قد لا تكون المرة الأولى أو الأخيرة التى تسمع فيها عن قصص وحكايات تدور أحداثها داخل مملكة الحيوانات، فالعديد من الكُتاب والأدباء، حول العالم، وعلى مدار العصور المختلفة، اتخذوا من أدب عالم الحيوان رمزاً وعبرة لمملكة البشر، من «كليلة ودمنة»، إلى «مزرعة الحيوانات»، إلى «معاناة كلب بغداد»، إلى قصائد العقاد عن الحيوانات، وآخرين كثيرين.

ومع صعود نجم مواقع التواصل الاجتماعى، ورغبة المتابعين المستمرة فى البحث عن الضحك وكوميديا المواقف الساخرة، ظهر الكثير من الفيديوهات الكوميدية أبطالها مجموعة من الحيوانات.

مكتبة ضخمة متاحة على مدار الساعة، أهم مميزاتها البساطة، فهى مادة فنية لا تحتاج لأى جهد أو توضيح، والسهولة إذ مفرداتها اللغوية واضحة ومفهومة لا تحتاج إلى ترجمة، وثرية بالمواقف المضحكة والتلقائية، ومقبولة من مختلف الثقافات.

اجتذبت هذه المادة الفنية العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وكان عليهم تجميع وتبويب واستخدام الذكاء فى المونتاج ليعاد بثها بصورة جاذبة لمتابعيهم، ومع زيادة الطلب على الضحك ورغبة رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى متابعة كل جديد خوفاً من الحرمان والفقد الرقمى لأى معلومة (e-Fear of Mission (e-FOM زاد عدد ساعات المتابعة اليومية لمنصات التواصل الاجتماعى، خاصة بين فئة المراهقين، حتى إنها بلغت فى المتوسط أكثر من 4 ساعات يومياً.

وذلك وفقاً لمؤشر مؤسسة Common Sense Media بالتعاون مع مستشفى CS Mott للأطفال بجامعة ميتشيجان، ليشهد الفكر الإبداعى البشرى تطوراً جديداً، تزامن مع انتشار إعلام المؤثرين وزيادة نفوذه وتأثيره على الشباب، خاصة المراهقين، فظهر نوع من المبدعين الجدد، أشخاص يتمتعون بخفة ظل، وسرعة البديهة، يمتلكون أسلوباً فنياً ساخراً، على غرار فن المونولوج والديالوج انطلقت فيديوهاتهم وبلوجاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعى لتلقى قبولاً وتحظى بملايين المتابعين.

اتخذوا من عالم الحيوان أبطالاً لمواقف ساخرة، اعتمدوا على كوميديا الموقف وتواصلوا مع مملكة البشر، مستغلين الشبه فى المشاعر بين الإنسان والحيوان. طاقة ضخمة من الذكاء الإبداعى والعاطفى، وأحد أبرع المؤثرين الموهوبين الذى استطاع بنجاح النفوذ لمتابعى منصات التواصل الاجتماعى مثل فيس بوك وإنستجرام ليثبت موهبته فى الخلق الإبداعى Co-Creation هو المؤثر محمد حلمى -المهندس- صاحب بلوجات الحيوانات الشهيرة.

ربما لا تعرفه شخصياً مع أن لديه أكثر من 272 ألف متابع، وإنما حتماً سمعت صوته وصادفت بلوجاته وأنت تتصفح منصات التواصل الاجتماعى.

لعب المؤثر محمد حلمى فى منطقة بعيدة تماماً عن باقى المؤثرين، استطاع أن يخلق لنفسه هوية إبداعية ساخرة على كوكب الميتافيرس، وبالتأكيد هذه الهوية لم تولد بمحض الصدفة، فالاختيار الفنى للحيوانات دليل على ذكاء وشغف وموهبة، وتأكيد على مقولة العالم ألبرت أينشتاين أن «الإبداع ما هو إلا حالة.. يصبح فيها الذكاء.. نوعاً من المتعة».

متابعو بلوجات محمد حلمى لمملكة الحيوانات سيلاحظون تطوراً فى الاسكريبت المكتوب وطريقة الإلقاء، فموهبته الإبداعية هنا عبارة عن «حفرة.. لا قرار لها، كلما استخرجت منها.. زاد نصيبك منها» كما تقول مايا أنجيلو الكاتبة الأمريكية.

سلسلة البلوجات التى قدّمها المؤثر محمد حلمى أبطالها مجموعة من الحيوانات من: القرد والشمبانزى والأسد والسنجاب والبطريق والكانجارو والقطط والكلاب، حتى الفئران لم تسلم من أسلوبه الساخر، فهذا الشمبانزى أصابه الملل من كثرة التصوير مع الزائرين، فقد اتخذت منه إدارة الغابة التى يسكنها طريقة لجذب الزائرين وتحقيق مقابل مادى، جعلته يجلس طوال اليوم فى منطقة واحدة، ومنعته من التجول أو اللعب مع أقرانه، بهدف التقاط الصور التذكارية مع الزائرين لتحصيل المقابل المادى، ولتحقيق مزيد من المتعة، قامت إدارة الغابة بتدريبه على التصوير من أكثر من زاوية، حتى فاض به الكيل من تسخير البشر له، فقرر إنهاء جلسات تصوير الزائرين بسرعة، ليعلن بعدها إضرابه عن العمل.

وهذا البطريق رفض أى محاولة من قبَل الإنسان للوقوف بثبات على الميزان، لمعرفة وزنه. معتذرا بأنه يكتسب وزناً إضافياً فى الشتاء، وهذا القط.. الذى يداعب زوجته وهى تتململ من طريقته فى المداعبة. إبداع المؤثر محمد حلمى فتح أمامنا سوالاً مهماً!! أين ذهب أدب عالم الحيوان؟!! وكيف يمكن توظيف مواقع التواصل الاجتماعى لتحفيز الأدباء وزيادة إنتاجيتهم؟

 * رئيس الاتصال المؤسسى بالمصرف المتحد

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعى مواقع التواصل الاجتماعى

إقرأ أيضاً:

"الوشم الممنوع" يقود تيكتوكر جزائري إلى السجن

قضت محكمة الجنح بسيدي امحمد في الجزائر بالسجن لمدة 5 سنوات نافذة، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 300 ألف دينار جزائري، بحق المؤثر المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "موح الوشّام"، على خلفية العديد من التهم التي تورّط فيها، بسبب عمله في الوشوم والمحتوى المرئي الذي يقوم ببثه.

كما ألزمت المحكمة المتهم بدفع تعويض مالي قدره مليون دينار جزائري للخزينة العمومية، تعويضاً عن الأضرار التي تسببت فيها أفعاله.

تسع تهم مختلفة

صدر الحكم بحق "موح الوشّام" بعد متابعة قضائية شملت 9 تهم مختلفة، تتعلق بارتكابه أفعالًا مخالفة للقوانين الجزائرية.

ومن بين التهم التي وجهتها له نيابة الجمهورية: إهانة هيئة نظامية، ونشر صور مخلة بالحياء، والمساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص، والمساس بالمعلوم الديني بالضرورة، وممارسة نشاط خارج السجل التجاري، وتعريض حرية الآخرين والصحة العامة للخطر، ورفض الامتثال للقوة العمومية، وعرض فيديوهات مخلة بالحياء للجمهور، والتهديد.

وخلال جلسة المحاكمة، طالب الوكيل القضائي للخزينة العمومية بتعويض مالي قدره 5 ملايين دينار جزائري، معتبراً أن تصرفات المتهم شكّلت خطراً على الصحة العامة، حيث أشار إلى أن ممارسة الوشم بطريقة غير قانونية مخالفة للنظام العام والآداب العامة، وفقاً للمادة 2 من الدستور الجزائري.

الوشوم الممنوعة السبب!

خلال جلسة الاستماع، اعترف "موح الوشّام" بممارسته لمهنة رسم الوشوم، مؤكداً أنه حاول مراراً تقنين نشاطه عبر الحصول على سجل تجاري، لكنه قوبل بالرفض.

كما أضاف أنه طلب بطاقة حرفي لممارسة مهنته بشكل قانوني، لكن طلبه رُفض أيضاً، فاستمر بالعمل في الوشوم بشكل ممنوع.

أما بخصوص الصور والفيديوهات التي اعتُبرت مخلة بالحياء، فقد نفى المتهم مسؤوليته عنها، مشيراً إلى أنه لم يقم بنشر أي صور لفتيات أثناء قيامه بوشمهن في وضعيات غير لائقة.

كما نفى الشائعات التي تم تداولها حول إصابته بمرض معدٍ خطير، والتي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً.


أزمة القبض على موح الوشّام

وبدأت القضية عندما قام "موح الوشّام" بنشر عدد من مقاطع الفيديو على تطبيق تيك توك، تضمّنت بعض المشاهد المخلة بالحياء، إلى جانب محتوى تحريضي حول الأديان، فضلًا عن الترويج للوشم بطريقة غير قانونية، وهو ما دفع السلطات إلى التحرك ضده.

على إثر ذلك، قامت قوات الشرطة بتوقيفه في منزله العائلي وسط العاصمة، باعتباره مؤثراً واسع الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يكن إلقاء القبض على "موح الوشّام" سهلًا، حيث أبدى مقاومة عنيفة لرجال الشرطة، بل إنه قام ببث مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثناء محاولة توقيفه، موثقاً وصول رجال الأمن إلى منزله.

وفي لحظات من التوتر والذعر، رفض المتهم فتح الباب للشرطة، مهدداً بإنهاء حياته في حال حاول أي شخص الاقتراب منه، لكن تمكّنت السلطات من اعتقاله في النهاية.

ويأتي اعتقال "موح الوشّام" ضمن حملة واسعة شنتها السلطات الجزائرية منذ بداية شهر رمضان، حيث تم توقيف عشرات المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب محتوى مخالف للقوانين، شمل تهماً مثل نشر خطاب الكراهية، التمييز، السب، والتهديد عبر الإنترنت.

وقد تم إحالة العديد منهم إلى التحقيق القضائي، حيث صدرت ضدهم أحكام تتراوح بين السجن والغرامات المالية.

مقالات مشابهة

  • "الوشم الممنوع" يقود تيكتوكر جزائري إلى السجن
  • نهى زكريا تكتب: مو صلاح ومحمد رمضان والاستثمار الأجنبي
  • هجوم رواد السوشيال ميديا على المخرج محمد سامي بسبب إش إش .. يشوه القيم المجتمعية
  • لتحقيق العدالة الاجتماعية (القانون فوق الجميع ).
  • الحلم اللي مكملش .. طبيبان في الجنة يوم فرحهما
  • رانيا يوسف: مواقع التواصل الاجتماعي تصدر أحكاما متسرعة قبل العرض
  • شاهد بالصورة والفيديو.. الحسناء “ود” تخطف الأضواء وتسحب البساط من والدتها الفنانة ندى القلعة في أحدث ظهور لهما على مواقع التواصل
  • ابن عَريق
  • مشاهد لترامب مع نجل ماسك تثير تفاعلا على مواقع التواصل (فيديو)
  • اختبر قوتك مع الحيوانات