لماذا تُبقي الحكومة العراقية على القوات الأمريكية بينما الفصائل التابعة لها تقاتلها؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
الحكومات العراقية المتتالية منذ العام 2003م وهي تتمسك ببقاء القوات الأمريكية بحجة التدريب على الأسلحة المختلفة ومقاومة تنظيم الدولة، ترى هل يعقل هذا الكلام؟ العراق في يوم من الأيام كنا نعده الأقوى عربيا تسليحا وعددا، وكنا نذهب إليه لأجل التدريب العسكري والانضباطية، سقط النظام أمر واقع ولكن أن يسقط الجيش فهذا لا يمكن تصديقه، نعم قام بريمر الحاكم العسكري للعراق بحل الجيش ولكن هل يعقل أن كل الجيش تم تسريحه بحجة ايديولوجيته وفكره العروبي أو البعثي أو الشعبوي سمّوه ما شئتم؟، ثم لو ذهبنا إلى أن الجيش تم تسريحه، ما الذي جعل الحكومات المتعاقبة تعجز عن بناء جيش وطني قوي على مدى عقدين من الزمن؟ والسؤال الأهم هل هي فعلا جادة في بناء جيش وطني يحمي البلاد من مخاطر التدخل الأجنبي؟.
تنظيم الدولة ندرك أنه صنيعة أمريكية صرفة (لم يكن موجودا بالمنطقة قبل 11 سبتمبر 2001) لأجل بث الفتنة بين مكونات شعوب المنطقة وتدمير مكتسباتها ونهب خيراتها، هل يعقل أن تنظيما حديث التكوين استطاع أن يسيطر على نصف العراق في لمح البصر؟ وينهب الأموال الطائلة من بعض البنوك؟ ألم يمددكم الأمريكان بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر نظير الأموال الهائلة بالخزينة العراقية أو الأموال التي تم تجميدها ببنوك أمريكا والغرب عقب احتلاله؟
العراق اليوم منتهك السيادة ومسلوب الإرادة، التطاحن على السلطة أدى إلى شراء الذمم وإهدار المال العام، الأكراد على وشك إعلان دولتهم المستقلة فهم يتعاقدون مع من يريدون من الشركات الأجنبية لبناء الإقليم ويوجهون الدعوات لأفراد وجماعات ينبذها الشعب العراقي ويحرم بل يجرم القانون العراقي التعامل معها وبالأخص الصهاينة أفرادا وكيانات (شركات)، نهرا دجلة والفرات يتم التحكم فيهما من قبل العثمانيون الجدد، ولا تحرك الحكومات العراقية المتعاقبة ساكنا بل تكتفي في أفضل الأحوال بالإدانة والشجب والاستنكار واللجوء إلى المجتمع الدولي.
مع تضييق الخناق على الغزاويين، تتبنى بعض الفصائل المسلحة العراقية الهجمات على القواعد الأمريكية بالعراق، كيف يحدث ذلك؟ فصائل تتبع الحكومة وقواعد أجنبية متواجدة بالبلد وفق التشريعات النافذة أي اتفاقيات وعقود.
هل يعني ذلك أن الحكومات المتعاقبة وهذه الحكومة بالذات مجبرة على التعامل مع الأمريكان والبقاء على قواتهم وقواعدهم بها، لأنها إن لم تفعل ذلك فستعمل أمريكا على سحب البساط من تحت أرجلها؟ ولذلك فهي مضطرة للتغاضي عن أعمال تلك الفصائل والتظاهر أمام امريكا بعدم قدرتها على لجمها، علّ تلك الهجمات تؤرق مضاجع الأمريكان وتستنزفهم وتؤدي إلى رحيلهم، أم إنها لعبة تقودها الحكومة بالتفاهم مع الأمريكان للظهور أمام الشعب العراقي الأبي الرافض للوجود الأجنبي والأمريكي على وجه الخصوص بأنها وطنية لامتصاص غضب الشعب؟
المؤكد أن الأمور ستنجلي قريبا، وسيكون للشعب العراقي موقفه المشرف والثابت بشأن الاستقلال وعدم التبعية بالانتخابات المقبلة، ويضع حدا لسياسة الفساد والانبطاح اللامتناهي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
الحكومة السورية تبدأ مع قسد مفاوضات دمج قواتها في الجيش
اجتمعت لجنة من الحكومة السورية الجديدة٬ مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، الأربعاء٬ وذلك في إطار استكمال الاتفاق بين الطرفين.
وأشارت قسد، في بيان لها، إلى أنّ: الاجتماع ناقش آلية عمل اللجان المشتركة، المقرّر أن تبدأ عملها مع بداية شهر نيسان/ أبريل المقبل، كما تطرق إلى الإعلان الدستوري وضرورة إشراك جميع المكونات السورية في رسم مستقبل البلاد وكتابة الدستور.
وأكد البيان، أنّ: الاجتماع ركز بشكل كبير على أهمية وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن الاجتماع شهد تداولًا للآراء بين الطرفين.
وفي السياق نفسه، حضر الاجتماع، كل من: رئيس اللجنة من جانب الحكومة السورية، حسين سلامة، وعضو القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، روهلات عفرين٬ بالإضافة إلى أعضاء آخرين من الجانبين.
وكان الاجتماع الأول بين اللجنة الحكومية التي أعلنت الرئاسة السورية عن تشكيلها مؤخرًا وممثلي قوات سوريا الديمقراطية قد عُقد في القاعدة الأمريكية، بمدينة الشدادي، بريف الحسكة. وترأّس الاجتماع من جانب الحكومة السورية محافظ دير الزور السابق، حسين سلامة، فيما ترأسه من جانب قسد مظلوم عبدي.
ووفقًا لمصادر حكومية في دمشق، استمرّت الاجتماعات لمدة ساعتين، وشكلت تمهيدًا لجولات قادمة. وعُقدت ثلاث جلسات خلال الاجتماع، كانت آخرها بين الوفد الحكومي وفريق أميركي دون مشاركة قسد، حيث أعرب الفريق الأميركي عن تعاونه الكامل مع الحكومة السورية لإحلال السلام في سوريا.
من جهته، أفاد الناطق الرسمي باسم "قوات الشمال الديمقراطي" التابعة لقسد، محمود حبيب، أنه تم الاتفاق على تشكيل 8 لجان لبحث كافة القضايا المتعلقة بتنفيذ اتفاق دمج قسد في مؤسسات الدولة السورية.
وأوضح حبيب أنّ هذه اللجان ستتناول القضايا الأمنية والعسكرية والإدارية والحكومية، معربًا عن أمله في أن تصل المباحثات إلى حلول ترضي جميع الأطراف.
واعتبر عبدي، أن الاتفاق الذي تم توقيعه لدمج قواته ضمن مؤسسات الدولة السورية يمثل "فرصة تاريخية" لبناء مستقبل جديد لسوريا.
وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أكّد عبدي التزامه "ببناء مستقبل أفضل يضمن حقوق جميع السوريين ويحقق تطلعاتهم في السلام والكرامة"، مشيرًا إلى أن: "هذا الاتفاق يمثل خطوة هامة نحو تحقيق العدالة والاستقرار للبلاد".
وأضاف عبدي: "في هذه الفترة الحساسة، نعمل سوياً لضمان مرحلة انتقالية تعكس تطلعات شعبنا في العدالة والاستقرار"، مؤكدًا على أهمية التعاون بين جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف.
ووصف الاتفاق بأنه "فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع مكوناتها وتضمن حسن الجوار"، مع التأكيد على أن هذه المرحلة تمثل بداية لتحقيق السلام الشامل والتفاهم بين مختلف الأطياف السورية.