مع إجماع القادة العراقيين على إدانة اغتيال الولايات المتحدة لقيادي في قوات الحشد الشعبي المقربة من إيران، يبدو أن لهذه العملية 5 عواقب استراتيجية، بحسب تانيا جودسوزيان في مقال بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد".

وتبنت واشنطن غارة جوية بطائرة مسيّرة قتلت "مشتاق طالب السعيدي"، المعروف باسم "أبو تقوى"، واثنين آخرين من رجال قوات الحشد الشعبي بالعاصمة بغداد في 4 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وقالت جودسوزيان إن "أبو تقوى كان قائدا عملياتيا في حركة النجباء المدعومة من إيران، والتي صنفتها إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب منظمة إرهابية في عام 2019".

واستدركت: "لكن الحركة أيضا جزء من قوات الحشد الشعبي، وهي قوات شبه عسكرية مرتبطة بالجهاز الأمني للحكومة العراقية، وكان لها دور فعال في حملة 2014-2017 ضد تنظيم الدولة".

اقرأ أيضاً

ردا على اغتيال قيادي بالحشد الشعبي.. النجباء تتوعد القوات الأمريكية في العراق

انتهاك للسيادة

وبشأن العواقب الاستراتيجية لعملية الاغتيال، قالت جودسوزيان إن "المنتقدين يعتقدون أن هذه الضربة تمثل انتهاكا للسيادة العراقية وسلطة الحكومة في إدارة العمليات العسكرية داخل بلدها".

وتابعت: "ثانيا، كانت الولايات المتحدة متسقة في رسائلها بأنها لا ترغب في توسيع الحرب بين إسرائيل وغزة إلى حرب إقليمية، وكانت هذه السياسة تهدف ظاهريا إلى احتواء الصراع".

وبدعم أمريكي، يتعرض قطاع غزة الفلسطيني، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لحرب إسرائيلية مدمرة خلّفت حتى السبت 22 ألفا و722 شهيدا، و58 ألفا و166 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

جودسوزيان استدركت: "لكن يبدو أن عملية (الاغتيال) كانت بمثابة اختبار لهذا الهدف بطرق خطيرة. وفي حين أن إسرائيل مشغولة بالهجمات الخارجية من حزب الله (في لبنان) والحوثيين (في اليمن)، فإن المنطق وراء استفزاز قوات الحشد الشعبي العراقية لتوسيع الصراع هو أمر محير".

وأردفت: "ثالثا، تواصل الولايات المتحدة العمل ضد تنظيم الدولة في سوريا، ولكن يتم التحكم في جزء كبير من هذه العملية وتوفير الموارد لها وإعادة إمدادها من داخل العراق".

واستطردت: "كما تواصل واشنطن برنامج التدريب والتجهيز التقليدي للتعاون الأمني مع قوات الأمن العراقية، وتعزيز هذه القوات بأصول تتراوح بين الدعم المخابراتي والجوي".

و"هذا الهجوم أثار شكوكا بشأن هذه العلاقة، ويعيد إشعال الجدل حول طرد القوات الأمريكية (من العراق)، وهي القضية التي أثارها (رئيس الوزراء العراقي محمد) السوداني قبل أسبوع"، بحسب جودسوزيان.

اقرأ أيضاً

لجنة ثنائية بين أمريكا والعراق لإنهاء مهمة التحالف الدولي

توقيت سيء

ورابعا، وفقا لجودسوزيان، فإنه "من الصعب أن نتخيل وقتا أسوأ لاغتيال قائد آخر في قوات الحشد الشعبي، بينما المشاعر متأججة بالفعل بين العراقيين والإيرانيين".

وأوضحت أن عملية الاغتيال جاءت "بعد يوم واحد من الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال  (واشنطن) قاسم سليماني (قائد الحرس الثوري الإيراني)، وفي أعقاب هجوم إرهابي في إيران أدى إلى مقتل أكثر من 100 مدني في مراسم أقيمت على قبره".

وأردفت: "وخامسا، تؤدي الهجمات (الأمريكية) إلى تفاقم المخاطر التي يتعرض لها الدبلوماسيون والقوات والمدنيون الأمريكيون في العراق، إذ يتردد صدى الدعوات للانتقام في جميع أنحاء البلاد، ومن الصعب تجاهل الاحتمال الكبير لوقوع هجمات انتقامية جديدة".

وتضامنا مع غزة، شنت بالفعل جماعات موالية لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات، أحدثها عملية اغتيال بغداد.

واعتبرت جودسوزيان أنه "على واشنطن تطوير طرق أفضل للتنسيق مع العراقيين قبل مثل هذه العمليات، خاصة وأن الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية)، قال إن بلاده "تحتفظ بالحق الأصيل في الدفاع عن النفس إذا تعرضت قواتنا للتهديد".

و"بينما أضاف رايدر "سنواصل التواصل بشكل وثيق، كما كنا طوال الوقت، مع شركائنا العراقيين عندما يتعلق الأمر بسلامة وأمن قواتنا في العراق". فمن الصعب أن نرى كيف حدث ذلك في الغارة التي قتلت أبو تقوى"، كما ختمت جودسوزيان.

اقرأ أيضاً

البنتاجون يعلق على اغتيال قيادي بالحشد الشعبي في بغداد

المصدر | تانيا جودسوزيان/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قوات الحشد الشعبی فی العراق

إقرأ أيضاً:

تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن

قوات أمريكية في جيبوتي (منصات تواصل)

في تقرير ناري يكشف جوانب خفية من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، سلّط موقع "سوهو" الصيني الضوء على امتناع الولايات المتحدة عن إرسال قواتها البرية إلى اليمن، رغم تصاعد الصراع وتورّطها العسكري الجوي في المنطقة، مرجّحًا أن الخوف من الخسائر الفادحة في مواجهة قوات صنعاء كان وراء هذا القرار.

بحسب التقرير، فإن الحملة الجوية التي أطلقتها واشنطن على مدى أكثر من شهر، والتي كلفت مليارات الدولارات، لم تحقق أهدافًا عسكرية مؤثرة على أرض الواقع. وعلى الرغم من مئات الضربات الصاروخية، لم تتمكن القوات الأمريكية من تقويض القدرات القتالية لقوات صنعاء، التي لا تزال متماسكة ميدانيًا، وتُظهر تفوقًا ملحوظًا في حرب التضاريس والمعارك البرية.

اقرأ أيضاً ضوء أخضر لإسقاط مأرب.. السعودية تسدل الستار على آخر قلاع "الإصلاح" شمال اليمن 22 أبريل، 2025 قلبك في خطر وأنت لا تدري.. مفاجأة مدوية عن متى ولماذا تضرب النوبة القلبية 22 أبريل، 2025

ووفقًا للموقع الصيني، فإن واشنطن اعتمدت على وكلائها الإقليميين بدلاً من الزج بقواتها النظامية، في إشارة إلى السعودية، وحكومة العليمي في عدن، وبعض الميليشيات المحلية، كأذرع ميدانية لتحقيق أهدافها في اليمن.

إلا أن التقرير اعتبر هذه الاستراتيجية علامة على ضعف ثقة واشنطن بقدرة حلفائها على الحسم العسكري، بل وربما اعترافًا ضمنيًا بعدم استعدادها لخوض حرب مباشرة أمام خصم يتمتع بمرونة قتالية عالية وخبرة ميدانية تراكمت على مدى سنوات من المواجهة.

المثير في التقرير، أن مصادره وصفت اعتماد واشنطن على ميليشيات محلية ومرتزقة بـ"الرهان الخاسر"، معتبرة أن الميليشيات ضعيفة الانضباط لا يمكنها ملء فراغ الجيوش النظامية، خاصة في معركة معقدة ومتعددة الأبعاد مثل الحرب اليمنية، التي تحولت في نظر كثيرين إلى نقطة تحول في ميزان الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

التقرير الصيني لم يكتفِ برصد الأحداث، بل خلُص إلى استنتاج لافت: أن اليمن باتت مؤشرًا واضحًا على انحدار الدور الأمريكي من قائد عسكري مباشر إلى مجرد "مموّل ومدير حرب من خلف الستار"، في مشهد يعكس تحولات عميقة في خريطة النفوذ العالمي وفعالية الردع الأمريكي.

المراقبون يتفقون على أن الأيام القادمة ستجيب عن هذا السؤال، ولكن المؤكد أن صنعاء لم تعد تُقاتل من أجل البقاء فحسب، بل تُقاتل من موقع الندّية... وربما أكثر.

مقالات مشابهة

  • كش ملك لـ”أمريكا”في شطرنج البحر
  • نقيب الصحفيين العراقيين يثمن جهود قبول ومشاركة العراق في مهرجان كان السينمائي بدورته المقبلة
  • غضب متبادل في بيروت وبغداد بعد تصريحات عون وردّ رجل دين عراقي
  • قيادي في قوات الإصلاح يعتدي على تاجر لرفضه البيع له ديناً
  • بنك أهداف أمريكا.. من الفشل إلى الانتقام من المدنيين
  • أمريكا وإيران.. اشتباك دبلوماسي يسبق جولة محادثات جديدة في عمان
  • خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة العراقية بين وجهات الضيافة الفاخرة حول العالم
  • ماكرون يزور العراق قريباً لتعزيز التعاون في مجالات استراتيجية
  • الأعرجي:العراق لن يستغني عن قوات التحالف الدولي
  • تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن