من البركات الوطنية، أن حكومة صنعاء “لم تعُد فئة داخلية، بل أصبحت جزءاً من المعادلة الدولية التي يقف العالم أمامها على رجل ونص”.

ووفق نصر الله، فإن “رسالة اليمن اليوم هي رسالة للولايات المتحدة، مفادها أنها لا تواجه حركة أنصار الله، بل عشرات الملايين من الشعب اليمني الذي كل تاريخه إلحاق الهزائم بالمعتدين”.

ورأى حسن نصر الله أن “اليمن يزداد عزاً في العالمين العربي والإسلامي، وفي عيون أصدقائه وأعدائه، من خلال اتخاذ موقفه من غزة”.

كما شدد في هذا الإطار، على أن “من يقلل من شأن أعمال محور المقاومة اليوم، هم الذين لم يقدموا شيئاً منذ بدء العدوان على غزة”، تغطيةً لتخاذلهم.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

اليمن والموقف الحازم: تحديات المنطقة في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية

يمانيون../
هل سيصمد الموقف العربي، هل سيعلن( لا) عريضة في وجه ترامب؟ وهل ستنجح الجهود الدولية في إلزام العدو الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته في اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان؟

بعد قرابة شهر من الهدوء النسبي، لا تزال المنطقة تتأرجح على شفا انفجار كبير قد يغيّر مجريات الأحداث، وذلك بسبب عدم حسم كثير من الملفات، والسقوف العالية والضغوط الأميركية والإسرائيلية التي تهدف إلى فرض حلول أحادية لصالح العدو الإسرائيلي، على حساب سيادة الدول العربية وحقوق الشعوب وتطلعاتها، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، يهدد ترامب مجدداً باتخاذ “موقف صارم بشأن قطاع غزة السبت”، ويقول إنه “غير متأكد مما ستفعله إسرائيل”. ويأتي هذا التهديد بعد تعهد الوسطاء لوفد حماس إلى القاهرة بتجاوز العقبات، والضغط على العدو لتنفيذ التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وما ترتب عليه من إعلان المقاومة تراجعها عن قرار تأجيل الإفراج عن الأسرى الصهاينة.

تصريحات ترامب الأخيرة تأتي في سياق التهديدات المتكررة، خصوصاً من الرئيس ترامب، بتوسيع نطاق الصراع، وفرض خطط الضم والتهجير القسري على الشعب الفلسطيني، وهو ما يهدد بنسف كل الاتفاقات الموقعة، ونسف جهود ومساعي الدول العربية الوسيطة ( إذا افترضنا حسن النية) لمحاولة احتواء الموقف. لكن ما سرب عن الخطة المصرية المدعومة سعودياً وإماراتياً ليس مبشراً، وإن تضمّنت تلك الخطة إعادة إعمار غزة وعدم تهجير أهلها، لكن فكرة إلغاء حماس من المشهد في غزة مرفوضة وغير منطقية ولا واقعية، كما لا يجوز أن تتبنى دول عربية مثل هذه الطروحات.

أمام الوضع والتحديات الراهنة، تبرز التظاهرات والتصريحات اليمنية من مختلف المستويات، لتعكس موقفاً حازماً في التصدي لمخططات التهجير والضم والإلغاء والشطب لأي من حركات المقاومة، وترفض بشكل قاطع أي انتهاك لحقوق الفلسطينيين ووجودهم.

الموقف الأميركي: تناقضات ترامب تهدد استقرار المنطقة
في إطار التصعيد الأخير، قررت المقاومة الفلسطينية الإفراج عن الأسرى الصهاينة، بعد أن قدم الوسطاء تعهدات بتجاوز العقبات الصهيونية، ومهددات الاتفاق من دون تلكؤ ولا مماطلة. لا يبدو العدو جاداً في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وسلس، كما أن الموقف الأميركي متناقض بشكل صارخ، ففيما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدّعي أنه هو الوسيط الذي يعمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة، ويعطي لنفسه الفضل في وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، فإن تصريحاته الأخيرة بخصوص تهجير سكان غزة لا تهدد الاتفاق فحسب، بل تهدد بإشعال حرب جديدة وواسعة في المنطقة، خصوصاً أنه لم يُظهِر تراجعاً عن خطته المرفوضة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، تلك الخطة التي تشمل تهجير سكان غزة وضم الضفة الغربية إلى كيان العدو الإسرائيلي، وتهدف إلى تمرير خطة أحادية الجانب تتجاهل الحقوق الفلسطينية، وتدعم النبوءات التلمودية في توسيع المغتصبات وضم الأراضي الفلسطينية بالقوة. وإن قرر تأجيل خطة التهجير أو حصل على مكاسب مرحلية للعدو، كما تسرب عن الخطة (المصرية _ العربية)، ذات النكهة الأميركية، فإن مخطط ضم الضفة وما تشهده من أكبر عملية تهجير، يمثل عامل تفجير إضافياً، فالمقاومة الفلسطينية لن تسكت كما أن جبهات الإسناد، وخصوصاً اليمن، لن ترضى بتمرير ذلك، ما قد يدفع نحو تفجير الوضع من جديد.

وعلى المقلب الآخر، لا يزال المشهد في جنوب لبنان ضبابياً بخصوص استحقاق الثامن عشر من شباط/فبراير وانسحاب قوات العدو الإسرائيلي المحتل، رغم الرفض اللبناني الرسمي والشعبي المعلن لأي تمديد إضافي، ورغم تقديم الفرنسي سلماً للنزول الإسرائيلي من على الشجرة، وتسريع انسحابه من النقاط المتبقية جنوب لبنان.

الموقف الأميركي يمثّل الوجه الآخر للصهيونية، رغم ادعاء ترامب “الحرص على السلام”، فإن الواقع يفضح هذا الادعاء الزائف و يكشف خطواته المتناقضة تماماً، إذ يقدم الدعم العسكري والسياسي والمالي للمجرمين الصهاينة، ويتبنى طروحاتهم ومشاريعهم التلمودية ويضغط على الدول العربية، مثل مصر والأردن، لتكون جزءاً من هذه المخططات تحت طائلة التهديد بقطع الدعم المالي عنها إذا رفضت إملاءاته وخططه الرعناء. وهذا يكشف نية عدوانية استعلائية حقيقية لتوسيع نطاق الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.

الموقف اليمني: موقف حازم ورؤية استراتيجية
في ظل هذا التصعيد، يأتي الموقف اليمني بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليشكل رداً قوياً ضد تلك المخططات، إذ أعلن السيد عبد الملك، قبل أيام، بوضوح استعداد اليمن للتدخل العسكري، إذا ما تم تنفيذ خطط تهجير الفلسطينيين بالقوة، أو نكث العدو بالاتفاق وعاد إلى التصعيد مجدداً في غزة أو لبنان. المواقف التي يعلنها السيد عبد الملك ليست مجرد حرب نفسية وتهديدات جوفاء، بل تأتي في إطار التنسيق المستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، و التشديد على موقف ثابت لا يتغير في مواجهة أي محاولات لفرض حلول أحادية تتجاهل حقوق الشعوب.

في هذا السياق، يمكن فهم الموقف اليمني أنه موجّه ليس فقط ضد العدو الإسرائيلي، بل ضد المنظومة السياسية الأميركية التي تدير اللعبة بشكل أحادي. ويدرك السيد عبد الملك تماماً أن الاستمرار في تجاهل حقوق الفلسطينيين سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، وهذا ما يسعى اليمن إلى تفاديه عبر تأكيد جاهزية اليمن للمشاركة في أي مواجهة عسكرية مقبلة، إذا تطلب الأمر.

التحديات أمام الحلول السياسية
في الوقت الذي تزداد فيه التهديدات من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، تظل القضية الفلسطينية في دائرة الضوء. وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في غزة موقفها الثابت في عدم التنازل عن أي من حقوقها، فعلى الرغم من الضغوط والتهديدات الأميركية، لا يزال الموقف الفلسطيني راسخاً في رفض التنازل عن أي من عناصر القوة، وهو ما يعكس روح التحدي والصمود في مواجهة التهديدات. فيما يظل السؤال الأهم: هل سيصمد الموقف العربي، هل سيعلن( لا) عريضة في وجه ترامب؟ وهل ستنجح الجهود الدولية في إلزام العدو الإسرائيلي بتنفيذ تعهداته في اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان؟ الأيام والليالي والميدان كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات.

وإلى ذلكم الحين، يبقى الموقف اليمن على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية في آن معاً، فهو يمثل صوتاً قوياً ونقطة فاصلة، في وجه مخططات الهيمنة الأميركية والإسرائيلية، ويؤكد ضرورة وحدة الموقف العربي الإسلامي والتمسك بحقوق الشعوب في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات، وإلا ستكون المنطقة أمام مشكلة لا تهدد فلسطين وحدها، بل تشكل تهديداً وجودياً للجميع.

علي ظافر

مقالات مشابهة

  • اليونيفيل: هجوم أنصار حزب الله غير مقبول
  • اليمن والموقف الحازم: تحديات المنطقة في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية
  • أمريكا و”إسرائيل”.. السقوطُ المهينُ من غزة إلى اليمن
  • خبير استراتيجي: أمريكا تلعب دورا محوريا في الأزمة القائمة بين حماس وإسرائيل
  • لبنان يهدد بمحاسبة أنصار حزب الله بعد أحداث الشغب
  • الحرب الاقتصادية الأمريكية على اليمن على ضوء التجربة الروسية الإيرانية
  • حزب الله عن احداث مطار بيروت: فوضويون غوغاء
  • حزب الله عن احداث المطار ببيروت: فوضويون غوغاء
  • واشنطن تندد بالهجوم العنيف على موكب لليونيفيل في بيروت
  • أنصار حزب الله يقطعون طريق مطار بيروت بعد إلغاء رحلة آتية من طهران