قال المخرج والروائى شريف سعيد، رئيس قناة الوثائقية، إن فيلم «الفخ.. قبل أن يُجندوا صغارك»، أحدث أعمال قناة «الوثائقية»، يعد جرس إنذار وحجراً فى جدار صناعة الوعى، لأنه يُخاطب جميع أفراد الأسرة وليس فئة بعينها.

الاستمرار فى توعية المواطنين بأدوات مهنية وعلمية أهم عنصر فى مواجهة التطرف

والاستمرار فى توعية المواطنين دون كلل أو ملل، بشكل يواكب اللحظة الراهنة وبأدوات مهنية وعلمية محترفة أهم عنصر فى مواجهة الفكر المتطرف.

وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن الفيلم مستوحى من قصة حقيقية، وجميع أعمال الوثائقية تناسب أفراد الأسرة المصرية.

المعركة مع الجماعات الإرهابية ليست أمنية فقط وإنما فكرية فى الأساس

ما سبب اتجاه قناة الوثائقية لصناعة فيلم «الفخ»؟

- الجماعات الإرهابية لا تكف طوال تاريخها عن إعادة إنتاج نفسها بنفسها بمسميات مختلفة، مثل جماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، إلى آخر هذه المسميات داخل مصر وخارجها، وفى الوقت الذى يظن فيه الشخص أن هذه الجماعات الإرهابية خملت أو كفت عما تفعل، لكنها فى هذه اللحظة تبدأ فى عملها الإجرامى على وجه التحديد، والتاريخ يُثبت ذلك، لذلك كان يجب علينا اتخاذ خُطوة استباقية واحترازية من أجل تحصين الأسرة المصرية بأكملها من استقطاب هذه الجماعات للأطفال والشباب للذهاب بهم إلى الطريق الخاطئ.

هل فيلم «الفخ» يخاطب فئة الشباب والنشء، أم فئة الآباء والأمهات؟

- فيلم «الفخ» يُخاطب جميع أفراد الأسرة وليس فئة بعينها على وجه التحديد، وأتمنى أن يشاهده الأطفال، بداية من سن 6 -7 سنوات، مروراً بالشباب وجيل الآباء والأمهات بلا شك، لتكوين وعى عام لديهم بكيفية استقطاب الجماعات الإرهابية لفئات عمرية صغيرة دون دراية منهم، ويُخاطب الفيلم أيضاً جميع الآباء والأمهات، وبالأخص الذين يتركون أبناءهم بمفردهم طوال اليوم بحكم عملهم أمام الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، وبعضها يمثل خطورة كما يتضح فى الفيلم.

ما الرسالة الأساسية التى يحملها فيلم «الفخ»؟

- فيلم «الفخ» جرس إنذار من ناحية، وحجر أساس فى جدار صناعة الوعى من ناحية أخرى، لأن معركتنا المستمرة مع المتطرفين والإرهابيين ليست معركة أمنية فقط، ويخطئ من يظن ذلك، فهى معركة فكرية، ولدينا ساحات عديدة لهذا العراك المستمر فكرياً وثقافياً، وأعتقد أن كل شخص يمكن أن يؤدى دوره فى هذه المعركة من خلال موقعه الموجود به، من أجل حماية أبنائه والمجتمع.

ما أهم عنصر فى مواجهة الفكر المتطرف؟

- الاستمرار فى توعية المواطنين دون كلل أو ملل، بشكل يواكب اللحظة الراهنة، وبأدوات مهنية وعلمية محترفة، وهو ما نحرص عليه فى قناة الوثائقية.

هناك العديد من الإنجازات لقناة الوثائقية فى عام 2023.. ما أهمها؟

- حتى هذه اللحظة لم يمر على إنشاء قناة الوثائقية سنة واحدة رغم كل ما حققناه من إنتاج رصين ومحترم، ورغم ذلك لا أحب أن أسمى أى شىء بالإنجاز وإنما بـ«الواجب»، حيث إننا يجب علينا دائماً فى معركة صناعة الوعى تقديم محتوى لائق ورصين ومحترم، وواجهنا العديد من التحديات حتى هذه اللحظة، ومن بينهما صناعة عدة أفلام فى مناسبات مختلفة، ومنها الاحتفال باليوبيل الذهبى لمرور 50 عاماً على نصر أكتوبر، ومئوية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وذكرى الكاتب أسامة أنور عكاشة، وغير ذلك من أحداث ومناسبات قدمنا فيها أعمالاً سوف تعيش لأجيال قادمة، بجانب الأعمال المستحوذ عليها من مختلف جهات الصناعة الوثائقية حول العالم، حيث كان لدينا الكثير من الأعمال التى حظيت بجوائز فى مسابقات وثائقية دولية، ونقدمها مجاناً للمشاهد المصرى والعربى فى مجالات متنوعة، مثل العلوم والطبيعة والحروب والتاريخ والثقافة.

ما معاييركم لانتقاء الأفلام من الخارج لتقدم للمشاهد المصرى والعربى؟

- هناك العديد من المعايير للحصول على المنتج من الخارج، ولكن المعيار الأساسى والرئيسى هو عدم تعارضها مع قيم وأخلاقيات المجتمع المصرى والعربى، فضلاً عن أن تكون أعمالاً مناسبة ولائقة مع اهتمامات الجمهور، ونراعى فى جميع أعمالنا أن تتناسب مع جميع أفراد الأسرة المصرية، بجانب الاستمتاع بمحتوى ممتع، معرفى، تنموى، آمن أخلاقياً.

بماذا تعد المشاهد المصرى والعربى فى 2024؟

- نعد المشاهد العربى والمصرى بأن نتقدم خطوات أكثر إلى الأمام، سواء فى إنتاج القطع الوثائقية الأصلية، أو من خلال المحتوى المستحوذ عليه من الخارج، ونعد بأن نرتقى بالمنتج، سواء من ناحية المحتوى أو المسائل التقنية والفنية بما يليق بمشاهدنا وهو واجبنا الذى نحرص عليه.

توقيت طرح الفيلم

نحن فى بداية عام 2024 وأمامنا شهور قليلة لمرور 11 سنة على ذكرى 30 يونيو العظيمة، وهناك جيل جديد لم يشاهد ما مرت به مصر من جرائم هذه الجماعات التى تلخطت أيديها بالدماء داخل مصر وخارجها، وهناك جيل آخر لم يكن واعياً بالشكل الكامل بما جرى من أحداث وتطورات كثيرة فى هذه الفترة، الأمر الذى كان سبباً رئيسياً فى صناعة فيلم «الفخ» من أجل تحذير الأسرة المصرية من خطورة حدوث فجوة بين الآباء والأبناء، خاصة أن قصة الفيلم مستوحاة من أحداث حقيقية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوثائقية الألعاب الإلكترونية مواقع التواصل الجماعات الإرهابیة قناة الوثائقیة الأسرة المصریة المصرى والعربى أفراد الأسرة

إقرأ أيضاً:

رد فعل نتنياهو من استئناف مفاوضات الملف النووي الإيراني: فريسة وقعت في الفخ

يتابع الاسرائيليون بقلق انطلاق المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي، وسط خيبة أمل لا يخفونها بسبب تخلي واشنطن عن توجهها السابق بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي، الذي تم بضغوط إسرائيلية، لكن الخطوة الأخيرة تعني تراجعا أمريكيا عن التزامها الكامل بالسياسات الإسرائيلية تجاه هذا الملف الحساس.

وأكد الرئيس التنفيذي للفرع الإسرائيلي لمجموعة الضغط الأمريكية "جي ستريت"، نداف تامير أن "إيران أصبحت الآن على حافة الهاوية النووية كنتيجة واضحة للتخلي عن الدبلوماسية، عقب انسحاب الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب في ولايته الأولى في 2018، وتحت ضغوط إسرائيلية من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه قبل ثلاث سنوات، خلال رئاسة باراك أوباما".

وأضاف تامير في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أنه رغم أن إيران، بحسب كافة وكالات الاستخبارات، التزمت بشروط الاتفاق، لكن الانسحاب أدى لوقف الرقابة الدولية الصارمة على برنامجها النووي، مما فتح الطريق أمام استئناف تخصيبها المتسارع، واقترابها من امتلاك الأسلحة النووية.


واعتبر أن "التغير الأمريكي الجديد جاء إدراكا من ترامب أن إسرائيل غير قادرة على تدمير المشروع النووي الإيراني، حتى مع موافقة الولايات المتحدة، وتسليحها للهجوم، وأن الأخيرة نفسها لا تملك حاليا القدرة على تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية جراحياً، خاصة بعد أن تمكنت إيران من تجميع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة".

وذكر أنه بناء على ذلك، فإن الطريقة الوحيدة للقضاء على هذا المشروع هي حرب طويلة وغزو بري أمريكي، بما يتناقض مع رؤية ترامب للعالم، وأصبحت هذه السياسة غير شعبية للغاية، بعد فشل إدارة بوش الثانية في العراق وأفغانستان". 

وأشار إلى أن "بنيامين نتنياهو، الذي سافر لواشنطن عام 2015 لمهاجمة أوباما من الكونغرس، بسبب ترويجه للاتفاق النووي، جلس صامتا بجوار ترامب قبل أيام، عندما أعلن عن عودة الدبلوماسية، وكانت صورته ذات دلالات كثيرة، فبعد عقود من الخطابات والحيل والمناورات السياسية ها هي تتبخر في ذلك الصمت في المكتب البيضاوي، وظهر كفريسة أدركت أنها وقعت في الفخ، وبات يواجه حقيقة مفادها أن خياراته قد نفدت".

وأوضح أنه "رغم إشادات نتنياهو العديدة لترامب وقيادته، فهو لا يستطيع تخريب المفاوضات، كما حاول أن يفعل مع أوباما في ذلك الوقت، مما يتطلب منه أن يتعاون معه، وإلا سيتم إلقاؤه تحت عجلات القطار المسرع، مما دفعه للقول بصورة مهينة: إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على أن تؤدي لعدم امتلاك إيران لسلاح نووي، فسيكون أمرا جيدا، وهي كلمات لم نحلم أبدا بسماعها ممن يدعو دائما لاستخدام القوة ضد إيران".


وأضاف تامير أن "الشركاء الإقليميين لإسرائيل وفي مقدمتهم دول الخليج، غير مهتمين بالمواجهة العسكرية مع إيران، ويفضلون الحل الدبلوماسي، لأن أي تصعيد سيؤدي لضرر مباشر على اقتصاداتهم، وكما يؤيدون إنهاء الحرب العبثية في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، واتفاقيات التطبيع، فهم مهتمون بالدبلوماسية مع طهران".

وأكد أنه من المفارقات الاسرائيلية أن ترامب، الذي تخلى عن الدبلوماسية، وأدى للتطرف الإقليمي، وتحويل إيران دولة حدودية نووية، هو ذاته يعود للمسار الدبلوماسي، بما لا يرضي حكومة نتنياهو، ولكن لصالح الاستقرار الإقليمي الأوسع، وسيكون من الأفضل للاحتلال أن يختار مساعدة الأميركيين على التوصل لاتفاق، بعد أن اختار تخريب المفاوضات في عهد أوباما، مما أضرّ بالعلاقة الدبلوماسية والاستخباراتية المهمة للغاية بالنسبة له، مما يتطلب من الاسرائيليين مساعدة إدارة ترامب في خلق أفق سياسي للفلسطينيين".

مقالات مشابهة

  • قناة تكشف أبرز ملامح رد حماس المُنتظر على المقترح الإسرائيلي الجديد
  • الخارجية الإيرانية تحدد المكان المقرر حتى هذه اللحظة للمفاوضات الثانية
  • "خلية الفوضى" في الأردن تجدد ضرورة الوعي بمخططات الجماعات الإرهابية
  • مديرة مخيم "وثّق": نسعى لإيجاد جيل مبدع من صنّاع الأفلام الوثائقية
  • "هاري بوتر وحجر الساحر" يُمتعُ جمهور "الأوبرا السلطانية"
  • الجمعية العُمانية للسينما تطلق مخيم وثق للأفلام الوثائقية
  • وضع حجر أساس أول منشأة كيميائية خضراء في مصر باقتصادية قناة السويس
  • نائب رئيس محكمة النقض: مصر نجحت في مكافحة خطاب الكراهية وحماية مفهوم الدولة الوطنية
  • رد فعل نتنياهو من استئناف مفاوضات الملف النووي الإيراني: فريسة وقعت في الفخ
  • رئيس جامعة أسيوط: الفن والإعلام شريكان أساسيان في بناء الوعي الوطني