دفعت المظاهرات الحاشدة التي غمرت المغرب دعما لسكان غزة والقضية الفلسطينية منذ 7 أكتوبر/ تشرين المنصرم العشرات من رجال الأعمال الإسرائيليين إلى مغادرة المملكة الهاشمية التي أبرمت اتفاقية تطبيع مع دولة الاحتلال. 

جاء ذلك وفقا لتقرير بثته القناة 12 العبرية، شككت خلال في إمكانية عودة الإسرائيليين للدولة المغاربية، مشيرة إلى أن غالبيتهم يفكرون في إنهاء أعمالهم هناك خوفا على حياتهم.

 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، تشهد العديد من المدن المغربية مسيرات حاشدة دعما لفلسطين ومنددة بالحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، ويشارك فيها مثقفون وسياسيون معرفون ومسؤولون سابقون، ويطالبون بإسقاط التطبيع بين بلادهم وإسرائيل.  

والسبت، أفاد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي) عن اعتزام حقوقيين مغربيين التقدّم بعريضة تضم نحو 10 آلاف توقيع مواطن، إلى رئاسة الحكومة المغربية، تطالب بوقف التطبيع مع إسرائيل. 

هدف محتمل 

ونقلت القناة 12 (خاصة) عن رجل الأعمال الإسرائيلي "ماكس" (اسم مستعار) قوله: "لدي أعمال تجارية في الدار البيضاء ومراكش. عندما اندلعت الحرب كان من المفترض أن أبقى في المغرب، لكن عندما بدأت التظاهرات أدركت من شركائي المحليين أنه من الأفضل بالنسبة لي أن أغادر البلاد وبسرعة". 

وأضاف: "قيل لي إنني قد أتعرض للأذى الجسدي لأنني إسرائيلي، الأمر الذي من وجهة نظر المؤيدين للفلسطينيين هناك يعتبرك هدفًا، ولكن في تلك المرحلة لم يكن من السهل العودة إلى إسرائيل". 

ومع اندلاع الحرب، ألغيت جميع الرحلات الجوية المباشرة من المغرب إلى إسرائيل والعكس؛ كان هناك سياح سارعوا لحجز رحلات جوية من الدار البيضاء إلى باريس أو مدريد ومن هناك إلى إسرائيل، وكان على ماكس أيضا أن يرتحل. 

اقرأ أيضاً

المغرب.. وقفات ومسيرات ضد التطبيع مع إسرائيل ودعما لغزة

 

ومضى ماكس قائلا: "عندما رأيت المزيد من الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الدار البيضاء، استأجرت طائرة خاصة مع بعض شركائي وسافرت من الدار البيضاء إلى باريس ثم إلى تل أبيب. وأدركنا أنه ليس لدينا ما نبحث عنه في المغرب حتى تهدأ الأمور". 

وعقب: "في هذه الأثناء تكبدت أعمالنا هناك أضرارا بملايين الشواكل، لأننا نعتمد على السياحة القادمة من إسرائيل وفرنسا"، مؤكدا أنه "إذا لم يتغير الوضع، فسوف نضطر إلى بيع بعض أو كل الشركات لتغطية القروض التي حصلنا عليها من البنوك". 

الخسائر تتراكم  

بدورها قالت رونيت (اسم مستعار)، وهي إسرائيلية، تدير شركة في مجال السياحة، إنها هربت هي الأخرى من المغرب عندما اندلعت الاحتجاجات.  

وأضافت "لدي استثمارات مربحة هناك، لكنني قررت المغادرة والعودة إلى إسرائيل حتى يمر الغضب. ليس من الجيد أن تكون إسرائيليًا في المغرب في هذا الوقت". 

وتابعت: "لدي شركاء هناك يعتقدون أن الحرب والتظاهرات ستنتهي قريباً وسنتمكن من العودة إلى العمل، لكن في هذه الأثناء الخسائر تتراكم كل يوم، والأمر لا ينتهي". 

وعقبت: "نفكر في تصفية الشركات في المغرب إذا لم تنته الحرب أو إذا تفاقم الوضع من حيث التظاهرات. ومن دون السياح الإسرائيليين، ليس لدينا ما نبحث عنه هناك". 

 ومضت قائلة: "إلى جانب الإضرار بالأعمال التجارية، فإن الأجواء في المغرب قضت عمليا على السياحة من إسرائيل. وفي الشهر الماضي فقط، مرت ثلاث سنوات على اتفاق التطبيع الموقع بين البلدين، وفي التظاهرات هناك دعوات متكررة لتعليقه أو إلغائه".  

وأردفت "سواء وافقت السلطات في المغرب أم لا، فإن السائح الإسرائيلي الذي أصبح صاحب بيت في المملكة منذ ديسمبر/ كانون أول 2020 قد اختفى بالفعل من المشهد". 

 شكوك بالعودة 

وقال مرشد سياحي يهودي آخر: "الآن، أشك كثيرًا بشأن عودة الإسرائيليين إلى المغرب.  

وتابع "في الوقت الحالي، تدفعهم الاحتجاجات إلى السفر إلى وجهات أخرى، وأخبرني بعض المسافرين أن هذا لن يتغير، وأنهم لن يكونوا على استعداد لدعم بلد المواطنون فيه يؤيدون حماس ومجزرة 7 أكتوبر". 

على نفس المنوال قالت ألما ديان، مرشدة سياحية في المغرب: كل شيء ذهب هباءً عندما اندلعت الحرب (في غزة). لا توجد رحلات جوية والإسرائيليون يفضلون البقاء في إسرائيل، ولا يريدون المخاطرة". 

وقالت "لقد زار الإسرائيليون المغرب قبل فترة طويلة من التطبيع، وخاصة أولئك الذين لديهم جذور في البلاد، والذين ولدوا هناك أو هاجر آباؤهم منها. وحتى ذلك الحين كان هناك إقبال كبير على الرحلات، خاصة إلى مقابر الصديقين". 

 وأضافت "بعد التطبيع، قفز الطلب بنسبة مئات بالمائة. كان الأمر جنونياً، وكانت الرحلات الجوية ممتلئة. حتى أولئك الذين لم يولدوا في المغرب سافروا للسفر إلى هناك وعادوا منبهرين. ومن جانبهم، بذل السكان المحليون قصارى جهدهم لاستضافة الإسرائيليين. 

اقرأ أيضاً

المغرب.. مظاهرة حاشدة للتضامن مع غزة تطالب بوقف التطبيع مع إسرائيل  

  المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة مظاهرات دعم غزة التطبيع الإسرائيلي المغربي الدار البیضاء إلى إسرائیل فی المغرب

إقرأ أيضاً:

هناك أسئلة مهمة تحتاج لإجابات شافية ووافية

هناك أسئلة مهمة تحتاج لإجابات شافية ووافية تتوفر عبر البحث والتنقيب وتوليد أسئلة من الإجابات وتوجيه النقد وطرح مطالب بالتحقيق والمكاشفات من الباحثين حتى نصل لمرافئ آمنة تمنع الاتهامات الجزافية غير المحققة أو على الأقل تحد منها. وقبل البحث تحتاج لإرادة وصدق مع النفس من المعنيين بها للإجابة عليها بل والإصرار على تقديم هذه الإجابات كي تكون هناك فرصة لإعادة الثقة أو تثبيتها بين القوى المدنية المعنية وجمهورها والمدافعين عنها وعن مواقفها بل وعموم الشعب السوداني.
- مثلاً السؤال حول دور الاتفاق الإطاري في إشعال الحرب والذي في رأيي لا يجب أن يتكرر كإكليشيه ومادة مكايدة ومكايدة مضادة، لينزوي ويضيع جوهره بين اتهام نوايا "الناقمين على القوى المدنية" ومحاولاتهم إلصاق كل الرزايا بها، والدفاع المعتاد المكرر للقوى المدنية المبني على إدعاء حسن النوايا في طرحه والقول بأن أحد أهم أهدافه الوصول لجيش مهني موحد، هكذا! هذا جدل دائري ولن يصل بنا إلى جوهر القضية!
- هل كانت هناك قوى أو أفراد من القوى المدنية رأوا أن الد.عم الس.ريع ومنذ وقت مبكر يجب أن يكون بديلاً للجيش السوداني وهل قالوا بذلك تصريحاً أو تلميحاً؟ بحيث يتم تذويب الجيش- باعتباره جيش الكيزان- داخل قوات الد.عم الس.ريع -باعتبارها نواة جيش السودان الجديد في المستقبل-، وإن حدث ذلك، فما المواقف التي اتخذتها القوى التي كانت مؤمنة بخطأ هذا التوجه إن وجدت؟ الإجابة الشارحة على مثل هذا السؤال من المعنيين به في القوى المدنية، تحتاج الوضوح والصراحة وقبلها الحس الوطني السليم والضمير الحي بعد الدمار الذي حاق بحيوات العباد والبلاد، خاصة وأن هناك أسئلة أخرى لم تتم الإجابة عليها بعد والتي قد تعد كقرائن، وهي أسئلة من شاكلة: كيف لبعض القوى المدنية التي كانت جزءاً من الاتفاق الإطاري، وأصبحت لاحقاً جزءاً من تحالف القوى المدنية التي أعلنت الحياد في الحرب، أن تعلن انحيازها الفاضح للمليشيا بعد عام ونصف من الحرب، بل وتتحالف معها وتدخل في إجراءات دستورية وتأسيسية ليكون لهذه المليشيا مشروعية كاملة وترتب معها لتشكيل حكومة جديدة؟ هل وقع هذا الأمر فجأة وفقط خلال الشهر الأخير والذي أعلن فيه عن تباين المواقف بين فصيلين داخل القوى المدنية في تقدم، وشهد " فك الارتباط" بين صمود وتحالف تأسيس، أم كان متوقعاً ويجري الدفع نحوه على قدم وساق في الاجتماعات وأثناء النقاشات، لتنزلق باتجاهه هذه القوى بكل سهولة ويسر تحت نظر جميع القوى الحليفة، بل وتحت سمعها وبين ظهرانيها حتى لتتهم بشبهة التواطؤ الجماعي وفقاً لأحداث ومجريات ومواقف سياسية وإعلامية وإجرائية بدأت ما قبل الحرب واستمرت خلال الشهور الأولى للحرب وصولاً لفك الارتباط؟
- ما الذي جعل قائد المليشيا يعلن في أحد خطاباته أن الاتفاق الإطاري هو سبب الحرب وما الذي استند عليه من معلومات وهل هو قول مرسل أم يقوم على وقائع محددة يرمي لها؟ وما الذي جعل الصمت سيد الموقف من قبل القوى المدنية التي شاركت في صياغة الإطاري حين صدر هذا الاتهام من قائد المليشيا وهي التي طالما نفت هذه التهمة وبقوة وضراوة عندما صدرت من آخرين؟
مثل هذا النوع من الأسئلة وغيرها ضروري الإجابة عليها الآن وليس غداً، وبدون التفاف وتسويف، والسعي لتوفير ذلك بذات قوة السعي لإيقاف الحرب وصياغة المشاريع السياسية المستقبلية، حتى لا يكون للخصوم والناس في عمومهم، على هذه القوى المدنية حجة!
ألا هل بلغت اللهم فاشهد  

مقالات مشابهة

  • قاسم: نرفض التطبيع مع إسرائيل ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي
  • هكذا تحدث الرئيس اللبناني عن إمكانية التطبيع مع إسرائيل ونزع سلاح حزب الله
  • إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي قتل 300 فلسطيني الثلاثاء الماضي معظمهم نساء
  • هناك أسئلة مهمة تحتاج لإجابات شافية ووافية
  • إعلام عبري: مقترح جديد بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة
  • قبيل زيارته إلى فرنسا... الرئيس اللبناني يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل "ليس مطروحا الآن"
  • إعلام عبري: اعتراض صاروخين أطلقا من اليمن
  • إعلام عبري: إطلاق صاروخ باليستي من اليمن وسماع دوي انفجارات قرب مدينة القدس
  • إعلام عبري: صفارات الإنذار تنطلق وأصوات انفجارات بعد إطلاق صاروخين من اليمن
  • عاجل. إعلام عبري: إطلاق صاروخ بالستي من اليمن وسماع دوي انفجارات قرب مدينة القدس