5 عواقب استراتيجية لاغتيال أمريكا قيادي في قوات الحشد الشعبي ببغداد
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
مع إجماع القادة العراقيين على إدانة اغتيال الولايات المتحدة لقيادي في قوات الحشد الشعبي المقربة من إيران، يبدو أن لهذه العملية 5 عواقب استراتيجية، بحسب تانيا جودسوزيان في مقال بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد".
وتبنت واشنطن غارة جوية بطائرة مسيّرة قتلت "مشتاق طالب السعيدي"، المعروف باسم "أبو تقوى"، واثنين آخرين من رجال قوات الحشد الشعبي بالعاصمة بغداد في 4 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وقالت جودسوزيان إن "أبو تقوى كان قائدا عملياتيا في حركة النجباء المدعومة من إيران، والتي صنفتها إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب منظمة إرهابية في عام 2019".
واستدركت: "لكن الحركة أيضا جزء من قوات الحشد الشعبي، وهي قوات شبه عسكرية مرتبطة بالجهاز الأمني للحكومة العراقية، وكان لها دور فعال في حملة 2014-2017 ضد تنظيم الدولة".
اقرأ أيضاً
ردا على اغتيال قيادي بالحشد الشعبي.. النجباء تتوعد القوات الأمريكية في العراق
انتهاك للسيادة
وبشأن العواقب الاستراتيجية لعملية الاغتيال، قالت جودسوزيان إن "المنتقدين يعتقدون أن هذه الضربة تمثل انتهاكا للسيادة العراقية وسلطة الحكومة في إدارة العمليات العسكرية داخل بلدها".
وتابعت: "ثانيا، كانت الولايات المتحدة متسقة في رسائلها بأنها لا ترغب في توسيع الحرب بين إسرائيل وغزة إلى حرب إقليمية، وكانت هذه السياسة تهدف ظاهريا إلى احتواء الصراع".
وبدعم أمريكي، يتعرض قطاع غزة الفلسطيني، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لحرب إسرائيلية مدمرة خلّفت حتى السبت 22 ألفا و722 شهيدا، و58 ألفا و166 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
جودسوزيان استدركت: "لكن يبدو أن عملية (الاغتيال) كانت بمثابة اختبار لهذا الهدف بطرق خطيرة. وفي حين أن إسرائيل مشغولة بالهجمات الخارجية من حزب الله (في لبنان) والحوثيين (في اليمن)، فإن المنطق وراء استفزاز قوات الحشد الشعبي العراقية لتوسيع الصراع هو أمر محير".
وأردفت: "ثالثا، تواصل الولايات المتحدة العمل ضد تنظيم الدولة في سوريا، ولكن يتم التحكم في جزء كبير من هذه العملية وتوفير الموارد لها وإعادة إمدادها من داخل العراق".
واستطردت: "كما تواصل واشنطن برنامج التدريب والتجهيز التقليدي للتعاون الأمني مع قوات الأمن العراقية، وتعزيز هذه القوات بأصول تتراوح بين الدعم المخابراتي والجوي".
و"هذا الهجوم أثار شكوكا بشأن هذه العلاقة، ويعيد إشعال الجدل حول طرد القوات الأمريكية (من العراق)، وهي القضية التي أثارها (رئيس الوزراء العراقي محمد) السوداني قبل أسبوع"، بحسب جودسوزيان.
اقرأ أيضاً
لجنة ثنائية بين أمريكا والعراق لإنهاء مهمة التحالف الدولي
توقيت سيء
ورابعا، وفقا لجودسوزيان، فإنه "من الصعب أن نتخيل وقتا أسوأ لاغتيال قائد آخر في قوات الحشد الشعبي، بينما المشاعر متأججة بالفعل بين العراقيين والإيرانيين".
وأوضحت أن عملية الاغتيال جاءت "بعد يوم واحد من الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال (واشنطن) قاسم سليماني (قائد الحرس الثوري الإيراني)، وفي أعقاب هجوم إرهابي في إيران أدى إلى مقتل أكثر من 100 مدني في مراسم أقيمت على قبره".
وأردفت: "وخامسا، تؤدي الهجمات (الأمريكية) إلى تفاقم المخاطر التي يتعرض لها الدبلوماسيون والقوات والمدنيون الأمريكيون في العراق، إذ يتردد صدى الدعوات للانتقام في جميع أنحاء البلاد، ومن الصعب تجاهل الاحتمال الكبير لوقوع هجمات انتقامية جديدة".
وتضامنا مع غزة، شنت بالفعل جماعات موالية لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات، أحدثها عملية اغتيال بغداد.
واعتبرت جودسوزيان أنه "على واشنطن تطوير طرق أفضل للتنسيق مع العراقيين قبل مثل هذه العمليات، خاصة وأن الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية)، قال إن بلاده "تحتفظ بالحق الأصيل في الدفاع عن النفس إذا تعرضت قواتنا للتهديد".
و"بينما أضاف رايدر "سنواصل التواصل بشكل وثيق، كما كنا طوال الوقت، مع شركائنا العراقيين عندما يتعلق الأمر بسلامة وأمن قواتنا في العراق". فمن الصعب أن نرى كيف حدث ذلك في الغارة التي قتلت أبو تقوى"، كما ختمت جودسوزيان.
اقرأ أيضاً
البنتاجون يعلق على اغتيال قيادي بالحشد الشعبي في بغداد
المصدر | تانيا جودسوزيان/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قوات الحشد الشعبی فی العراق
إقرأ أيضاً:
من واشنطن: الإدارة الحديدية عازمة على تصحيح الأخطاء الفظيعة في العراق.. احصروا السلاح بيد الدولة - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
علق السياسي العراقي نزار حيدر، اليوم الجمعة (24 كانون الثاني 2025)، على إمكانية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بدمج الفصائل المسلحة، بحسب ما اعلن ذلك بشكل رسمي قبل أيام.
وقال حيدر المقيم في واشنطن، لـ"بغداد اليوم"، ان "العراق كدولة ومؤسسات وزعامات سياسية تستعد للدخول في نفق الحقبة (الترامبية) باقل الخسائر بعد ان ثبت لهم بان الادارة الامريكية الحديدة عازمة على تصحيح الكثير من الاخطاء الفظيعة التي غضت الطرف عنها الادارة السابقة والتي تقف على راسها موضوع فشل السوداني في حصر السلاح بيد الدولة وملف الدولار والبترول وخاصة ما يتعلق بتهريب العراق للبترول الايراني وما الى ذلك من الملفات".
وبيّن: "لذلك نلاحظ ان التصريحات بهذا الخصوص تسارعت وتيرتها في محاولة من السوداني اتخاذ خطوات استباقية لاصلاح الامور قبل ان تستقر ادارة الرئيس ترامب في البيت الابيض وتبدأ التعامل المباشر والجدي مع هذه الملفات".
وأضاف انه "كما تابعنا جميعا تصريحات النائب الجمهوري المقرب من الرئيس ترامب (Joe Wilson) بشان الفصائل المسلحة ودعوته وزارة الخارجية الامريكية لادراجها في قائمة العقوبات او في القائمة السوداء، كما يطلقون عليها، فضلاً عن جهده مع عدد من النواب من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتقديم مشروع قرار للكونغرس يعتبر (اذرع ايران في المنطقة) على حد وصفهم، تشكيلات وتنظيمات ارهابية، وهو الامر الذي اذا حصل فستُدرج العديد من الفصائل المسلحة في العراق تحت طائلة القانون الجديد، ما يتضرر منه العراق بشكل كبير جدا، بسبب التداخل العضوي بين هذه الفصائل والكثير من مؤسسات الدولة العميقة وكذلك مع عدد من الزعامات السياسية خاصة في الاطار التنسيقي".
وتابع: "على السوداني والاطار التنسيقي الذي يدعمه ويسنده الاسراع في الالتزام ببنود البرنامج الحكومي المتفق عليه والذي على اساسه تم منح حكومته الثقة تحت قبة البرلمان، خاصة فيما يتعلق ببند حصر السلاح بيد الدولة لوضع حد لوجود الفصائل قبل ان تتعامل معه واشنطن وبطريقتها الخاصة".
وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الثلاثاء الماضي، العمل على دمج الفصائل المسلحة ضمن الأطر القانونية والمؤسساتية.
وقال السوداني في كلمة له، أن "الحكومة تعمل على دمج الفصائل المسلحة ضمن الأطر القانونية والمؤسساتية"، مشدداً على "الالتزام بسياسة الانفتاح والشراكة الحقيقية"، لافتاً إلى أن "الحكومة عازمة على بناء عراق جديد يستند إلى إرثه الحضاري العرب".